الحكمة موجودة دائمًا، لكن متى یمكنها أن تتسید المواقف، وتقف من أجل التحكم بالقرارات والخطوات؟! تكون كذلك حینما یجید المرء استخدامها، ویدرك أهمیتها، وضرورة حضورها. فمن كانت الحكمة سیدة مواقفه غنم ما فات غیره. كما أنه من الحكمة منح الحكمة فرصة للحضور. والأهم من استخدام الحكمة معرفة مواطن استخدامها.

وإضافة إلى أن الحكمة لا تعني الضعف أو التنازل، بقدر ما تعني التروي ودراسة الأمور، ووضعها في أنصبتها الصحیحة، ومحاولة الموازنة بین الخسائر والمكاسب، فهي القادرة على التحكم بردات الفعل.. والتحكم بكل شيء لاحقًا. وهي میزان لا یخطئ الكیلة، وأداة مهمة للسیطرة على الأمور والتحكم.

قد تكون الحكمة من المفردات سیئة الصیت بسبب سوء الفهم، أو سوء التعامل معها، أو وضعها في مواضع لا تلیق بها، ولا یمكن استخدامها فیها؛ وهو ما یجعل استخدامها بصورة خاطئة یسيء لها.

كما أن الحكمة لیست حكرًا على شخص دون آخرین، لكن الفیصل في ذلك هو إجادة الاستخدام! فحینما تكون: "سیاسة قائمة على نهج راسخ، قوامه تحقیق المصالح العلیا لدول مجلس التعاون والدول العربیة، وتسخیر الجهود كافة لما فیه خیر شعوبها، وبما یحقق أمنها واستقرارها"، كما أورد ولي العهد -حفظه الله- في حدیثه حول القمة الخلیجیة الـ41، فیعني الأمر اختیار الوقت المناسب للقرار المناسب. ویتجلى في مثل هذا الموقف منح الحكمة فرصة القیام بدورها في توحید الصف، ولَمّ الشمل، والاتحاد في وجه العدو المتربص.

الحكمة ولیدة التجربة والخبرة، وابنة الفطنة والحنكة.. ورغم أنها لیست حكرًا على أحد إلا أن الجمیع لیس قادرًا على العمل بها، واستخدامها كما ینبغي.

جمیعنا بلا استثناء نفخر بقیادة حكیمة، ترعى المصلحة العامة، وتقدمها على سواها، وتسعى دائمًا وأبدًا من أجلها.

فخیار أن تكون حكیمًا لیس بالأمر الصعب، لكن الصعوبة في اختیار القرارات الأكثر حكمة!