لعمري كم حويت الناس قلبًا، وما في الناس قلبٌ يحتويني.
تقرأ أبيات وتعجبك، تدونها لأنها أبيات فصيحة عذبة سلسة اعجبك شعورها، ومن ثم يأتي يومٌ ما، يومٌ تشعر فيه بهذا البيت، والشعور بالبيت مختلفٌ عن قراءته، إن أنا شعرت ببيت فهذا يعني أنه داهمني منذ استيقاظي، بات يدور في عقلي طارقًا كل أبوابه، يعني أن شيئًا ما حدث لي استدعاه واستنجد به، واليوم أنا أشعر بالبيت أعلاه، ما في الناس قلبٌ يحتويني، ولا أقولها بمرارة أو غضب أو حتى حنق على من احتويتهم، قلبي يسع، يسع كل هؤلاء الناس، لو ما في الناس قلبٌ يحتويني يكفيني إني احتويت القلوب، دومًا، وإن لم أجد قلبًا سأكون أنا هذاك القلب. وسرًا، اشتبهت إن هذا دائمًا نصيبي، البعد، والوحدة، والجانب البارد من الأشياء، الجانب البارد الذي أضع يدي عليه حتى يستنفد دفئي، وإذا دفئ، مضى وتركني وراءه، وقلبي، هو القلب اليتيم، القلب الذي يموت كل احبابه امامه وهم احياء، يشهد تحولهم لأشباحٍ تشبههم، القلب الذي يشهد مراسم عزاءهم سرًا ويبكي، يبكي ويمضي. الله يرحم قلبي.
يونيو، ٢٠١٩م.
قبس..
|