09-14-2010
|
#5
|


توفيت " خديجة " أم المؤمنين الأولى قبل هجرة الرسول إلى المدينة المنورة بثلاث أعوام،
وقال الواقدي توفيت لعشر خلون من رمضان وكان عمرها 65 عاماً.
أنزلها محمد(عليه الصلاة والسلام) بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده،
ودفنها بالحجون (مقابر المعلاة بمكة المكرمة). ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
(( مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ،
هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي ، وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا ،
وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي
خَلائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ ، وفي لفظ (ثُمَّ يُهْدِي فِي خُلَّتِهَا مِنْهَا) ،
وفي لفظ (وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَتَتَبَّعُ بِهَا صَدَائِقَ خَدِيجَةَ فَيُهْدِيهَا لَهُنَّ ))[1]
وَقَالَ النَّوَوِيّ : فِي هَذِهِ الأَحَادِيث دَلالَة لِحُسْنِ الْعَهْد ، وَحِفْظ الْوُدّ ، وَرِعَايَة حُرْمَة
الصَّاحِب وَالْمُعَاشِر حَيًّا وَمَيِّتًا ، وَإِكْرَام مَعَارِف ذَلِكَ الصَّاحِب .ا.هـ[2]
!وَلِلْبُخَارِيِّ فِي الأَدَب الْمُفْرَد مِنْ حَدِيث أَنَس قال :
(( كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ يَقُول : اِذْهَبُوا بِهِ إِلَى
فُلانَة فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَة لِخَدِيجَة )).[3]
و هذا كله من حب النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة حية وميتة ، والوفاء لها بعد موتها ،
حتى أنه كان يتعهد صديقاتها بالطعام والسؤال والإحسان ، وذلك لإن الذي يحب إنسانًا فهو
يحب كل ما يذكره به ويحب ما كان يحب وهذا واضح جلي من تعلق النبيr الدائم بذكرها
والثناء عليها وإكرام صديقاتها من أجل خديجة رضي الله عنها ، فبرغم طول العهد بالبعد عنها
بعد موتها إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل ذاكرًا لها ، وشدة مبالغته في هذا الأمر هو الذي
أثار تلك الغيرة الفطرية في قلب عائشة رضي الله عنها .
و مما يدل على هذا أيضًا ما جاء
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
(( اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ
خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ (فَارْتَاحَ) لِذَلِكَ ، فَقَالَ اللَّهُمَّ هَالَةَ .
قَالَتْ : فَغِرْتُ ، فَقُلْتُ : مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ
قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا )).ا.هـ[4]
ولم يسكت النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بل رد عليها قولها و بين لها أنه لم يأت أحد مثلها ،
و في الحديث بيان لشدة غضبه صلى الله عليه وسلم لمقولتها)).[5]
و من صور تلك المحبة و الشوق الدائم لكل ما يتعلق بخديجة
ما رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَط مِنْ طَرِيق تَمِيم بْن زَيْد بْن هَالَة عَنْ أَبِي هَالَة عَنْ أَبِيهِ :
(( أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَاقِد فَاسْتَيْقَظَ فَضَمَّهُ إِلَى صَدْره وَقَالَ : " هَالَة هَالَة " .
وهو ابن خديجة ، وربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أخو هند ،
0 وهذا مُشْعِرٌ بِمَزِيدِ مَحَبَّةٍ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لهَا .[6]
و من صور إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة عليه السلام
#أنه لم يتزوج معها امرأة أخرى أبدًا في حياتها #
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
(( لَمْ يَتَزَوَّجْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ ))[7] .
|
|
|
|