نمت أهمية المدينة المحصنة ذات يوم خلال القرن السابع عشر وأصبحت مركزاً ثقافياً، كما أنها ميناء هام للتجارة في اليابان لأنها أقرب إلى سيول من طوكيو، وتضم اليوم العديد من المتاحف والمعارض الفنية والمسارح والحدائق، بالإضافة إلى كونها مركزا هاما في رياضة البيسبول المحلية.

تضم المدينة العديد من الحدائق العامة اليابانية التقليدية التي تستحق الاستكشاف، وتعد حديقة أوهوري "Ohori" من أشهرها، حيث إنها تحتوي على مقاعد وخنادق وأجنحة للجلوس والاسترخاء، وقد تم بناؤها بأسلوب كلاسيكي مع إطلالات رائعة على المدينة، وترتبط الجزر الثلاثة الموجودة في البركة مع بعضها عبر الجسور الحجرية اليابانية التاريخية التي تربطها أيضاً بباقي مرافق الحديقة لتكون مكان رائع مزين بأضواء تتلألأ كالنجوم للتنزه في المساء.

يأخذنا متحف كيوشو الوطني في رحلة عبر الزمن في الثقافة اليابانية العريقة، وهو أول متحف وطني يتم افتتاحه منذ 100 عام، لذلك نجد أنه يتزين بمظهر عصري فريد من نوعه ومزود من الداخل بأحدث الأنظمة وشاشات العرض الكبيرة التي تحكي قصة العصور الوسطى والحديثة التي تركت أثرها أيضاً في قلعة فوكوكا والتي تعرف أيضاً باسم قلعة ميزورو التي تتربع على إحدى التلال المذهلة ويعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، وتطفو فوق نهر ناكا الذي يعكس روعة البوابات الضخمة والأبراج العالية.

ترتدي حديقة نوكونوشيما أو ما يعرف بمنتزه الجزيرة الأخضر رداءً مذهلاً من الزهور النادرة ومنها أزهار ماريجولد الرائعة وهيدرانجيا وداليا وكوكسبور كورال تري التي تتمايل بألوانها الزاهية كالأمواج في عالم البحار الذي يقع على الواجهة البحرية لخليج هاكاتا، والذي تم بناؤه على شكل قشرة البحر ويحتوي على أكثر من 70 حوضاً مائياً تجمع أكثر من 20,000 مخلوق بحري وأكثر من 100 سمكة قرش، بالإضافة إلى تقديمه عروض مسرحية مائية أبطالها من الدلافين الجميلة وأسود البحر اللطيفة.