عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-11-2022
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي متى تغادر الدراما الخليجية محطة التقليد؟



أثارت الأزمة التي اندلعت خلال الأيام الماضية بين الشيخ عادل الكلباني وأحد البرامج التي تبث على شاشة فضائية عربية شهيرة الكثير من الجدل؛ وذلك بعد تلويح الكلباني باللجوء إلى القضاء اعتراضًا على تقليده في ذلك البرنامج، مؤكدًا أن ما تم بثه يدخل تحت بند السخرية من شخصيته، وأن هناك خطًّا فاصلاً بين الكوميديا الهادفة والاستهزاء بالآخرين والإضرار بشخصياتهم وصورتهم.

وبعيدًا عن تفاصيل هذه الأزمة، والدخول في مفرداتها، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن كثيرًا من البرامج الكوميدية التي تُبث على شاشات كثير من القنوات الفضائية العربية لم تستطع مغادرة محطة التقليد والانطلاق إلى أعمال فنية أكثر رقيًّا وأشد تأثيرًا، بل إن بعض تلك البرامج يسخر من شعوب بأكملها للدرجة التي قد تتسبب في حدوث أزمات بين الدول والشعوب، تدور رحاها في مواقع التواصل، وتُستخدم فيها ألفاظ الشتائم والسباب المتبادل كافة.

وقد انتشرت تلك البرامج خلال السنوات الماضية بدرجة كبيرة، ولاسيما في البرامج التي تبث على المنصات الإلكترونية ومواقع الإنترنت؛ ربما بسبب غياب التشريعات القانونية التي تضبط المحتوى الرقمي في كثير من الدول، وعدم وجود رقابة كافية، ووصلت في بعض الأحيان إلى القنوات الفضائية رغم أنها محكومة بأنظمة واضحة، وملزمة بمواثيق شرف إعلامية.

وقد حرصت السعودية منذ تزايد استخدام تلك المنصات الافتراضية والمواقع الإلكترونية على إقرار تشريعات واضحة، تحفظ حقوق جميع الأطراف؛ إذ أكدت النيابة العامة أكثر من مرة أن عقوبة كل من يقوم بالتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم، سواء بإنتاج أو إعداد أو إرسال أو إعادة إرسال أو تأييد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هي السجن لمدة عام، والغرامة بمبلغ 500 ألف ريال؛ باعتبار ذلك "جريمة معلوماتية". وكان لهذا النص القاطع أثر واضح في انخفاض الجرائم المعلوماتية بدرجة كبيرة.

ومع أن اللجوء إلى تقليد الآخرين يُعتبر من الأساليب الكوميدية البالية التي تجاوزتها كثير من الدول إلا أنه ظل –للأسف- سمة مميزة للدراما الخليجية بصورة عامة، للدرجة التي دفعت الكثيرين للتساؤل عن السبب في حالة الجمود التي يعيشها المشهد الدرامي الخليجي، والسعودي خصوصًا؛ لذا أُقيمت الكثير من الندوات وورش العمل التي ناقشت الأسباب التي ما زالت تحول دون ازدهار صناعة الدراما السعودية بالرغم من الإمكانات التي تحظى بها.

هنا لا بد من الاعتراف بوجود أزمة عميقة؛ والدليل على ذلك هو عدم وجود أعمال درامية تناسب النهضة التي تعيشها بلادنا في مختلف المجالات، ولاسيما الثقافية، وأجواء الانفتاح التي تشهدها السعودية كلها، هذا مع التسليم بطبيعة الحال بوجود قلة من الأعمال التي تؤرخ لتاريخنا، مثل مسلسل العاصوف وغيره، لكنها تظل استثناءات، لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.

لدينا المقومات كافة التي يمكن أن تؤدي لحدوث نهضة درامية متكاملة، ومغادرة مرحلة التقليد التي لا يمكن وصفها إلا بمرحلة المراهقة الدرامية، والانتقال لأعمال أكثر نضجًا وتأثيرًا، وخصوصًا مع وجود أعداد كبيرة من العناصر البشرية القادرة والمؤهلة، لكنها لا يمكن أن تصنع شيئًا في ظل أزمة النصوص التي يتفق غالبية الدراميين على أنها السبب الأول في الأزمة الحالية.

في عز هذه العتمة إلا أن هناك بعض الإشراقات التي تصنع ضوءًا في آخر النفق، منها الاهتمام الذي توليه وزارة الثقافة لمعالجة أسباب القصور الدرامي؛ إذ قامت خلال الفترة الماضية بابتعاث عدد كبير من الكوادر البشرية ضمن برامج الابتعاث الثقافي إلى العديد من العواصم التي لها تاريخ درامي عريق؛ لدراسة جميع عناصر العملية الإبداعية، بدءًا من التمثيل وكتابة السيناريوهات والإخراج والتأليف، والأعمال المساعدة الأخرى مثل الإضاءة والمونتاج وغيرهما.

هؤلاء حتمًا سوف يعودون في القريب العاجل بمقدرات عالية؛ ليؤسسوا بنية تحتية فنية متكاملة على أسس علمية سليمة.. لكن حتى يحدث ذلك لا ينبغي أن نظل مكتوفي الأيدي؛ لأن الإبداع سمة متأصلة في الشخصية السعودية، ولا بد من الاستفادة من الشخصيات التي أفنت عمرها لتقديم أعمال فنية تظل شاهدًا على الدور الحضاري والإنساني الكبير الذي لعبته هذه البلاد.

ختامًا أهمس في آذان الذين تضرروا مما اعتبروه مساسًا بمكانتهم، وضررًا لأشخاصهم، بأن هذا جزءٌ من ضريبة العمل العام، وما قدموه وقاموا به خلال تاريخهم العامر والحافل محفور في الصدور، وباق في سجلات التاريخ، ولا أشك قطعًا في أن الإخفاق الذي وقع لم يحدث إلا بحسن نية، وأذكِّرهم في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان بقوله تعالى {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}، وهم قطعًا أعلم مني بمعاني هذه الآية الكريمة، ودلالاتها العميقة.



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس