الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة /58 الفصل الاول
عرض مشاركة واحدة
03-10-2020
#
2
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ 7 ساعات (08:25 AM)
♛
آبدآعاتي
»
1,385,713
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11668
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6471
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
فَتَحَ الباب.. دَخَلَ لِتَصلهُ الأَصوات المُتمازجة بِصَخَبٍ قَليل.. مَضى لغرفة الجلوس الواسعة حَيث اسْتَقبلتهُ جُود بابْتسامة عَريضة: أهلاً وسَهـلاً يا عريـــس
أَشاحَ عنها ببرود ثُمَّ جَلَسَ بجانب والدته.. ظَلَّ صامِتًا لفترة وعَيْناه تدوران على المكان ومن ثُمَّ تَسْتقران على السُلَّم.. اسْتَمَر هكذا لبضع دقائق قَبْلَ أن تَسألهُ نُور بصوت مبحوح: فيصل.. شفيك ساكت؟
نَظَرَ لها بعدم اسْتيعاب.. وكأنَّ عَقله كان يَطْفو في مَجالٍ آخر.. بَعيدًا عن الجَميع.. لذلك عَلَّقت جُود: باله مشغووول
قالَ بملل: جود إنتِ ما تعقلين؟ بس عـاد! الله يعين علي عليش
فَتَحَت فَمها لِتُعَقِّب لكن والدتها قاطعتها لِتُنهي الجِدال قَبْل أَن يَبدأ: جَنى فوق.. مع أمها.. راحت تنام
تَنَحْنَح وبظاهر سَبّابته مَسَّ أَسْفل أنفه قَبْلَ أن يسأل: يعني ما بتنزل؟ "حَكَّ صدغه بإصبعه مُوَضِّحًا" جنان أقصد
أَجابت وهي تنظر للساعة: ما أعتقد.. الساعة تسع.. وأكيد تبي تجهّز لها ملابسها وأغراضها للمدرسة
هَمْهَم بتفهّم وهو يَحني ظَهْره قَليلاً وبيده يُمَسِّد رأسه، في الوقت الذي نَطَقَت فيه جُود بنبرة ماكِرة: ما يحتاج تمثّل وتسوي روحك تعبان عشان تركب لها.. قوم.. مرخّص لك
وهو على وضعه، نَظَرَ لها بحدّة وبِشَفَتَيْن مَزْموتَيْن.. قَبْلَ أن يَقِف لِيَتّجه لها ويلتقط طَرْف قَميصها من جهة الكتف ويقول: قومي قومي.. قومي روحي بيتكم.. زودتيــها
انفجرت ضاحِكة ونُور عَلَّقت بابْتسامة: وصل حده منش المسكين
نَطَقت من بين قهقهتها وهي تُحاول أن تُبعد يده: والله.. قاعد يمثّل علينا.. تبيها اركب لها.. ما لها داعي هالحركات!
جَرّها بقوّة حتى وقفت وضحكتها تضاعفت للحَد الذي فَقَدت فيه السَيطرة على جسدها.. لذلك جَلَست على الأرض وهي تَنحني وتَضرب فوق فَخذها.. هو قال بقهر: تضحــك! أنا أطردها وهي تضحك! "انتقلت يده لذراعها ليرفعها حتى تقف" برا.. إذا أنا اهني إنتِ ما تطبين البيت
دَفعها من ظهرها فتعثّرت.. تَمَسّكت بيد الأريكة مُتَجَنِّبة السقوط وهي تصرخ فيه: فيصلووه شلون تدزني جذي! ما تخاف أكون حامل؟
هَتفَ بعينين مُتفاجِئَتَين: إنتِ حــامل؟
اسْتقامت وهي تُرَتب قميصها وتقول بابْتسامة جانبية: لااا.. بس يعني ما ندري.. يمكن أكون حامل "غَلَّفَت نبرتها ونَظراتها بالخُبث لتُكمل" على إنّي متأكدة إن جنان بتحمل قبلي
ما إن رَأته يَتَقدّم ناحيتها حتى استدارت تجري هاربة للمطبخ وصوت ضحكتها يتردد من خلفها.. وَقَفَ مَكانه وهو يَعض على شَفته قَبْل أن يقول بصوتٍ عالٍ تسمعه: وين بتروحين مني.. مردنا بنتاقبل وبراويش
والدته أَرْخَت كَف فَوْق الأخرى وهي تنطق باسْتنكار: هذي ما تستحي! في وحدة تقول هالحجي لأخوها! مادري متى بتعقل!
ضَحَكت نُور: يُمّه خلها.. تغيّر لنا جَو
اتَّسَعت عيناها: بس عيـــب!
مَرَّرَت لسانها على شَفتيها قَبْلَ أن تُوضِّح بِحَرج وهي تُشيح عنهما: هي مو قصدها يعني.. بس تبي تنرفزه
هَزَّ رَأسه فيصل ويده ارْتفعت تَضغط على جبينه: أنا أدري فيها.. فاهم لها
اسْتَفسرت والدته باهْتمام: للحين راسك؟
ابْتَسَم بخفّة: شوي
وباسْتجواب: نمت لو ما نمت؟
كَرَّر وهو يَهرب بعينيه: شوي "مَسَّ أنفه من جَديد ثُمَّ أَشار للسُلّم" أنا بركب اللحين.. تصبحون على خير
رَدّت الاثنتان: وإنت من أهله
تَساءَلت نُور بعد أن غاب: شنو فيه فيصل يُمّه؟
بتنهيدة أَتخمها القَلق والإرهاق: أرق.. من خبّر ياسمين بموضوع جنان وانهيارها وقعدتها في بيت أختها وهو مو قادر ينام
أَرْفَعَ التَّعجب حاجبيها: للحين هي هناك!
أَكَّدت: للحين.. ومو راضية تشوفه أو ترد على اتصالاته
عَقَدَت حاجِبَيها: بس ما يصير جذي.. لازم تكلمه عشان يتفاهمون.. الحقران مو حل!
بصوتٍ مهْموم: شدراني يا بنتي
اقترحت: كلميها إنتِ يُمّه
اعْتَرَضت سريعًا: لا لا.. مابي أدخّل روحي.. هذي حياتهم وهم أبخص فيها
بمحاولة: بس يُمّه
قاطعتها بحزم: كيــفهم.. خلهم هم يحلون مشاكلهم من غير ما يتدخل أحد
،
نَظَرَ لباب غُرفتهم أولاً هذه المرة.. كان مُشَرَّعًا والواضح أَنَّ لا أحد داخلها.. تَحَرَّك بَصره لغرفة ابنته.. تَضَخَّمَ قَلْبه.. فالباب نصف مَفتوح والأضواء تَعْمل.. إذن هي هُناك. مَشى بهدوء وبطء وكُلَّما اقْترب من الغرفة اتَّضح صَوتها أكثر.. يبدو أَنَّها تَقرأ لجَنى قصة ما قبل النوم. تَوَقَّفَ عند الباب يُصغي لنبرتها الرَّقيقة وهي تَقرأ.. رَفَع بَصره.. جانب جَسدها وشعرها ما كان يَستطيع رؤيته.. هذ لا يكفيه.. لا يكفيه.. لذلك دفع الباب بخفّة لتلتقي عَيناه بعيني جَنى التي كانت تُقابله.. نَطَقَت باسْتنكار نصفه زَعَل: بابا.. توك تجي!
اسْتدارت جِنان بانتباه لِيَرتطم القَلب بالقَلب.. تَعَمَّد أن يَتجاهلها وأَن لا يَسْمح لنظراتهما بأن تَلتقي.. فهو ابْتَسَم بحنانٍ فاضَ من عَيْنيه وخَطَى لصغيرته التي تُعاتبه بملامحها البَريئة.. جَلَس بجانبها على الجهة الأخرى والرائحة التي يُحاول أن يَتَصَدَّى لها ها هي تُحاصره.. أَحاطَ كَتفي جَنى وقَرّبها لصدره وهو يُهْدي جَبينها قُبْلتان مُتتاليتان ومن ثُمَّ يَهمس باعتذار: آسـف يُبه.. بس كان عندي شغل
عَلَّقَت بِقَهر طفولي: كلــه شغل كلـه شغل.. قبل يوم كنا أنا وإنت ماما كان كله عندها شغل.. واللحين يوم صرنا أنا وماما إنت صار عندك كله شغل
رَفَع يَدها الصَغيرة وأخذ يُقَبِّل كُل إصْبع على حِدى وهُو يُردّد: آسف.. آسف.. آسف.. آسف.. آسف "وأخيرًا طَبَع قُبْلة دافئة وعَميقة في باطنها ثُمَّ قال بصدق" آخر مرة حَبيبتي.. صدقيني كل يوم بتشوفيني
تَساءَلت لتُطَمئن قَلْبها الصَّغير: وَعد؟
أَكَّد وهو يُداعب أنفها: وَعد يا عُمري
أَرْخَت رأَسها على صَدره بارْتياح.. وكأنَّ جَبَلاً من هَم كان يُقَرفص فَوْقَ رُوحها المُسالمة.. إلا أنَّ إغلاق والدتها للقصة حالَ بينها وبين تلك الراحة.. فهي أَطبقت الكتاب ذو الرسومات الطفولية وتَحَرَّكت مُسْتَعدة للنهوض.. نَطَقَت الطفلة بخيبة: ليــش ماما؟ شوفي شلون.. اللحين بابا جا وإنتِ بتقومين.. ليــش!
بَرّرَت: بتنامين مع بابا صح.. ما يحتاج أقرا القصة
هَمَسَت من بَيْن غَصَّة كَوَّمتها سنين الفَقْد: أبي أنام معاكم.. اثنينكم.. أبي تقرين القصة.. وبابا اهني.. مـ ـ
قَطَعت حَديثها حَشْرجة البُكاء الذي بَدأ يَنهش صَدرها.. تَقَوسَّت شَفتاها واهتَزَّتا.. ووَسَط مُقلتيها سارَ بَحرٌ من دمْعٍ أَحمر.. اقتربت منها جِنان سَريعًا واحتَضنت وَجهها بكلتا يديها وهي تهمس بكل ما في جوفها من لُطف: أُشش حبيبتي.. لا تصيحين يا بعد قلبي.. خلاص بقعد وبقرا القصة لين ما تنامين
تَنَشَّقَت قَبْلَ أن تَزْدرد بُكاءها ويدها احْتَضَنت يَد والدتها القريبة لتقول برجاء: لا تروحين
شَدَّت على يَدها: ما بروح ماما "قَبَّلت عَيْنيها بخفّة ثُمَّ هَمَسَت بابْتسامة ناعمة" بقرا القصة لين تغمض هالعيون الحلوة
ابْتَسَمت برِضا وقَرَّبت يَد والدتها من صَدرها وهي تعود لتسترخي في حضن والدها المُسْتَسِلم للصَّمت وللدهشة. اعْتَدَلت جِنان في جلوسها لتستأنف قراءة القصة.. اسْتمرت تحكي لصغيرتها وهي تُراقب ملامحها الناعسة.. وبين الفينة والأخرى تُلْقي نظرة على ذاك الذي هَجره النَّوم.. فهو كان يَرمش ببطءٍ شَديد.. كما لَو أَنَّهُ يُقاوم رَغْبة في ذاته تَحِن للنَّوْم على هَدهدة صَوْتها. أَغلقت الكتاب بَعْد أَن تَأكَّدت من نَوْمها.. نَظَرت له.. عَيْناه مُتعلقتان بالشرود.. سارحٌ هُو، في ماذا لا تدري! ويَده مُسْتمرة في المَسْح على شَعر جَنى.. لَم تُحادثه ولَم تُحاول حتى أن تلفت انتباهه.. فهي وَقَفَت لُتعيد القصة إلى مكانها ثُمَّ غادرت الغرفة باتجاه غُرفة الغَسيل.. انشغلت في كَي ملابس المدرسة، ثُمَّ اتَّجهت للمطبخ لتجهيز حافظات الطّعام الخاصة بابنتها والخاصة بها.. قَبْلَ أن تعود للغرفة لتجدها فارغة إلا من جَنى الغارقة في سُباتها الشَهي.. عَلَّقت ملابس المدرسة.. جهَّزت ملابسها الداخلية وحذائها.. تَأكَّدت من ترتيب كُتبها حسب الجَدول.. غَطَّتها جَيّدًا وفَوْق جَبينها رَسَمت قُبْلة سَتشرق شَمسًا من وَجهها صَباحًا. أَنهت مُهمّتها مع ابنتها لليوم.. وها هي تَقف أَمام باب غُرفة نومها.. هي وزوجها.. فيصل. فَتحت الباب بهدوء شَديد وحَرص.. فَقد يكون نائمًا.. إلا أَنَّ توقّعاتها خابت عندما أَبصرت السَّرير خاليًا.. أَيُعَقل أَنَّهُ خَرج؟ حَرَّكت كَتفيها.. الله العالم.. خَطَت إلى حَيث يَستقر هاتفها على الدرج بالقرب من السرير.. نَظَرت للوقت.. العاشرة وخمس وأربعون دَقيقة.. حَرَّكت إصْبعها على الشاشة.. مُحادثة من نَدى.. وجود.. وأخرى من نُور.. بعــ... ــصوت خطوات من خلفها.. التفتت بشهقة خافتة.. كان هُو.. هُـــو. اسْتَدارت بكامل جَسدها إليه.. كان خارِجًا من غُرفة الملابس.. إذن كان يَستحم.. يرتدي سروال مَنامته.. صَدره عاريًا ويُجَفِّف شَعره بمنشفة صَغيرة. مَرَّرت لسانها على شَفتيها وهي تَعقد ذراعيها على صَدرها تَنتظره أن ينتبه لها.. أَخْفَضَ المنشفة ومُباشرة أَلْقاها على مَقعد التسريحة.. لَم ينتبه بعد.. أَبعد خصلاته المُبللة عن جَبينه وأَرجعها للخلف.. نَظَرَ لوجهه في المرآة وهو يَتحسّس لحيته بعينين ضائقتين.. تعتقد أَنَّهُ غير راضي عن كَثافتها.. فهو لَم يَحلقها منذ مدّة كما هو ظاهرٌ لها. مَشَّط شَعره.. رَشَّ عطره الخاص ثُمَّ اسْتدار عائدًا لغرفة الملابس وهي تنظر إليه بحاجِبين مُرْتَفعين وفَمٌ انتصفته ثغرة التَّعجب.. يتجاهلها.. يَتجاهلها بعمد! لماذا؟ لماذا هذا التجاهل المُسْتَفِز؟ لَم تفعل شيء! هي أساسًا لَم تَرهُ منذ فَجر الليلة الماضية.. لِمَ إذن يُقابلها الآن بهذا الأُسلوب؟ شَدَّت قَبْضتيها ثُمَّ تَحَرَّكت بِحَزم ناحية غرفة الملابس.. وعند مدخلها تلاقت معه.. كلاهما تَوقّف تفاديًا للاصطدام.. تَنَفَّسَت بوضوح وهي لا تزال تَشد قَبْضتيها.. هو لَسعها بنظرة جَليدية قَبْلَ أن يَتجاوزها كما لَو أَنّها قِطعة جماد مُهْملة في الغرفة.. اسْتدارت إليه بسرعة وبنبرة هجومية: إنت شفيــك!
لَم يُجِبها.. قابلها بظهره وراح يَرتدي بلوزته السوداء دُون أَن يُعيرها أَدنى اهْتمام مما أدى لاشتعال أول جَذوة داخلها.. تَقَدَّمت منهُ تُناديه: فيــصل.. أكلمك
اسْتَدار فَجأة ليقول بحدّة مُبالغ فيها: لا تكلميني.. مابي أسمع صوتش
اسْتنكرت بارْتفاع حاجِبين: وليــش! أنا شسويت؟
اقترب خطوة مُجيبًا بسؤال: ليش إنتِ اهني؟ ليش جاية الشقة؟
وهي لا زالت رَهْن الاستنكار: وليش ما أجي! مو خلاص احنا رجعنا لبعض؟
عَقَدَ حاجِبيه: والموضوع هالكثر سهل! تجهز الشقة الصبح.. في الليل تنقلين أغراضش وتنثرينهم وتملين المكان بريحتش! بكل سهولة.. وكأن السبع سنوات اللي راحت ما لها معنى.. صفحة وانطوت بإصبعين.. أو صورة قطعتيها نصين وتناسيتيها.. تناسيتين خيانتش.. تناسيتين إنّي للحين مو مسامحش!
ارْتَفع صَدرها لِتكشف عن نَفَسٍ ثَقيل وهي تُسْبِل ذراعيها بجانبي جَسدها وتهمس بيأسٍ وحَسْرة: تَوّك البارحة.. كنت عادي.. ليش رديت رجعت لقسوتك!
بَرَّرَ: كنت مريض
ابْتسمت بشحوب: وإنت إذا مرضت تطغى عليك شخصيتك الحقيقية.. شخصيتك اللي ساجنها غَصب داخلك
رَفَع يَده أمام وَجْهها ليقول بملامح مُشْمَئزة: عن التفلسف.. لا تعورين راسي زيادة
هَزَّت رأَسها وهي تبعد خصلات شعرها وتزدرد ريقها الغاص بالدموع المُصْمَتة.. قالت بهدوء: أوكي.. ما بتفلسف "ارْتَفَعَ حاجِبها ونظراتها ارْتَدَت الحِدّة لتُرْدِف" وترى أنا بعد مو مسامحتك.. على بنتي.. بس ما عليه.. بنسكت اللحين "وهي تَضغط على حُروف الكلمة" وما بـنـتـفـلـسـف.. ما بعور راسك زود
أَكمل عنها: وما في نومة في الغرفة
عَقَدت حاجِبيها: نَعـــم!
أَكَّد: اي.. ما تنامين في الغرفة.. نامي برا أو مع جنى.. أنا متقصد آخذ لغرفتها سرير كبير عشان يكفيكم ثنتينكم
استغربت وهي تعود لتعقد ذراعيها: وليـش!
رَفَع يَديه بالقرب من وجهه وهو يهمس من بين أَسنانه بنفاذ صبر: جنان لا تجننيني.. لا تجننينــي!
عادت وصَفعت صَبره بسؤال آخر: شفيك؟ أنا شسويت!
خَطى لها وبكلتا يَديه قَبَض على كَتفيها ليهتف في وجهها: إنــتِ شنــــو! ما تحسيـــن! مو واعية لوضعنا! شهالبرود اللي أنتِ عايشة فيه!
كَرَّرت بهمس مُرْتَجف يُصارع البَحر المُتأجّج داخلها: شسويت!
هَزَّها بجلافة وتَعبهُ الهائِل يَمضي بتصرفاته للاعتباطية: لا تقولين شسويت.. لا تقوليــن.. راجعة لي وقاعدة في شقتي ولا كأن شي صار! ولا كأن احنا انفصلنا سنيــن.. خلالها إنتِ تزوجتين وأنا تزوجت.. ما كأن كان بيننا شد وجذب.. ولا كلام وجروح.. متجاهلة إنش خايـــنة.. راجعة لي وتبينا نرجع زوجين.. فرّقنا يوم لو يومين!
أَبْعَدَت يَديه بقوة عن كَتفيها وهي تهتف بحنقٍ وقلّة حيلة: شتبيني أسوي! تبيني أنوح وأترجاك تصدقني وتسامحني؟ تبيني أوقف على الأطلال وأغرق نفسي بالدموع؟ لو تبيني أحبس نفسي في بيت أبوي رافضة دخلة شقتك؟ "رَفعت إصْبعها أمام وجهه تُنَبّهه" لعلمك.. ترى أمّك وأمي قالوا لي بيسوون لي حفلة.. بيعزمون أهلنا وقرايبنا ومعارفنا.. وبعدها أنا بنتقل اهني.. بس أنا رفضت "أشارت لنفسها ووميض الدّمع يَزعق وَسَط مُقلتيها" أنا رفضت.. قلت لهم مابي.. لأنّي ما أقـــ ـدر "تَزاحمت الدّموع على خَدّيها وهي تُكْمِل بتهدِّجٍ وأَنفاسٍ مُرْهقة" ما أقدر أصارع هالشعور.. شعور العودة لك بعد كل هالسنين.. بعد الهجر والفقد والخذلان.. ما أقدر! "وهي تَمسح ما هَطل بظاهر كَفّها" ألبس وأتزين.. ويجون لي الناس.. يباركون لي.. ويهنوني.. على شنـو! على زواجنا من جديد؟ على رجعتنا بعد ما ظلمتني وطلقتني؟ يباركون لي لأنّك رضيت ترجّعني لذمتك وأنا في نظرك خاينة! قول لي.. على شنو يباركون لي؟ "ضَحَكت ببحّة تتهكّم من حالها" على فقدي لسنين عمري وأنا بكل غبــاء مصدقة إن بنتي ميتة! "حَرّكت رأسها" على شنو فيصل؟ شلون كنت تبيها رجعتي؟ أنزف لك؟ لو أستأذن منّك؟ لو شنو؟ أنا اي.. قاعدة أتناسى.. قاعدة أتغاضى غصب عن الحقيقة.. خلني.. خلني غارقة في هالشعور.. خلني أقنع نفسي إني كنت نايمة يوم لو يومين في بيت أهلي.. وجانا الصبح وجيت لك.. اهني في شقتك.. في شقتنا.. خلني أَقتنع إن السبع السنين ما هم إلا يومين.. يومين بس!
حَرَّكَ رأسه بأسى شابَ ملامحه لأعوام وهو يَهمس: مو يومين.. مو يومين! سبع سنوات.. سَبــع سنوات وأنا أتقلّب على جَمر.. أَفكّر جم مرة طعنتين فيها ظهري وأنا معطيش كل ثقتي.. سَبع سنوات أَراجع نفسي.. أراجع تصرفاتي.. بشنو أنا قَصّرت.. بالحُب؟ بالأمان أو الدعم؟ كنت لـش كل شي.. كل شــي.. وفي النهاية يطلع أحمد اللي عوضش!
أَرْخَت جِفْنيها وأهدابها تَصافقت بارْتباكٍ أَحدثتهُ كلماته المُعاتِبة.. هَمَست بدفاع: أنا ما قلت جذي
أَكَّد: امبلى.. لسانش قال إنّه لَعب دوري.. صار أنا.. صار زوج وحبيب وعوضش عن كل اللي فقدتيه
عادت وطَوَت رُوحها خَلْف عُقْدة ذراعيها.. كما لو أنَّها بهما تَمنع تَحْليقها المَلْهوف إليه.. رَفَعت ذِقْنها بكبرياءٍ مُهْتَرئ لتقول: إنت ما تحبني.. تكرهني.. ليش هالكثر مأثّر فيك زواجي؟
رَدَّ بسؤال.. لا بَل بخَنَجَرٍ شَطَر قَلْبها المُوارب: متأكدة إنّي أكرهش؟
شَدَّت بذراعيها على صَدرها حتى شَعرت بأنَّ أَضلاعها سَتَتهشم من قَسوتها على نَفسها ومن صَدمة ما ينطق به.. هَمَسَت بأنفاسٍ تائهة وعيْناها تَتَحَرّكان باضطراب على وجهه: إنت قلت.. قلت تكرهنـ ـي.. وطلقتني.. وتصرفاتك كلها.. من ذاك اليوم للحين.. تأكّد إنّك تكرهني
قالَ بِوَجْسٍ مازجتهُ سُخرية مَريرة: إنتِ اخترتين إنش تقتنعين إنّي أكرهش.. لازم مهما قلت ومهما فعلت ما تصدقين إنّي أكرهش
كَرَّرت تُحاول أَن تُطْعِم جواها هذه الحقيقة المَسْمومة: إنت تكرهني
هَمَسَ ليُعيدها لماضٍ أَجبرت رُوحها على صَرف النَّظر عَنه.. لتُواصل الحياة باقتناعٍ من كُرهه لها: اتركي كل شي.. كل شي.. واذكري آخر ليلة جمعتنا.. آخـــر ليـــلة "أشارَ بيده للمجال حَوله" هذي الغرفة شاهدة عليها.. الليلة اللي كان نتاجها جَنى
أَغْمضت وسَيْل الدّموع كَوّن على صَفْحة نَحْرها واحة مالحة.. وبغصّة: كانت رغبة.. كنت تبي تشبع رغبتك وبس.. بـــس
لَطمَ رُوحها بسؤالٍ آخر: متأكدة؟
نَظرت إليه بعينين راجيتين ومُتْعَبَتَيْن.. وكأنَّها قَد قَطعت مَسافة سَبع سنوات من النَّظر.. هَمَسَت تُناشده: لا تسألني.. لا تسألنــي.. خــلاااص
اقترب منها أكثر حتى التَصق جَسده بجسدها.. وأَنفاسه الساخنة أَخذت تَصهر جلدها المُتَهَيِّج من فَيْض عَيْنيها.. هَمَسَ مُتجاهل رجاءها وعَيْناه تَغزوان عَيْنيها: ليش ما تبيني أسألش؟ خايفة يخونش الجواب ويطلع؟ خايفة بعد كل هالسنين تكتشفين إنّش تدرين إنّي أحبّــش؟ خايفــة؟
رَفَعت رَأسها إليه والمَسافة المَعدومة بَينهما نَهَبت منها أنفاسها وقوّتها البالية.. هَمَسَت بصوتٍ جَريح.. أَصابته السنون بسيوفها وسِهامها: اللحين أنا أتحمل الغلط كله؟ أنا أشيل على جتفي أخطائي وأخطائك؟ وإنت.. المظلوم المطعون في ظهره؟ وأنا الخاينـ ـة.. الساذجة والغبية.. واللي تجذب على نفسها وتتغذى على الوهم؟ خلاص.. جنان تتحمّل الذنب كله.. وفيصل هو البريء المظلوم؟
عَقَّبَ مُوَضِّحًا الصورة: إنتِ اللي جريتينا لهذي الدوامة.. إنتِ سَبب كــل شي
ودَمعةٌ مَكسورة تَطُل من شُرفة عَيْنها: لو إنّك سَمعتني.. جان ما صار اللي صار.. كنت وقتها بعذرك حتى لو ما سامحتني.. يكفيني إنّك تسمعني وإنّك تعرف إنّي ما خنتك.. وعمري ما فكّرت إنّي أخونك
قَرَّبَ وَجْهه منها حتى أَنَّ أنفها اصْطدم بخدّه.. وأنفه اصْطَدم بوجنتها المُحمَرّة.. هَمَسَ والأنفاس تهرب منهُ إليها.. ومنها إليه: جِنـان.. إنت ما خنتيني مرة.. إنتِ خنتيني ثلاث مرّات "عَدّد لِيُفَتِّت قلبها" طلعتش مع أحمد.. زواجش منه.. وموافقتش على نادر
تَمَسَّكت بأذيال ثقتها لتُواجهه بهجومٍ مُرتعش: وإنــت خذلتني ثلاث مرات.. تخليك عنّي ورفضك لسماعي.. إيهامك لي بموت بنتـ ـي.. وزواجك من ياسمين.. مثل ما أنا كنت لأحمد.. إنت اللحين لهـ ـا
انتقلت عَدستاه بين عَيْنيها لثواني صامِتة.. قَبل أن يَتراجع عنها إلى السَرير وهو يَقول: أنا أسكت عنش أحسن.. راسي يعورني وأبي أنام
بثقة مُنقطعة النَّظير: ما راح تنام
وهو يَرفع اللحاف: راح أنام
أَكَّدت بذات الثقة التي اسْتَفزته: ما راح تنام.. صدقني.. بتقعد تتقلب لين ما يأذن.. وعقب الصلاة بتغط لأقل من ساعة وبعدها بتقعد ووجع راسك متضاعف
اسْتَلقى وهو يُغطي جسده إلى نصف صَدره قائِلاً ببرود: ما لش دخل.. نمت لو ما نمت.. شي ما يخصش
انتظر منها رَد لكنّها تحركت للتسريحة.. فتحت أحد الأدراج وأخرجت علبة طولية ثُمَّ استدارت عائدة إليه.. جَلَست مكانها على السَّرير بساقين مَطويتين.. أشارت لحضنها وهي تقول: تعال
ارْتَفَع حاجبه ساخِرًا: احْلفــي!
تكلمت بجديّة: بسوي لراسك مساج.. إن شاء الله بترتاح وبتقدر تنام
بحدّة: شُكرًا.. مابي منش شي
انقلب على جانبه الأيسر ليُوليها ظَهره.. فهمست هي تُذَكّره: مَسّجت لك راسك أكثر من مرة.. وعلى طول كان يفيد معاك.. خلني أساعدك هالمرة بعد "لَم يَنطق بشيء فأكملت هي بنبرة مُغرية" مو مشتاق للنوم العَميـق والمُريح في هالبرد؟ تتدفى عدل وتريّح راسك من الفوضى اللي فيه.. تنسى كل شي وتنــااام
كان يَسْتمع لها والأَلم كدودة تنخر في رأسه.. هُو يَتذكّر جيّدا تلك الليالي التي يأتي فيها إليها.. باحِثًا عن دفء حضنها وسِعته الغَريبة.. هي بالنسبة إليه.. أنثى ناعمة.. ضئيلة ونحيلة.. لكن وبغرابة كان حُضنها يَتّسع لجسده الرُّجولي.. لا يقصد هُنا هو الاتّساع من حيث المساحة فقط.. فحنانها ودفئها وحبّها.. كُل ذلك كان يَسعه.. يَسع حُبّه.. احْتياجه.. قلبه وذاته المُقَيّدة بها.. وأن يَحْظى بنومٍ هانئ.. وأن تغفو العَيْن وتنهار الأفكار في حضنها.. هذا ما لا يستطيع شَوْقه مُقاومته. أَغْمَضَ عَينيه بضعفٍ يَبغضه وهو يَقْبض يَده بارْتجاف.. حَبَسَ أنفاسه وجُل إحساسه تَمركز في المَوْضع الذي داعبتهُ أناملها.. عُنقه وخصلات شعره القصيرة.. أَتاهُ هَمْسها الليّن: تعال فيصل
وكأنّها قَد أَلقت عليه تعويذة سحرية.. فهو أَدارَ رأسه إليها وبَيْن ملامحه لاحَ التَّردد.. ابْتَسمَ لهُ وَجْهها الباقية بين طَيّاته آثار البُكاء المُوْجِع وهي تَقول بذات الهمس اللذيذ: لا تخاف.. نومتك في حضني.. وعلاج إيدي لراسك ما يعني إنّ السماح صار.. راح يظل الزعل موجود
تَبادلا النَّظرات بصَمْتٍ سَيْطَر على المَكان.. قَبْلَ أن يَتحرّك زاحِفًا إليها مُتَذَيِّلاً بكبريائه.. تَنَفَّسَت براحة وجَذَل وهو قال ورأسه يَحُط على أَرْض حضنها بَعد سَبعة أعوام من القَحط: هذا ما يعني إني رضيت عنش
وهي تُرَطِّب يَدها بالزّيت: أدري.. ولا يعني إنّي رضيت عنّك
وَزَّعت الزّيت بَين يَديها، ثَبّتت أصابعها على صِدْغيه، ثُمَّ بهدوءٍ وبنعومة بالغـة بَدأت تُدَلّك المنطقة باحتراف.. كان يَتَأوّه بين الحين والآخر وملامحه تَتَصَدّع بألم.. وهي كانت تُجاهِد لسانها لألا ينطق بـ"حبيبي".. "بعد عمري".. و"فيني ولا فيك"
اسْتَمَرّت تُدَلّلك جبينه وجانبي رأسه.. وكذلك هَبَطت لعُنقه من الخلف وكتفيه.. فهي تعلم أنَّ صداعه غالبًا ما يمتد لهذه المنطقة عندما يُطيل مُلازمته له. مَضَت ربع ساعة وهي تُعالجه بيديها الطّبيبَتين.. هي حتى لَم تكُن مُلْتفتة للأَلم الذي دَبَّ بين مفاصلها.. كانت مُولية جُل حواسها إليه.. جِفْناه اتَّكأ عليهما الوَسن.. تجاعيد جَبينه اسْتَسَلمت وتَبَدّدت.. ارْتدت ملامحه ارْتخاء مُسالِم.. وأَنفاسه تَخَلَّت عن قطارها السَّريع.. لِتَسْتقِل سَحابة مَنحتها الهدوء والانتظام. ابْتَسَمَت برِضا تــام عندما أَطْبَقَ جِفْنيه وأَرْخى عضلاته بَيْن قَبْضة النَّوم.. هُنا.. في هذه اللحظة الذي غابَ فيها وَعْيه.. سَمحت لقلبها الواله بالتَّعبير عمَّا في جَوْفه عن طَريق لسانها.. فهي قَد هَمَسَت بمشاعر مُتَوَهِّجة وأصابعها تَزور خصلات شعره: حَبيــبــي "كَرّرتها ويدها سَعت لمُصافحة ملامحه" حَبيبي.. حَبيبي
سَلَّمت على جرح رأسه.. حاجبيه.. عَيْنيه.. أَنفه.. وَجْنتيه.. لحيته الكثيفة.. شاربه وشَفتيه.. رَعَدت في جَسدها السّماء الساهرة وإبْهامها يَتحسس شَفتيه بتَوْق.. أَغْمضت تُحاول أن تَنفذ إلى قُعر رُوحها حيث تَنطوي الذكريات.. نَبّشت عن قُبلاته.. عن إحساسها وثغرها يَرتوي من شَفتيه.. نَبّشت ونبّشت.. لكنّها لَم تَجِد شيء.. ارْتَعَش قَلْبُها بأسف.. فَتحت عَيْنيها بضيق.. ناظرت شَفتيه.. سَألتهما بِوَله.. متى سَتحيا بَيننا القُبلَ؟ أَفْصَحت عن تَنهيدة مُتعبة حَدَّ تَمني الانغماس فيه والاندماج معه.. لعَلَّ الذات تُشفى.. انْحَنت إليه.. وبخفّة تُشْبه النَسيم المُداعب قَبَّلت ما بَيْن عَيْنيه.. قَبْلَ أن تَسْتند للسرير برأسٍ مائل.. سامِحة للنَّوم بأن يَسرقها.. فَرُبّما تَلتقي معه بين عَرصات حُلمٍ مَحْفوف بالحُب والغفران.
,،
يَدور حَوْل نَفْسه.. مَرة واثنتين وعَشر.. يَتَفَقّد هاتفه.. للمرة الثلاثون.. لا شيء.. الشاشة فارغة.. لَم تَتصل.. لَم تكتب شيء.. إذن هي بخير.. لَم تتعرض للخطر.. اتفاقهما كان هكذا.. أن تُرسل له رسالة طارئة في حال نَوى ذاك الخَسيس لها شَرًّا.. لكن إلى الآن لا شيء.. الحمد لله. التَفت لصوت عَزيز الضائق
: تعال دوّر معانا.. مو إنت محترق عشان تتنهي هالسالفة؟ تعال وساعدنا
رَدّ بأمَلٍ مَيّت: ما في شي.. صار لنا أسبوع ندوّر وما لقينا شي.. هذا يعني إن ما في شي
أَيّدهُ مُحَمّد: هذا الواضح.. قلبنا البيت فوق تحت ما لقينا شي
سَخَر رائد: كسروا الجدران وحفروا
عَزيز بعقدة حاجِبَين: ما يصير من غير خطة "زَفَر وهو يَضرب الأرض بنهاية عكّازه ضربات متتالية" شنو الحَل.. شنــو!
دَقَّت الساعة الثانية عَشر.. التَفتَ الثلاثة إلى الساعة المُعَلّقة والتي استأنفت عملها مُنذ أن حَشروا فيها بطاريات جَديدة.. عَلَّق رائد بضيق وهو يَصُم أذنيه بيديه: صوتها واجد عـالي.. شهالازعاج!
تَمْتَم مُحَمّد: فعلاً.. الصوت عالي بطريقة غريبة.. يعني لو كل ساعة دقت جذي بتسبب إزعاج لسكّان البيت
صَمَت وعَيْناه مُتَعَلِّقتان بها.. ينظر بتركيز يُوحي بالانغماس في أفكارٍ خَفِيّة.. مَضت دَقيقة وهو على وَضعه حتى انتهت الموسيقى.. تَحرّك بهدوء إلى الساعة.. أعادها للحادية عَشر وتسع وخمسون دقيقة.. انتظر حتى عَلا صَوْت الموسيقى من جَديد يَتبعهُ صوت تَذَمّر رائد: ليــش رديت شَغّلتها! من ذاك اليوم واحنا نسمعها.. والله لاعت جبدي
لَم يُجِبه.. فَهو قَد تَراجع للخلف ببطء كما لو أَنّهُ يَمشي على ألغام.. أَخذ يخطو بظهره تحت نظرات عزيز الذي لا زال يُعاقب الأرض بعكّازه، رائد الذي اسْتَوعبَ فعلة مُحمّد فَلحقه.. تَجاوز الباب الداخلي.. وكُلَّما ابْتَعد عن الساعة انخفض الصَّوت.. خَطى للخف.. خَطى.. خَطى.. وَخَطى.. ثُمَّ تَوَقّف.. قَدَمٌ للأمام والأخرى للخَلف.. تَقَدّمَ بالأولى وهو يُرْهف السمع.. إنها الموسيقى.. أَرْجع الثانية.. رَكّزَ جيّداً.. لا صوت.. تَلفّتَ.. دارَ حَوْلَ نفسه باحِثًا.. هَمَسَ رائد: الأرض
أَخْفَضَ رَأسه في الوقت الذي قَدِمَ إليهما عَزيز جادًّا السَعي وهو يَهتف بحمـاس عارم: الأرض محــمــد.. الأرررض "تَوَقّفَ أمامهما وهو يَلْهث.. ضَرَب بعكّازه على المَوْضع المقصود وهو يهمس بابْتسامة النّصر" اهني.. تحت هالطوب المبهذل
فترة الأقامة :
3870 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
19028
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
358.11 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم