عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-31-2021
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 30055
 جيت فيذا » Jul 2021
 آخر حضور » 12-25-2021 (11:52 PM)
آبدآعاتي » 2,068
الاعجابات المتلقاة » 12
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » قطرة الندي is on a distinguished road
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وعزه استغناؤه عن الناس.....



الاستغناء عن الخلق يبدأ من كفّ البصر عمّا في أيديهم؛ فإنه لا بد من كف البصر ليكف القلب عن التعلق، والبصر من أكبر المشاكل،-يشترك في هذا الذي يملك والذي لا يملك-والذي يمد عينيه يعرض استغناءه عن الخلق للهتك؛ فيصبح وقد استبدل عز غنى النفس بذل الحاجة إلى الخلق، وما هذا من شيم المؤمن المؤثر للآخرة على الدنيا، قال تعالى مخاطبا نبيه-صلى الله عليه وسلم، وكل مَن يصلح لهم الخطاب-: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِ}،

و (لا تمدن عينيك) تشمل ما متّع الخلق به من ملبوس، ومفروش، ومتاع أيًّا كان، لا تتبعه بعينيك، فإنما هو متاع عما قليل زائل، وإنَّ تعلُّق البصر به يتبعه تعلق القلب، وإن تعلق القلب به يعني إنزاله عن مرتبة الشرف التي خلق لأجلها!

خلق الله القلب ليكون محلا لحبه، وتعظيمه، ونظره؛ فما بالنا نرخصه ونجعله لما لا يساوي عنده جناح بعوضة؟!

لو تيقن العبد أن عزه يكمن في لحظة رده لبصره، ولسانه، وقلبه عن كل ما عند الخلق؛ لما أذن لهم أن يتجولوا متتبعين أحوال الخلق. تاركين الغالي من مهامهم التي بينها الشرع؛ فما خلقت العينان إلا للتدبر والتفكر فيما يزيد الإيمان، وليس فيما يعلق بالدنيا، وما خلق اللسان إلا ليكون أداة عظيمة للتعبير عن ذاك الإيمان، وأما القلب؛ فكل الشأن للقلب، هو الأخطر والأغلى، وقد خلق لما هو أعلى وأغلى!

استحِ من النظر إلى ما عند الناس يجعلك الله عزيزًا، وكلما استغنيت؛ أغناك الله؛ فمَن يستعفف يعفه الله، ومَن يستغن يغنه الله.

من ملف: كلمات تصف الحياة.
أ/ أناهيد السميري




رد مع اقتباس