“أحاول دائمًا ألّا أتورّط بالحُكم على أحد، والأمر لا علاقة له أبدًا بأخلاقي، أو بفكرة أننّي إنسان جيّد أم سيّء، إِنّما المسألة مُتعلّقة بحقيقة أنني لن أعرف أبدًا ماهيّة الظروف التي مرّ بها الشخص الذي أمامي، وكيف حكمت ظروفه باتخاذه قراراته الخاصّة، وحتى لو حدث وأخبرني بتلك الظروف، فلن يكون بإمكاني أبدًا أن أضع نفسي مكانه.. الأمر مُعقّد جدًا، كما أني أجهل تمامًا خلفياته الثقافية والنفسية، وكيف تشكّلت فكرته عن أمرٍ ما أو مدى تأثيرها عليه، لذلك سأظلّ دائمًا عاجزًا عن فهم الأسباب الحقيقية التي دفعته لفعل ما فعل، تمامًا كما لن يفهم الناس أبدًا ما يدفعني لفعل ما أفعل، فالأمر كُله مُتعلق إذن بمعلومات لازمة للحُكم، وبما أن معلوماتي ستظل دائمًا ناقصة، فلن أُصدر أحكامًا أبدًا، إما التعاطُف بابتسامة طفيفة أو الاعتصام المطلق بالصمت.. هذه خياراتي لا أكثر.”
قبس..
|