في الحانة المجاورة ، جلست ( ماريا ) على كرسي يدور ، تأملت المارة واحداً واحداً ، لم تشعر بأن أحدهم كان يراقبها عن كثب ، حيث أنه كان يراقبها كل يوم ، يراقب حركاتها وسكناتها ، حتى أنه يعد ابتساماتها وربما علامات التعجب ..
كانت تتأمل في أحد المارة ، وكيف أنه يلبس بنطالاً أزرق وتيشيرت قصير رغم أن البرد قارس ، والشمس لا تكاد تشرق ، تعجبت من أمره وأصابها الفضول كالعادة ، راحت تسأله وتسأله ، كعادة النساء لا تدخل ( ماريا ) في المواضيع مباشرة .!
عرفت ماريا بأنه شاب يدعى ( ساي ) وأنه مشردٌ وأنه لا يمتلك منزلاً لوحده بل يسكن في منزل مشترك ، ،،
رغم أنه مشرد وأنه رث الهيئة ، لكنه وسيم عيناه عسلية وخديه وردية ، وروحه رائعة ، ويمتلك ثقافة عالية ، لكن الزمن لن يعطيه شهادة دكتوراه ولا حتى شهادة تفوق !
ربما على ( ماريا ) ألا تدعه يهيم في الشوارع ، وربما عليها أن تُحسن إليه ، وربما أن عليها أن تصبح أمه وأخته وحبيبته التي يفتقد !
لا زالت ( ماريا ) تذكر لحظات تعرفها على هذا الشاب ، ولا زال عالقاً في ذاكرتها ، ولا زالت لا تعرف ما هي المشاعر التي اكتنفتها في تلك اللحظات !
( ساي ) مات متأثراً بمرض معدي !!
قبس..
|