الموضوع: الحب والغيرة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-07-2021
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 10 ساعات (02:18 PM)
آبدآعاتي » 1,061,804
الاعجابات المتلقاة » 14050
الاعجابات المُرسلة » 8233
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الحب والغيرة



د. حنان لاشين أم البنين





من مفسدات السعادة بين الزوجين الغَيرةُ الشديدة، وهناك فرقٌ بين أن تغار على زوجتك (أو أن تغاري على زوجك)، وبين أن تُشكِّك في تصرفاتها وكأنها متَّهمة!

التفتيش في الهاتف، الهجوم فجأة عليه أو عليها أثناء استخدام الحاسوب، التحقيق إن حدَث أيُّ موقف عابر مع طرف ثالث، قد نرى طرفًا من الطرفين يُسيء الظن ويتَّهم كل كلمة ونظرة وهمسة من الطرف الآخر، ويوجهها إلى غير وجهها، ويلومه ويعاتبه مرارًا وتكرارًا، وهذا بسبب الغيرة الشديدة؛ ربما لأنه يعلم أن الطرف الآخر مميَّز وجذاب، أو به شيء لافت للنظر، فتجده يتحرَّق غيرةً عليه، وتشتعل في صدره النار لو رأى أن هناك مَن ينظر إليه، أو يتحدث معه، أو حتى يقترب منه!

أنت أمام كتلةٍ من النار، لو صرخت في وجهها لازدادت اشتعالًا، وفي نفس الوقت أنت لست متهمًا إن كنت تتصرَّف في حدود الضوابط الشرعية، ولا تقدم على شيء ليبرر هذا الشك الذي ليس في محله، ولكن فلتتحمَّلِ الطرف الآخر، ولتُعالِج الأمر بحكمة ورويَّة، فربما هو أحسنُ الناس ظنًّا، وأوسعهم نفسًا، وأكثرهم صبرًا، وأشدُّهم احتمالًا، وأرحبُهم صدرًا، ثم لا يحتمل منك شيئًا بسيطًا أو موقفًا لا يُذكر، فتركيبته النفسية وشخصيته تحتاج إلى تأكيد منك لهذا الحبِّ الذي تَحمِلُه له تأكيدًا لفظيًّا ومعنويًّا وعمليًّا.

لا تهمل أن تخبر زوجتك أنك تُحبها كلَّ يوم، إن كانت تحب ذلك وتسألك كثيرًا: هل تحبها أم لا؟ فقد تكون كلمة "أحبُّك" أهمَّ لديها من خاتمٍ ثمين، وقد تكون سببًا في استقبالها لليوم كلِّه بنفس راضية، لا تتأخَّري عن إخبار زوجك بكل خطوة أو قرار بسيط، طالما هو يسأل دومًا ويحب ذلك، فسدُّ باب الريبة والشك يجعلُه هادئًا، وتذكَّري أنه يغار؛ لأنه يحبك.

لو كنتَ ممن يغار بتلك الطريقة، فحاول أن تضبط ردَّ فعلك، وتسيطر على تصرفاتك، فأنت لا تتعامل مع طفل تُربِّيه، ولا مع عصفور في قفص تَقْتنيه، بل هو شخص آخر له كينونته الأخرى، يتلقى ممَّن حوله إشارات، ويتفاعل بطريقة تختلف عنك، فإن كنتَ على يقينٍ بنقائه، وأنه يغضُّ بصره، ويتعامل في حدودٍ تُرضي الله عز وجل ولا تغضبه، فاطمئنَّ، ولا تجعلْ غيرتك عليه تُظهِرك في مظهر المهتزِّ غيرِ الواثق في نفسه؛ فتسقط هيبتك، أو ربما تلفت نظره لشخص آخر، وهو لا يفكر فيه، فتبدأ في التمهيد للفتنة لتستوطن قلبه!

كم من زوجةٍ ظلَّت تتحدث عن فلانة، وظلَّت تلوم زوجَها على اهتمامه بها، وهو لا يهتم، حتى انتبه وبدأ يفكر فيها!
وكم من زوجٍ ظلَّ ينبه على زوجته ألا تنظر إلى فلان أو تحدثه أو تذكره، حتى جعلها تفكر فيه رغمًا عنها!
كلما كانت سمات الشخصيتين أقربَ للالتزام بأحكام ديننا الجميل؛ كغضِّ البصر، وعدم الخضوع في القول، والالتزام بالحجاب الشرعي، وتشريع الاستئذان حتى لا تقع عينٌ خائنة على عورة غافلة، فيقع ما لا تُحمد عُقْباه، وتقوى الله التي تَزِن الأمور - كانت الغيرة أقل، والثقة أكبر.

ومن مقاصد الشريعة الإسلامية صيانةُ الأعراض؛ ليصلح المجتمع وتنتظم الحياة، وفي سبيل تحقيق هذا المقصد وضع الله لنا ثوابتَ، وسدَّ كل الطرق المُفْضية إلى الرذيلة، ووضع بين الرجال والنساء حدودًا، مَن تجنَّبها سلِم وغنِم، ومَن تعداها عطِب وأثِم، ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]، والمحب يَغار على حبيبه بفطرته، فقد غار سيدنا علي بن أبي طالب على زوجته "فاطمة" رضي الله عنها، حتى إنه قال شعرًا فيها غيرةً مِن عُود الأراك (السِّواك)، عندما رآها تَسْتاك به، فقال:

وهَنِئْتَ يا عُودَ الأراكِ بثَغْرِها
ما خِفْتَ يا عُودَ الأراكِ

أَراكَا؟لو كانَ غيرُكَ يا أراكُ قتَلْتُهُ
ما نال مِنْها يا سِواكُ سِواكَا


والغيرة تُفرِح؛ فمن يغار عليك يحبك، والغيرة على محارم الله أعلى وأكبرُ، والله سبحانه يغار، ومن أجل غيرة الله تعالى حرَّم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: بلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عُبادة رضي الله عنه، يقول: لو وجدتُ مع امرأتي رجلًا لضربته بالسيف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتعجبون من غيرة سعد؟! فوالله لأنا أغيرُ مِن سعد، والله أغيرُ مني، ومن غيرة الله تعالى أن الله تعالى حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخصَ أغيرُ مِن الله تعالى، ولا شخصَ أحبُّ إليه العذرُ مِن الله، فمن أجل ذلك بعث المرسَلين مبشِّرين ومنذِرين، ولا شخصَّ أحبُّ إليه المِدحةُ من الله تعالى، ولذلك وعد الجنةَ)).

ونحن هنا نتحدث عن بيوتٍ لأزواج يتَّقون الله، فلو كان الزوج يرضى أن يجلس بجوار زوجته وهي تراقب بطل المسلسل وتتغزَّل فيه وهو راضٍ، فكلامنا بعيدٌ عنه، وإن كانت الزوجة تجلس بجوار زوجها وهو يشاهد أغنية بها فتاة ترقص بلا حياءٍ، فكلامنا بعيد عنها، والغيرة لديهما قد ماتت ودفنت منذ زمن!

"ذهب رجل إلى ابن عباس وقال: أريد أن أتزوَّج جاريتك فلانة، رأى ابن عباس الرجل يصلي في المسجد، فأراد أن يكون صادقًا في النصح؛ لأنها استشارة زواج، ولا بد من قول الحق، فقال: أنا لا أرضاها لك؛ قال ابن عباس: إنها تتطلع إلى الرجال، فقال الرجل: وما في هذا عيب! فقال ابن عباس عندما رآه يرضى فعلَها هذا: إذًا أنا الآن لا أرضاك أنت لها".

سبحان الله! هذا الرجل لا يرى في نظر الجارية للرجال وتطلُّعها لهم عيبًا، لا يغار، لا يراه إثمًا أو ذنبًا، وإن قبِل هذا، فلن يكون أهلًا للأمانة، ولن يحافظ على حق الله فيها!

كان النبي صلى الله عليه وسلم يغار، وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يغار، وكذلك سيدنا عثمان رضي الله عنه لما تسوَّر عليه القتَلةُ البيت وأرادوا قتله، قال لنائلة زوجته: ادخلي فاحتجبي، إن قتلي أهونُ عليَّ مِن أن يرى شعرَك أجنبيٌّ.

ولهذا؛ فالأمر مقسوم على اثنين، وموزع على كفَّتينِ، فلِكَي يتَّزِن البيت وتستقيم الأمور، لا بد من احترام الطرفين كليهما للآخر، إن كان هو يغار تحمَّليه وأطيعيه ليطمئنَّ ويهدأ، وإن كانت هي تغارُ احتوِها وابذل الأسباب لكي تطمئن وتسكن.

أيها المحب، قدِّر شريك حياتك، وقدمه بشكلٍ يليق في محيط أسرتك، أظهِرْ أمام الجميع أنك تُقدره وتحترمه، دون أن تتعدى حدود اللياقة، ساعده ببعث الطُّمأنينة بنظرة، وكلمة حلوة، ولَفْتة جميلة، طالما هو من النوع الذي يحتاج إلى هذا، عامِلْه وكأنه طفل صغير يحتاج إلى معزز ومكافأة من آنٍ لآخر ليهدأ ويفرح، ومكافأته هنا هي "الحب"، وكلما تعمَّق الحب، ازدادت الثقة.

••••

منارة حب
الحبُّ هو أن تسقيَ زوجتَك من رحيق الحب الحلال، وتسقِي زوجكِ من الرضا ما يشبعه، ومن الحنان ما يُرضيه، ومن الصبر على الدنيا ما يُهنِّيه معك.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس