عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010   #24


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (01:40 AM)
آبدآعاتي » 715,364
الاعجابات المتلقاة » 1176
الاعجابات المُرسلة » 476
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




...السبت الصباح في جامعة الرياض للبنات...
طلعت من قاعة المحاضرات و بيدها كتابها وهي تشعر بالملل الشديد..
هذا و أول يوم لها في الجامعة يا كيف راح تقضي باقي الأيام و السنوات الجاية؟؟
تنهدت بقوة و هي تناظر الساعة في جوالها...كانت تشير للعاشرة و النصف..
دخلت الكفتريا و هي تشعر بجوع شديد في بطنها و لمحت نجلاء قاعدة على إحدى الطاولات لحالها و شكلها تفكر..
كانت حاطه كتبها على جنب و مسندة يدينها للطاولة و حاطه راسها بين يدينها و التفكير أخذ كل وقتها...
حتى لما كانت في المحاضرة ما سمعت ولا شي..أو يمكن سمعت بس ما ركزت بشي من الكلام اللي سمعته..
كانت تفكر بــــ (فيصل)..؟؟
و بنفس الوقت تفكر بظروفها القاسية اللي تمنعها من الموافقة..
بس من جد كانت تشعر بقهر شديد في قلبها و تتحسب على اللي أخذ منها أعز ما تملك...
هي بنت؟؟
و مثلها مثل أي بنت...
ودها تفرح...ودها تكون عروس...ودها تلبس الثوب الأبيض...ودها يكون لها بيتها و حياتها الخاصة...
أحلام البنات الوردية؟؟
بس ليه هي محرومة في كل هذا؟؟...هل لأن الظروف ما ترحمها أو لأن العار راح يلحقها و يضل وراها وين ما راحت...
قعدت أحلام بهدوء و الابتسامة مرسومة على شفاهها:السلام..
نجلاء انتبهت و رفعت راسها..لما شافت بنت خالها العزيزة ابتسمت:و عليكم السلام...
أحلام:متى جيتي اليوم الصباح ما شفتك؟
نجلاء تنهدت:جيت متأخر شوي...
أحلام قطبت حواجبها:وش فيك متضايقة كذا...قولي لي وش كنتي تفكرين فيه ترا صار لي وقت واقفة أناظرك وأنتي مو حاسة فيني؟؟
نجلاء أخذت نفس و هي تبتسم:لا تشغلين بالك ما في شي مهم...
أحلام رفعت حاجبها و بثقة:قصدك أخوي فيصل مو مهم؟؟؟
نجلاء قطبت حواجبها:من جاب طاري فيصل؟
أحلام بمكر:لا تنكرين أنك كنتي تفكرين بفيصل...اوك بصفة عامة كنتي تفكرين في الخطبة؟؟
نجلاء شبكت يدينها ببعض وناظرت الطاولة بصمت:...........................................
أحلام بهدوء:نجلاء أنا ما أبي أجبرك توافقين هذا شي راجع لك...
بس فيصل أخوي شاريك صدقيني...فكري و خذي وقتك في التفكير بس خلي ببالك أن فيصل شاريك و يبيك زوجة له...
نجلاء وهي تناظر الطاولة:بس صعب علي أتخذ القرار الأخير...والله صعب...
أحلام تناظرها:.......................................... ....
نجلاء رفعت عيونها لها و بلهفة:أحلام أنتي ما مريتي بكذا...ما ...
قاطعتها أحلام وهي مبتسمة:لا...لأني كنت أحب محمد من زمان بعيد...
تصوري أنا عطيتهم موافقتي بنفس الوقت اللي فاتحوني فيه بالموضوع...
نجلاء فتحت عيونها على الأخر:من جد تتكلمين؟؟
أحلام هزت راسها:أي والله من جد....
نجلاء وهي تناظرها(أي يمكن كلامك صح...بس أنا مقدر أسوي اللي أنتي سويتيه يا أحلام..ليتني مثلك)
أحلام:وين رحتي؟
نجلاء ابتسمت:معك ما رحت مكان...
أحلام:طيب وش قلتي بالموضوع...ترا أخوي يبي الموافقة لما يجي هالمرة هذي...
نجلاء ما تكلمت ولا أعطت أي إشارة تبين على أنها موافقة أو قريب راح توافق...
فقط اكتفت بالصمت المحير...
أحلام قطعت الصمت:وش رايك ناكل شي والله جوعانة حدي؟؟
نجلاء ابتسمت لها:اوك قومي...
... في إحدى مدارس الرياض للبنات...
كانوا كلهم في الصف نفسه...
شوق كانت قاعد في آخر مقعد طبعا كما هو معروف لأنها تو اليوم تداوم..اليوم أول يوم لها؟؟
كانت مسندة ظهرها لورا و راسها مميلته على جنب و نظرها على الطاولة و هي تشوف صورة عبد الله ترتسم عليها...
ابتسمت و هي تناظر صورته بصمت...
تحبه و تعشقه و تهواه و تموت بهواه و حياتها ما لها لون بدونه...
فعلا تحس بالضياع بدونه...
حتى و هي مع فهد تحس بالضياع...
عبد الله بس هو اللي راح يطلعها من الدوامة اللي هي تعيش فيها؟؟
في البداية كانت تظن أن الأيام راح تجمع بينها و بين فهد بكل حب و راح تنسيها عبد الله..
بس الحين أيقنت أن هذا مستحيل...مستحيل تنساه و تنسى حبهم؟؟
طبعا الحصة هذي كانت حصة فراغ...
يمكن للحين ما تنظم الجدول نظام كلي؟؟
كانت في عالمها الخاص وسط ضجيج المدرسة...وسط إزعاج البنت...الضحك و السوالف؟؟
ما في شي يقدر يمنعها من التفكير في عبد الله...
لأن هو مستحل كل تفكيرها...ماخذ عقلها...وين ما تروح يكون معها؟؟
جات لها رانيا قعدت على الطاولة بابتسامة:اللي ماخذ عقلك يا بنت العم...
شوق انتبهت و رفعت راسها لها وهي مكشرة:رانيا لا تستخفين دمك...
رانيا قطبت حواجبها:خير وش فيك معصبة كذا وش صاير لك...
شوق:والله تعبانه...
رانيا غمزت لها و بابتسامة خبيثة:حامل...
شوق عصبت أكثر و بحزم:لا...
رانيا:يللا علميني والله ما راح أقول لأحد...
شوق حست بخنقه و الهوا يتلاشى من قدامها:قلت لك لا...مو حامل...
رانيا بليز لا تفتحين معي الموضوع هذا مرة ثانية...
رانيا نزلت و قعدت في الكرسي اللي عند كرسي شوق:ليه ما تبين أحد يكلمك بموضوع الحمل..ليه لما نجيب طاري الحمل تعصبين كذا؟
شوق:.............................................. .................
رانيا:قولي لي وش فيك طيب...شوق مو أنا مستودع أسرارك...مرة تغيرتي لما تزوجتي فهد...بس أنا ما تغيرت..
أنا للحين رانيا بنت عمك و أختك اللي تسمع منك و تريحك؟؟
شوق تكلمت بهدوء تام و بصوت محد يسمعه إلا رانيا:لأني ما أبي أحمل من فهد...
رانيا فتحت عيونها بإنصدام:ليه...هو مو زوجك؟
شوق بانكسار:بلا زوجي...بس عندي إحساس أن حياتي معه ما راح تطول..
رانيا:شوق وش الكلام اللي تقولينه أنتي...وش قصدك؟؟
شوق:ما راح تفهمين قصدي..
بس اللي أقدر أفهمك إياه أني حاسة بصدق إحساسي...ليه أحمل و أعذب عيالي بعدها؟؟
رانيا:شوق اتركي الكلام الفاضي هذا من راسك و بلا هذرة أزود من كذا ترا من جد مو حلوة منك...
شوق:وش تبيني أسوي طيب؟؟
رانيا:لا تسووين شي بس لا تقولين كذا...
ولا تاخذين أي شي يمنعك من الحمل صدقيني راح تندمين...خلي كل شي على ربك أحسن؟؟
شوق قطبت حواجبها:بس أنا متضايقة مرة يا رانيا...حاولت كثير أستقر مع فهد بس مو قادرة...
على قد ما هو قريب مني إلا أني أحس أن في حواجز كثيرة بيننا مدري كيف أكسرها؟؟
بنفس الوقت هذا رن جرس المدرسة...
يعلن عن انتهاء اليوم الدراسي بما يحمل من متاعب و هموم دراسية؟؟؟
بدت البنات تاخذ أغراضهم و تطلع من الحبس اللي هم فيه من الصباح...
رانيا وقفت:بيننا تلفون اليوم اوك...
شوق هزت راسها و هي تشيل شنطتها على كتفها و قامت طلعت من الفصل بصمت...
نوف توجهت لرانيا اللي كانت تدخل كتبها في الشنطة و تكلمت:وش فيها شوق؟
رانيا بدون ما تناظرها:أبد بس تقول تعبانه و مدري وش تخربط...
نوف رفعت حاجب:مو مصدقتك والله حاسة أن في شي ثاني...شوق مو عاجبتني أبد دايما سرحانة و تفكر...
رانيا ناظرت نوف بصمت:..........................................
نوف:والله أنها شاغله بالي...تكفين رانيا شوفي وش فيها...
يمكن في شي بينها و بين فهد و هي ما تبي تقوله لي عشان فهد أخوي...
بس أنتي بنت عمها و تفتح لك قلبها...
رانيا ابتسمت:طيب أشوف وش فيها و أرد لك خبر...يللا نطلع...
مشت رانيا بجنب نوف و طلعوا لبرا...
إحساس نوف بمحله..
فعلا شوق ما تبي تقول لنوف عشان فهد أخوها...صعبة تتكلم مع أخت زوجها في موضوع كذا؟؟
...الساعة1في قصر أبو فهد في شقة فهد و شوق...
رايح جاي في الصالة الكبيرة بانتظار...أي كان ينتظر شوق حبيبته؟؟
هو اليوم ما راح الدوام...مو عشان شي بس لأنه طول الليل ما نام...
كان سهران يتأمل القمر اللي نايم جنبه ببراءة على السرير...
سمع صوت مفتاح يحتك بالباب و لف للباب و الابتسامة ارتسمت على شفاهه و هو يشوقها تدخل و تسكر الباب وراها...
كنها طفلة صغيرة جاية من المدرسة...تشبه الأطفال في كل شي...
التفتت ورى و شافته واقف على بعد مسافة قصيرة منها و رسمت ابتسامة مزيفة على شفاهها لاستقباله...
فهد قرب منها:تو ما نور البيت...
شوق بهدوء:منور بوجودك...
فهد وقف قبالها:ها وش سويتي اليوم؟؟
شوق توجهت للطاولة اللي عند الكنب و حطت المفتاح عليها:ما في شي جديد عادي..
فهد مشى لها و وقف وراها و صار ما يفصل بينهم إلا ملابسهم بابتسامته...
شوق دق قلبها بقوة و قبل لا يقول أي كلمة بعدت عنه بسرعة باتجاه الغرفة:أنا رايحة أغير ملابسي..
اختفت ابتسامته و هو يناظرها تمشي للغرفة...
دخلت الغرفة و سكرت الباب بكل هدوء بينما فهد رمى نفسه على الكنب بتعب...
لمتى يضل يراعيها و هي تتهرب منه؟؟...
لمتى تضل تنفر منه بهذا الشكل اللي يكرهه أي زوج؟؟...
مر وقت و للحين شوق ما طلعت من الغرفة و فهد للحين يفكر باللي قاعد يصير...
وقف فهد و دخل المطبخ و أخذ الدواء حقها و حطه في صحن و حط معه كاس ماي...
طلع من المطبخ و توجه للغرفة اللي فيها شوق...
كانت شوق قاعدة على طرف السرير ببيجامتها الوردية الشتوية و شعرها القصير مفتوح و طايح على كتوفها و بعض الخصل جاية على وجهها...
تفكر بكل شي حولها...تفكر باللي جمعها مع فهد...تفكر باللي فرقها عن عبد الله...
فتح باب الغرفة بهدوء و شافها قاعدة على السرير...
شوق لما شافته عدلت جلستها و ناظرت السرير بصمت و بحيا منه...
فهد ابتسم بصبر و قرب منها و قعد على طرف السرير يمها و حط الصحن يمه على الكمدينه...
فتح الحبة من العلبة الخاصة فيها و حطها بيده و مسك كاس الماي و لف لشوق:كنك نسيتي دواك...
اليوم الصباح ما أخذتيه أنتي نسيتي وش قالت لك الدكتورة...
شوق هزت راسها بالرفض:ما أبي...
ضاعت عيون فهد وسط عيونها و أقسم أنها طفلة...طفلة و معذبته؟؟
شوق بعدت:ما أبي خلاص والله تحسنت مرة ما فيني شي...
فهد:طيب أنتي خذيه الحين بس...هالمرة لا ترديني...
شوق بلعت ريقها و هي تناظر الحبة...أو بالأحرى كانت تناظر يد فهد اللي قربها من فمها...
فتحت فمها و بلعت الحبة و بعدها قرب منها الماي...
شربت الماي و قرب راسها لصدره و هي استسلمت له و رمت ثقل راسها على صدره...
حوطها بيديه و هي غمضت عيونها لتستلم للنوم...تعبت من التفكير...
...المغرب في قصر أبو عبد الله في الدور الثاني...
لبس و جهز و كل شي اوك...
طلع من غرفته و مر من غرفة أخته رانيا...
رجع وقف عند باب الغرفة لأنه سمع أسم عزيز على قلبه...(شوق)
سمع أخته كانت تكلم شوق حبيبة قلبه و صوتها كان عالي...
رانيا:مو تقولين أن عندك إحساس أنك ما راح تطولين عند فهد...وش يثبت لك إحساسك هذا...
شوق لا تعذبين نفسك كذا...
عبد الله اللي كان واقف عند باب الغرفة سمع الكلمة اللي قالتها رانيا..
(عندك إحساس أنك ما راح تطولين عند فهد)...
ابتسم عبد الله لا شعريا و هو يسند ظهره للجدار(حتى شوق تحس بنفس الإحساس اللي أنا أحس فيه...
شوق للحين تحبني و ما نستني...يا فرحة قلبي فيك يا شوق.)
فتح باب غرفة أخته بقوة و تكلم بصوت عالي متعمد:رانيا أنا طالع تبين شي...
رانيا لفت له باستغراب كبير:سلامتك...
عبد الله ابتسم و هو يطلع...
متعمد يرفع صوته عشان شوق تسمعه...إحساسه يقول له أنها محتاجة لصوته...
اوك يريحها حتى وهو بعيد عنها لأنها يحبها..؟
من جهة ثانية شوق ابتسمت لما سمعت صوت عبد الله و دق قلبها بقوة:وش فيه عبد الله؟
رانيا:مدري عنه...والله غريب عجيب اليوم الظهر مكشر و ما يبي يكلمني حتى ما تقدا معنا و الحين جاي يضحك و يسألني أبي شي أو لا...والله مو صاحي..
ابتسمت شوق و هي تحس بفرح شديد(ليه هو بقى حد فينا صاحي؟)
رانيا:وين رحتي؟؟
شوق و هي تحس أن الهم انزاح عن قلبها:معك بس من جد مستغربة من عبد الله أخوك؟
رانيا:عادي متعودين على التقلبات المفاجأة هذي أخوي صاير مثل المجنون مرات تشوفينه يضحك بدون سبب و مرات ينطوي على نفسه...
شوق مبتسمة(يعني هو يحس فيني...أكيد عبد الله يحس فيني يا قلبي عليه)
رانيا:طيب خلينا منه و نرجع لموضوعنا...
كملوا سوالفهم و شوق كانت فرحانة مــــرة...
رانيا كنها قاعدة تعطيها أخبار عبد الله بدون قصد منها...
حلو..
مرت الأيام و كل يوم يزيد فيه ابتعاد شوق عن فهد...و عبد الله كل يوم يتجدد تفكيره في شوق و في الكلمة اللي سمعها...
...يوم الاثنين في الجامعة و في الكفتريا تبع الجامعة...
نجلاء و أحلام أمس ما جاوا الجامعة...
لأن ما عندهم محاضرات كل يوم....
و اليوم كانوا يسولفون من بعد ثلاث ساعات قضوها في القاعة...
نجلاء لاحظت على أحلام كل كلامها عن فيصل و طبعا ما أخفي كيف كانت نجلاء تفكر فيه كل يوم و كل لحظة...
من جد حيرة كبيرة...
الكل حاط أمل الموافقة و كنهم عارفين رايها و كل من يشوفها يقول لها(عروس فيصل)وكنها خلاص وافقت...
صعبه ترد خالها اللي جاها بنفسه للبيت و طلبها لولده...
وصعبه توافق و تنسى اللي صار لها لأن من الصعب النسيان...
نجلاء قطبت حواجبها:أحلام ما لاحظتي أن كل كلامك عن فيصل؟
أحلام ابتسمت بخفه و هي تناظرها:بلا لاحظت...
لازم أتكلم عنه عشان تعرفين كل شي حياته الخاصة مو هو زوجك؟؟؟
نجلاء أعطتها نظرة و بهدوء:بس للحين ما صار شي...أنا للحين ما وافقت عشان يصير زوجي؟؟
أحلام بثقة:بس الكل واثق أنك راح توافقين...حتى فيصل أخوي بعد أمس كلمني و يقول ما يدري ليه تتعبين نفسك و تفكرين لأنك في النهاية موافقة...
نجلاء فتحت عيونها على الأخر و هي تناظر أحلام:قال لك كذا؟؟
أحلام ضحكت:أي قال لي كذا..
نجلاء ناظرتها بصمت و باين من نظرتها العصبية:......................................
أحلام هزت راسها و هي تضحك:لا والله أمزح معك ما قال كذا بس من جد اتصل و سأل عنك و سلم عليك بعد...
نجلاء بهدوء و بجدية:أحلام لو ما وافقت وش تتوقعين يصير؟
أحلام اختفت ابتسامتها:وليه ما توافقين أساسا؟؟
نجلاء بنفس الهدوء:يمكن ظروفي تمنعني أوافق...أحلام أخوك فيصل يستاهل وحده أحسن مني...
أحلام قطبت حواجبها باستغراب:أخوي فيصل ما راح يلقى وحده مثلك يا نجلاء...بعدين أي ظروف اللي راح تمنعك توافقين؟؟
نجلاء بلعت ريقها:مدري...
أحلام:ما في شي يمنعك توافقين نجلاء...بعدين أخوي واضح عليه يبيك و يحبك لا تعذبينه و ترفضين...
لو في أسباب تمنعك قولي لي و أساعدك بس لا ترفضين...
كلنا نتمنى توافقين و تكونين من نصيب فيصل والله اثنينكم لا بقين لبعض...
نجلاء ابتسمت و بهدوء:أحس أني ما أستاهل فيصل...فيصل يستاهل وحده أحسن مني؟؟
أحلام قطبت حواجبها:نجلاء وش الكلام اللي تقولينه هذا...فيصل ما يبي غيرك و محد يستاهله غيرك أنتي يا نجلاء..
أنتي لو تعرفين هو من متى يحن على أمي عشان تخطبك له كان ما قلتي كذا؟؟
نجلاء ناظرت الطاولة بصمت و هي تفكر:............................................. .....
أحلام بترجي:بليز نجلاء وافقي خلينا نفرح فيكم والله أخوي فيصل مدري وش راح يصير فيه لو رفضتي؟
نجلاء و هي تناظر الطاولة(معقولة فيصل يحبني...يعني هو كان يقصد نفسه لما قال لي الجملة اللي شغلت باله)
أحلام سمعت صوت نغمة جوالها و شافت محمد المتصل...
ابتسمت و هي توقف لأنه متفق معها أنه بيجي ياخذها و تكلمت و هي تشيل أغراضها:وش رايك تجين معي؟؟
نجلاء هزت راسها بالرفض:لا ما أبي أكلف عليكم بعد شوي السواق بيجي...
أحلام ابتسمت و هي تناظرها:أن شاء الله قريب فيصل اللي بيجي ياخذك مو السواق...
ابتسمت نجلاء بهدوء و أحلام مشت عنها متوجه لحبيب قلبها محمد...
ضلت نجلاء قاعدة على الكرسي و تفكر(يا حبي لها أحلام...فرحانة عشان محمد جي لها..
يا ترى أنا راح أفرح مثلها ولا راح أكون أتعس وحده في العيله...
مدري وش أسوي و وش القرار اللي رزم أتخذه...المشكلة محد عارف باللي بقلبي عشان كذا مقدر أستشير أحد فيهم...
سهله عندهم يقولون لي وافقي فيصل رجال..طيب و أنا؟؟)
صوت جوالها يعلن عن وصول السواق...قامت و طلعت و هي تفكر بالموضوع...صعب و أصعب؟؟
مرت الأيام بسرعة...
و الكل لاهي بحياته و مشاغله الخاصة...
بعد مرور أسبوعين على اللي صار كله و للحين لا جديد...
...في قصر أبو فيصل يوم الأربعاء في غرفة أحلام...
أحلام اللي كانت تكلم بالجوال:مدري والله يا فيصل...
فيصل بضيق:لا بليز أحلام كلميها خليها توافق و الله مدري وش راح يصير لو رفضتني...
أحلام:لا تسبق الأحداث فيصل يمكن توافق هي للحين ما أعطت كلمة أخيرة...
فيصل تنهد:آهـــ أتمنى توافق...
أقول أحلام أنا بعد الأسبوع هذا راح أكون موجود خبريها و خليها تستعجل بالموافقة اوك...
أحلام ابتسمت:كنك واثق أنها راح توافق...؟
فيصل:مدري..والله التفكير أخذ وقتي حتى مو قادر أفكر بشي معين لاني مع التدريب و لاني مع التفكير..
المهم أنا بسكر الحين لأني مشغول و يمكن ما أقدر أكلمك...
بس لما أرجع أبي أخبار حلوة ما أوصيك..
أحلام:أن شاء الله...أنا بسوي اللي علي و الباقي على الله بس مو شغلي لو ما وافقت...
فيصل:لا تنكدين علي أكثر الله يخليك لحالي ما لي خلق نفسي...
أحلام ابتسمت:كل هذا عشان نجلاء.؟
فيصل تجاهلها:سلمي لي على أمي و أبوي و الأهل كلهم...يللا مع السلامة...
أحلام:باي...
سكرت منه و هي تفكر فيه...باين من صوته أنه من جد تعبان..معقول كل هذا يفكر بنجلاء..؟
أول مرة أخوها فيصل يتكدر عشان موضوع...صحيح الموضوع هذا مو أي موضوع بالنسبة له بس يضل الأمر غريب على الكل أن فيصل متضايق...
فيصل اللي ما عمره تضايق يتضايق الحين؟؟؟
وقفت أحلام و طلعت برا الغرفة تدور في البيت الكبير كعادتها تطير الملل اللي يسكنها...
وما في شي يقلب حالها إلا محمد...
اتصلت عليه و هي تقعد على أرض الحديقة و جاها صوته بسرعة:هلا و غلا...
أحلام ابتسمت:هلا و غلا فيك...أخبارك؟
محمد:بخير دامني سمعت صوتك...
أحلام مبتسمة بصمت تسمع أنفاسه اللي تعشقهم:........................................... .
محمد:كنت أبي أكلمك بس سبقتيني و اتصلتي ...
أحلام:و أنا كنت أنتظر منك اتصال بس أنت تأخرت و قلت أذكرك فيني...
محمد:افا عليك حبيبتي أنا متى نسيتك عشان أذكرك...أنتي دوم على بالي...
أحلام زادت نبضات قلبها قوة لما سمعت كلام محمد...
مو أول مرة يسمعها مثل هذا الكلام الحلو و كل مرة يزيد حبه بقلبه أكثر و أكثر...
يا ترى هل راح تستمر سعادتهم هذي ولا راح تتلاشى مع الأيام؟؟
طلعت لولو الحديقة كانت تبي تسولف مع أحلام بس شافتها تضحك و عرفت أنها تكلم محمد...
تنهدت لولو بملل وهي ترجع أدراجها بملل أكبر...
من جد طفش محد فاضي لها...هل راح تلقى غيره يسليها؟؟
بدل ما يكلمها هو صارت هي اللي تتصل عليه بكل وقت تشعر فيه بالملل؟؟
مرت الأيام تتبعها الأيام سريعة باردة شتوية قاسية عاصفة قارصة مملة طويلة...
...في قصر أبو وليد في غرفة نجلاء الساعة2الليل...
نجلاء كانت نايمة على السرير و حاطه يدينها تحت راسها و التفكير أكل راسها...
(وش فيها لو وافقت...أنا لمتى بضل عايشه كذا...
بس فيصل لازم يعرف بكل شي بحياتي الخاصة...لازم يعرف أنا وش قد عانيت؟؟
و بعدها هو اللي راح يقرر أكون زوجة له أو لا...
بس كيف أوصل له الخبر...أنا مقدر أكلمه...
أخاف لو وافقت و بعد الملكة قلت له ينهي كل شي...مو ناقصة هموم أنا..)
سمعت صوت ضرب على الباب و تكلمت و هي تعدل قعدتها على السرير:تفضل...
انفتح الباب بهدوء و دخل وليد و على شفاهه أجمل ابتسامة:ما نمتي...
نجلاء ابتسمت له:ما جاني نوم..
وليد دخل و سكر الباب و مشى للسرير و قعد على طرفه و بهدوء:ممكن أقعد ولا شاغلك التفكير كالعادة..
نجلاء حست بالإحراج:حياك..
وليد بعد صمت وهو يناظر عيونها اللي تخفي داخلها كلام ما قدر يفهمه.:وش سويتي بالموضوع؟
نجلاء بلعت ريقها و كنها نست:أي موضوع؟؟
وليد ابتسم و رفع حاجبه:اها يعني تبين تفهميني أنك ما تدرين وش قصدي و ما كنتي تو تفكرين فيه؟
نجلاء قطبت حواجبها:من جد ما أدري أي موضوع تقصد...
وليد مبتسم:قصدي فيصل ولد خالي؟؟؟
نجلاء نزلت نظرها وضلت تناظر الفراش بصمت:............................................. ....
وليد قطب حواجبه بين ابتسامته:أعتقد صار لك شهر تفكرين مو؟...كنك طولتي؟؟
نجلاء هزت راسها بالإيجاب وهي على حالها:............................................ ......
وليد بحزم:بس أنا الليلة مو طالع من عندك إلا و أنا ماخذ رايك النهائي...
نجلاء باستهبال:أي راي...
وليد:نجلاء لا تستهبلين علي...رايك بفيصل؟؟
أنتي تبينه زوج لك أو لا...قولي اللي عندك و لا تخافين من أحد محد يقدر يكلمك يا نجلاء و أنا موجود..
حتى خالي مع احترامي له ما له كلمة عليك أنا ولي أمرك الحين..
نجلاء ضلت تناظر الفراش بصمت:............................................. .....
وليد بنفس هدوءه:قولي لي وش وصلتي له خلال الشهر اللي مضى...ولا ما كفاك و تبين وقت أكثر تفكرين فيه؟
نجلاء ناظرت أخوها بصمت...ما تدري وش تقول له:............................................... ...
وليد بجديه:نجلاء لا تناظريني كذا أنا جاي أتكلم معك و أبي أسمع رايك؟؟
نجلاء رجعت نزلت نظرها للفراش و هي تحس دموعها تغلبها و تكلمت بخنقه و تردد:أ...أنا....م...مو...
مـــــــــــــــــــــــــوافــــــــــــــــقــــ ـــــــــــــة...
قالتها مع دموعها اللي تسابقت على خدها لأسباب تخصها هي لحالها....
وليد ابتسم ابتسامة تدل على فرحته الكبيرة بأخته و تكلم بفرح:نجلاء من جدك؟
نجلاء هزت راسها بالإيجاب و هي تناظر دموعها تتساقط على بنطلون بجامتها:......................
وليد مد يده لها و رفع راسها:طيب ليه الدموع هذي؟
نجلاء هزت راسها بالنفي وهي تبكي:.........................................
وليد مسح دموعها بيده و ناظر عيونها:لا تبكين يا نجلاء...ما أبي أشوف دموعك تراها غالية بغلاتك عندي..
و لو ما تبين فيصل بس وافقتي عشان ناس معينين قولي لي والله ما راح أسمح لأحد يجبرك...
نجلاء تكلمت وسط دموعها و خنقتها:محد جبرني يا وليد...أنا من نفسي وافقت..صدقني...
وليد رجع ابتسم:طيب ابتسمي عشان أتأكد أنك موافقة و تكمل فرحتي فيك..
نجلاء ضغطت على نفسها و ابتسمت ابتسامة صفرا و هي تناظر أخوها:.................................
وليد مبتسم:مع أنها مو من قلبك بس مقبولة منك؟؟
نجلاء بهدوء و صوت أقرب للهمس و هي تناظر أخوها:وليد أنا خايفة؟؟
وليد قطب حواجبه:خايفة من أيش...علميني..
نجلاء هزت كتوفها بهدوء:مدري..بس من جد خايفة...خايفة من كل شي...
وليد بضيق:نجلاء وش ذا الكلام اللي أسمعه؟
نجلاء بلعت ريقها و ناظرته و بعد صمت:خلاص أنسى؟؟
وليد بحزم:لا ما راح أنسى...قولي لي وش اللي مخوفك؟؟
نجلاء سندت ظهرها لورا و هزت راسها بالنفي:ولا شي...ما فيني شي...
وليد قطب حواجبه و هو يناظرها...تصرفاتها غريبة...
بعد فترة صمت بينهم تكلم وليد بجديه:آخر قرار عندك يا نجلاء؟؟
نجلاء هزت راسها بالموافقة:........................................ ...........
ابتسم وليد بهدوء:يعني الصباح أخبر خالي...
نجلاء احمر وجهها و هي تناظره بصمت:................................
وليد بفرح:تدرين أن فيصل راجع...يمكن على الفجر يكون موجود هنا...
نجلاء بلعت ريقها و هي تناظر أخوها...ما عندها خبر أنه راح يكون هنا اليوم...
وليد بابتسامة:يعني اليوم لما يرجع راح يسمع أحلى خبر بحياته كلها...
نجلاء ناظرت أخوها بابتسامة هاديه و بصمت:............................................. .....
وليد وقف:طيب أبتركك الحين نامي و ارتاحي ترا بكرة القدا في بيت خالي أبو فيصل...
نجلاء هزت راسها و طلع وليد من الغرفة و سكر الباب وراه...
بالنسبة لنجلاء على طول تجمعت الدموع بعينها و هي تناظر الباب اللي تسكر...
أخذت صورة أبوها من الكمدينه و ضلت تناظرها بحرقة قلب..
(ليتك معي موجود كان هونت علي اللي أنا فيه...مدري وش مصيري لما يعرف فيصل باللي صار لي من سنين طويلة...؟
محتاجة لك يبا أبيك جنبي ليه ما ترد علي..أنا حبيبتك نجلاء..
شوفني كبرت و صرت عروس و أنت بعيد عني...بعني ما راح تفرح لفرحتي..)
صمتت و هي تناظر ابتسامة أبوها في الصورة...
و كأنه يخبرها أنه فرحان لها من كل قلبه..وش يبي غير شوفه بنته الوحيدة مرتاحة..؟؟
و في كل مرة تتضايق فيها و تشكي لصورة أبوها تشوف ابتسامته الجامدة و كأنه يسمع لها و يشوفها..
حطت راسها على المخدة و نامت و صورة أبوها بحضنها...داست على نفسها و وافقت؟؟
تبي تغير من مجرى حياتها الممل شوي...يمكن فيصل يتقبل أسرار حياتها برحابة صد؟؟
مر الوقت و جا فيصل على الساعة خمس الفجر...
وصل و على طول راح بيتهم و سلم على أمه و أبوه اللي كانوا في انتظاره و صعد غرفته أخذ له دش سريع و حط راسه و غاب في سابع نومه...
...الساعة 11 الصباح في الصالة تحت...
أبو فيصل وهو يكلم أخته بالتلفون و الابتسامة تبشر بخير:لا...من جد تتكلمين؟
أم وليد بفرح:أي أتكلم من جد وش فيك مو مصدق؟؟
أبو فيصل بفرح:مو مصدق والله...نجلاء راح تصير زوجة ولدي والله أني فرحان من كل قلبي..
أم وليد تنهدت:و أنا بعد فرحانة...فيصل ولدي و نجلاء بنتي...
بالنسبة لأحلام و لولو لما سمعوا أبوهم يكلم أم وليد و سمعوا الخبر منه نطوا بفرح و صعدوا الدرج بسرعة...
فتحوا باب غرفة فيصل بقوة لدرجة أن الباب اصطدم بالجدار و أصدر صوت مزعج...
لولو شغلت الأنوار و أحلام توجهت لفيصل و أبعدت عنه الفراش و بفرح:فيصل...فيصل قوم بسرعة...
فيصل قطب حواجبه دليل على إنزعاجة منهم بس للحين نايم ما صحى:..................................
لولو تقدمت له:فيصل قوم والله عندنا لك خبر بمليون بس قوم أسمع...
فيصل تكلم بعصبية و هو ينام على بطنه:أقول ضفوا وجيهكم أنتم الثنتين أحسن ما أقوم عليكم الحين..
أحلام:لا فيصل لا تفوت قوم و الله راح تعطينا اللي نبي لما تسمع الخبر...
فيصل صرخ فيهم بعصبية:أنا قلت برا...ما أبي أسمع شي خلاص عاد ما تفهمون أنتم؟؟
أحلام قطبت حواجبها و بحزم:لا مو قبل ما تسمع الخبر...يللا قوم...
لولو كشرت:ترا الكلام معك ضايع...و شكلك مو قايم إلا لما تسمع الخبر...
ترا نجلاء بنت عمتي وافقت...(بصوت عالي)وافـــــــــــــــــــــقـــــــــــــــت...
فيصل فتح عيونه و هو يسمع أخر كلمة قالتها أخته...
نجلاء وافقت...معقول نجلاء وافقت...يا فرحته بالخبر اللي يسوى ملايين...
أحلام:ها وش رايك تبي تنام الحين ولا؟؟
فيصل عدل قعدته على السرير و ما كنه قبل شوي نايم و ما كنه اللي معصب و يهدد قبل شوي...
فيصل تكلم و هو يناظر أخواته:وش السالفة...وش صاير عيدوا والله ما سمعت...
أحلام هزت راسها أسفاً على حال أخوها و تكلمت بابتسامة:قلنا لك نجلاء وافقت...يعني نجلاء قريب راح تصير زوجتك...
فيصل ابتسم بفرح:أنتم تتكلمون من جد...يعني خلاص نجلاء وافقت خلاص...
لولو بهمس و هي تناظره بتكشيرة:الحمد لله و الشكر...والله حالك يرثى له أنت مع وجهك...
فيصل لف لها:ولا كلمة أنتي و وجهك سمعتك...
أحلام بابتسامة:مبروك عليك العروس...
لولو بتكشيرة:أحب أذكرك اليوم القدا عندنا عشانك رجعت بالسلامة و الحلوة نجلاء أكيد راح تجي...
فيصل بلع ريقه بفرح...
وش الأخبار الحلوة اللي تمطر عليه من السما اليوم...
نجلاء وافقت و اليوم راح تجي للبيت اللي هو فيه يا فرحته...
فيصل وقف:طيب خلاص روحوا...أقصد أطلعوا برا بسرعة...
لولو لفت للباب و طلعت و أحلام تكلمت و هي طالعه:فيصل انتبه لا يصير بعقلك شي والله أني خايفة عليك...
طلعت و سكرت الباب وراها و تركت فيصل لحاله...لا مو لحاله معه فرحته...
بالنسبة لأحلام طلعت و على طول كلمت محمد و قالت له الموضوع...كعادتها ما تخبي عنه شي...
كل صغيرة و كبيرة عنده علم فيها...و هو بعد كل شي يقوله لها...حلوة علاقتهم اللي بدت بتفاهم...
بس أن شاء الله يدوم التفاهم؟؟
نرجع للصالة تحت...
أم فيصل:والله أني فرحانة له بس بنفس الوقت خايفة منه و عليه؟؟
أبو فيصل:خلاص عاد لمتى تخافين عليه...فيصل صار رجال أنتي الفروض تدعمينه بالثقة عشان هو يحس بالمسئولية...
أم فيصل:الله يوفقه وياها...نجلاء بنت حلال و تستاهل كل خير...
مر الوقت و بعد صلاة الظهر تجمعوا الأهل في البيت هذا عشان يتقدون هنا اليوم...
الكل فرح لما سمع الخبر و الكل بارك لنجلاء مقدما بفرح من قلب...
و أكثر شخص فرح هو أخوها وليد...وده يسوي أي شي يعبر عن فرحته بس مهما سوى و مهما قال ما راح يقدر يعبر عن مدى فرحته لأخته الغالية...
بينما هم قاعدين في الصالة نزل فيصل من الدرج و تو مخلص صلاة...
البنات لما شافوه نازل غطوا وجوههم و نجلاء بعد تغطت بحيا لأن الكل كان موجه نظره لها...
فيصل ابتسم و هو يناظرهم و توجه لعمته حب راسها:أخبارك عمتي؟؟
أم وليد بفرح:بخير ما نسأل إلا عنك...
أم عبد الله تكلمت بفرح:مبروك عليك نجلاء يا فيصل والله تستاهل كل خير...
فيصل لف لها بابتسامة:ألله يبارك فيك خالتي...
نجلاء كانت تناظره من ورى الغطا و تراقب كل تحركاته...هذا الشخص اللي راح يكون مسئول عنها...
هذا زوجها...زوجــــــــــــــــها..
وده يلف و يسأل عنها وده يكحل عينه بشوفتها حتى وهي مغطية وجهها عادي أهم شي يريح قلبه...
ضل يسولف مع أمه و عمته و زوجة عمه و أخته لولو اللي ما تقدر تضل بعيدة عن السوالف...
بعدها طلع برا بفرح...
وده يصرخ عشان يعبر عن فرحته الكبيرة...
شاف الشباب واقفين في الحديقة يسولفون و يضحكون...
توجه لهم فيصل و تكلم و هو يقرب منهم:مبروك علي الله يوفقني بحياتي...
كلهم لفوا له و الابتسامة على وجههم مرسومة...
محمد كشر بوجهه:والله ما تعرف الأصول الضيوف جايين لك و أنت تو تتفرغ تنزل لهم...
فيصل قرب منه:والله أنتم مو ضيوف البيت بيتكم...
وليد بابتسامة:وش أخبارك بس يالنسيب عساك بخير و عافية؟
فيصل لف له بابتسامة غير:هه الحمد لله ما نسأل إلا عنك والله...
محمد:استغفر ربك والله أنك ما سألت عنه ليه تحلف...
عبد الله ضحك و هو يناظرهم...فرحان هو الثاني...
فرحان لفيصل و فرحان لأنه شاف شوق قلبه اليوم...شافها وجها لوجه و ابتسمت له...
من قده..
كملوا سوالف و ضحك و توجهوا لداخل المجلس و فيصل لقى تهزئ محترم من أبوه لأنه تأخر...
عادي متعودين على الموقف هذا خصوصا بين فيصل و أبوه صار أيزي...
محد فيهم استغرب الموضوع عادي جدا...
وفيصل لما خلص أبوه كلامه توجه للشباب و ضل يسولف و لضحك معهم ولا كن شي صار...
أيــــــــــــــــــــــــزيــــــــــــــــــــــ ـــــ...
و داخل في الصالة الأجواء كانت غير...
الحريم يسولفون لحالهم و البنات قاعدين في جهة ثانية و يسولفون بفرح...
طبعا كل سوالفهم تقريبا تخص نجلاء و تجهيزاتهم لزواجها كنهم حددوا الموعد يعني...
بعد ربع ساعة تقريبا جهز القدا و قاموا تقدوا كلهم و الكل فرحان...
حتى نجلاء كانت فرحانة بس في شي شاغل فكرها...؟؟
شي كبير تفكر فيه...ممكن أنه يقلب الفرحة هذي إلى حزن أبدي...
...في المجلس...
على الساعة3 الظهر دخل خالد و لا يدري عن اللي صار...
طبعا للحين علاقته بإخوانه مو لهناك بس تمشي الحال...
سلم على الجميع و قعد يم محمد لأنه أخر واحد سلم عليه و تكلم بهمس:وش صاير أحس الجو مرة غير؟؟
محمد لف له و بصوت ما يسمعه غيره:صح النوم عمي أنت ما تدري عن شي...
نجلاء بنت عمتي وافقت و فيصل مو مصدق من فرحته قالب الدنيا فوق تحت...
لا و مسوي فيها رجال قبل شوي يقول لوليد الملكة أسبوع الجاي...
خالد ابتسم بفرح و ضحك على فيصل: هه هههههههههه والله يستاهل الحمار...
يا حبي له و الله و كبر و صار عريس بعد...
محمد:الله يوفقه...
خالد:إلا ما تقول لي وش سالفة أخوك أحمد...ولا مرة شفته معكم حتى في العزايم ما أشوفه يشرف ليه؟
محمد:عادي عمي تعود على كذا...هو من متى يقعد معنا أساسا...
خالد بحزم:لا مو كيفه وش ذا القطاعة...هو وين؟
محمد:في البيت بعد وين؟؟؟
خالد باستغراب:غريبة...ما يجي هنا و يقعد في البيت...
محمد:ما كان يقعد في البيت...كان وقته كله برا البيت بس هالأيام مدري وش صار له أحس أنه متغير مرة و صاير ما يطلع من البيت أبد...
من البيت للجامعة و من الجامعة للبيت و دايما قاعد في الحديقة لحاله...
خالد تنهد:المغرب أنا بروح له و ما راح أرجع إلا و هو معي...
محمد ابتسم بفرح:أي والله تسوي خير يا عمي لو تجيبه هنا على الأقل يغير جو...
والله ما راح تصدق قد أيش أبوي راح يفرح لما يشوفه قاعد بيننا.؟؟
خالد هز راسه:اوك بعد المغرب رايح له و ما راح أرجع إلا وهو معي حتى لو أخر الليل...
جا فيصل و قعد يم عمه و ضل يسولف معه و ما تخلو القعدة من الضحك ما دام فيصل فيها...
و اليوم طاقته زايدة عن حدها حبتين؟؟...
...في قصر أبو محمد الساعة7المغرب...
طبعا محمد و أبوه كانوا في بيت أبو فيصل..و أم محمد كعادتها طالعة يا كثر العزايم اللي تجيها...
و أحمد من العصر كان قاعد لحاله في الحديقة...حده قام صلى و رجع قعد مكانه...
يفكر بحياته و بكل شي حوله بملل و بطفش...يفكر بحياته اللي راحت هدر كلها لعب و استهتار...
من جد هو صحى...
وكن عيونه كانت مغمضة و تو فتحت...تو يشوف نور الشمس...
ما يدري وش صار له و خلاه يصحى بس المهم أن صحى و أنه الحين يشوف حياته كلها غلط بغلط...
وده يغير من مسار حياته بس ما يدري كيف..؟؟
وده يتقرب من أخوه و أخته بس مو عارف..أو بالأحرى ما له وجه يقعد معهم عقب المعاملة اللي كان يعاملهم فيها...
سمع صوت الجرس يرن و قطب حواجبه باستغراب شديد...
من بيكون جاي الوقت هذا؟؟
أهله ولا مرة جاوا في زيارة له هو و هم أكيد الحين ببيت عمه..
ربعه قاطعهم كلهم و أكيد محد راح يتنزل يجي له للبيت...
قام باستغراب و قرب من باب الشارع...مد يده و فتحه و فتح عيونه باستغراب:عمي خالد!!
خالد دخل و سكر الباب وراه:أي عمك خالد وش فيك مستغرب...
أحمد بارتباك:لا مو مستغرب ولا شي أبد تفضل...
خالد و هو يناظره:وين كنت قاعد قبل شوي؟؟
أحمد أشر على الطاولة اللي عند النافورة و اللي كان هو قاعد عليها:هناك...
خالد:اوك يللا نقعد هناك...
مشى أحمد مع عمه خالد و قعدوا على الكراسي و بدا خالد بالكلام:ليه قاعد هنا لحالك؟؟
أحمد نزل راسه و بهدوء و ألم:ما عندي مكان أروح له...
خالد فتح عيونه على الأخر:ما عندك مكان!!...و بيت عمك اللي أهلك كلهم متجمعين فيه وشو؟
أحمد:............................................. ..............................
خالد:أنا ولا مرة شفتك تقعد مع عيال عمك...قصدي ولا مرة شفتك موجود في الجمعة ككل..
أنا صار لي زمان من رجعت من أمريكا ولا شفتك جيت تسلم علي...
ولا في زواجي ما جيت و شكلك ما تدري أني طلقت الحين...
و في زواج أختك ما شفتك موجود ولا في ملكة أخوك محمد...أبد شكلك منقطع عن العايلة؟؟
أحمد للحين منزل راسه بصمت و مو عارف وش يقول...
بعد عمه على طول دخل في الموضوع هب فيه و أربكه بزود...
خالد بحزم:أنا عمك و المفروض أنت اللي تجي لي مو أنا اللي أجي لك للبيت...فرق كبير بينك و بين أخوك محمد؟؟؟
أحمد تكلم بهدوء و هو يناظر عمه:بس أنا مو متعود أروح مجالس العايلة...ولا مرة اجتمعت معهم يا عمي...
خالد بهدوء:ليه؟
أحمد هز كتوفة بهدوء و بصمت:............................................. ....................
خالد:قول لي وين كنت تروح...وين كنت تقضي وقتك...
معقول ما كنت تقدر تفضي نفسك ليلة في الأسبوع تشوف فيها أهلك و تجتمع فيهم؟؟
أحمد ناظر عمه و بعد صمت تكلم بهدوء:مدري وين كنت يا عمي...كنت في ظلام و حياتي كلها لعب...ما كنت أفكر في أحد غير نفسي و سعادتي المزيفة اللي كنت أشوفها في استهتاري...
خالد لانت ملامحه و بهدوء:ما فهمت وش تقصد؟؟...وضح لي أكثر؟؟
بالنسبة لأحمد تكلم و قال كل اللي في خاطرة...
أول مرة في حياته يشكي لأحد عن حياته و ماضية..أول مرة يتكلم عن نفسه؟؟
قال لعمه كل شي...
قال له عن ماضية و ملفه الأسود و ضيقة أيامه و تركه للصلاة...
قال له عن سوالفه مع ربعه اللي كانوا يتنقلون من شقة لشقة و من بنت لبنت...
قال له عن ظلمة لنفسه و لأهله و لحياته...
قال عن كل شي...خبره عن كل شي بالتفصيل و ما ترك شي إلا و قاله...
هو نفسه ما يدري ليه لما تكلم شاف نفسه يقول كل صغيرة و كبيرة...
يمكن لأنه محتاج يفضفض لأحد و بالموت لقى له أحد...و هذا كان (عمه)..
خالد كان يسمع له و كل ما يسمع شي ينصدم أكثر و يزداد استغرابه ...
معقول أحمد ولد أخوه يسوي كل هذا...لا مو قادر يصدق...
الكلام كبير و الهوايل أعظم من الكلام...
سكت أحمد أخيرا و نزل راسه للأرض و عيونه مليانة دموع...
يمكن دموع ندم و يمكن دموع حسرة على الماضي...
خالد قرب كرسيه من أحمد ولد أخوه و حط يده على كتفه و بهدوء:أحمد ارفع راسك...
أنا من جد انصدمت فيك..أبد ما جا على بالي أن في شخص من أفراد العايلة يسوي سواتك...
مو عشان شي بس عشان سمعة العايلة اللي بكل مكان...
اللي يسمع العالم وش يتكلمون عنا ما يصدق أنك تسوي كل اللي سويته يا أحمد...
وش اللي دفعك تسوي كل هذا...ليه انحرفت و ما لقيت قدامك غير الطريق هذا؟؟
أحمد و هو للحين منزل راسه:مدري يا عمي...
بس الظروف صارت كلها بوقت واحد و أنا كنت صغير...ما قدرت أتحمل و ربعي كلهم تخلوا عني لأني دايما مهموم و ما لقيت قدامي غير الصحبة هذي...
خالد قطب حواجبه:و أي ظروف تتكلم عنها؟؟
أحمد بصوت تخنقه العبرة:أبوي تزوج من وحده غير أمي...اللي هي أم أختي شوق...
و قاطعنا بشكل فضيع حتى أنه ما كان يسأل عنا ولا عن دراستنا بس حده يعطينا مصروفنا و يمشي...
و لما يجي البيت كان دايما في حلبه صراع مع أمي و أنا اللي كانت الصدف تجمعني مع وقت صراعهم عشان أشوف و أسمع كل شي...
حسيت نفسي وحيد بالدنيا و مالي أحد...
جات لي فترة انطويت فيها على نفسي و صرت ما أكلم أحد...
عشان كذا ربعي اللي بالمدرسة كلهم بدوا يبتعدون عني و كنت متضايق مرة من الشي هذا...
الوقت اللي المفروض يوقفون معي و يواسوني ابتعدوا فيه عني...
خالد:............................................. .......................
أحمد يكمل بألم:تعرفت على الشلة هذي و ما كان قدامي إلا أني أسمع لهم و أسوي مثلهم...
كنت أتصرف مثلهم و كله خوف من أنهم يتركوني مثل اللي قبلهم..لما وصلوني للي أنا فيه..
خالد تكلم:طيب..
بس الظروف هذي ما كانت لك لحالك...أخوك محمد بعد مر في الظروف نفسها بس ما سوا سواتك؟
أحمد ابتسم بخفيف و هو يناظر الطاولة:يمكن عشانه كان أكبر مني و يفهم اللي قاعد يصير...
أنا كرهت الدنيا...كرهت أختي شوق و السبب أبوي...
كان يفرق بيننا بشكل كبير و ملحوظ...ما تصدق يا عمي لو أقول لك أنه كان يضربني لو سويت لها شي بالغلط..
خالد بإنصدام:كان يضربك؟
أحمد هز راسه:أي كان يضربني...
أدري أن هي ما لها ذنب لأنها كانت صغيرة و ما تدري عن شي...
بس أنا لما ألعب معها و يصيبها أي شي بالغلط و بدون قصد مني أبوي يحط اللوم علي أنا و يضربني أنا...
خالد تنهد بضيق و هو يناظر أحمد:............................................. ..........
أحمد:بس أنا استغرب من أبوي...
لما توفت زوجته رجع لأمي و بكل ثقة طلب منها تربي بنته شوق ولا كنه سوا شي من قبل...
و لاحظت أنه معاملته لشوق تغيرت مرة...صار يعاملها مثلنا بالضبط...
وين الدلال اللي كانت عايشه فيه...وين الدلع اللي كانت فيه؟؟
خالد بعد صمت تكلم بهدوء:بس كل اللي صار ما يدفعك تترك صلاتك يا أحمد...
أحمد لف لعمه و دمعته انحدرت لترسم خط حياته على خده:محد كان ينبهني...محد كان ينصحني...
كنت أطلع و أدخل بلا حسيب ولا رقيب محد كان يسألني وين كنت و من وين جاي...
كنت أحس نفسي شخص غير مرغوب فيه في العايلة هذي...
الكل تاركني و الكل لاهي عني...
حتى أمي اللي هي أمي ما تتنزل تسألني عن أخباري و أخبار دراستي...
الخادمة هي أمي...هي اللي تغسل و تنظف و تطبخ و هي اللي تسوي كل شي...
أمي و أبوي ما لهم دور بحياتي يا عمي...
أنا من وعيت على الدنيا و هم لاهين عني...ما حسيت أنهم فرحانين فيني و في وجودي بينهم...
بعد صمت دار بين الاثنين تكلم أحمد:لا تفكر أن في أحد نصحني و أثر فيني و خلاني أرجع لعقلي...
أنا صحيت على نفسي بنفسي...مدري وش صار لي بس أنا بنفسي اللي وعيت نفسي عن الغلط...
كنت أتمنى أن هالشي يصير بتأثير أمي اللي ما تدري عني و لا تدري عن هوا داري ...
بس ما صار..
خالد مسح دمعته:طيب ليه تبكي الحين...
أنسى اللي صار يا أحمد و عيش حياتك...أهم شي أنك ندمت و تبي تتوب لربك...
و الحين أنا ما أبي أطول القعدة هنا و يللا قوم غير ملابسك و أنزل عشان نروح بيت عمك...
أحمد ناظر عمه بارتباك:بس أنا...
خالد ابتسم له:كلهم ينتظرونك هناك...قوم معي و لا تفتح حلقك بكلمة كلهم يبونك تكون بينهم...
أحمد نزل نظرة للأرض:مقدر أدخل لهم الحين...بعد هذا العمر كله أروح لهم...
خالد:يعني تبي تقضي كل عمرك وحيد و ما تشوف أحد...أنت نويت تغير من حياتك و لازم تغيرها من جميع الجوانب يا أحمد...
يللا قوم بسرعة لا تأخرنا أكيد هم الحين ينتظروني...
أحمد:ليه؟؟..أنت قلت لهم أنك جاي تاخذني لهم؟؟
خالد:لا...بس أخوك محمد يعرف و الباقي قلت لهم أني بخلص شغله و برجع؟؟
أحمد بلع ريقه بصمت:............................................. ..
خالد ابتسم له:يللا قوم وش فيك خايف كذا ما راح ياكلونك كلهم أهلك ما في أحد غريب...
وقف أحمد بصمت و لف متوجه لداخل البيت عشان يغير ملابسة و يواجه أصعب لحظات حياته...
بينما خالد ضل قاعد مكانه و يفكر بحياة أحمد اللي راحت ولا يمكن ترجع...
هو غلطان بس الغلط ما جا إلا من تأثير الضغوط النفسية اللي واجهها...
من جد حياته كانت قاسية و كلها عذاب...
خالد الحين عرف أشياء جديدة ما كان يعرفها من قبل...أشياء مهمة بالنسبة له؟؟
بعد خمس دقايق طلع أحمد و هو راسم ابتسامة خفيفة على وجهه و تكلم بصوته الشبابي:أنا جاهز عمي...
خالد لف و شاف ولد أخوه كان لابس الثوب الأبيض و كبوس أسود...شكله فضيع...
خالد وقف و توجه له:أي شوف وش حلاتك الحين مو قبل شوي كنك واحد قاعد بعزا...
أحمد:لا تلومني يا عمي...بس من جد أحس أني ارتحت لما تكلمت معك...
خالد و هو يمشي لباب الشارع:و ما راح تكتمل راحتك إلا لما تروح بيت ربك صدقني...
طلع أحمد مع عمه خالد و انطلقوا لبيت أبو فيصل...
في الطريق خالد كان يتكلم لأحمد عن التطورات اللي صارت في العايلة مجدداً...
أحمد كان فرحان للي قاعد يصير و أنه راح يبدأ حياة جديدة وسط أهله و ناسه بس بعد في شي مضايقه...
...في أحد الكوفيات في الرياض الساعة9...
مساعد:لا تضايق نفسك كذا يا فهد...
فهد مقطب حواجبه بضيق كبير:كيف ما تبيني أضايق نفسي يا مساعد...
والله أني بديت أشك في نفسي أقرب منه و تبتعد عني حتى أنها ما صارت تقعد معي أبد...
مساعد بهدوء:وين كلامك اللي تقول حبيتها و هبلت فيك و منت قادر تستغني عنها؟؟
فهد:صحيح...ما كذبت عليك يا مساعد والله أني أحبها و ما أقدر استغني عنها بس مدري وش جاها و قلبت علي كذا...؟
مساعد:طيب كلمها و شوف يمكن في شي مضايقها؟؟
فهد:حاولت أكثر من مرة بس مو راضية تفتح فمها و تكلمني...مو راضية تصارحني؟
مساعد:طيب يمكن شي خاص فيها و ما تقدر تقوله لك أنت؟؟
فهد بعصبية:وش اللي ما تقدر تقوله لي أنا...أنا زوجها و المفروض كل شي يخصها يكون عندي علم فيه..
مساعد:طيب اهدأ لا تعصب كذا...
فهد تنهد بقوة و هو يحط يدينه على الطاولة و بصمت:............................................. .
مساعد ابتسم و باستهبال:تبيني أكلمها؟؟
فهد رفع نظرة له و بعصبية أكبر:مساعد ترا واصلة عندي و مو فاضي لك و لمسخرتك...يا الله وش قد سخيف؟؟
مساعد للحين مبتسم:طيب عاد ليه كذا معصب كل هذا عشان المدام...
ما كنك أنت اللي كنت تبي تموت نفسك عشان ما تتزوجها و الحين تبي تموت عشانها ما تعطيك وجه...
سبحان من غير الأحوال...
فهد هز راسه:استغفر الله...والله أن ما سكتت بقوم أمشي أنا جاي أشكي لك و أنت ولا هامك..
مساعد:والله مو قصدي أضايقك...بس أبي أغير الجو اللي أنت فيه ياخي مو حاله هذي صار لك ساعتين قاعد معي و أنت معصب و واصله عندك طيب أنا وش ذنبي تعصب علي؟؟
فهد بعد صمت و هو يناظر مساعد وقف و بهدوء:عن أذنك؟
مساعد وقف معه و مسك يد فهد:لا عاد ما اتفقنا على كذا...والله ما يهون علي تمشي و أنت زعلان...
أذكر ربك و أقعد وخلاص أنا بسكت و أسمع لك بس مو متكلم أبد...
فهد لف له يناظره:طيب اتركني مو زعلان بس أبي أمشي مليت من المكان هذا؟
مساعد:طيب أثبت لي أنك مو زعلان و خلنا نروح مشوار خفيف ترا من زمان ما طلعت معك...
فهد بعد فترة قصيرة ابتسم لصديق عمره:يللا مشينا...
بينما في قصر أبو فيصل الليلة الأجواء من جد منقلبة...
وجود أحمد بينهم لأول مرة له دور في تغير كثير من الأحاسيس عندهم...
حتى أخته شوق لما عرفت بوجوده فرحت كثير و اليوم فرحتها فرحتين..
فرحتها بشوفة عبد الله و فرحتها بوجود أخوها أحمد...
عمته أم وليد لما عرفت بوجوده راحت سلمت عليه و نفس الشي خالته أم عبد الله اللي فرحت كثير له...
حتى الشباب فرحتهم فيه كبيرة...
مهما يكون هذا ولد العايلة منهم و فيهم و مرده يرجه لأهله...
في هذي اللحظة كان قاعد في الحديقة مع أخوه و ولد عمته و عيال عمه يسولفون و يضحكون...
طبعا كانوا شابين لهم نار على الحطب يتدفون فيه و الأجواء فوق...
و أحمد كان قاعد بينهم و يحاول يتأقلم مع الجو و معهم و يدخل في سوالفهم معهم...
من جد حس بفرحة ما حسها مع ربعة السوابق...
وده الزمن يوقف عند اللحظة ولا يتحرك..وده يعوض نفسه عن الأيام اللي مضت و هو بعيد عن عائلته و أهله..
من جهة ثانية كان أبو فيصل قاعد لحاله في المجلس...
خالد كان مار و شاف أخوه لحاله و أخذ الفرصة عشان يبي يكلمه...
خالد دخل المجلس بهدوء و تكلم وهو عند الباب:أحم...
أبو فيصل رفع نظرة و لما شاف خالد ضل يناظره بصمت:.......................................
خالد بعد فترة مشى باتجاه أخوه و قعد قريب منه و بهدوء:أبي أتكلم معك...لو ما عندك مانع؟
أبو فيصل تنهد بخفيف و بهدوء:وش عندك تبي تقول بعد؟
خالد بهدوء:لمتى بتضل علاقتي فيكم شبه مقطوعة؟؟
أبو فيصل:لما ربك يفرجها عليك و علينا؟
خالد قطب حواجبه:وش تقصد؟
أبو فيصل بهدوء و عصبية:قصدي لما يصير لي وجه أطالع فيه العالم اللي فشلتنا مع بنتهم...
خالد بهدوء:أنا ما فشلت أحد...هي اللي طلبت مني الطلاق صدقني حاولت أقنعها تتجنب الفكرة هذي بس هي كانت مصرة...
رحت لها لبيت أبوها و كنت أبي أطلب السموحه منها كله عشانكم أنتم...عشان لا تاخذون بخاطركم علي...
ذليت نفسي عشانكم و كل هذا مو باين بعينكم...وش تبوني أسوي أكثر؟؟
أبو فيصل لف له:ما كان لازم تطلقها يا خالد...هذي بنت عمك و الله كبيرة بحقها و بحقنا...
خالد بنفاد صبر:بس البنت ما تبيني كيف أعيش معها و هي ما تبيني...
أبو فيصل بجفاف:لو أنك معاملها زين مثل ما يتعاملون الأزواج كان ما طلبت منك الطلب هذا...
أكبد هي راح تطلب الطلاق و هي تشوفك صاد عنها و مو معبرها بحياتك وش تبي من بنت الناس تعيش عندك و كنها تذكار لا صار ولا أستوا...
خالد بعد صمت تكلم بقهر:عموما الغلط منكم أنتم في البداية و النهاية...
قلت لكم ما أبيها و محد فيكم سمع لي و شوفوا النهاية كيف صارت..؟
أبو فيصل بعد صمت:يعني تبي تقنعني أنك مرتاح مع زوجتك هذي؟؟
خالد بثقة:أي مرتاح معها و ما راح أتخلى عنها لو يصير اللي يصير...
أنا أخذتها عن حب و مقتنع بحبي لها و محد جبرني عليها...أنا اللي اخترتها بنفسي...
أبو فيصل:الله يهنيك معها يا خالد...
خالد بعد صمت تكلم بهدوء:طيب و أنتم...لمتى راح تعاملوني كذا؟
أبو فيصل تنهد بصمت...
هو بعد مو هاين عليه أخوه الصغير يعيش كذا و كنه منقطع عنهم..أبوه وصاهم كلهم على خالد..
و كنهم قاعدين يسوون عكس وصية أبوهم..
بس بعد مو هاينه عليه سمعته قدام العايلة أن أخوه يطلق بنت عمه و بهذي السرعة؟؟
خالد بهدوء:ما تبون زوجتي بينكم اوك ما راح أعارضكم أنا جبتها هنا و تركتها منعزلة عن العالم عشانكم أنتم..بس أنا ليه تعاملوني كذا و أنا أسوي كل شي و نيتي رضاكم؟؟
أبو فيصل بهدوء:وش يهمك في رضانا؟؟
خالد قطب حواجبه:وش ذا السؤال...أنتم أخواني و مو عاجبتني حالتنا كذا...
هذي بعد مو حلوة قدام الناس...معاملتكم لي جافة مرة و الجفاف واضح فيها...
أبو فيصل بهدوء تنهد:الله يسامحك يا خالد..الله يسامحك و يسامحنا على اللي سويناه..
خالد:و أنتم؟
أبو فيصل ناظرة بحنان:خلاص قلت لك قوم يا خالد...
خالد ضل يناظر أخوه بانكسار و بعد فترة وقف و تكلم بصوت أشبه للهمس:عن أذنك...
مشى بنفس الانكسار اللي في نظرته و كان وده يبكي و يصرخ و يشوف له حل مع الدنيا اللي مو راضية تفهمه..
أبو فيصل كان يناظر أخوه و هو يمشي و ما خفا عليه الانكسار اللي بمشيته...
ما هان عليه أخوه...ما هانت عليه وصية أبوه و أمه عليه؟؟؟
أبو فيصل تكلم بصوت عالي:خـــــــالـــــــــد...
خالد لف له و هو عند الباب و ضل يناظره بصمت:...........................................
أبو فيصل بالغصب ابتسم له و تكلم بهدوء:أنا مسامحك يا خالد...كلنا مسامحينك...
خالد في هذي اللحظة حس الدنيا مو شايلته من الفرح...وش يبي أكثر من رضا أخوانه عنه...
مشى خالد باتجاه أخوه الكبير بفرح و لما وصل له حب راسه و يده و كان يبي ينزل يحب رجله بس أبو فيصل مسكه من كتوفة يمنعه:لا يا خالد...
خالد ضل يناظر عيون أخوه بفرح و الابتسامة مرسومة على شفاهه:....................................
أبو فيصل ابتسم له مرة ثانية:أنت رجال يا خالد و يعتمد عليك...ولا كان ما قدرت تعدي الصعاب اللي مريت فيها لحالك...
يشرفني أن أنت أخوي...يشرفني يا خالد؟؟
خالد قعد جنب أخوه و تكلم بهدوء:و أنا يهمني تكونون راضين عني...أنا ما لي غيركم يا أخوي...
في هذي اللحظة دخل فيصل المجلس برجاجة وهو يتنفس بقوة و كنه كان يركض قبل شوي و لما شاف عمه مع أبوه ابتسم وهو يناظرهم:أوه وش فيهم قاعدين مع بعض لا و لحالهم بعد؟؟؟
توجه فيصل لأبوه و من دون ما يترك له مجال يرد عليه تكلم و هو مقطب حواجبه و باهتمام:يبا خلاص يعني..
أنتم من جدكم أسبوع الجاي ملكتي ولا قلتوها عشان تسكتوني بس؟
خالد ضحك على ولد أخوه اللي ما يترك حركاته و أبو فيصل تكلم و هو مقطب حواجبه:وش ذا الكلام يا فيصل؟
في حد يمزح في المواضيع هذي...خلاص حنا اتفقنا و كلامنا كلام رجال ما فيه تغير ولا فيه مزح...
صدقت أمك يوم قالت عنك مراهق؟؟
فيصل فتح عيونه على الأخر:نعم...ما سمعت أنا مراهق...أمي تقول عني مراهق و أنا يا غافلين لكم الله...
وقف فيصل و مسك يد عمه خالد و سحبه معه و تكلم و هو يطلع من باب المجلس:مالي قعده هنا أنا...
أبو فيصل ابتسم و هو يناظرهم يطلعون...كلهم عياله و يعز عليه يطلبون منه و ما يلبي لهم...هو كبير العايلة و هو المسئول عن كل شي فيها؟
مر الوقت بسرعة و جا فهد و رفض يقعد بس أخذ شوق و مشى للبيت...
...الساعة1 الليل في سيارة محمد...
محمد كان يكلم أحلام حبيبة قلبه اللي صار صوتها جزء من حياته اليومية و ينتظر أخوه أحمد يجي عشان يمشي معه...
محمد:هههههههههه ومتى تبين تنامين أن شاء الله؟؟
أحلام بحيا:شوي وش فيك تبي الفكه...
محمد:لا والله مو قصدي...بس أخوي أحمد أباخذه معي الليلة عشان كذا بسكر الحين و بكلمك لما أوصل البيت طيب...
أحلام:طيب...راح انتظرك مو تنسى و تنام...
محمد مبتسم و بصوته الآسر:افا عليك...ما يهون علي أنام قبل ما أسمع هالصوت...
أحلام حست أنه زودها معها الليلة و تكلمت بحيا:طيب أخليك الحين...
محمد حس أنها استحت منه و تنهد:انتبهي لنفسك حياتي...
أحلام:اوك يللا باي...
سكر محمد الجوال و بنفس الوقت فتح أحمد باب سيارته و ركب بصمت:..........................
محمد لف له مبتسم:عجبتك القعدة هنا ولا هذي آخر مرة تجي فيها معنا؟
أحمد ناظر أخوه...من جد كان مستحي منه و ماله وجه يحط عينه بعين أخوه عقب اللي سواه...
أحمد تنهد و هو يلف لجهة النافذة:بالعكس حسيت أني مرتاح هنا...حسيت بالأمان وسطكم...
محمد حرك السيارة و صار يمشي ببطء و بهدوء:و ربعك؟؟
أحمد لف له و تكلم بسرعة و بقهر:لا تجيب لي طاريهم يا محمد...أنا قطعت علاقتي فيهم و أبي أنساهم لا تذكرني فيهم...
محمد:حلو...أنا من البداية ما كنت مرتاح لهم بس ما حبيت أغصبك تتركهم لأني كنت أشوفك فرحان معهم؟؟
أحمد بسخرية:فرحة مزيفة...
محمد لف له:عمي خالد يقول أنه حاجز لك على أول طيارة تروح مكة صحيح...
أحمد هز راسه بصمت و هي يناظر ثوبه:............................................. ....
محمد مبتسم له:حلو...لو أقدر أخذ إجازة كان جيت معك؟؟
أحمد ابتسم بهدوء:أبي أبدا حياة جديدة يا محمد...أحس أني عايش بظلام..
حتى الليلة يوم كنت ببيت عمي أحس الكل يضحك من قلب إلا أنا كنت أجامل بضحكتي...
محمد بجدية:طيب وش رايك بكرة بعد القدا نروح لشوق...
سألتني عنك الليلة بس قلت لها أنك مشغول و هي ما تدري أنك مسافر تروح تسلم عليها مرة وحده...
أحمد مبتسم:ترا كلها يوم و اليوم اللي بعده بكون هنا وش فيك مسوي لي سالفة بهالسفرة...
محمد:قصدي أنت من زمان ما شفتها...و طيارتك بعد المغرب يعني نصلي المغرب عندها و بعدها نطلع للمطار...
أحمد:اوك...
من جهة ثانية وليد كلم أخته بطلب فيصل أنه يبي الملكة أسبوع الجاي و ما عارضت...
...الجمعة في قصر أبو فهد في شقة فهد و شوق الساعة3 الظهر...
فهد تقدا تحت عند أهله و بعدها رجع لبس و طلع يبي يروح النادي...
ما عنده إلا هاليوم يروح فيه النادي لأنه من اشتغل في الشركة صار مو فاضي...
بالنسبة لشوق كانت فاتحة كتبها ينقال لها تذاكر و مشغله التلفزيون و تقلب فيه بملل...
سمعت صوت جوالها و قامت الغرفة و ردت بملل بدون ما تشوف المتصل:ألو...
محمد:وش دعوة عاد تتكلمين من طرف خشمك مع وجهك؟؟
شوق ابتسمت لما سمعت صوت محمد:هلا والله محمد آسفة والله ما رديت أنك أنت اللي متصل علي...
محمد:أي يللا بعبرها لك..المهم أنتي فاضيه الحين؟
شوق بفرح:أي فاضيه و فهد مو موجود بعد أكيد تبي تجي لي صح؟
محمد:هههههههههه وش فيك الحمد لله...أي بجي و معي ضيف بعد...
شوق قطبت حواجبها:مين؟
محمد:خليه مفاجأة أحسن...المهم حنا في الطريق انزلي عشان تستقبلينا و تشوفين لنا طريق...
شوق بفرح:طيب دقايق و أنا تحت باي..
سكرت الجوال و حطته على التسريحة و ضلت تفكر من الضيف اللي جاي مع محمد...
(أكيد أحلام يعني من راح يجي معه غيرها في هذا الوقت...)
دخلت غرفة التبديل و غيرت ملابسها لأنها كانت لابسة بيجاما و لبست جنز أزرق و بلوزة صوفيه حمرا و رفعت شعرها بعشوائية...
توجهت لباب الشقة و طلعت منه بفرح و نزلت الدرج بفرح و هي تنتظر دخله أخوها الغالي عليها...
نوف كانت قاعدة في الصالة تحت قبال التلفزيون و تكلمت لما شافت شوق:على وين؟
شوق ما كلمتها و مشت لبرا لأنها سمعت صوت الجرس يرن...
بالنسبة لنوف ما قدرت تقاوم فضولها و قامت فتحت الستارة و صارت تناظر تبي تشوف من عند الباب...
شافت محمد أخو شوق طبعا هذا هي تعرفه لأنها دايما تشوفه بس شافت شخص ثاني معه ما عرفته...
جا على بالها أنه يكون أخوها الثاني بس بسرعة أبعدت الفكرة عن راسها لأنه ولا مرة جا لهنا..
انتبهت لهم يقربون من الباب و راحت بسرعة للمطبخ...
فتحت شوق لهم باب الصالة بصمت و هي تناظر أخوها أحمد اللي من دخل ما شال عينه من عليها...
هذي أخته شوق...تغيرت صارت أحلى من قبل بكثير و هو ما يدري عنها..
صعدتهم شوق فوق للشقة و أحمد انبهر لما شاف شقة أخته شوق...
أبد ما توقعها بهذا الكبر و بهذي الفخامة...أنعجب بالتصميم الراقي...
شوق كانت فرحانة بجيته و بنفس الوقت مستغربة و كل شوي تناظر محمد تبي تعرف تفسير للي يصير...
لما قال لها محمد عن سفرة أحمد لمكة فرحت له مرة و ضلوا يسولفون باقي الوقت...
لما صار المغرب قاموا للصلاة و بعدها مشوا للمطار...
نوف طلعت من غرفتها و شافت شوق تصعد درج الشقة و تكلمت:شوق...
شوق لفت لها و تنهدت:هلا...
نوف قطبت حواجبها:من هذا الحلو اللي كان هنا قبل شوي..؟
شوق ابتسمت بضحكة:هذا أخوي أحمد وش فيك ما تعرفينه؟؟
نوف انعجبت فيه بس ما بينت لشوق و تكلمت:من وين أعرفه يا حظي من كثر ما أشوفه؟؟
شوق:طيب الحين شفتيه حفظي شكله...
لفت شوق وكملت صعود الدرج بملل و طفش...حياتها مالها معنى ولا هدف بدون عبد الله...
بالنسبة لنوف دخلت غرفتها و هي تفكر بأحمد...
(وش فيني أنا من جدي أفكر فيه...خلاص نوفي أنسيه تراه ما يدري عن هوا دارك..بعدين أنا من جد غبية و أغبى من الغبية الحين أول مرة أشوفه و على طول بديت أفكر فيه...
بس من جد مبين من ملامحه أنه مكسور من الداخل...و كنه فقد شي ما يقدر يرجعه مرة ثانية)
بالنسبة لأحمد ركب طياته و ما مرت ساعتين إلا وهو في البيت الحرام...(حرم مكة)..
أخذ له عمره و لما خلص ضل قاعد في الحرم يقرا قران لأنه ما حجز في فندق و أساسا هو ما يبي فنادق...
يبي يعوض الأيام اللي فاتته...
لما جات الساعة ست صباح السبت و مشى للطيارة الراجعة على الرياض...
و أول ما وصل راح بيتهم و أخذ له دش سريع و نام وهو مرتاح من الداخل...نام متطمن...
...في قصر أبو عبد الله المغرب و في الصالة...
كان أبو عبد الله قاعد يقرا جريدة اليوم...هو من عادته يقراها هالوقت من كل يوم...
نزل عبد الله من فوق و هو لابس جنز و بلوزة صوفيه سودا و قبعة تحمل حرف(s)...
أبو عبد الله رفع راسه لعبد الله و بهدوء:عبد الله على وين؟
عبد الله انتبه لأبوه و توجه له و حب راسه و قعد:أبطلع مع فيصل ولد عمي؟
أبو عبد الله بضيق:طيب ممكن تأجل طلعتك شوي بس...
عبد الله هز راسه:أي ممكن...أساسا فيصل يبي يمر لي و للحين ما وصل...
أبو عبد الله تنهد:زين...
عبد الله باستغراب:ليه يبا عندك شي تبي تقوله؟
أبو عبد الله:أي عندي...أبي أسألك لمتى راح تضل قاعد كذا لا شغل و لا مشغله؟؟
عبد الله نزل راسه:............................................. ..................
أبو عبد الله:أنا متضايق منك يا عبد الله...ما تشوف عيال عمك و ربعك كل واحد شاف له شغله يستفيد منها إلا أنت وقتك كله نوم و أكل و طلعات مدري وين تروح كل يوم؟؟؟
عبد الله:............................................. ............................
أبو عبد الله:أنا كنت تاركك الفترة اللي مضت و كلي أمل يجي يوم و أشوفك فيه تشتغل و تكد عشان تبي مستقبلك بس الظاهر أنك مو ناوي...
عشان كذا أنا أقول لك من بكرة تجي تقدم أوراقك في الشركة؟؟
عبد الله رفع راسه لأبوه:يبا أنا...
أبو عبد الله بحزم:كلمتي ما راح أتراجع عنها يا عبد الله...حياتك هذي استهتار بمعنى الكلمة...
و أنا ما يرضيني ولدي و عزوتي يقعد كذا و يدينه على خده...
من بكرة تقدم أوراقك في الشركة و لو تبي تشتغل شغله ثانية ما راح أمنعك أهم شي ما تضل قاعد كذا؟
عبد الله تنهد:على أمرك يبا...
في هذي اللحظة سمع صوت سيارة فيصل برا و قام أستأذن من أبوه و طلع لفيصل...
ركب عبد الله السيارة و سكر الباب بقوة و هو يتنهد:..........................................
فيصل لف له و هو يحرك السيارة:خير وش فيه ولد العم معصب كذا؟
عبد الله لف لفيصل:تصدق يا فيصل أبوي من بكرة يبيني أروح أقدم أوراقي في الشركة...
فيصل ضحكت بسخرية:تستاهل يا عبود...كم مرة نصحتك و قلت لك شوف لك شغله و أنت مو راضي...
بعدين أبوك ما غلط لما طلب منك تشتغل بالشركة أنت لمتى بتضل قاعد كذا عاطل...
عبد الله تنهد:............................................. ...............
فيصل:طيب ليه معصب كذا روق الدنيا ما تستاهل...
...في قصر أبو محمد في غرفة أحمد الساعة11الليل...
كان واقف قبال الدولاب و يشوف ملابسة الكثار و اللي نصهم ما يلبسهم...
وده يرتب غرفته و يغير من شكلها عشان ما يترك شي يذكره بالماضي...
وده يرمي كل شي كان يمتلكه في الأيام اللي مضت...
انفتح باب الغرفة و دخل محمد و استغرب لما شاف الغرفة مقلوبة فوق تحت و نادى:أحمد وينك؟؟
أحمد طلع له من ورى الدولاب بابتسامة:هذا أنا هنا؟؟
محمد ابتسم:وش مسوي بالغرفة وش فيها الدنيا مقلوبة عندك؟؟
أحمد رجع للدولاب:أبد بس أبرتب غرفتي ولا شكلها عاجبك كذا من سنين ما حركت فيها قلم...
محمد:أحد ضربك على يدك و قال لك لا تحركها...
أحمد طلع من بين عفسة أغراضه و تكلم:أي صح محمد ذكرتني...
أبيك تطلع لي رقم جديد لو ما عليك كلافه...
محمد ابتسم له:بس هذا اللي تبي؟؟
أحمد ابتسم و تكلم بهدوء:محمد أنا آسف على اللي صار بيني و بينك من زمان؟؟
محمد:لا تعتذر يا أحمد...أنا عاذرك بدون شي...بعدين أنت أخوي الوحيد أنا من لي غيرك...
أحمد ابتسم و ما عرف وش يرد على أخوه و فضل أنه يرجع للدولاب و يكمل ترتيب و تكلم:تصدق ودي أنقل من الجامعة اللي أنا فيها؟؟
محمد:لا تخرب على نفسك يا أحمد باقي لك الشهرين ذيلي بس كمل و خلص و أفتك أحسن لك؟؟
أحمد:ما فهمتني...أنا ما أبي أدخل مكان يجمعني بــــــــــ....
قاطعه محمد:أحمد لا تقول كذا...أما فاهمك و فاهم قصدك بس أنت ما عليك منهم...
لا تقرب منهم و صدقني راح ترتاح نفسيتك...


 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس