الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 59 الفصل الاول
عرض مشاركة واحدة
03-14-2020
#
3
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ ساعة واحدة (10:00 AM)
♛
آبدآعاتي
»
1,385,049
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11650
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6453
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
كانت تَرْتدي قِرْطها في الوَقت الذي تَساءَلَ فيه: متى قالت بتيي؟
أَجابتهُ وهي تُلْقي نَظْرة على ساعة رسغها: قالت ثمان وشوي.. يعني اللحين هي على وصول "اسْتَطَردت بسؤال مع اسْتدارتها إليه واسْتنادها إلى المنضدة" ما نكلمها عن موضوع بنتها؟
أَسْرَعَ مُجيبًا: أكيد لا.. حاسبي تتحجين قدامها.. اتفقنا إن ما نقولها قبل لا نتأكد.. عشان لا تتأمل وبعدين تنصدم
زَفَرت قَبْلَ أن تقول: المشكلة حنين وضعها متعسّر.. يعني كلش الوقت غير مُناسب إنّي أكلمها في هالموضوع
اسْتَفَسَر مع اقترابه إليها بقميصه المُشَرّع: مو هي حُور زوجة أخو زوجة محمد؟
صَمَتت للحظات ويَديها مُمسكتان بطَرفي القَميص.. قَبْلَ أن تهتف باسْتيعاب: ايــــه.. ملاك حَماة حُور.. تبيني أكلمها؟
بتردّد: إذا ما فيها إحراج يعني
وَضَّحت وهي تُغلق الأزرار: علاقتنا رسمية للحين.. ما تعودنا على بعض.. يعني استحي أكلمها في موضوع جذي حساس هالكثر.. بس إذا تبيني أكلمها بكلمها.. عادي.. أو حتى بكلم جنان تكلمها
رَفَضَ: لا لا نُور.. ما له داعي تدخل أطراف زيادة في الموضوع.. مابي أحد يدري
أَوْمَأت بتفهّم: ما عليه.. بشوف لي يوم وبخبرها إني أبي أقابلها
هَزّ رأسه: على خير " التَفَت ناحية الباب حينما ارْتفع رَنين الجَرَس" هذي هي وصلت
أَغلقت آخر زِر ثُمَّ غادرت الغرفة.. فَتَحت الباب والابْتسامة اللطيفة تُشارك أحمر الشفاه ناعم اللون تَزيين شَفتيها.. رَحّبت بها: هلا والله فاتن.. حياش تفضلي
بادلتها التحية وهي تُقبّل خَدّيها: هلا نُور.. شلونكم؟
رَدّت وهي تُشير لها إلى حيث تُعَلّق المعاطف والعباءات: الحمد لله بخير نسأل عنش.. مختفية جم يوم
ذرات حَرج تناثرت على ملامحها: اي أدري مقصرة.. بس والله مشغولة
مَشَت معها للداخل: حبيبتي يعطيش العافية
قابلهما طَلال الذي خَرج من الغرفة للتو.. ابْتَسَم لها بِسعة كتلك التي غَمرتها عندما احْتضنَ جَسدها الأنثوي.. قَبَّلَ رَأسها ومن ثُمَّ اسْتَفسرَ وعَيْناه تُدَقّقان في ملامحها: إنتِ بخير؟
أَكّدت له بابْتسامة مُطَمئِنة: اي الحمد لله.. لا تحاتي "اتّخذت مكانها وهي تُشير لنُور" شخبار البيبي؟ مو متعبش؟
أَجابت ويَدُها بعفوية تَرتفع لتَمسح فَوق بطنها: لا المسكين لحد الآن مؤدب.. شوية لوعة الصبح بعد ما أقعد من النوم.. وأحس بدوار خفيف إذا طوّلت في الوقفة.. بس باقي اليوم تمام
تَبَسّمت مُعَلِّقة: الواضح إنّه ما يبي يتعبش.. في الرابع صح؟
أَوْمأت: اي.. نهاية الرابع.. بس للحين ما عرفنا جنسه
أَرْدف طَلال بضحكة: هو يمكن مو متعبها في النساة.. بس في هذي متعبنا.. يا مسكر ريوله.. أو عاطنا ظهره.. أحسه يبي يلعب بأعصابنا
شاركته الضحكة: يجـووز.. عادي لين موعد الولادة وانتوا مو عارفين شنو جنسه
مالت شَفتا نُور: هذا اللي خايفة منه.. ما بعرف أجهّز له
نصحتها وهي تُرخي ساق على الأخرى: لو صار وفعلًا ما بيّن لكم.. اخذي ألوان وموديلات حيادية.. أساسًا النيو بورن ثيابهم تكون نفس الستايل والألوان.. وما بتاخذين كمية كبيرة لأن ما شاء الله نموهم يكون سريع في الأشهر الأولى "اسْترسلت سامحة لبحر الذكرى بأن يُبَلّلها" أنا في حملي بحنان ما رحت ولا مرة لدكتورة.. حتى ولادتي كانت في البيت.. ما كنت عارفة إذا هي بنت ولا ولد.. فكانت أم سلمى تخيّط لها ثياب ألوانها تتراوح بين الأبيض والبيج والأصفر
اسْتنكرَ طلال: ولدتينها في البيت!
هَزّت رأسها وابْتسامة تناقضت فيها المعاني شَدّت شَفتيها: اي.. كانت الولادة صعبة.. بس الحمد لله عدّت على خير
سَألَ بتردّد لاحظتهُ بَين رماد عينيه المُخضر: إنتِ تدورينها؟ بنتش.. حنان
أبعدت خصلاتها عن جانب وجهها مُجيبةً: في البداية دورتها.. بس بعدين يأست.. كنت صغيرة وما عندي أحد يساعدني.. وكنت مُعدَمة.. ما عندي فلوس ولا ثياب ولا خبرة في الحياة.. فحتى لو لقيتها ما كانت بتعيش حياة سليمة
سؤال آخر: يعني اللحين إنتِ ما تدورينها؟
نَفت: لا.. "كَشَفت عن تنهيدة أرعشها خَوفٌ مُوارب" أبي أدورها.. بس تهاجمني فكرة إنّي ألقاها.. ميتة!
نَطَق بطريقةٍ وكأنّهُ تَخَلّص من مكابح كلماته: هو سلطان عنده بنت
التَفَتَت إليه نُور وعلامات الصدمة والاستنكار تَشد رَحلها إلى وجهها.. نَهرته بهمس: لا طــلال!
نَاظرها للحظات قَبْلَ أن يعود لأخته التي شَعَبَ رُوحه حَديثها المحزون وألوى عِرْقًا في قلبه.. قال بلا تردّد وفاتن تَتطلع إليه بعدم استيعاب: أعتقد إنش تدرين إن سلطان متزوج.. وعنده بنت
بهدوء: ايـه.. أكيد أدري
أَكملَ سامِحًا لعقلها باصطياد أطراف الخيوط: وبنته في عمر بنتش
اعتدلت في جلوسها وهي تتقدّم للأمام وتَميل برأسها قليلًا مُتسائلة بشك: طلال شتقصد؟
عادَ ببصره لزوجته التي انسحب اللون من وجهها وحلّ مكانه احمرار باهت يحوي بالارتباك والتّوجس؛ قبل أن يُضيف بثقة: أقصد إن في احتمال إنها تكون بنتش.. حنان
وَقَفت فاتن كَملسوعة ورَعشة باردة بدأت تَتسلق أطرافها.. هَمست بنَفَسٍ غائب: طَلال.. اللي قاعد تقوله.. خطير.. عــود.. واجد عود.. إنت متأكد؟
رَدّت نُور هذه المرة وهي تُرسل لهُ من عينيها نظرات إحباط: لا مو متأكد.. هو بنفسه قال ما راح يخبرش إلا إذا تأكد
رَنت إليه تَبحث عن تفسير للذي قاله.. لِمَ قاله إذا لَم يكن مُتأكّدًا؟ هو وَقفَ يُقابلها مُبَرِّرًا: أنا كنت فعلًا ما بتكلم إلا إذا تأكدت.. بس اللحين يوم شفت حزنش.. وسمعت كلامش اللي أوجعني.. ما قدرت.. حسيت لازم يكون عندش خبر
لامتهُ برجفة وكلماتها تهتز: وإذا طلعت غلطان؟ أنا شنو بستفيد غير إنّ خيط الأمل بينقطع وبيتعور قلبي للمرة الألف؟
تَنَهّد بقلّة حيلة: أنا آسف.. بس صدقيني لو ما كان إحساسي قوي إنها تكون بنتش جان ما تكلمت وأمّلتش
تَساءَلت ووَسَط المُقلتَين حارَ الدّمعُ بين سُجنٍ وانتحار: لأي مدى إحساسك قوي؟ وعلى أي أساس أصلًا؟ من وين نبع هالإحساس؟
لَم يُجِبها.. فهو قَد استدارَ ليخطو إلى غرفة النوم وهي واقفة تُعاين ضَياع أفكارها ولهفة أملها المذبوح.. أَمّا نور التي تعلم ما هي خطوته التالية.. زَفَرت بضيق وبيديها مَسَحت على وجهها الثائر من الحرارة.. وَقَفت عندما عاد وفي يده الصورة.. شَبكت ذراعيها عند صدرها وبصعوبة استطاعت أن تزدرد ريقها وبصرها مُعَلّق بفاتن المُتسائِلة: شنو هذي؟
أَجابَ بكلمة: صُورة "مَدّها لها" شوفيها
حَرّكت يدها بتردد وعقلها فَشَل في جميع توقعاته فيما يكون قَد تحتويه الصورة.. تناولته منه وبصرها عليه.. أَخْفضته ببطء لِيُقابلها وَجْهٌ اجتذب الهواء من صَدرها ليترك فراغًا مُوجِعًا شعرت به يخترق رُوحها.. قَفَز قَلبها لِحلقها حتى أَنّها غَصّت من كَمده.. والدّمعُ باستسلام قَرّرَ الانتحار على سَفح وَجْنتها.. اهتزت يَدها من سَطوة الوَجه الذي غافلَ سكونها.. أما يدها الأخرى فَقد ارْتفعت لفمها لتحبس الشهقات وتصمتها.. تَقهقر جَسدها فاضطرت أن تجلس والإعياء قَد حاصَرها.. هُو هَمَسَ بمقصده: تشبهش.. نسختش وإنتِ صغيرة.. الشبه مو طبيعي.. وأبوها سلطان.. يعني الأمل ما مات
تَنَشّقت وهي تمس أنفها بظاهر كَفّها قَبْلَ أن تتساءل ببحّة مجروحة: شلون كنتوا بتتأكدون؟
وَضَّحت لها نُور وهي تجلس بجانبها: كنت بكلم بنت خالتي.. حنين "أشارت للصورة" هذي.. صديقة حور من الطفولة
التَفتت إليها وعُقدة قَد زاحمت تصدّع ملامحها: حُـور!
أَكّدت: اي حُور.. اسم بنته حُور
أَخفضت الصورة لحضنها وهي تُوَضّح: بس بنتي اسمها حنان "استطردت بعد لحظات" تعتقدون غيّر اسمها؟
أَيّدها طلال: هذا اللي فكرنا فيه.. لو كانت فعلًا هي.. فممكن يكون غيّر اسمها عشان يتفادى الشكوك
زَفَرت التباسات رُوحها وبأصابعها دَعكت جَبينها.. استفسرت من نُور: ومتى بتكلمين بنت خالتش؟
شَرحت لها الوَضع: هي حاليًا مريضة وتمر بفترة صعبة.. فالوقت غير مُناسب
أَكمل عنها طَلال: فقررنا إن نُور تكلم إخت زوجها
هَمست ببطء: زوجــها!
جَلس على يسارها: اي زوجها.. هي متزوجة
استفسرت باهتمامٍ يتلهف منه فؤادها: عندها.. عيال؟
أَجابت نور: حسب علمي إن ما عندها
سؤال آخر: إنتِ يعني تعرفين إخت زوجها؟
هَزّت رأسها: تصير زوجة ولد عمتي "رَبّتت على كتفها مُرْدِفة بابْتسامة مُسانِدة" لا تحاتين فاتن.. أنا راح أكلمها خلال هاليومين وبنشوف شنو بيصير بعدها
تَلقّفت يدها بكفّيها وهي تشد عليها وبرجاءٍ حامٍ: أرجوش نُور.. أبي أقابلها معاش.. أبي أكلمها وأسمع منها
تَرَدّدت: مادري فاتن
طالعت زوجها الذي أَبدى رأيه: ما أحس فيها مُشكلة
انتقلت عدستاها لفاتن التي تكاد تُقَبِّل يَدها توَسّلًا.. لذلك ابتسمت بود قائلة: تمام.. راح نقابلها ثنتينا.. مو مشكلة
,،
ساقها باتت تؤلمها من فَرط هَزّها.. لكنّها غير قادرة على التوقف.. فالتّوتر قَد تَمَكّن منها. تَعود وتنظر للساعة.. إنها الثانية عشر والربع.. وهو خَرج قَبل الغروب.. اتصلت فيه أكثر من مرة ولكن لا رد.. وفي النهاية أَغلق الهاتف بالكامل كما لو أَنّها رسالة. لا تدري أين هُو وما هُو حاله.. ولا تدري لِمَ هي قَلِقة هكذا.. لا تعتقد أن سوءًا قَد أَلَمّ به.. أَليس كذلك؟ إذن لماذا هي غارقة في خوفها عليه؟ زَفَرت بغيظ من نفسها ومن الحال الذي آلت إليه الأمور.. مَرّرت أصابعها بين خصلاتها ثُمَّ شَدّتها ومن حنجرتها ارْتفع صَوتٌ ضائق.. متى سَتستقر هذا ما لا تعرفه. هي تعلم أَنّ السبب الذي قابلت من أجله أحمد تافه كما قال فيصل.. ولكنّها لَم تقصد شيء.. كانت خائفة من ردة فعله لو أَنّه عَلِم.. هي حتى قَرّرت أن تُخبره بنفسها قَبل أن تغدرها الأيام وتفضحها أمامه.. كانت ستعترف أَنّها التقته وستحكي لها قصتها هذه التي سردتها قبل ساعات.. لكنّ الأَيام كانت أشطر منها.. راوغتها وشَكّلت من مشهد المطعم تراجيديا استمرت معهما حتى هذه اللحظة. لَم تتصور أن غَضبه كان سَيصل إلى ذروته.. لَم تكن تعلم مقياس ذروته أَصلًا.. وللأسف أن غباءها عَلّمها إياه بطريقة بشعة جدًا.. كَلّفتها دماء ودموع وفَقد أليم. فَزّت واقِفة عندما قاطع أفكارها انفتاح الباب.. كان هُو.. أَلقى عليها نظرة كريهة وهو يُواصل طريقه لغرفة النوم.. تَبعته تُناديه بصوتٍ خَفيض: فيصل.. فيصل اسمعني.. أرجوك لا تغلط نفس الغلطة وما تسمعني لا تخـ
استدار إليها بحركة مُفاجِئة وهو يهتف بحَنق: إنتِ مقتنعة إنّي أنا الغلطان.. إني أنا الحمـا... اللي تسبب بكل هالأذى.. وإنتِ البريئة المسكينة المظلومة
هَزّت رأسها تنفي بشدة: لا.. لا فيصل لا.. أنا ما أفكر جذي.. اي إنت غلطان "كان سَيوليها ظهره إلا أنّها أمسكت بذراعه بكلتا يديها وهي تُواصل بنبرة عالية وكأنّها تُريد أن تَشد انتباهه" إنت غلطان.. بس بعد أنا غلطانة.. اثنينا غلطانين.. لا تلقي اللوم كله عَلَي.. تفهمني فيصل.. أدري اللي سويته قبل غلط وحرام.. بس كنت مُراهقة.. وكنت تدري بوضعي مع أمي وأبوي
عُقْدة لَم تفهم سَببها تَوَسّطت حاجِبَيه وهو يُعَقِّب: والمُراهقة اللي أهلها بينهم مشاكل تروح تغلط وتدخل في علاقات مع رجال أغراب! تسرح وتمرح على كيفها وبعدين تتحجج بوضعها الأسري! "شَخَرَ ساخِرًا" خـووش والله
تَنَفّست بقوّة وهي تهمس ببصر منخفض: كنت في سن حسّاس.. وكنت بروحي وو مـ
قاطعها وهو يقترب منها: مو عذر.. إنتِ كنتِ تعرفين الصح من الخطأ "مَسَّ رَأسها بأصاعبه" اهني في مخ.. في عقل.. نعمة من الله عشان تقدرين تفكرين وتوزنين خطواتش "حَرّك يَده أَمام وجهها واستنكاره يتضاعف ساعة بعد ساعة" وبعدين تعالي.. كل كلمة والثانية قلتين كنت بروحي وكنت بروحي.. حسستيني إنش منبوذة ومقطوعة من شجرة! أبوي وين راح؟ نُور جُود حنين وغيداء؟ حتى ندى.. من طفولتش وهي معاش.. كل ذلين وكنتِ بروحش؟
رَفعت جِفنيها لتنظر لهُ والدمعُ قَد مَلأ المؤق: الأم والأب غير
أَومأ: أدري غير.. بس ما توصل لأنش ترتبطين بعلاقة مع رجال غريب.. وهو حضرته مسوي نفسه البطل المغوار قدامش؟ أنقذش من خباثة صديقه؟ ترى هو مو أحسن منه.. هو بس أقل سوء "وبنبرة دَقّت ناقوس حَرجها وبغضها لماضيها الآسن" لو كان رَجّال ما قام يسولف معاش ليل نهار مثل المراهقين وهو عنده مراة وأولاد.. "استهزأ باستفزاز" لا ومستانسة وإنتِ تقولين لي أكلمه في اليوم أكثر من مرة "حَرّك يده ساخِرًا وهو يَستدير قاصِدًا غرفة الملابس" مسخرة والله العظيم
لَحقت به وفي صَدرها قَد سَجنت بكاءَها الذي سَيضعفها ويَهديها للانهيار إذا هي سَمحت له عبور مُقلتيها.. قالت وهي تَتقلّد بقوّة لا زالت تَحمل بضع ذرات من غبار الزمن: فيصل خلاص.. ما له داعي هالكلام وهالحركات.. شي صار وانتهى.. لين متى بتظل تلومني؟ أنا تعلمت من خطأي.. وعرفت مساوئ أفعالي.. مو من حقك تجي اللحين تسخر مني وتخليني أكره نفسي.. إنت ما تدري شكثر كانت ذيك الفترة صعبة عَلَي.. وأنا مو فخورة باللي سويته وقتها.. بس خلاص صار من الماضي.. انتهى.. أنا نسيته.. أو تناسيته.. فما له داعي اللحين تجبرنا نخوض فيه
خَلَعَ سترته المُبللة بالعرق ثُمَّ ألْقاها على الأرض هو يُعَقِّب بقهر: مو اللي صار قبل هو سبب اللي احنا فيه؟
بثقة اسْتَفَزّته: لا.. مثل ما أنا غلطانة إنت بعد غلطان.. إنت تدري بهذا الشي بس رافض تعترف.. رافض تصدق إنّك خسّرتنا ست سنوات وحرمتني بنتي عشان سبب تافه ما له معنى "رَكّزت عَيْنيها في عَيْنيه وهي تهمس بنبرة غارَ فيها الوَجع" كان يكفي جرح فخذي وهجرانك لي.. كان يكفي.. الطلاق وجذبك عَلي بخصوص جنى كان مُبالغ فيه فيصل.. ما كنت أستاهل عقاب جذي.. أنا مو سيئة وإنت تدري.. إنت تثق فيني فيصل.. تثق بنظافتي وتثق إني صنتك وما خنتك.. وتثق بحبي لك "خَطت حتى شَطبت المسافة بينهما.. مَسّت صَدره الأيسر بأناملها كما لو أنّها تَتكاشف مع قَلبه.. وبهمسٍ تنَمّلَ منه جَسده الساخن" بسألك فيصل.. لمساتي لك.. همساتي ونظراتي.. حضني وحنيتي عليك.. أنفاسي اللي كنت أبثها لك.. وحُبّي.. كنت تشوفها جذب وتمثيل؟ "ضَغَطت فوق قلبه بخفّة" ما حسيتها اهني؟ ما سكنت داخله وعاشت فيه؟
نَقَل بَصره بين عَينيها وهو يَزْدرد ريقه بصعوبة.. تراجع للخلف بإشاحة ولسانه ينطق بلعثمة: أنـا.. تعبان.. من المغرب وأنا في الجِم.. بتسبح وبنام
ارْتَفَعَ حاجِبها وبتعليق ساخـر: مثـل كل مرة.. بتشــرد
نَظرَ لها بحدّة: أنا ما بشرد.. قلت لش تعبان
حَرّكت كتفها: أووكـي.. بس ما جاوبتني
بهروب ويده تتحرّك بلا مُبالاة مُصْطَنعة: سؤالش ما له داعي
تجاهلت حركاته لتقول بنبرة جادة: قلت لك فيصل.. إذا سامحتني راح أكون لك
أَفْصَحَ ومن عَيْنيه لَوّحَ الجرح الذي لطالما تَسَتّرَ عليه: حتى لو سامحتش.. ما بقدر أنسى.. ما بقدر أنسى منظركم وما بقدر أنسى إنش كنتِ له
قابلته بالحديث ذاته: أنا بعد ما بقدر أنسى جرحك لي.. قسوتك وإيهامك لي بموت بنتي وحرماني منها.. مثل ما إنّي ما بقدر أنسى إنك صرت لها "رَفعت كَتِفيها" بس بحاول.. بحاول أنسى لأنّي أحبّـك "كَرّرتها بإحساسٍ عَميق امتَدّ حتى طالَ أطراف رُوحه المُتَعَطِّشة" أحبّك وأبي أكمل حياتي معاك وأجيب منك طفل ثاني وثالث
كان جوابه أَنّه استدار دالفًا لدروة المياه بلا أي ردة فعل.. تَراجعت للخَلف بتعَب وهي تَشعر بإنّها استنزفت كُل طاقتها وصَبرها اليوم بلا فائدة.. مَسَحت وجهها بكفّيها وهي تَزفر مُعاناة دواخلها.. تَخشى أن تَنفذ قواها دون أن تصل إلى نتيجة.. فهي لا تدري متى سَيهديها فيصل صَك العَيش في بَر الأمان!
,،
أَرْكن السيارة في المكان المُخصّص مع تواصل شَرحه: الدكتور يشتغل مع التحقيقات.. فموثوق فيه جدًا.. رائد طلب لي موعد معاه بما إن بينهم معرفة.. هُو سَبق واطّلع على ملف يوسف بس من جم سنة
استفسرت باهتمام: يعني اللحين هو اللي بيشرف على علاجه؟
هَزّ رأسه: المفروض.. أنا قلت لرائد يخبره إن ما يتدخل في علاجه طبيب غيره.. إنتِ لا تحاتين هو عنده التفاصيل وعارف الوضع "أَشار لها" خل ننزل
غادرا المركبة باتجاه مبنى الغزالي.. رَكِبا المصعد وضَغط مُحمّد زِر الطابق المنشود.. ثواني وكانا يقفان أمام باب الجناح.. دَقّ الجَرس في الوقت الذي كانت فيه مَلاك تتأمّل الجدران الصفراء الكَئيبة التي عُلِّقَت فوقها بضع رسومات يبدو أنّها للمرضى.. كانت تشعر وكأنّما المكان يُطْبِق عليها فيَتَعسّر على رئتيها جَر الأنفاس. فَتح المُمرض الباب وأعلمه مُحَمّد بأن لديه موعد مع الطبيب الفُلاني.. أشارَ لهما بالدخول ثُمَّ سارَ بهما إلى مكتب الطبيب الذي استقبلهما بحفاوة: السلام بو جاسم.. صباح الخير.. شلونك حبيبي؟
صافحه بابْتسامة: وعليكم السلام.. الحمد لله بخير.. شخبارك دكتور؟ شلون الأمور؟
دعاهما للجلوس: الحمد لله.. الأمور تمام "التَفتَ لملاك وبتساؤل" إنتِ زوجة يوسف؟
رَدّت بنصف ابتسامة: لا إخته
هَزّ رأسه: تمام تمام "تناول أحد الملفات وبَسَط يده فوقه ليقول" البارحة سهرت عليه.. صحيح الوقت ضيق بس قدرت أفهم طبيعة مرضه بدقة وقدرت أشخصه "دَعكَ صدغه مُردِفًا" الغريب إن ما لقيت ولا في أي ورقة ذِكر لهذا التشخيص.. الأوراق كلها تقول إن عنده اكتئاب حاد.. وهذا يؤكد إن فعلًا في تلاعب في علاجه
قَبَضت يديها المُتَعَرّقتين وبصعوبة استطاعت أن تَستخرج صوتها من بين زعيق نَبضاتها: وشــ ِشــنو تشخيصه الحقيقي؟
أَجابَ بهدوء: يوسف يعاني من الـ "ﭘـي تي إس دي".. اضطراب الكرب التالي للصدمة
تَمْتَم مُحَمّد وهو يَزم شَفتيه: مثل ما توقعت
تَنَقّلَ بَصرها بينهما وهي لا تعي شيء: يعني شنو؟ شنو هالمرض؟
أَجاب الطَبيب بطريقة مُبَسّطة: هذا المرض يُصيب الشخص في حال تعرضه لموقف أو حادثة خطيرة سواء شعر فيها بالخوف أو الصدمة أوالعَجز.. غالبًا تصيب الأشخاص المعرضين للكوارث الطبيعية أو الحروب.. الكثير من المحاربين في الجيوش يصيبهم هذا المرض.. وقد ينشأ بسبب جرائم الاغتصاب أو القتل أو أي نوع من هذي الجرائم البشعة.. ومو شرط يكون المُصاب هو الشخص المتضرر.. مُمكن يكون شاهِد على على ضَرر شخص عزيز عليه أو قريب منه.. الحادثة تنتهي واقعًا.. لكن في عقل المريض تظل تتكرر بدون توقف ما دام ما حَصّل العلاج الصح.. الأعراض اللي تطرأ على المريض هي الكوابيس.. ذكريات ومشاهد استرجاعية للحادثة.. المريض يرفض إنّه يتكلم عن الحادثة أو إن يكون في موقف يذكره فيها.. يواجه صعوبة في النوم وفي مُمارسة أعماله بشكل طبيعي.. دراسة شغل أو حتى العلاقة الزوجية.. يكون عصبي وثائر في أغلب الأوقات.. ويتحسس بسرعة ويكون قَلِق دائمًا.. عدم القدرة على التركيز بشكل جيد.. وتكون عنده صعوبة في تذكر بعض تفاصيل الحادثة.. وكذلك يحس بالذنب وبإنّه منفصل وغير مرتبط عاطفيًا مع الناس اللي حوله.. فما يقدر حتى يطلب المُساعدة لأن يعتقد إن محد بيفهمه
هَمَسَت بصوتٍ استحوذت عليه آهٌ ناحَت بحسرةٍ وشَجن على ذلك الطائِر المَذبوح.. شَقيقها..: يوسف.. هذا يوســ ـف.. إنت شَرّحت دواخل أخوي يوسف!
فترة الأقامة :
3842 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
18984
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
360.47 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم