08-10-2022
|
|
يبحث كل منا عن السعادة فلا يجدها

يبحث كل منا عن السعادة فلا يجدها
يظنها في المال فيجد في طلبه وما هي الا سنوات
حتى يعتاد وجود المال بين يديه وينسى انه نعمة
ثم يبدا ليبحث عن السعادة في باب اخر
فيظنها في والزواج
الا انه يعود بعد الزواج ليشعر انه ينقصه شيء
فيطلبه في الولد ويحصل عليه ويعتاد كذلك على وجوده
ويبقى يلهث بحثا عن السعادة المنشودة وهو يظن ان لها
مفتاحا لا يملكه
فان مرض ظن ان السعادة في الصحة
وان سافر احد احبائه اعتقد ان السعادة كلها كانت معه
وقد غادرته للابد
فترى الام حزينة على فراق اولادها لانها تظن ان وجودهم
هو سعادتها المنشودة
وترى المغترب يلقي على كاهل الغربة مسؤولية احزانه
وتعاسته
ويظن ان سعادته لا تكون الا في عودته لترابه والعيش
تحت سمائه
اما الطالب فالامتحانات كم تسلبه هناءه وسعادته
ولكن كل هذا بعيد كل البعد عن الصحة
فحتى لو عاد الاولاد لامهم وضمتهم تحت جناحيها
ولو انتهى المطاف بالغريب بان يعود الى موطنه
وشفي المريض من مرضه
وانتهى نظام الامتحانات وصار النجاح تحصيلا حاصلا
لن تنتهي الام المعذبين ولا دموع المشتاقين
فكل هؤلاء هم بحاجة لامر اخر
بحاجة للشعور بالقرب من الله تعالى
بالرضا عن مكانتهم عند خالقهم هنا فقط قد نشعر بالسعادة
والرضا في القلب شعث لايملؤه الا الله
نعم قلوبنا تشتاق الى بارئها تشتاق للجنة وتضيق بالذنوب والمعاصي
فمن فهم هذا المعنى فاز واقترب وشعر بمعنى السعادة
وطعمها
ومن تاه في زحمة الحياة المادية وملذاتها ورغباتها فلن يعرف
طعم السعادة وسيبقى يلهث وراءها بغير جدوى
لنعود معا الى ربنا سبحانه وتعالى وسنجد حتما السعادة
الحقيقية والدائمة
جعلنا الله واياكم من سعداء الدنيا والاخرة
|