دخل بيته وهو يدعي إن أمه تعلن عليه الهدنه ، انصدم وهو يسمع صوت ضحكات .. ضحكات لها صدى خاص بقلبه ، فردوس ! لا وتضحك ؟ بصالة بيتهم ؟ لو إن الصوتجاي من غرفة ريما كان تقبل هالشيء .. لالا لازم يعرف ايش صاير .. تقدم ناحيه الصوت وشاف أمه وفردوس جالسين قبال بعض والوضع بينهم هادي جدًا .. مو هاديوبس الا ودي وكأنهم أم وبنتها جالسات .. توسعت عيونه وهو يتقدم ناحيتهم
تكلم بهدوء وصدق : عسى دوم
أم هيثم خزته وبنبره لها معنى : وعليكم السلام يا وليدي
ضحك وتقدم ناحيه أمه وباس رأسها : شلونك ؟
مسحت على خده : بخير يا وجه الخير
رفع حاجبه وباستهزاء : لا أمي بدلوها
ما منعت نفسها من إنها تضحك .. التفت ناحيتها ، بسس يا فردوس بسس قلبي ما يتحمل كل هذا
تكلمت أم هيثم : زوجك عقله تعبان يا بنيتي سامحيه
طالع أمه وابتسم ابتسامه حلوه ، باس خدها وقام .. قامت وراه فردوس بعد ما اشرت لها عمتها تتبعه .
أول ما سكرت باب الجناح : وش صاير ؟
ضحكت من نبرته وملامح وجهه ، بعدين : مدري ، كنت انظف وارتب .. جت الخادمة فجأة تقول لي إن أمك تبيني
دارت عيونه بالمكان من أول ما قالت انظف .. شاف المكان متغير كل شيء مثل ما تبي هي ، وريحته ! توه يركز على ريحة المكان ، ريحتها منتشره في كل ثنايا الجناح .. مو كافيك أنا سممتيني يا فردوس ، بتسممي محيطي !
لبس قناع البرود ولف عنها : حلو الله يديم المحبة
كشّرت ، توه يا حلوه وكأنه هيثم اللي سرق قلبها ، تكلمت بصوت يرجف : هيثم لمتى ؟
التفت ناحيتها وبصوت اقرب للهمس : فردوس تعبان وودي أنام
بنبره حزينه : اهرب ، دائمًا أهرب مني .
مشت عنه وراحت للمطبخ اللي بالجناح ، تابع أثرهآ لين اختفت عن عينه .. تنهد ودخل للغرفة
أما فهـد ! اللي طول بجلسته متعمد ، ما يبي يطلع ويتصادف مع أبوه .. شاف الساعه اللي تشير لـ ٧ المسا .. خلاص زودها
قام وطلع من الشركة ، توجه لمواقف وكان الهدوء اللي بالمكان مُخيف بس ما يأثر على شخص مثل فهد ..
دخل سيارته وتحرك ، ما امداه والا هو ضاغط على الفرامل بكل ما اعطاه الله من طاقه ..
نزل وهو معصب : عميه انتي ما تشوفين ؟
مشت ناحيته بسرعه وهي تبكي ، انتبه للبسها اللي كان مشقوق وتكلمت بخوف وهي ميته بكي : الله يخليك ساعدني ساعدني أبووووي
خاف في البدايه من منظرها ، هذه انس ولا جن ومن وين طلعت له ، صار يتعوذ وهي متشبثه فيه وتردد جملتها
حاول يسندها ورفع شعرها عن وجهها ، انتبه للدم اللي يسيل من شفايفها : اسمعيني
قاطعته : الله يخليك ساعدني ابوي بيموت ساعدني طلبتك بسويلك اللي تبي بس ساعدني تكفى
توهق : طيب طيب قولي لي وينه
اشرت وراها ، ما فهم وقال لها : اركبي معاي
للحين ، وهو مو عارف هي انس ولا جن ما يدري من وين جات ، وشعرها الاسود الكثيف المتناثر وبشرتها البيضا الصافيه وشفايفها التوتيه ! وتروه مره .. طلعت معاه ودلتهعلى البيت ، نزلت بسرعه وهي تركض وهو مشى وراها
شافها تجلس عند شخص وتهزه ، بعدها عنه بسرعه وجلس جنبه وهو يقيس نبضه
تكلمت بخوف : مات !
تكلم فهد بسرعه: لا بس نبضه خفيف لازم نشيله لمستشفى ساعديني .
جات بسرعه وسندت ابوها وطلعوا طياره للمستشفى
وصلوا وعلى طول اسعفوا ابوها
التفت لها فهد ، شافها تلملم نفسها .. ابتسم وتوجه لسيارته وهو يدعي ربه انه ما نزلها ، فرح وهو يشيل عباية سما اللي نستها امس بسيارته ..
عطاها وهو يتكلم برقه : البسي
خذتها من ايده وغطت نفسها وجسمها اللي كان واضح ، اول ما خلصت مزرره العباية طاحت بين ايديه .. حملها بسرعه ..
طلع له دكتور ابوها : فهد ! من هذا ؟
انصدم وهو يشوف مهند بس رقعها بسرعه : واحد يشتغل عندي ، وش فيه
تنهد مهند : مضروب براسه وأنا أخوك
فهد : هاا ! طيب اشرح لي وضعه
مهند وهو يمشي معاه : فهد لازم محضر ، مضروب ضربه قوبه والحمدلله جبته بسرعه وقدرنا نداري الجرح بس عنده نزيف ، شكله البواب وأكيد أحد مقتحم ...
قاطعه فهد بسرعه : لالا كان في بيته ، فقدناه اليوم وقلت اشيك عليه
مهند ما طاح في قلبه الشك لأن يعرف فهد ، يشيك على موظفينه دائمًا ويساعدهم ، هذه عادته هو وربعه : الله يعين
فهد تذكر البنت : طيب وبنته ؟
مهند باستغراب : بنته ؟
فهد مسح على خده : ايوا أول ما وصلنا طاحت عند الباب
تنهد مهند : شوفها بالاسعاف عيل ، بشيك لك عليها صبر
فهد بسرعه استوقفه : لا خلك مع أبوها بشوفها أنا ، طمني عليه بس
مهند بنظره : طيب
مشى رايح لها ، شافها نايمه على السرير وشعرها متناثر حوالينها ، المغذي بايدها .. تقرب وانتبه للجرحين اللي بوجهها ، واحد جنب شفايفها والثاني بخدها ، انتبه إنايدها ملفوفه بعد .. التفت للنيرس اللي تكلمه
تكلم فهد : اسمحي لي ما انتبهت لكلامك
تكلمت النيرس اللي خقت عليه : المريضه متعرضه للتحرش وعندها انهيار عصبي ، وجروح بسيطه داويناها
انصدم ، تحرش ! والأب مضروب ! شالسالفه ، تكلم : طيب مشكورة
رجع التفت لها وهو يفكر باللي صاير معاها ، نبهته حركتها ، بعّد عنها ٣ خطوات ..
فزت بسرعه بتقوم : أبوي
مسكها فهد وثبتها .. وتكلم بحنان : اهدي اهدي أبوك بغرفه العمليات
بخوف كبير : ليش ليش ؟
فهد بنفس نبرته وهو مثبتها : اهدي واسمعيني
انتبهت انها قريبه منه مره وكأنها بحضنه ، تحركت وفهد فهم عليها وبعد عنها .. سحب كرسي وجلس قبالها وبدأ يتكلم : أبوك مضروب برأسه ، صار له نزيف ودخلوهللعملية بس تطمني وضعه زين .. ممكن تشرحي لي وش صاير ؟ لأن الدكتور قال راح يفتح محضر وممكن يصير فيه تحقيق
تجاهلت كل شيء : يعني أبوي ما مات ؟
طالعها بشفقه بسبب نبرتها وهز رأسه بلا
غمضت عيونها بفرح وهمست : الحمدلله
فهد بفضول قوي : ممكن تشرحي لي وش صاير ؟
في البداية خافت بس لما طاحت عينها بعينه اللي تخوف ، حست إنه ممكن يساعدها ، بطفولة : بتساعدني !
ابتسم فهد ، حس كأنه يشوف نايف في وحده ممكن تكون بعمر سما : ان شاء الله ، من اللي ضرب ابوك ؟
ارتجف صوتها : ولد عمي
فهد ببلاهه : هاا !
بدت تسرد له بخوف واضح بصوتها : كنت جالسه بالبيت بروحي وهو اتصل ورديت عليه سألني عن بابا وقلت له مو موجود وسكر وشوي رن الحرس قمت افتح وكان هوحاول يتهجم عليه وكنت اضربه وما خليته ، وصل بابا وشافه لما حاول يبعده ضربه بالمزهريه وراح .
سكتت وهي ترجف ،، قدر فهد يخمن الباقي ، طلعت من البيت ومشت مسافه ووصلت لقدام سيارته .. لملم كل شيء بمخه وفهم مظهرها
جاها صوته يصحيه : بتساعدني ؟
رفع رأسه لها وابتسم : قولي كل شيء للشرطة
خافت : بيذبح أبوي
استغرب : ليه ؟
كملت بصوت يرجف : قبل لا يطلع قال لي اذا وديتي ابوك للمستشفى وسمعت الشرطه بذبحه قبل لا يتكلم
فهد بابتسامه : بس أنتِ جبتي أبوك للمستشفى !
هزت رأسها : ما جبته ، أنت اللي جبته . وببراءة : خفت يموت ويخليني .
قام فهد ومسح على رأسها ، حاس انها طفله ، تمسكت فيه بقوة وهمست له : ساعدني لا تخليه يذبح ابوي
فز قلبه ، وحاول يبعد عنها بشويش : طيب أنتِ ارتاحي
هزت رأسها وجاء بيطلع بس رجع : ما قلتي لي وش اسمك ؟
ابتسمت بمرح : حنين
ابتسم لابتسامتها : طيب وأبوكِ ؟
حنين بنفس ابتسامتها : منصور سالم الـ ... .
فهد : حلوو ، اسمعيني
رفعت رأسها وركزت عيونها بعيونه ، كمل هو : أنا قلت إن أبوك يشتغل عندي تمام ! خلي هالشيء في بالك
هزّت رأسها ، جاء بيطلع ونادته : لحظة
لف لها ، ابتسمت بامتنان وبنبرة طفولية : شكرًا
ابتسم بوجهها ابتسامه حلوه وطلع تاركها بعد ما وصى الممرضة ما تتركه لحالها ولا تطلع لأبوها..
رفع تلفونه بكسل : نعم
جاه صوته وبنبرة أمر : صحصح أبيك
زفر بتعب : فهد شتبي تكفى تعببببااااااااننن
ضحك فهد : سطّام قوم مالي غيرك صحصح
تنرفز : كلّم هيثم وخلني
فهد بهدوء : لا هيثم خليه مع اهله أنت فاضي قوم أبيك
فرّ بسبب هدوء فهد : صاير شيء بينك وبين بنت عمتك ؟
تنرفز من طاريها ، جلس على الكرسي مقابل غرفه العمليات : لا ، انتظرك ساعه ، صحصح وافتح مخك وتعال لي بمستشفى ***
سكر منه بسرعه عشان لا يعترض ويكثر اسأله ، أقل من ساعه وشاف سطّام بوجهه وواضح عليه الخوف
سطّام: يا رجّال شفيك هنا ؟
فهد ابتسم بوجهه : سلامتك ، أجلس واشرح لك
جلس سطّام وبدأ فهد يشرح له كل شيء .. فهد : فهمت الحين ؟ لازم أحد منكم يكون معاي عشان مهند لا يشك
سطّام: لو قلت الحقيقة وفكيتنا
فهد بصوت واطي : في بنت في الموضوع ياخوي
سطّام ببساطة : أنت تتكلم عن مهند مو نادر
فهد بانفال : لا تجيب طاريه عندي
تنهد سطّام: طيب آسف اهدأ ، وين البنت ؟
زفر فهد : عندها انهيار وجروح وغيره محطوطه بغرفه
سطّام بغيض : الله ياخذه ويفكنا من هالأشكال. بحنان : تعبانه هي ؟
ضحك فهد : لا والله لما درت إن أبوها عايش ، ما كأن فيها شيء ، رغم إنها تعرضت للأعتداء .
سطّام: هههههههههههههههه دام حارسها بخير فهي بخير .. روح ارتاح أنت وأنا بتم هنا
فهد رغم التعب اللي فيه ، بس في شيء بداخله مانعه انه يروح : لا بقعد عادي ولا أقابل حنّة الوالد عشان بنت أخته .
نهايــــــــة البارت ..
|