عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-09-2020
SMS ~ [ + ]
ساقتني الذكرى على ذيك الايام ‏وابحرت في ذكري الليالي القديمه ‏
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 29478
 جيت فيذا » Jul 2017
 آخر حضور » 10-17-2020 (06:21 AM)
آبدآعاتي » 642
الاعجابات المتلقاة » 15
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » الريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond reputeالريـم has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
s29 ما العمل الصالح ..؟!



حاجة الإنسان إلى الإيمان والعمل الصالح أشد من حاجته إلى الهواء والماء والطعام، فهذا قوام
جسده في الدنيا، وذاك سعادة قلبه في الدنيا، ونجاة جسده وروحه في الآخرة.
والإيمان بلا عمل صالح هو ادعاء بلا برهان، ومفتاح بلا أسنان، فلا ينفع صاحبه، ولا ينجيه من عذاب الله تعالى.
والعمل المقبول لا بد أن يتصف بالصلاح، وإلا فإن كل أهل الملل والنحل يعملون، ومنهم من ينقطع
للعبادة حياته كلها، ولا ينفعه ذلك عند الله تعالى شيئا؛ لأنه عَمِلَ عملا غير صالح، وفيهم قال الله تعالى
﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف:30] ﴿ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ﴾ [المجادلة:18]
﴿ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف:104] فهم يعملون
ويجتهدون، ولكن عملهم ليس بشيء؛ لأنه لم يتصف بالصلاح.
ومن هنا ندرك أهمية أن يكون العمل صالحا، وأهمية العلم الموصل إلى معرفة كون العمل
صالحا. ولا سيما إذا علمنا أن من يوفق للعمل الصالح من البشر ومن كل الأمم هم الأقل
وأن من يعملون أعمالا تفتقد شرط الصلاح هم الأكثر في كل الأمم.
وقد أقسم الله تعالى على خسر الإنسان، وهذا يعم كل إنسان، ولم يستثن من الخسران
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ {العصر:3}
فالعمل الصالح مع الإيمان هو المنجي من الخسران، وكم من شخص كتب عليه الخسران
لأنه لم يعمل، أو عمل لكن عمله لم يكن صالحا.
ولا يكون العمل صالحا إلا بأن يكون موافقا لشرع الله تعالى، وأن يكون خالصا لوجهه سبحانه، فخرج
عن دائرة العمل الصالح كل عمل مخترع لم يأت به الشرع، وكل عمل أريد به غير وجه الله تعالى
فقد يخلص المتعبد في عبادة مخترعة ولا يقبل ذلك منه، «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» وقد
يعمل عملا موافقا للشرع لكنه غير مخلص فيه لله تعالى فلا يقبل منه كذلك
﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ {البيِّنة:5} وبفقد الإخلاص أو الموافقة يكون العمل فاسدا.
ومن هنا تظهر خطورة من يصححون أديان الكفار، أو يحترمون عباداتهم، أو يساوونها بالعبادات في الإسلام
من جهة اعتقاد صحتها، أو احتمال صحتها، تحت شعارات حوارات الأديان وقبول الآخر، ونحو ذلك من الضلال
والله تعالى يقول ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ {الفرقان:23}.
إن بيان هذين الركنين لصلاح العمل وهما: الإخلاص والموافقة مما يجب التذكير به، والتأكيد عليه
وتكراره كل حين؛ لأن نجاة العبد مرتهنة بعمله الصالح، ولا صلاح للعمل إلا بهذين الركنين.
والحديث عن العمل الصالح وما فيه من الفضل، وضرورته للإنسان حديث طويل جدا؛ إذا جاء الحديث
عن العمل الصالح في القرآن مجملا في نحو من مئتي آية، وفي السنة أحاديث كثيرة يعز حصرها.
هذا على وجه الإجمال.. وأما الحديث عن أجزاء العمل الصالح وأبضاعه وأنواعه، وفضله وجزائه
فمما تفنى فيه الأعمار؛ لأن كل الكتاب والسنة فيه، وحبرت لأجله كتب العقيدة والفقه، والرقائق
والزهد؛ بيانا له أو لشرطه، أو حثا عليه وترغيبا فيه، أو ذكرا لضده وتنفيرا منه.
فالعمل الصالح هو الذي يكون صلاحه في نجاة العبد يوم القيامة، ولا سبيل لمعرفة ذلك
إلا بالوحي، وهذا يبين أهمية العلم بالوحي.
والله تعالى قد أمر الرسل عليهم السلام بالعمل الصالح، وَأَمْرُ الرسلِ به أَمْرٌ لجميع البشر؛ لأنهم سادة البشر
وقدوتهم، والواسطة بينهم وبين الله تعالى في العلم بالوحي، ومعرفة العمل الصالح الذي يحبه الله تعالى
من عباده ويرضاه لهم ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51].
وأمر سبحانه نبيه داود وآله بالعمل الصالح شكرا لله تعالى على ما حباهم من الخير، وما أعطاهم
من الملك فقال سبحانه ﴿وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: 11].
وأمر سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يخبر أمته أن من أراد علو المنزلة عنده سبحانه، وعظيم الجزاء
ورفعة الدرجات فليلزم العمل الصالح ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو
لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110] أَيْ: فَمَنْ كَانَ رَاجِيًا مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ
يَلْقَاهُ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ وَالسَّلَامَةَ مِنَ الشَّرِّ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا.
فمعرفة العمل الصالح سبب للازدياد منه، ومعرفة ما يبطله وما يُنقصه سبب للحفاظ عليه؛ فإن العبد
قد يجتهد في الأعمال الصالحة ولكن حسناتها تذهب إلى غيره ممن اغتابهم أو شتمهم أو ضربهم أو قصر
في حقوقهم أو أكل أموالهم، أو سفك دماءهم. فالعاقل الفطن من يزداد من الصالحات، ويحافظ عليها
من النقض والنقص؛ لتبقى له في الآخرة.
والعمل الصالح ينتظم كل عمل جاءت به الشريعة سواء كان أداؤه بالقلب كالمحبة والرجاء والخوف والخشية
أو باللسان كسائر أنواع الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو بالجوارح كالصلاة والحج والجهاد.
وقصد ترك المعصية عمل صالح يثاب عليه صاحبه سواء خطرت المعصية في باله فاستبشعها تعظيما
لله تعالى، أو همَّ بفعلها ثم تركها خوفا من الله تعالى، وما قام في قلبه من بغض الكفر والنفاق والمعاصي
وبغض الكفار والمنافقين والعصاة حال عصيانهم فهو عمل صالح يؤجر عليه.
والعمل الصالح كثير، وأبوابه واسعة، وذلك من رحمة الله تعالى بعباده ولطفه بهم، وكرمه معهم؛ إذ يختار
كل عبد ما يناسبه من الأعمال الصالحة، ويلزم من العمل ما يفتح له فيه، بل ويقلب أعماله كلها إلى أعمال
صالحة باستحضار النية الطيبة في كل شيء يفعله كاستحضار نية العفة عن السؤال والاستغناء عن الناس
في العمل والوظيفة، واستحضار نية النفقة على الأهل والعيال فيما يجلبه لهم، واستحضار نية المحافظة
على الجسد والقوة على الطاعة في أكله وشربه ونومه ورياضته، واستحضار بر والديه في الجلوس
معهم والإنفاق عليهم، واستحضار صلة الرحم في زيارة القرابة والأنس بهم، واستحضار الزيارة في الله تعالى
في الجلوس مع أصحابه... وهكذا في كل عمل يعمله؛ لتكون حياته كلها أعمالا صالحة ينتقل فيها من عمل
إلى عمل آخر حتى يلقى الله عز وجل وقد استودع صحائفه أعمالا صالحة كثيرة جدا.
فالعملَ الصالح العملَ الصالح -عباد الله- فإنه طمأنينتكم في الدنيا، وفوزكم الأكبر في الآخرة ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ {النحل:97}.

بارك الله لي ولكم في القرآن...




رد مع اقتباس