عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2020   #3


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 8 ساعات (04:21 PM)
آبدآعاتي » 3,303,321
الاعجابات المتلقاة » 7585
الاعجابات المُرسلة » 3785
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



نظر لساعته للمره الاخيره.. عشرون دقيقه مرت والممرضات ما زلن بالداخل !! وقد زاد قلقه أكثر مع كل دقيقه تمضي!! ماذا تراه حصل!! هل وضع والدته جيد أم..!! انه يستبعد تلك الفكره تماما.. لقد عانى من فقد احدى والديه لا يريد خساره الاخر..!!
تنهد براحه عندما اقلبت عليه ريم فأبعد كل تلك الهواجس والمخاوف والأفكار الشنيعه عنه ..امسكت بمعصمه بهدوء تنظر من خلال النافذة التي تظهر ما بداخلها وكأنها تبعث فيه الراحه والامان " انهم يتفحصونها لا تقلق.."
" عشرون دقيقة.." بعد صمت وهم يتأملون الممرضات يقمن بعمل لا يفقهن منه شيئا..
نظرت اليه وادركت انه يتحدث عن وقت بقاء الممرضات بالداخل.. ينظر بقلق لتقول هي بهدوء " انه عمل روتيني.." ابتسمت عندما نظر اليها واردفت " ثم انها بخير.. ستكون قويه تقف على قدماها من جديد.."
وزادت ابتساماتها واتسعت عندما امسكته واخذت تسير به الى المقاعد " ستشفى تماما.. وتخرج من المشفى.. وتعد لنا تلك الحلويات التي تذوقتها في منزلكم.."
احنى رأسه للأسفل وقال " أتمنى ذلك.."
تنهدت وهي تنظر اليه.. شعره مبعثر.. يسقط على جبينه باهمال.. علامات التعب واضحه على وجهه.. يبدو انه لم ينم ليله أمس..!! ما زال على حاله!! حزينا!! خائفا!! يخشى فقدان والدته!!
اااه يا رائد يا ليتني استطيع إخراجك من حزنك هذا!! ولكنها والدتك.. لا استطيع ان اتفوه بأي شي أحمق يضحكك فيبدو انني لا اتفهم الوضع الذي تمر به الان..!
أسندت رأسها على كتفه ثم...

فتح عيونه عندما لامس شيء ثقيل بعض الشيء كتفه.. نظر جانبا فكانت ريم مغلقه عيناها.. اسندت رأسها الجميل على كتفه وقالت " يا ليتني اكون طبيبتها الآن وافعل ما يلزم.. ولكن شاء قدري ان اكون اصغر سنا.. وفي كليه الادارة.."
ابتسم بألم لجمال هذه المخلوقه وظرافتها.. حتى في اصعب اللحظات تتفوه بما هو جميل.. ولكنك يا رائد لا تعلم لما تفوهت بشيء جميل كهذا!! حلم صغير تمنته كي تسعدك.. تحاول ان تكون معك ليس بكلامها فقط... بل انها تبعث فيك المشاعر المختلفه.. تخبرك انها انقى من فتيات المجتمع المخملي.. ترسل لك شعارات الامل والتفاؤل.. تشعرك بأنها معك دائما...
شعر بشيئ داخله يصبح كآله كوسيقيه تعزف الحانا من الحب ومشاعر شتى.. وخرجت تلك النوتات الموسيقيه بكلام تفوه به رائد تفصح قليلا عن مشاعره المخبأة الى الان " ولكن لحسن الحظ انك هنا.. بجانبي.." ابتسمت اثر عبارته وشدت قبضتها على يده وقالت وهي تعتدل في جلستها " تعتبرني ثرثاره اعلم.. ( ابتسم هو هنا لتكمل هي) ولكن كن قويا من اجل شقيقتك الصغيره.. من اجل والدتك ايضا.." صمتت قليلا ثم قالت وهي تتمعن وجهه وبنبره حزينه " انظر الى نفسك يا رائد لقد اتعبت جسدك.. لترتاح قليلا.." كاد ان يعترض ولكنها قالت تحاول اقناعه " هل تريد من امك ان تستقظ تلقاك شاحبا!!،، هل تريد احزانها ب..."

وقاطعها صوت من الخلف.............
" اتركيه وشأنه.." ثم قال رامي وهو يتوجه حيث يجلس رائد ويصافحه وبعد ان جلس مقابلهما مع قمر التي تمنت الشفاء العاجل لوالدته
" وبالمناسبة جميع سكان الكره الأرضية تعلم بأنك ثرثارة."
عاد للسخريه من جديد.. لتجحده ريم فليس الوقت ولا المكان مناسباً لسخريته تلك ثم نظرت الى قمر الشارده وزفرت بحراره... ولم تمضي الا دقائق لم تتجاوز الخمس لتنضم اليهم جيداء.... وتجاذبوا فيها اطراف الحديث حول امور اعتيادية كسؤال عن الحال والاحوال.. وبعض الامور التي تخص عمل قمر الجديد.. وهكذا..!! الى ان نطق رامي بعد ان نظر الى ساعه معصمه " بالاذن.. لقد قمت بتوصيل الامانة" وهو ينظر الى ريم التي تجحده بنظرات وهي مضيقه لعيناها.. ليكمل موجها حديثه الى رائد بعد ان لمح جيداء ذات الشعر الناري تفرك يديها بتوتر وكأنها تنتظر شيء ما " ان كنت تحتاج اي مساعدة فنحن لها.."
ابتسم له رائد ممتنا " شكرا.. لقد قمتم بما هو افضل.. مساندتي بمحنتي.."
" حقا ان كنت تحتاج لأي شيء... فأنا بالخدمة.." ثم وهو يقترب منه " ماديا ومعنويا.."
تجهم وجه ريم بينما قال رائد ممتنا له " شكرا لك.. لا اعلم كيف سأسدد ديني اتجاهكم.."
قال رامي وهو يغمز الى ريم.." ستسدده لا تقلق.." ثم شد على كلامه " بالمستقبل القريب..."
وما ان نطق كلمته حتى ازهرت ورودا حمراء على وجه ريم فهل غضبا ام خجلا؟؟ ولم يدرك رائد ما المعنى الخفي لكلامه فاكتفي بالابتسام
وحينها تقترب قمر من رامي حيث يجلس بجانبها وتهمس له " حقا ستقتلك.."
وما ان انهت حتى صدر صوت فلاش الكاميرا.. ليتوجه انظار الجميع حيث جيداء التي التقطت صورة تجمع الرباعي عبر هاتفها المحمول... وعلامات الغرابه تعتلي وجوههم...

**************
و في مكان بعيد.. مليء بأحزان.. وآهات!! صرخات من الم شديد!! عيون متعبه من شده البكاء!! صغار هم!! فقدوا حنان امهم!! وعطف والدهم!! يعيشون تحت مسمى قد التصق بهم.. عرف بالايتام!!
لافته معدنية حمراء كتب عليها بخط عريض ابيض ( ملجأ الأزهار الحزينة)،، اسم على مسمى كما يقال.. أزهار حزينة!!

وفي سياره سوداء قد ركنت على جانب الرصيف...
" انتبهي على ملاك جيدا يا سوزان.."
رجل قد اخرج تنبيهاته و وصاياه.. بل اوامره تجاه مربيه ابنته الوحيدة!! ملاكه الذي يخشى ان يحصل لها مكروه!! كانت عيونه الزرقاء متوجه نحو سوزان تستمع لأوامره التي لا تنتهي والتي تخص ملاكه.. التي قالت اخيرا.. طفله صغيره لم تتجاوز التاسعه.. شعرها الذهبي يماثل خطوط الشمس بعيونها الزرقاء اللامعه نظرت الى والدها " والدي العزيز لا تقلق علي.."
ابتسم ووضع قبله على وجنتيه ثم قال بحنان " لا اريد ان يحصل لك مكروه فقط.."
طمأنته سوزان قائله " لا تقلق سيد ماجد.. ملاك مهمتي.." واردفت قائله " لن تطيل مهمتي هنا.. بضع ساعات قليله فقط.."
قال هو منبها " ساعه واحدة فقط..."
بينما ملاكه الوحيد اعترض " ولكن يا ابي.."
" قلت ساعه واحدة.. حتى نعود قبل حلول المساء..."
قوست ملاك فمها لتقول سوزان " لا تقلق يا سيدي.. كما أمرت.."
ثم ترجلتا من السياره لتمضيا في طريقهما وتقول سوزان " هل تعلمين يا ملاك ان والدك يخاف عليك كثيرا!!"
قالت ملاك وهي تتشبث بيدها " اجل.. انه يحبني كثيرا.. فبالاصل انا محبوبة من قبل الجميع"
نزلت سوزان لمستواها وقرصت وجنتها " واثقه من نفسها ومغرورة من الآن كيف المستقبل؟؟"
لتبادلها تلك الصغيرة ابتسامه طفوليه وتمسك وجنتيها بأصابعها وتقرصها وهي تقول " كذلك الأمر.."
ضحكت سوزان على تلك الطفله.. واعتدلت في وقفتها واخذتا تسير داخل تلك الباحه المليئة بالقليل من الفتيات...

خرجت بعد ان ضاق صدرها.. فرامي يتحدث بشؤون الملجأ مع مديرته.. فآثرت ان تمشي بأروقته.. تحدثت مع بعض الفتيات قليلا.. احلامهم المبعثره في الأرجاء.. قواعد للعيش فرضها الزمان من دون عائله!! فقط اصدقاء بنفس الحال!! صغار هم يعانون من فقدان كل شيء!! يريدون حنانا عطفا وأمانا!! ولكن بدل ان يروا كل هذا من عائله!! كانت الدوله كفيله بأن تغدقهم كل ما يريدون ولكن بمشاعر مزيفه اختلوقها هم!! أولئك الازهار الحزينة!!

زفرت بضيق وهي تتوجه خارج الملجأ الذي يحمل في طياته آلام سنين قد عاشتها وكبرت معها.. فكل ركن من أركانه قد شهد على دموع خانتها وانحدرت على وجنتيها.. قبيحه هي السنين وجميله.. مضتها هنا!!! بين احلام راودتها وتريد تحقيقها!! بين امنيات قد حلقت بعيدا وبعيدا فوق سماء المدينه!!

كل ما حولها كما كان.. ملجأ يحوي فتيات يتغلبن على الحياه ببرائتهم.. سعادتهم في اللعب بباحة مسكنهم الوحيد.. فتيات صغار وكبار!! ابتسامات وضحكات يخففون بها آلام قلوبهم التي ذرفت الكثير من الدماء..

" شكرا.. لك يا جميله.."
تفوهت بها قمر بعد ان تنبهت باحدى الفتيات والتي تدعى سيلين في عامها الخامس عشر تناولها بعضا من البسكويت المحشو بالشوكولاته اللذيذه لتأخذ قطعه منه.. ثم اردفت " كيف انتِ يا سيلين؟!"
اجابتها سيلين بسعاده قد كشفتها اسنان اللؤلؤ التي تملكها " جيده.. سأخرج من هنا لقد تبنتني احدى العائلات.."
ابتسمت قمر " جميل.. اذا سيشتاق اليك الجميع؟!"
اومأت سيلين برأسها لتكمل حديثها عن عائلتها الجديده " الام تبدو طيبه كثيرا.. لقد احضرت لي بعض الملابس.. اظن انها احبتني.. وانا كذلك....و.."

الى هنا توقفت قمر على استقبال كلمات تلك اليتيمة البريئه.. وكأن حروفها تصطدم في عقلها وتنعكس في الاتجاه المعاكس.. طبقا لقانون نيوتن !! لتركز جل نظرها على تلك التي تسير في منتصف الساحة ذات الارضيه الاسفلتيه.. انها نفسها تلك الفتاه.. ولكن كيف!! هل تتخيلها في كل مكاان تذهب اليه.. قبل قليل في المشفى!! والان هنا!!
فتاة صغيره.. بل طفله جميله.. انعكست اشعه الشمس على جديلة شعرها الذهبية.. تشبك اصابعها النحيلة الصغيره بيد تلك الفتاه العشرينيه.. كانت قد رأتها ترتاد الملجأ في السنين السابقه... تكبرها بعامين او اكثر على ما تعتقد....

" لقد كانت أجرأهن وأكثرهن قوة.. برغم ما اصابها من فقدان والداها بحادث سير مخيف.. وموت جدتها من بعدهما.. الا انها كانت قوية.. يستمد الجميع منها القوة... كانت مصدر شعاع الامل للاطفال هنا.. " تنهدت مديرة الملجأ وهي تنظر من نافذتها حيث سوزان والتي تقف بمنتصف الساحه مع ملاك.. لتكمل حديثها الى رامي بعد ان اعتراه الفضول نحوها " ولكنها تم تبنيها مبكرا من احد رجال الاعمال الكبار في البلدة المجاورة .. بعدما جاءت ابنه عمك بشهرين تقريبا.. وكانت تزور الملجأ بين الفنية والاخرى..."
ثم اخذت تشير اليه بيدها نحو الخارج.. " لذلك علاقتها مع قمر ليست علاقة قوية.. حيث كانت ترفض الحديث مع الاخرين.. كانت تعيش مأساتها لوحدها...."
تحدث بنبرة حزينة " وما زالت.."
*******************
اتخذت طريقها حيث مكتب المديره.. لقد اشتاقت اليها والى هذا الملجأ.. لها مدة لم تستطع فيها زيارتهم بسبب عملها... ثم اخذت تعطي ملاك النصائح وما يتبعها من عدم الابتعاد عنها.. ولكنها توقفت بدهشه عندما سمعت رد ملاك الحاد
" وهل انا صغيره لتعطينني تلك الاسطوانه من جديد.." ، ثم اخذت ملاك تقلد لهجتها " لا تبتعدي..لا تقتربي.. لا ولا..."
تنهدت سوزان وقالت " ولكن اخشى ان يحصل لك مكروه"
قالت ملاك وهي تضع يديها على خصرها بتحدٍ " لن يحصل.." صمتت قليلا ثم اكملت بنبرة عتاب طفولية " لماذا جميعكم هكذا.. تخشون علي كثيرا.. تخافون ان اخرج للحديقة..و..." واكملت قائمة الممنوعات التي يجب ان لا تفعلها وحدها...
زفرت سوزان وهي تضع يدها على جبهتها وكأنها تضبط اعصابها.. وكادت ان تتفوه بكلمه لولا ذلك الصوت الذي صدر من خلفهما.. لتلفت اليه وهنا كانت قمر تدنو من ملاك وتتحدث اليها بنبرة حانية...
" أليس جيدا أن تري الاهتمام بمن هم حولك..."
صمتت ملاك واشارت بأنها لا تدري... لتتحدث قمر بعدها وهي تشير الى الفتيات ما حولها " انظري.. هؤلاء الفتيات.."
لتكمل سوزان عنها عندما رأت الفضول على ملاك " انهم يعيشون هنا من دون ام واب وعائلة.."
تساءلت ببراءة " لوحدهم ألا يخافون؟!"
ابتسمت قمر ثم اشارت برأسها بمعنى لا.. ثم قالت وهي تعتدل في وقفتها بكلام لم يسمعه ولم يشعر به الا سوزان " بل يختنقون وجعاً.."
واتبع كلامها قدوم رامي برفقة المديرة التي ابتسمت بوجه سوزان ورحبت بها... اما بالنسبة لابناء العمومة قد خرجا منذ ان توجهت اقدام المديرة مع سوزان وتلك الطفلة البريئة...
وما أن خطت اقدامهم داخل المبنى الكبير الذي يرتسم على جدرانه دموعا وصرخات مدوية.. وحيث اتجهت تلك الاقدام الست نحو مكتب المديرة تساءلت سوزان وهي تدلف داخله " أليست تلك الفتاه هي نفسها قمر؟!"
اجابت المديرة برزانه كبيرة وهي تتجه خلف مكتبها المصنوع من الزجاج الاسود " انها هي بنفسها.."
" ألم تكن تعمل هنا في المأوى تساعدك في بعض الاعمال..؟!"
اومأت المديرة برأسها لتتساءل بعدها سوزان " واين تعمل الان!!"
اجابت المديرة على مضض " في جمعية خيرية؟!" ثم تلتفت حيث ملاك وتساءلت مغيرة دفة الحديث وبابتسامة " ومن هذه الجميلة؟!"


وتتحرك عقارب الساعة رويدا رويدا... و تنتهي ساعه فتتبعها اخرى.. ويبدأ حلول الظلام... و تبدأ شمسنا باكتساء رداءها الجميل ذو اللون الازرق الذي يتحول الى سواد كاحل فيما بعد.. وامام بوابة المشفى المطلة على الشارع الرئيسي وقف رائد مودعا ريم والتي لازمته منذ الصباح..
قالت له وهي تشير باصبع السبابة " لقد قضيت على عطلتي.. سأحاسبك على ذلك.." ثم ضحكت بمرح لتظهر اسنانها البراقة..
" ومع ذلك اشكرك ايتها المشاكسة.."
" ان اردت شيئا من تلك المشاكسة فقط اتصل.." ثم اخذت تهرول مسرعه حيث السائق الذي ينتظرها وصرخت بمرح وهي تحاول ان لا تتعثر ثم تركب هي السياره من بعدها.. ولم يمضي الا ثوان قليلة حتى اشتغلت محركات السياره ثم تبدأ بالانطلاق... وكاد ان يعود بادراجه نحو الداخل لولا صوتها الذي اخرجته...ليتلفت فيراها قد اخرجت جزء من جسدها عبر النافذه " الى القااااء يااا راائد..."
وكان صوتها يبتعد مع ابتعاد السياره وطيف يدها يهتز يمينا وشمالا مودعا وابتسامتها الجميلة تزين وجهها لتختفي بعدها السياره عن الانظار وابتسامه جميلة قد اخذت ترتسم عليه....
يا لجمالك ايتها الريم...
خرجت من فمه وهو يعود بادراجه للداخل.. فمنذ الصباح قد تشاركت معه همه وارقه وخوفه.. كانت بلسما له حاولت تنسيه ذلك الالم الذي يتسلل بين الفنية والاخرى.. لتذهب به بعيدا حيث جزيرة الامل لتبث فيه التفاؤل بأن الحياه ستقف معه يوما.. بأن تحفظ له والدته وتغنيه عن حاجه الناس.. اخذت ترسم له مستقبلا جميلاً مليئا بسحر جميل... وترسل اليه اجمل معاني الحب المخفية وراء كلمات تخرجها من فمها الجميل.. لو ان الزمان يساعده فقط باجتياز ذلك الحاجز بينهما!! لو يعطيه الكلمات السرية لدخوله نحو حياة الحب معها!! لو تعطيه املا بالبقاء في قيدها مدى الحياة... لو لم يحصل معه ما حصل في ماضيه الاليم لكان من الممكن ان تحل شيفرة الحب بينهما!!
تنهد براحه كبيرة ثم اخذ يمشي بهدوء شديد وكله لهفه لرؤية والدته من جديد حيث استقيظت وعادت الى وعيها منذ قرابه الساعة واصبحت حالتها جيدة... لتجره قدماه حيث يقبع المصعد الكهربائي... ولكن صوت من البعيد يقول " سيد رائد.."
التفت ليرى احدى السيدات تشير اليه بيدهاا.. لم يكن وجهها غريبا.. فقد كان مألوفا من مكان ما.. اخذ يخطو بخطواته وهو يحاول امعان النظر بملامحها وهو يتقدم خطوة بخطوة... انهااا الممرضة التي اعتنت بوالدته بعد خروجها من العملية.. فماذا تريد!! هل بشأن وضع يخص والدته!! ولكنها استيقظت !!
ليتسائل بخوف وعلامات الذعر بادية على وجهه الابيض بعد ان وصل اليها " خيرا.. هل هناك خطب ما!!؟ هل بشأن والدتي!!"
اجابته الممرضة "انها بخير.."
تنهد براحه ولكن ما الامر..!!
" لكن ما الامر.. !!" رائد وكله ااستغراب
ليتفاجأ بذلك الشاب الذي يجلس خلف الاستعلامات يسأله ببرود الموظفين "هل انت السيد رائد عدنان ال...؟! المسئول عن السيدة عائشة ال..؟!"
اومأ رأسه " أجل... ماذا هناك؟!".. وقبل ان ينطق الموظف بأي كلمة قال رائد مندفعا " ان كنت تتساءل عن المال اللازم دفعه للطبيب الآتي من مشفى اخر والذي اشرف على العملية ف..."
قاطعه الموظف بذات النبرة السابقة " لقد تم حل هذا الامر.."
عقد رائد حاجبيه وقال بشكل متقطع من الاستغراب " كيف.. ذل.. ذلك؟؟!
نظر اليه الموظف وقال بضجر " لقد تم.. انتظر هناك شيئ.. ممم اين هو" ثم اخذ يبحث عن شيء ما في ذلك المكتب ثم قال وهو يناوله الى رائد المرتسم على ملامحه الجمود.. الدهشة..
" تفضل يا سيد.. لقد تم استخدام هذه البطاقة البنكية صباحا للدفع.. وقد نسيها صاحبها مع العجلة.."
ازدرد لعابه بصعوبة.. ثم اخذ تلك البطاقة وينتابه الاستغراب بذلك الشخص الذي لم يعرف هويته بعد.. من عساه يكون قد تخلى عن ماله من اجله هو... هل ريم!! لا لا أظن فهي معي منذ الصباح ولم تفارقني الا قبل قليل.. ام تراه ابن عمها!! هل يعقل!! فقد غادر صباحا وبما ان الدفع قد تم صباحا... زفر بحراره... ثم نظر الى يد الموظف الممدودة للمرة الثانية وعلامات الضجر بادية على وجهه " ان انتهيت من شرودك خذ هذا.. "
شعر رائد بالاستياء من تلك المعاملة.. اخذ تلك الورقة الصغيرة بعد ان رمق الموظف نظره غضب.. ليتوقف وهو ينظر اليها بعيون تحاول كشف الشخص الذي قام بالدفع.... فقد كانت عباره عن وصل للدفع تحوي المبلغ المدفوع واتسعت عيونه هنا!! دهشة بل غضبا بغير تصديق!! زفر بحراره و اصابعه تتخلل شعره الاسود.. اعاد عيونه المندهشة للوصل مرة اخرى ليقرأ الاسم حرفا حرفا!! ويحلل ذلك التوقيع في اسفل الورقة!!
تدفق الدم من عروقه ليتجه خارجا نحو وجهه الذي احتنق وتلون بلون الدماء ثم صر على اسنانه بغضب وهو يهمس " جيدااء..." وشد بقبضته على ذلك الوصل واتجه من بعدها بنفسٍ يتلاحق من الغضب وعيون دامية فمظهره الحانق تنذر بوقوع ثورة بل معركة قوية سيسقط على إثرها ضحايا..
وصل الى جهة المصعد ثم ضغط بقوة على ازراره مرة تتلوها المرة..
" هيا ايها المصعد اللعين.." قالها بغضب شديد وهو يضرب بابه بشده فلو انه ليس مصنوعا من المعدن فقد يتكسر جراء ضرباته المدوية..
ثم اتجه بنظره الى اللوحة التي تعرض ارقام الطوابق الذي يجتازها المصعد..
" تباا.." فكانت اللوحة يظهر بها الرقم 6... زفر بحراره واتجه بعدها نحو الدرج الجانبي.. ليبدأ الصعود.. درجتين درجتين.. مسرعا يتلاحق نفسه الساخن وكأنه تنين يخرج نيرانه.. فيبهط صدره ويعلو..
وصل الى الطابق الذي تتواجد به غرفة والدته.. فمن المؤكد ان جيداء هنا... سار في رواقه الذي تتلون جدران بلون الازرق.. مضربا هائما يكاد قلبه ينفجر غضبا وتقتلع جذوره من مكانها كحمم بركانية تنشق من فوج الارض لتنتطلق في مسيرها عابرة فوهة البركان وتلقي بقذائفها حوله..
واشتد به الغضب وشعر باختناق يجوب صدره ويضغط عليه فيكتم انفاسه... عندما لم تكن تجلس بالممر ولا بداخل الغرفه..
اخذ نفسا قويا.... ثم اتجه بخطواته مبتعدا عن هذا الطابق حيث الفناء الخلفي للمشفى فقد تكون متواجده هناك...

جال بنظره ثم وقعت عيونه الملتهبة عليها.. تجلس على احد الكراسي الخشبية تشرب كوبا من القهوة شاردة الذهن.. تقدم منها كقنبلة على وشك الانفجار.. ثم صرخ بأعلى صوته.. و شعر بأن حباله الصوتية قد انقطعت وكأن سكين حاد قد اخذ ينحر اعصاب حنجرته.......
" جيدااااااااااااااااااء.."

**********
انتهى الفصل التاسع







 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس