عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-14-2022
Iraq     Female
لوني المفضل Silver
 عضويتي » 29992
 جيت فيذا » Jan 2021
 آخر حضور » منذ يوم مضى (11:52 AM)
آبدآعاتي » 47,235
الاعجابات المتلقاة » 1089
الاعجابات المُرسلة » 942
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond reputeترانيم عشق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى




قوله تعالى: ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 73]
﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾: القائل هو الله عز وجل؛ أي: فقلنا لهم بما أوحيناه إلى نبينا موسى: ﴿ اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾.
والضمير في قوله: ﴿ اضْرِبُوهُ ﴾ يعود إلى القتيل المذكور في قوله: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: 72]
والضمير في قوله: ﴿ بِبَعْضِهَا ﴾ يعود إلى ما عاد إليه الضمير في قوله: ﴿ فَذَبَحُوهَا ﴾ [البقرة: 71]، وهي البقرة المأمور بذبحها
في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴾ [البقرة: 67].
أي: اضربوا هذا القتيلَ ببعض هذه البقرة؛ أي: بجزء منها، أو بعضو منها، فضربوه ببعضها فأحياه الله
وأخرَج ما كانوا يكتمون، فأخبَر بقاتله.
﴿ كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى ﴾ الكاف: للتشبيه، والإشارة إلى محذوف للإيجاز؛ أي: فضربوه ببعضها فأحياه الله؛ أي: مثل إحياء الله تعالى
هذا القتيلَ يُحيي الله عز وجل الموتى، كما قال عز وجل: ﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾ [يس: 53].
﴿ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ﴾؛ أي: وكذلك يظهر الله لكم آياتِه الكونية والشرعية، الدالة على عظمته عز وجل
فإحياء القتيل بضربه بجزء من البقرة آيةٌ من آيات الله الكونية.
وأمرُ الله عز وجل لموسى بأمرهم بذبح بقرة، وضرب القتيل ببعضها، وحياته بذلك وإخباره بقاتله -
إظهارٌ وبيان لصدق ما جاءهم به موسى من هذه الآيات، ومعجزة وكرامة له.
وقد ذكر الله عز وجل ما خلَقه من إحياء الموتى في خمسة مواضع من هذه السورة:
في قوله: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ [البقرة: 56]، وهذه القصة، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت في قوله تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ﴾ [البقرة: 243]
وقصة الذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها في قوله تعالى: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [البقرة: 259]
وقصة إبراهيم والطيور الأربعة في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ﴾ [البقرة: 260].
﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾؛ أي: لأجل أن تعقلوا عن الله عز وجل آياتِه وتتفهموها، وتتأملوا فيها وتتدبروها، وتنتفعوا بما منَحَكم الله من عقول.
وفي الإخبار بهذه القصة عَلَمٌ من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودلالة على نبوة موسى عليه الصلاة والسلام
وعلى قدرة الله تعالى التامة على إحياء الموتى، وإثبات المعاد، وتحذير من التشدد في الدين وعواقبه الوخيمة، ومقابلة الظالم الباغي بنقيض
قصده شرعًا وقدرًا، فإن القاتل قصدُه ميراث المقتول، ودفع القتل عن نفسه، ففضَحَه الله وهتكه، وحرَمَه ميراث المقتول[1].

المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
[1] انظر "بدائع التفسير" (1/ 319).
_ الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم.



 توقيع : ترانيم عشق


رد مع اقتباس