عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2020   #3


الصورة الرمزية طهر الغيم

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 54 دقيقة (11:25 PM)
آبدآعاتي » 1,385,308
الاعجابات المتلقاة » 11662
الاعجابات المُرسلة » 6460
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي






كانت تُرَتِّب الأَطباق فَوْق الطاولة في الوقت الذي دَلف فيه إلى المطبخ.. قالت بابْتسامة وبصوت مَبْحوح من بُكاء البارحة ومن كَفّي شَقيقها: صَباح الخير
عاتبها: ملاك ليش قايمة من اللحين؟ ومسوية الريوق بعد! ارتاحي
تَنَهّدت: محمد إذا برتاح يعني بقعد أشغل نفسي بالأفكار وأغرق غصب في الحزن والكآبة... وأنا ما أقدر أطوّل في هالشعور.. القومة والشغل أحسن لي
اسْتَفسَرَ باهتْمام ويَده ارتفعت تَتَحسّس عُنقها المُلَطّخ بطريقة عشوائية ببقع خضراء وأرجوانية باهتة: إنت بخير؟ ما يألمش شي؟ نفسش وحلقش؟
ابْتَسَمت له تُطمئنه: أنا بخير محمد.. ما صار شي.. رضّات خفيفة بس.. لا تحاتي
قال يُطمئنها: أنا بكلم دكتوره الموثوق فيه في أقرب فرصة.. لازم أعرف بالضبط نوع مرضه
قالت سريعًا: إذا بتكلمه بروح معاك.. أبي أكلمه أنا بعد وأشرح له.. أكيد راح يســ "رَنين الجرس قاطعها.. استطردت باستغراب وهي تنظر للساعة التي لم تتجاوز الثامنة" من جاينا هالحزة؟!
تَحَرّك للخارج: بروح أَشوف
تَوَقّف أمام الباب.. نَظَرَ من العين السحرية يتفقّد الوضع قَبْلَ أن يفتحه.. أَرْجع رأسه للخَلف والاستغراب يُصَب عليه.. فَتحهُ سَريعًا وهو يُناديه: هايـــنز!
ابْتسامة صَغيرة ومُحْرَجة بانت على شَفتيه.. رَفع كَفّه مُلَوّحًا: مرحبا موهاميد
أَبْدى استنكاره: ماذا تفعل هُنا؟ لماذا لم تخبرني بأنّك آتٍ؟!
رَفَعَ حاجبيه وبضحكة: هل سنتحدث هُنا؟
هَزّ رأسه باستيعاب ثُمَّ قال: انتظر قليلاً
أغلقَ الباب لتتقدم منه ملاك بسؤال: من اللي جاي محمد؟
أَجابَ بابتسامة: هاينز
كَرّرت بعقدة حاجبين: هايـنز! "استفسرت" كنت تدري إنّه جاي؟
أنكرَ: لا والله.. ما خبّرني
أَشارت للباب: انزين هو بعده اهني؟
وَضّح: اي.. شكله عنده موضوع.. كنت جاي أقول لش تلبسين حجابش
هَزّت رأسها بتفهّم: بقعد أنا في الغرفة وانتو اخذوا راحتكم
قالَ حتى لا يُضَيّق عليها: عادي بروح معاه مكان ثاني.. حتى لو ننزل الكراج
رَفَضت: لا فشلة.. الرجال واصل لاهني
وافقَ: على راحتش.. احنا أساسًا بنكون في المكتب.. فحتى لو تبين تكملين ريوقش عادي
ابْتسمت له: مو مشكلة بنتظرك
رَدّ لها الابتسامة: تمام
اتّجهت هي لغرفتهما وهُو عاد لهاينز.. دعاه للدخول ثُمَّ خَطى معهُ للمكتب.. حَيْث جَلس كُل واحد على المَقعد ليُقابل الآخر.. اسْتفسر مُحَمّد: هل هُنالك شيء؟
رَدّ بسؤال: ألم يُكلّمك والدي؟
شَرَح له: بلى.. ولكن كُنت مُرتبط بالتحقيق في قضية صالح.. لَم يكن لدي وقت للاتصال به
نَطَقَ وهُو الذي كان مُتوقعًا هذه النتيجة: إذن أنت لا تعلم بشيء
عُقْدة عَدم فهم تَوَسّطت حاجبيه: أعلم بماذا؟ ماذا تقصد؟
زَمَّ شَفتيه وضِيقٌ جَلي بَدأ يتراكم وَسَط عَيْنيه.. زَفَر قَبْلَ أن يهمس بخيبة: ستعود لبرلين
والعُقدة لَم تُحَل: سـأعود! ماذا تقصد بسأعود!
أَجابَ كاشِفًا جزء آخر من الصورة المُشوشة: فَوْر انتهائك من قضية صالح ستعود لبرلين لتستقر لفترة إلى حين الوقت المطلوب
ارْتفع صَوْته هاتِفًا: أي وقت! ماذا تقول هاينز؟ أنا لا أفهمك.. انتهى وقتي في برلين.. فلماذا العودة والاستقرار!
نَطَقَ مُهَشِّمًا ذاته التي جَمع قِطعها البالية بيدي مَلاك: يُريدك أنت.. ولا أحد غيرك.. أن تُواجه الرئيس الأكبر للعصابة.. يُريد أن تكون الكلمة الأخيرة لك



انتهت من إرضاع طِفْلها.. أَعادتهُ لسريره بِحَذَر بَعْدَ أن قَبَّلت رَأسه.. تناولت الجهاز الخاص بمُراقبته ومن ثُمَّ حَرَّكت المقعد خارجة من الغرفة.. اتّجهت للمطبخ حيث زوجها.. تَوَقَّفَت عند الباب من الخارج.. كان يُوليها ظَهره مُنشَغِلاً في إعداد الإفطار.. مَرَّرت عينيها على الطاولة الصغيرة الرخامية التي اسْتَقَرَّت فوقها الأطباق الجاهزة.. طَبق له شَكل طُولي مُقَسّم لثلاثة أقسام.. قُطِّعَ فيه خيار، جزر وطماطم.. آخر مثله وَضَع فيه ثلاثة أنواع من الجُبن.. طَبق صغير حوى بعض من حبّات الزيتون.. وأخيرًا طَبق البيض الشهي.. انْكَمَشَت ملامحها وتَصَدّعت باشْمئزاز.. اسْتدارَ هُو في الوَقت الذي تَقَدّمت فيه للداخل.. ابْتَسَم بسعة وبين يَديه طَبَق كبير يحمل الأكواب والسّكر وقَدحي الحَليب والشاي: نام حسّون؟
تَجاهلت سؤاله وبهجوم شَرس: إنت ليش مسوي بيض؟ جم مرة قلت لك لا تسويه وتخيّس المكان؟ تدري إنّي من تنسيت كرهته وكرهت ريحته.. يعني تتعمد تضايقني!
عاتبها بلُطف: أفا حَنين أنا أتعمّد أضايقش؟ أنا أكيد أدري إنش ما تحبينه.. بس سويته لي.. مشتهي.. وكلش ما في ريحة.. تأكدت جم مرة
اتَّسَعت عَيْناها بشرٍّ لا غُبار عليه: يعني قصدك أنا أجذب؟ "ارْتَفَعَ صوتها" أقول لك أكرهه.. وريحته في الشقة كلها
هَزّ رَأسه ورُوحه تَتَشَبّث بتلابيب الصّبر حتى أَخنقته: ما عليه.. ولا يهمش.. اللحين أنزله تحت.. وبفتح الدرايش كلها عشان تروح الريحة وبعطّر وببخر المكان
هاجت: شنــو إنت تبي تمرّض ولدي؟ تفتح الدرايش تبي يدخله هوا! والبخور بيخنقه.. شفيك صاير ما تفهم!
شَدَّ على الطّبق حتى أَنَّ ما فيه بَدأ يَهْتز من فَرط شَدّه.. هَمَسَ مُتحاملاً على نفسه وعلى طاقته: إنتِ اللحين شنو تبين حبيبتي؟ اللي تبينه بسويه
هي لَم تُجِبه.. بَل شَنّت هجومًا آخر أكثر ضراوة: إنت ليــش جذي بــارد؟ تعــل الجبد والله.. ثلــج ثلــج.. مو آدمي! ما تحـــس.. ولا جني محترقة قدامك! قالـب ثلج من فوقـــ
اخْتَرَقَت حَلْقها شَهْقة هَلِعة طَفَرت من قعر صَدرها بسبب حركته المُباغتة.. فهو في لحظة قَذَفَ بالطّبق بأكوابه وقَدحيه جانِبًا.. لِيصطدم بالحائط ثُمَّ يَسقط على الأَرض مُخَلِّفًا بذلك ضَجّة أَرْعدت دواخلها وانكمش منها جَسَدها المفزوع. نَظَرَت للأَرض والاسْتيعاب قَد فَرّ منها.. قطع الزجاج كانت تتناثر بعشوائية خَطيرة على الأرْضية.. حتى أَنّ بعضها امْتَدَّ إلى مَقعدها.. كَيْف يَجْرؤ على هذه الفعلة! ماذا لو أصابها! ماذا لو ضاعف من ضَررها! يــا لجنونه. رَفعت عَيْنيها الجاحظتين إليه لتهمس بِحَنَق وخَوْف شَكَّلَ تمازجهما لَوْنًا قُرْمزيًا صَبَغ وَجْهها المُحتقن: مَجــنون! مَجْنـــون "صَرخت بهستيرية وَبُكاء رُوحها المَرْعوبة تَفَجَّر بغزارة" مَجــنون.. ما أبيـــك.. ما أبيــ ـك يا المجنووون.. رجعني بيت أبوي.. رجعــــني لأمي ما أبيــك "انْتَصَفت جُنونها شَهْقة حادّة جَرَحت حَلْقها وَجَسدها قَد سُكِبَ عليه الاحْمرار وسَيْطرت عليه الرّجفة" رجعــني اللحين.. إنت مجنون.. لو صادني شي! لو انجرحــت! "قَذَفتهُ بِسَهْمٍ اسْتَقَرَّ في لُب قَلْبه.. لَم تَرحمه.. لَم تَشفق عليه.. قَطّعت فؤاده بدَمٍ بارد وغُرور سَقيم" أَكرهــك بسّام.. أكرهــــــك.. من أول ما أخذتك وأنا أدوس على نفسي وقلبي عشان أواصل معاك.. وللحين أنا دايسة.. تعبت منك.. من برودك ومن اللون الوردي اللي صابغ حياتك.. ما أبيـــك "هَمَسَت بفحيح سَمّم قَلبه حتى تَوَرّم" أَكرهــك.. طلقنــي... طلقني.. يا البــارد.. يا المجنـــووون... طلقنــي.. أكرهـــ ـ
تَصَلّبت في مكانها.. خَبَت أنفاسها.. حتى دمائها تَوَقّف سَعيها.. فهو انْقَضَّ عليها بحركة مُفاجِئة مُطْبِقًا يَده على فَمها.. ضَغَطَ بقوّة حتى شعرت أَنَّ أصابعه سَتُمَزّق جلدها وتنهش لَحْمها الطَري.. رَفعت عَيْنيها المغسولتين بالدّمع.. رَفعت عَسَلها الآسن.. ارْتَعَشَ شَيءٌ خَفي داخلها.. حاولت أَن تَقرأ الحديث الأبكم النائح في عَيْنيه.. لكنّها كانت أقسى من أن تفهمه.. هَمَسَ بنبرة عارية.. خاوية.. مُقْفَرة من وُجود... ومن ذات: خـَـــــلاص



مَرَّت ساعات اليوم واسْتعاد القَمر مكانه في كَبد السماء.. زَحف الليل إليهم فعادَ إلى المنزل.. لَم يُقابل أحدًا في غرفة الجلوس لذلك رَكبَ مُباشرة لشقته.. فَتَحَ الباب لتُناغي مَسْمعيه الضحكات وهي تتعانق بلذّة.. ابْتَسَم بخفّة وهو يَمشي مُتَتّبعًا الصّوت.. فَتَحَ باب الغرفة ليُقابله مَنظرًا لَم يَعتَد عليه جَواه.. كلاهما تَجلسان على الأَرض الخشبية.. جِنان مُسْتَنِدة للسّرير وَجَنى تَستريح فوق ساقيها تَضع لها بعض المساحيق بملامح مُندمجة بطريقة تُثير الضحك.. سَلّم بهدوء وهو يقترب منهما: السلام عليكم
التَفتا إليه بانْتباه.. رَدّت جنان بهمس، أَما جَنى فقد قالت بحماسٍ وعلو: بــابــا تعال شوفني وأنا أحط ميك أب لماما
جَلَسَ بجانب جَنى وبالقرب ذاته من جِنان التي بَدأ يَتَسَلّل إليها الارتباك.. فهو بجديّة تامّة أَطاع أمر ابْنته وعَلّق بَصره بملامحها.. تصافقت أهدابها بلا إرادة منها.. فقالت الصغيرة بانزعاج: ماما بيخترب الكحل
هَمَسَت: آسفة ماما
اسْتَمَرَّت الصغيرة في وَضع الألوان على جِفْني والدتها، كما لو أَنّها لوحة تُصْبغها بطفولية كيف تشاء. انتقلت لشفتيها.. اختارت لون زهري وهي تُبدي رأيها بثقة فطرية: هذا اللون أحسن لأن فاتح.. عشان يناسب الشادو الغامق
ضَحَكت جِنان بخفّة وفيصل ابْتسمَ وهو يَرْنو لوريثته بطرف عيْنه قَبْلَ أن يعود ليُواصِل تَأمّله.. كانت جَنى قَد بدأت بوضع أحمر الشفاه.. وهو كان يَتَتّبعها بدقّة سَرَقت الأنفاس من صَدر جِنان.. رَفَعَ جِفْنيه قاصِدًا بَحْر عَيْنيها.. ذَوت حواسها ودُوارٌ حاصرها.. كانت عَيْناه تَبُثّان لها رَغْبته.. بوضوحٍ وصَراحة.. ازْدَرَدت ريقها وهي تَرمش بتخبّط كاسِرةً النظرة قَبْلَ أن يُغشى عليها. انتهت جنى واستدارت لوالدها بتساؤل بريء: حلو الميك أب مالي بابا؟
أَجابَ بوَجْسٍ مُلْهِب وعيناه تَمُرّان على النّبع: يَجـــنن
رَشَّحت صوتها من رعشة التوتر لتُحادث ابْنتها بمَلق: يلا ماما جنى.. وقت النوم
أَرْخَت حاجِبَيها وبملامح راجية: شوي بعد ماما
أَشارت للساعة: شوفي حبيبتي الساعة صارت اثنعش
حَرّكت يَدها: عـادي.. ويكند
ابْتَسَمت لها بلطف وبنصيحة: ماما عشان تقومين الصبح من وقت وإنتِ نشيطة.. ويصير اليوم طويــل وتلعبين فيه على راحتش.. عشان جذي اليوم حلينا كل الهوم ووركس.. عشان باجر يكون بس للعب.. أوكي؟
برِضا: أوكــي
فيصل احْتَضن الصغيرة وذَهب بها لدورة المياه يُساعدها على تفريش أسنانها في الوقت الذي كانت تُرَتّب فيه جنان ما أحدثتاه من فوضى. اختارت بجامتها ثُمَّ اسْتلقت وَسَط السرير مع والدتها المُحَمّلة بقصة جَديدة. قَبّلَ فيصل جَبينها وخديّها وهو يقول بحُب عَميق لطالما أغدقها به: تصبحين على خير حبيبتي
تساءلت: ما بتسمع القصة؟
نفى: لا "غَمزَ لها" باجر إنتِ قوليها لي
هَزّت رأسها بحماس: أوكــي
خَلَت الغرفة منه لكنّ روحها بَقت مَملوءة به.. شَغلت نفسها بقراءة القصة حتى تناست نظراته.. تأكّدت من نوم جَنى.. غَطّتها وقَبّلتها ثُمَّ غادرت باتّجاه غرفة نومهما. كان كالعادة يستحم.. وقفت أمام المرآة بعد أن أخرجت من أحد الأدراج علبة محلول أفرغت بعضًا منه في قطعة صغيرة من القطن.. وبدأت تَمسح ما لَطّخت به جَنى ملامحها وهي تَبْتسم بحبور.. إلا أَنّ الابتسامة تَقَلّصت، وحركة يدها تَوقّفت عندما انعكست صورته في المرآة.. كان يقف خلفها بسروال بجامته وصدره العاري يُجَفّف شَعره.. أَرْخى المنشفة على كتفه قَبْلَ أن تَسْتقر يَداه على وسطه.. واقفٌ بصمت وعَيْناه مُلتصقتان بصورتها في المرآة.. هُو ظَلَّ واقِفًا هَكذا لدقيقة أو أكثر قَبْلَ أن يَصدمها بكلماتٍ حَلَّقَت بها في ثواني من الأرض إلى آخر سَماء: متى ما تبين تتكلمين.. أنا راح أسمع
ظَلّا يَتبادلان النظرات والصمت ثالثهما.. هي تُعاين رُوحها المُتلهفة.. وهُو ينتظر منها تعقيبًا.. لذلك قالت بتلعثم وهي تخفض يَدها عن وجهها وترخي بصرها: راح.. مو اللحين.. أقصد.. راح أتكلم.. بس مو اللحين
هَزّ رأسه: على راحتش
استدارَ عائدًا لغرفة الملابس.. ثواني وخرج بعد أن ارتدى بلوزته.. قَصَدَ السّرير مُسْتَعِدًّا للنوم الذي فارقها.. فهي ظَلّت تتقلّب كالنائم على الجَمر.. ارْتباكها كان أعظم من أن تَتحمله.. فاللحظة التي انتظرتها وتمنتها لسنوات ها هي أقرب إليها أكثر مما تخَيّلت.. حتى هو كان مُرْتبك.. إلا أَنَّ ارْتباكه قَد تَجَمّع داخل قَلْبه.. فهو لا يعرف طبيعة الكلام الذي ستنطق به وغير قادر على توقعه.. تُرى ما هُو عذرها أو تبريرها؟ وهل سيَقنع به؟ بل هل سَتستحق من بعده الغفران؟
بالكاد أتى الصباح بَعْد ليلة كانت من أثقل الليالي عليها.. تجهزت ببطء وحذر دون أن تصدر صوت.. فهو كان مُسْتغرِقًا في النّوم.. تركت الشقة وهي تفتح هاتفها تتأكّد.. غادرت المنزل مُباشرة إلى مركبتها.. ثواني وحرّكتها للوجهة المنشودة.. الشارع كان سَلس.. فهي وَصَلت للمكان في أقل من عشرون دقيقة. أركنت المركبة في المكان المُخصّص.. ترجلت منها ونَبْضها يتسارع كُلّما اقتربت.. فتحت الباب لتَستقبل ذاكرتها رائحة لَم يُبَدّدها الزمن.. اقتربت من البائع المُسِن بابْتسامة مؤدبة.. سَلّمت ثُمَّ تساءلت وصوت جِنان المُراهقة يُشاكس هدوءها: موجودة عندكم روايات الكاتب أحمد راضي؟


 توقيع : طهر الغيم



رد مع اقتباس