08-04-2010
|
#5
|


أثناء الحرب العالمية الأولى, أصيب كثير من الجنود الألمان بإصابات مختلفة, وأعطى القائد الألماني «هتلر» أوامره بإرسال هؤلاء الجنود المصابين إلى قمم جبال الألب, حماية لهم من القصف الجوي من الحلفاء, وأثناء فترة الاختباء في قمم الجبال, لاحظ الأطباء الألمان سرعة التئام الجروح بنسبة عالية جدًا, عندما استخدموا مياه الأمطار لغسيل هذه الجروح.
هذه الظاهرة لفتت نظر العلماء وظلوا يبحثون لمدة شهور عن أسبابها حتى اكتشف العالم الألماني «ريلينج» عام 1928م، وجود نسبة كبيرة من غاز الأوزون في مياه هذه الأمطار، وقد تكون هي السبب الأول في شفائهم. ومن هنا بدأ العلماء الألمان في الاهتمام بالأوزون، واستخدامه في مجالات التعقيم وخصوصًا للجروح. وتطور هذا العلم في المجال الطبي بسرية تامة، وقد حصل أحد العلماء الألمان وهو «أوتوفاز برج» على جائزة نوبل لأبحاثه بالأوزون بعد أن أثبت أن نقص الأكسجين في خلايا جسم الإنسان بنسبة عالية تؤدي إلى زيادة إنتاج «الشوارد الحرة FREE Radicals» وهي التي تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية، وقد استعمل غاز الأوزون في علاج هذا النقص للوقاية من مرض السرطان وانتشاره.
فكرة النظرية
الأوزون غاز أزرق باهت اللون، يذوب في الماء وله رائحة خاصة، وهو عبارة عن أكسجين منشط أي أنه الأكسجين النقي ولكن جزيئه يحتوي على ثلاث ذرات من الأكسجين؛ أما الأكسجين الذي نستنشقه فهو يحتوي على ذرتين، ويتولد غاز الأوزون في الطبيعة من تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية على الأكسجين الجوي، ونتيجة تصادم أمواج البحر على الشاطئ. وغاز الأوزون هام جدًا لحياة الإنسان، فهو يكوّن طبقة في الأجواء العليا تحمينا من التركيز العالي لأشعة الشمس فوق البنفسجي, كما أنه يحمينا من طبقات الجو الدنيا، حيث إنه يتحد مع المواد الضارة (الهيدروكربونات) ويحولها إلى مواد غير ضارة (ثاني أكسيد الكربون والماء).
ولأن الأوزون أثقل من الأوكسجين فهو يهبط إلى طبقات الجو السفلى، ولأنه مركب غير مستقر فهو يتجزأ ليعطي ذرة أوكسجين حرة تستطيع الالتصاق بجزيئة الملوثات وتؤكسدها، ويبقى غاز الأوكسجين الأكثر فائدة الذي يحيط بالكرة الأرضية، وبذلك فإن طبقة الأوزون تقوم بتنقية الهواء والماء. ويعتبر الأوزون أحد أقوى العوامل التي تتلف الجراثيم والفيروسات في الطبيعة، كما أنها تتلف الخمائر والروائح النتنة.
ويعد أول عالم يكتشف طرق العلاج بالأوزون الألماني «ريلينج»،الذي كان له الفضل أيضًا في وضع أول نظرية للأوزوت مازالت تطبق حتى وقتنا الحالي. وتقوم فكرة النظرية على أن الفيروسات على (عكس البكتيريا والفطريات) تعمل وتتحرك في أجسامنا داخل المجال الكهربائي أو المغناطيسي، وإذا استطعنا الوصول إلى ضبط هذه المجالات الكهرومغناطيسية فستعمل كل أجهزة الجسم بشكل طبيعي ومنتظم، على اعتبار أن الفيروس لا يأكل الخلايا في الجسم، ولكنه يعيش على المجال الكهرومغناطيسي، لذلك فشل العلماء الذين حاولوا كثيرًا التخلص من الفيروسات عن طريق الأدوية أو المضادات الحيوية.
وقد تعرضت نظرية الألماني «ريلينج»، إلى إدخال بعض التطورات عليها من خلال العالم الألماني «كيل» ومن بعده الإيطالي «كارلو لونجي» عن طريق اختراع جهاز يطلق عليه « إن، بي، سي » مهمته قياس قوة المجال الكهرومغناطيسي داخل جسم الإنسان تمهيدًا لعلاجه من الأمراض.
طرق العلاج
- شرب الماء المؤوزن: حيت يتم أوزنة الماء المقطر لمدة من الزمن (تختلف باختلاف نوع مولد الأوزون) ثم شربه.
- وضع أكياس على الجسم أو الطرف: وتستخدم هذه العملية كيس (ساونا) من أجل الجسم أو أكياس أصغر لتغطية الطرف ثم يملأ الكيس بالأوزون باستخدام أنبوب هوائي.
- استخدام زيت الزيتون المؤوزن موضعيًا: فإذا مررت فقاعات الأوزون في زيت الزيتون بتراكيز عالية ولفترة عدة أسابيع يصبح الزيت هلاميًا ويحتفظ فيه بالأوزون، وبحفظ هذا الهلام مبردًا يحافظ على الأوزون الموجود فيه لمدة سنوات. ويستخدم للجلـد فيفيد في الجـروح والخدوش ولسع الحشرات والطفح الجلدي والإكزيما والحلأ (herpes).
- النفخ (Insufflations): يمكن نفخ الأوزون بتدفق بطيء في المستقيم باستخدام قسطرة خاصة وينبغي إجراء رخصة قبل هذه العملية.
- الحقن المباشر عبر الوريد: وهي أفضل الطرق المباشرة لإدخال الأوزون في الجسم، ولكنها كذلك الطريقة الأكثر إثارة للجدل، وتتمثل هذه الطريقة في ملء محقنة تتراوح سعتها بين 30 و60سم3 من الأوزون الطبي. وحقنه مباشرة في الوريد باستعمال إبرة وريدية بشكل الفراشة. ويجب القيام بذلك ببطء وفي حالة الاستلقاء ويستغرق حقن 60سم3 من الأوزون من 10-15 دقيقة وتعتمد تراكيز الأوزون على الحالة التي تتم معالجتها وهي تتراوح بيـن 27 و45 mg/ml.
- العلاج بالاستدماء الذاتي: هناك نوعان من العلاج بالاستدماء الذاتي: الصغير والكبير.
يكون النوع الصغير بسحب 5-10سم3 تقريبًا من دم المريض وأوزنته ثم حقنه في العضل، أما النوع الكبير فيكون بسحب 20سم3 من دم المريض وأوزنته ثم حقنه ثانية في الوريد، ولابد حين استعمال هذا النوع الكبير من استعمال الهيبارين كمضاد تخثر للوقاية من تجلط الدم.
قائمة الأمراض
يمكن للأوزون علاج مجموعة من الأمراض المستعصية مثل: آلام الظهر، والانزلاقات الغضروفية، وحالات الغرغرنيا، والقدم السكري، والروماتيزم، وآلام المفاصل، وتصلب الشرايين، والأمراض المعدية (بما فيها الإيدز)، وبعض حالات التجميل مثل: شد الجلد وتخسيس الأرداف.
أما أهمها فهي أمراض الالتهاب الكبدي الوبائي المعروف بفيروس «سي» وعلاج هذا المرض الخطير يتلخص في أنه (حتى عام1994) كانت كل نظريات الأوزون للعلاج تقتصر على حقنة أوزون مركزة بين 50-60 أوزونًا يحقن بها المريض أكثر من مرة في الوريد بهدف تقوية جهاز المناعة وتنشيط وظائف الكبد، إلا أن هذه النظرية قد تطورت فقد اكتشف الدكتور «كارلو لونجي» أن الفيروس الذي يملك شحنة كهرومغناطيسية كبيرة يهاجم الكبد الذي تنخفض فيه هذه الشحنة، وهو السبب وراء ظاهرة أن هناك آلاف الأشخاص الذين يحملون فيرس الوباء دون أن تظهر عليهم أعراضه على اعتبار أن أكبادهم تملك شحنات كهرومغناطيسية تفوق شحنات الفيروس، الذي يظل ساكنًا وخامدًا دون تكاثر. وبمجرد انخفاض الشحنة في الكبد ينتعش الفيروس ويتكاثر مسببًا تليف خلايا الكبد. أما العلاج فيتلخص في محاولة زيادة الشحنات الكهرومغناطيسية في أكباد المصابين عن طريق إجراء فحوصات وتحاليل الدم، وقياس الشحنةالكهرومغناطيسية من خلال جهاز «إن. بي. سي» وتقرير حجم جرعة حقن المريض بالأوزون من أجل كبده، وهو ما يؤدي إلى خمود الفيروس وسكونه، وقد حققت هذه الطريقة أو النظرية الجديدة نجاحًا بنسبة 95% من المرضى، أما نسبة الخطأ فتعود إلى نتائج فحوصات وتحاليل الدم غير الصحيحة.
وطريقة علاج آلام العمود الفقري والانزلاقات الغضروفية تتم عن طريق حقن الأوزون المباشر في فقرات العمود الفقري لمنع الاحتقان الذي يغذي فقرات الظهر بسبب نقص الأكسجين في الخلايا الذي يتسبب في الضغط على العصب، وبالتالي إلى ظهور الآلام الحادة. وحقن الظهر في منتهي الصعوبة وتحتاج إلى خبرة طويلة قد تصل إلى خمس سنوات كاملة على اعتبار أن الخطأ قد يؤدي إلى إصابة المريض بالشلل.
وبالنسبة لعمليات التجميل في الوجه أو الجلد وتخسيس الأرداف فتتم عن طريق حقن الأوزون تحت الجلد مباشرة لإضافة كمية من الأكسجين تساعد على فرد وشد الجلد، وحرق الشحوم الزائدة عن طريق انتظام الدورة الدموية.
مجالات أخرى
يستخدم الأوزون في الطب الرياضي من أكثر من 10 سنوات في إصابات الملاعب السريعة والإصابات المزمنة أيضًا التي لا تستجيب للطب العادي أو الأدوية، كما يستخدم في التنشيط حيث إن دخول الأوزون إلى الجسم ينبه الجهاز المناعي ويزيد من نشاطه وبالتالي يزيد من الطاقة العضلية ويحمي الجسم من الالتهابات ويرفع من كفاءة وحيوية خلايا وأعضاء الجسم حيث يزيد من نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا. كما أن الأوزون يقلل من الآلام ويهدئ الأعصاب ويعالج ضعف الذاكرة، ويساعد على إفراز كثير من الأنزيمات الهامة للجسم وبطريقة طبيعية وينشط خلايا الجسم بزيادة نسبة الأكسجين المتاحة لها عن طريق أكسدة المادة الغذائية، كما يتفاعل مع الخلايا الفيروسية والبكتيرية باختراقها لأن جدارها يحتوي على أنزيمات خاصة موجودة في الخلايا الطبيعية فيؤكسدها ويوقف فاعليتها.
وأحد طرق التنشيط الحديثة جدًا بالأوزون هي حمامات الأوزون التي تعالج حالات الإجهاد المصاحب للتمارين والمجهود العضلي لجميع الرياضيين وتزيد من كفاءة العضلات في الجسم وتقلل احتمالات الإصابة بها بدرجة عالية جدًا. وقد تطور أيضًا العلاج بالأوزون تطورًا سريعًا جدًا في الطب الرياضي العالمي في الدول الأوروبية مثل ايطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا واليونان حتى إن الإيطاليين وصفوه بأنه طب ما بعد عام 2000م.
ويتم الحصول على غاز الأوزون عن طريق أجهزة طبية، يمر خلالها الأكسجين الطبي النقي جدًا ويتعرض لصدمات كهربائية عالية ليتحول من الأكسجين إلى الأوزون O3 عند 2-4درجة مئوية.
محاذير الاستخدام
من الخطر استنشاق غاز الأوزون مباشرة لأنه يسبب تهيجًا في الشعب الهوائية؛ ولذلك يجب أن يكون العلاج بالأوزون تحت إشراف طبيب متخصص يعطي الجرعة المناسبة بالطريقة السليمة، ومن الخطر حقن الأوزون مباشرة بالوريد، لأن حقنه في الوريد يشبه حقن الجسم بحقنة هواء، حيث يتدخل الأكسجين في هذه الحالة مع الأوزون لتحدث الجلطة، ولذا لا يؤخذ الأوزون إلا تحت الماء، ومن هنا فإن أخذ الأوزون من خلال ما يطلق عليه «جاكوزى الأوزون» هو الأمر الصحيح.
|
|
|
|