قد يسأل الكثيرون ما هي العلاقة بين شمع الأذنين وجهاز المناعة في الجسم، لاعتقادهم بأن الشمع يعمل كمدخنة تساعد على إخراج كل الأوساخ العالقة في الأذن، ما يجعلها وسيلة مثالية لتنظيف الأذن من الداخل. لكن في الحقيقة، يبدو هذا الاعتقاد غير شامل تماماً. فعلى الرغم من أن الشمع يساعد على تحسين مجرى المادة الشمعية أو (الصمغية) التي تُفرز في الأذن، ومنع تكوّن تكتلات قاسية منها، فضلاً عن التحكّم بمستوى إنتاج هذه المادة، فإن الهدف منها لا يتمحور تحديداً حول تنظيف الأذنين، بقدر ما يتعلق بتحفيز جهاز المناعة.

كيف؟
يُعتبر جهاز المناعة في أجسامنا، خط دفاع يحمينا من الأمراض ويبقينا في حالة صحية جيدة. لكن كيف يعمل؟
ثمة سائل يُدعى السائل الليمفاوي يمرّ في الجسم عبر سلسلة من الشعيرات الدموية التي تشبه القنوات ويتجمّع في عقد صغيرة تتوزع في أنحاء متفرقة من الجسم، مثل المنطقة خلف الأذنين، الإبطين، الفخذين، وراء الركبتين، حيث يقوم هذا السائل بتنظيف هذه العقد من الأوساخ العالقة فيها. ولذلك من الضروري جداً الحفاظ على هذا السائل في حالة جريان جيدة، فعندها تكون أجسامنا محصنّة تماماً ضد الفيروسات والبكتيريا وأي نوع من الأمراض التي تهدده.

وخلافاً للقلب الذي يعمل على ضخّ الدم، لا يوجد أي نوع من المضخات لدفع السائل الليمفاوي وتحفيز جريانه في مختلف أعضاء الجسم، وبالتالي، فهو يعمل تحت تأثر النشاط الجسدي، ويمكننا تجنّب الضغط عليه كثيراً، من خلال اعتمادنا أسلوب حياة صحي ومتوازن.


كيف يعمل شمع الأذنين على تحفيز جهاز المناعة؟
عندما يتمّ إشعال الشمعة بعد تثبيت طرفها الرفيع في الأذن، تصبح حامية نوعاً ما، وهذه الحماوة تتغلغل إلى داخل الأذن وتعمل على تحفيز جهاز المناعة في الوقت الذي يحترق فيه طرفها الخارجي. علماً أن نفخ الدخان داخل الأذنين، هو من الممارسات التي تعود إلى حقبات زمينة خلَت، حيث اعتمدتها العديد من الشعوب حول العالم. وفي حالة فريدة من نوعها، ذكرت إحدى المجلات الطبية الأميركية، أن رجلاً متقدماً في السن، كان يحتفظ بعلبة سجائر، ليس بهدف التدخين، بل كان يحرص على نفخ الدخان في أذنَي أحفاده عندما كانوا يعانون من حكاك في هذه الحاسة، حيث كان الحكاك يؤشر إلى تراجع نشاط جهاز المناعة لديهم.
بشكل عام، غالبية الأشخاص الذين يطبّقون تقنية شمع الأذنين، عادةً ما يشعرون بالحاجة لزيارة الحمام بشكل متكرر، إذ يتم تحفيز القولون ليصبح أكثر نشاطاً ويتخلّص من الأوساخ، في حين يشير بعض الممارسين لأساليب الطب التقليدي، إلى أن إشعال شمعة في منطقة السرّة، يعالج تماماً مشكلة الإمساك، مع ضرورة تناول الكثير من المياه بعد هذه التقنية، لمساعدة الجسم على طرح كل الأوساخ والسموم خارجاً.
من ناحية ثانية، أفاد عدد كبير من الأشخاص الذين طبّقوا تقنية شمع الأذن بشكل دوري كل 4 إلى 6 أسابيع، أن معاناتهم من حساسية الربيع قد تراجعت كثيراً، كما اختفت كلياً لدى البعض منهم.


للفائده م