عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2010   #6


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 55 دقيقة (12:01 PM)
آبدآعاتي » 3,303,595
الاعجابات المتلقاة » 7596
الاعجابات المُرسلة » 3794
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



أحمد أمين للمرحلة الاعدادية
ـــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد أمين
1886- 7 195
begin_of_the_skype_highlighting 1886- 7 195 end_of_the_skype_highlighting

يقول طه حسين: "لقد اهدى احمد امين الى العالم الحديث بتاليف فجر الاسلام وضحاه وظهره كنزاً من اقوم الكنور واعظمها حظاً من الغنى واقدرها على البقاء ومطاولة الزمان والاصراح." في حياتي يسعى احمد امين لتقديم صورة صادقة عن نموه منذ مراحل الطفولة الباكرة حتى اواخر عمره ، موضحاً كيفية تكون الشخصية التي قدمت للعالم العربي فجر الاسلام . فقد كان من المعتقدين بدور البيئة في خلق الشخصية ، اذ يقول في بداية سيرته : "كل انسان - الى حد كبير - نتيجة لجميع ما ورثه عن آبائه وما اكتسبه من بيئته التي احاطت به ." وهو يذكر في هذا السياق عوامل عدة منها تاثير اسرته التي ترعرع في ظلالها عليه ، والحارة التي ترعرع فيها ، الكتاب والازهر . ثم يصف عمله الجامعي كاستاذاً بكلية الاداب وعميداً لها.
في الصفحات التالية ، يصف احمد امين تجاربه الاولى مع اسرته ، ويوضح كيف اثرت في شخصيته لاحقاً. فالقسوة في معاملته كطفل تدفعه للجدية، ولعدم القدرة على مشاركة الاخرين الافراح، بل انه يبات جدياً اقرب للكابة في طبعه طوال العمر. هو يصف ايضاً مساعيه لتوسيع حدود تعليمه التراثي في الازهر عن طريق تعلم اللغة الانجليزية،وتاثير القراءة باكثر من لغة على اسلوبه في التفكير. بل انه يقدم رؤية خاصة للغة العربية وكيفية استخدام المحدثين لها ، اذ يدعوا للغة بسيطة يقدر القاريء العادي على فهمها. سيجد القاريء هنا ايضاً وصفاً لزواج احمد امين وتحليلاً لمزايا وشرور العلاقة الزوجية يتميز بصراحة يندر ان نعثر عليها في ادب المذكرات العربي المعاصر .
حياتي

ما انا الا نتيجة حتمية لكل ما مر علي وعلى ابائي من أحداث. فالمادة لا تنعدم وكذلك المعاني. قد يموت الطير وتموت الحشرات والهوام ، ولكنها تتحلل في تراب الارض فتغذي النبات والاشجار . قد يتحول النبات والاشجار الى فحم ، ويتحول الفحم الى نار، وتتحول النار الى غاز ، ولكن لا شيء من ذلك ينعدم . حتى اشعة الشمس التي تكون الغابات وتنمي الاشجار تُختزن في الظلام، فاذا سُلطت عليها النار تحولت الى ضوء وحرارة وعادت الى سيرتها الاولى.
وكذلك الشأن في العواطف والمشاعر والافكار والاحيلة ، تبقى ابداً ، وتعمل عملها ابداً. فكل ما يلقاه الانسان من يوم ولادته ، وكل ما يلقاه اثناء حياته ، يستقر في قرارة نفسه ، ويسكن في اعماق حسه، سواء في ذلك ما وعى وما لم يعي، وما ذكر وما نسى ، وما لذ وما آلم. فنبحة الكلب يسمعها ، وشعلة النار يراها ، وزجرة الاب او الام يتلقاها ، واحداث السرور والالم تتعاقب عليه. كل ذلك يتراكم ويتجمع ، ويختلط ويمتزج ويتفاعل، ثم يكون هذا المزيج وهذا التفاعل اساساً لكل ما يصدر عن الانسان من اعمال نبيلة وخسيسة-وكل ذلك ايضاً هو السبب في ان يصير الانسان عظيماً او حقيراً ، قيماً او تافهاً. فكل ما لقينا من احداث في الحياة ، وكل خبرتنا وتجاربنا ، وكل ما تلقته حواسنا او دار في خلدنا هو العامل الاكبر في تكوين شخصياتنا - فان رايت مكتئباً بالحياة ساخطاً عليها متبرماً بها ، او مبتهجاً بالحياة راضياً عنها متفتحاً قلبه لها ، او رايت شجاعاً مغامراً كبير القلب واسع النفس ، او جباناً ذليلاً خاملاً وضيعاً ضيق النفس ، او نحو ذلك ، فابحث عن سلسلة حياته من يوم ان تكون في ظهور ابائه - بل قد تحدث الحادثة لا يابه الانسان بها وتمر امام عينيه مر البرق، او يسمع الكلمة العابرة لا يقف عندها طويلاً ، او يقرأ جملة في كتاب قراءة خاطفة ، فتسكن هذه كلها في نفسه وتختبيء في عالمه اللاشعوري ، ثم تتحرك في لحظة من اللحظات لسبب من الاسباب فتكون باعثاً على عمل كبير او مصدراً لعمل خطير . وكل انسان - الى حد كبير - نتيجة لجميع ما ورثه عن ابائه ، وما اكتسبه من بيئته التي احاطت به .
ولو ورث أي انسان ما ورثت ، وعاش في بيئة كالتي عشت، لكان اياي او ما يقرب مني جداً.
لقد عمل في تكويني الى حد كبير ما ورثت عن آبائي ، والحياة الاقتصادية التي تسود بيتنا ، والدين الذي يسيطر علينا ، واللغة التي نتكلم بها ، وادبنا الشعبي الذي كان يروي لنا ونوع التربية الذي كان مرسوماً في ذهن ابوي ولو لم يستطيعا التعبير عنه ورسم حدوده ونحو ذلك . فانا لم اصنع نفسي ولكن صنعها الله عن طريق ما سنه من قوانين الوراثة والبيئة .
عجيب هذا العالم ، ان نظرت اليه من زاوية رايته كلاً متشابهاً ، بتجانس في تكوين ذراته ، وفي بناء اجزائه ، وفي خضوعه لقوانين واحدة ، وان نظرت اليه من زاوية اخرى رايت كل جزيئة منه تتفرد عن غيرها بمميزات خاصة بها، لا يشاركها فيها غيرها . حتى شجرة الورد نفسها تكاد تتميز كل ورقة فيها عن مثيلاتها . فمن الناحية الاولى تستطيع ان تقول : ما اشبه الانسان بالانسان. ومن الناحية الثانية تقول: ما اوسع الفرق بين الانسان والانسان.
وعلى هذه النظرة الثانية فانا عالم وحدي ، كما ان كل انسان عالم وحده . تقع الاحداث على اعصابي ، فانفعل لها انفعالا خاصاً بها، واقومها تقويماً يختلف - قليلاً او كثيراً - عن تقويم كل مخلوق آخر غيري. فالحادثة الواحدة يبكي منها انسان ، ويضحك منها آخر، ولا يبكي ولا يضحك منها ثالث ، كأوتار العود الواحد ، يوقع عليها كل فنان توقيعاً منفرداً متميزاً لا يساويه فيه أي فنان آخر.
فانا اروي من الاحداث ما تاثرت به نفسي ، واحكيها كما رات عيني ، واترجمها بمقدار ما انفعل بها شعوري وفكري.


 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس