لا يمكن أن يعيش المسلم مثل غيره فى هذا الكون، بل إن نظرته للموت ينبغى أن تكون مختلفة ذلك أنه يعبد الله فهو يعيش إذا لغاية يصل بها إلى رضا الله والجنة. كما ينبغى أن يعلم جيدا أن الإسلام هو. بوابة العبور ثم تليها بوابة الإيمان ثم بوابة الاحسان التى هى أعلى الدرجات وهى غاية كل مؤمن. يريد أن يرتقي بنفسه وتعلو عند الله منزلته. علامات الإحسان: ولكى تصل لهذه الدرجة العظيمة وتحقق مقام الاحسان لابد أن تدرك أن هذا يحتاج لبذل جهد وان هناك علامات تبين لك أن على الطريق للصواب ومن هذه العلامات: الاستقامة على طاعة الله ظاهرا وباطنا، في معاملة خلقه، وفي خاصة نفسه، فتجده يتقن عبادة الله تعالى، ويأنس بذكره، ويؤدي شكر نعمه، وتجده مع الخلق باذلاً للندى، كافَّاً للأذى، مؤديا للنصيحة، تاركا لما لا يعنيه. فهذا إجمال علامات الإحسان. ايضا من علامات الإحسان : إذا حسن الإسلام، اقتضى ترك ما لا يعني كله من المحرمات والمشتبهات والمكروهات، وفضول المباحات التي لا يحتاج إليها، فإن هذا كله لا يعني المسلم إذا كمل إسلامه، وبلغ إلى درجة الإحسان، وهو أن يعبد الله تعالى كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإن الله يراه، فمن عبد الله على استحضار قربه ومشاهدته بقلبه، أو على استحضار قرب الله منه واطلاعه عليه، فقد حسن إسلامه، ولزم من ذلك أن يترك كل ما لا يعنيه في الإسلام، ويشتغل بما يعنيه فيه، فإنه يتولد من هذين المقامين الاستحياء من الله، وترك كل ما يستحيا منه. كيف أكون من المحسنين؟ وعن كيفية وصول العبد لمرتبة الإحسان فتتلخص في قول النبي صلى الله عليه وسلم: الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء. رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.

...............