وأما كونهما زينة فقال الأعشى الكبير:والمالُ زَيْنٌ في الحياة وغِبطَةٌ
ولقد ينالُ المالَ غيرُ كريم
ولربّ أروعَ ماجدٍ ذي مِرّة
سمحِ الخليقة، لا يُذَمُّ، عديم[31]
وقالت تماضر بنت الشريد السلمية:كأنّ العينَ خالطها قذاها
لحزنٍ واقعٍ أفنى كراها
على ولدٍ وزينِ الناس طرًا
إذاما النار لم تر مَنْ صلاها[32]
وقال ساعدة بن جويّة:
وما يُغني امرءًا ولدٌ أحَمَّتْ ♦♦♦ منيتُه ولا مالٌ أثيل[33]
وحتى اعتبروا الذكر الموصول من الجود زينة فقال عبدة بن الطبيب:فلئن هلكتُ لقد بنيتُ مساعيًا[34]
تبقى لكم منها مآثرُ أربع
ذكرٌ إذا ذُكِر الكرام يزينكم
ووراثة الحسب المُقَدَّم تنفع
ومقامُ أيام لهنّ فضيلةٌ
عند الحفيظة والمجامع تجمع
ولُهًى من الكسب الذي يُغنيكم
يومًا إذا احتصر النفوسَ المَطمعُ
ونصيحة في الصدر صادرة لكم
ما دمتُ أبصِرُ في الرجال وأسمع
أوصيكم بتقى الإله فإنه
يعطي الرغائب من يشاء ويمنع
وببرِ والدكم وطاعةِ أمره
إنّ الأبرَ من البنين الأطوعُ
إنّ الكبيرَ إذا عصاه أهلُه
ضاقتْ يداه بأمره ما يصنع[35]
وكذا اعتبروا الفرس زينة فقال عقبة بن سبق بعدما أطال في وصفه:
يزين البيتَ مربوطًا ♦♦♦ ويشفي قرمَ الركب[36]
وقبل أنْ أشرح فعل "ألهى" أودّ أنْ أشير إلى كلمة المال وجوانبها فالمال عندهم كما أطلق على الإبل فكذلك أطلق على ما شابهها من الأشياء من الشياه والزرع والنقد فقال الأعشى الكبير والمال هنا الإبل:
جَعَلَ الإلهُ طعامَنا في مالنا ♦♦♦ رزقًا تضمّنه لنا لن ينفدا[37]
|