عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2020   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





طَوالَ طَريقه للمنَزل لَم تُفارق شَفتيه الابْتسامة، بَل ولَم تُفارق كُل ملامحه.. الذي يراه يَتأكَّد من أَنَّهُ مَغمورًا بسعادة قصوى.. نعم هو سَعيد.. سَعيــد جدًا.. قبل ساعة أخبرهُ والد مروة بموافقتها.. عَضَّ على شَفته وعقله يَسْتعيد مَشْهدها الحالِم قبل ساعات أمام البَحْر.. رُبَّما هي المرَّة الأولى التي يُبْصرها بثوب الخَجَل.. يُليق بها بطريقة مُميَّزة.. فكأنَّما الخَجَل برقِّته وصَفائه يُزيح الغُرور بنعومة، لِيَنثر بتلّاته الحمراء على ملامحها.. وكأنَّهُ يَحْتفي بانْتصار أَزْهاره على سَيْف غُرورها. أَرْكَن مركبته في مُوقفها الخاص.. أوْقَفَ المُحَرِّك ثُمَّ غادِرها مُتَّجِهًا للداخل.. الطابق الأرضي في هذه الساعة دائمًا يكون خاليًا.. لذلك قَصدَ الطَّابق الأوَّل مُباشرة، حيثُ الْتقى هُناك بوالديه وغيداء وعصفوريها الصَّغيرين.. سَلَّمَ ثُمَّ قال وهو يَسْتريح على إحْدى الأرائك: زيـن إنكم مجْتمعين
اسْتَفسرت غيداء المُنتبهة لانْشراح ملامحه: ليش شعندك؟
مالَ رَأسه بالتَّوالي مع مَيلان شَفتيه المُحَصَّنتان بالابْتسامة: عندي خَبَر بيعجبكم
قال والده: حمّستنا يا دكتور.. خبّرنا وخلّص
اسْتقامَ في جلوسه.. مَرَّرَ لسانه على شَفتيه.. نَقَل بصره على الوُجوه الثلاثة المُنتبهة.. وبهدوء: أنا خطبت وقبل ساعة وصلتني موافقة البنت
ضَحَكَ بخفّة لملامحهم التي وَقَعت فريسة للصَّدمة.. كان والده أوَّل النَّاجين والذي قال بابْتسامة مُحِبّة بعدَ أن اسْتوعب مَقْصد ابْنه: مبـرووك يُبه.. ألف ألف مبروك.. فرحتني
بادلَهُ الابْتسامة وهو يرد بامْتنان عَميق: الله يبارك في حياتك يُبه.. مَشكور
تَساءَل: ما قلت لنا يُبه من هذي البنت اللي غيَّرت رايك؟
أَجابَ بِحَرج وهو يمس أنفه بظاهر سَبَّابته: دكتورة معاي في المستشفى.. توها قريب متخرجة من الجامعة "نَظَر لغيداء" مروة
ارْتفع حاجِبَاها بتعجّب وبضحكة عَلَّقت وهي تُرْخي يَد على ظاهِر الأخرى: سُبحان مغيّر الأحوال
نَظَر لوالدته وبهدوء: يُمّه ما علقتين
بحدّة نَطَقت وبملامح مُتَجهمة: أعلّق على شنو! خلصت كل شغلك وجاي تعطينا خبر مثل الأغراب!
وَضَّح: يُمّه ما حبيت أفرحكم على الفاضي وبعدين البنت ترفض
تساءَل والده: من أي عايلة البنية؟
أَجابَ بابْتسامة: يُبه تعرف عايلة أبوها "عادَ ونظر لوالدته" حتى أمي تعرفهم
عُقْدة استغراب قَرَّبت حاجِبَيها: أنا أعرفهم... من هذي!
أَفْصَحَ ليفتَح بوَّابة الماضي المَسْتور لتعبر منها عاصِفة سَوْداء جَعلت عالي بَلْقيس سافلها: مروة حسن الــ... بنت صديقتش سلمى الله يرحمها.



كانت تَجلس أمام المرآة.. تَسكب القَليل من المُنَظِّف في قطعة قطن صَغيرة لِتُزيل المَساحيق البَسيطة عن وَجْهها.. عَيْناها تارة على وجهها.. وتارة على وجه ابْنتها المُشِع بابْتسامة.. كانت مُسْتَلْقِية على بَطْنها فَوْق السَّرير، ساقَيها النَّحيلَتين تَتَرَقَصان في الهواء من خلفها.. يَد عند ذِقنها ويَد تَحْتَضِن هاتف والدتها.. كانت تُحادِث والدها عن طَريق اتصال الفيديو.. تُعَبِّر لهُ عن شَوقها.. تسرد له مواقف يَومها.. وتَسألهُ عن البَلد الحال فيها.. وهُو مُتفاعل معها بانْتباه.. هي لا تَسْتطيع أن تراه بالطَّبع، ولَكن صَوْته المَبْحوح يَصِل إليها بنبرته المُكَلَّلة بالحُب والحَنان.. هي لَم تَتقابل معه مُذ هاجَمها بكلامه في مكتبها.. وقَبْلَ يوم من حفلة زواجه سافرت مع والدتها وجَنى إلى الكويت.. كان هُروبًا أكثر مما كان سَفر.. فهي لَم تَقوَ على الصُّمود أمام قبائِل الذكريات التي نَزَحَت إلى رُوحها بلا هوادة.. خَشِيَت من الانهيار.. خَشَيت من ضِعْفٍ جَديد تَشْمت منهُ ذاتها الفاقِدة لأمل شِفائها.. لذلك أخبرت والدتها بنيَّتها.. والأخيرة رَفَضَت أن تتركها وحدها.. لذلك اعتذرت من خالها وزوجته عن حضور الحفلة وسافرت معها.. كانت الرحلة لثلاثة أيَّام.. سافرن عَصْرَ الخَميس وكانت العَوْدة صَباح الأحد.. وقَد كانت رحلة الهُروب مُفيدة جدًّا.. فهي لَم تنتبه لحفلة زواجه إلا في صَباح اليوم التالي حينما فَتحت عيْنيها وقابَلتها عُقْدة حاجِبَي جَنى المُسْتَغْرِقة في النوم.. حينها تَذَكَّرت عُقْدة حاجبيه.. فَتَذَكَّرته وتذَكَّرت زواجه وابْتَسَمت.. نَعم ابْتَسَمت.. فالفَرحة حَلَّقت في صدرها بنشوة.. فهي فازت.. فازت على نفسها ونسته ليوم كامل.
: مــاما
أدارت رأسها لابْنتها وبحُب: نعم يا عمري
قالت برأس مائل وزَعل طَفيف: بابا سَكَّر
وَقَفَت لِتَتَّجه إليها.. جَلست بجانبها وهي تقول: ما عليه حَبيبتي.. كلمتينه وااجد "تساءلت وكأنَّها تتأكَّد" كأنّي سَمعته يقول إن اشترى لش هدية؟
جَلست على رُكْبَتيها لتُجيبها بحماس: ايــه ماما.. قال اشترى لي هدايا واجد.. واشترى لي القصص اللي أحبهم
شاركتها الحَماس: تَمــام.. عشان كل يوم نقرا قصة قبل النوم

،

على الجانب الآخر من العالِم.. السَّماء ذاتها والقَمر نَفسه.. لكن الليْل كان مُخْتَلِفًا.. كان ينقصه شيء.. كحياته التي كُلَّما تَقدَّمَ فيها شَعَر بأنَّه يَفقد جُزْءًا منها.. وعلى الرغم من تعرضها لهذا البَتر؛ إلا أنَّهُ يَشْعر بثقلها يَجْثِم على صَدره مانِعًا إيّاه من مُمارسة حَقّه في العَيْش بسهولة. التَفت للحركة على يَمينه.. كانت هي.. بثوب نَوْمٍ أَبْيَض من الحَرير المَعْقود بهِ دانتيل أُنثوي بَحْت.. أَضْفى على بشرتها البيضاء المُتَوَرِّدة سِحْرًا خَلّابًا.. خصلات شعرها الناعمة يَسْتريح بَعضها على كَتِفيها، والباقي يَتَدَلَّى كعناقيد حُرَّة ماسًّا ظهرها العاري.. ووجهها قَد احْتَفَظَ بطَبيعته الرَقيقة.. كانت ناعِمة وَجميلة وجَذَّابة... وغريبة.. غريبة جدًا.. غريبة على قلبه وروحه وذاته.. إلى الآن لَم يَسْتوعب أَنَّها زوجته.. فِكْرة أَنَّه يَحُل له الاقتراب منها والتعرف على مفاتنها لَم تنغرس في حواسه بعد.. وهذا يُزعجه ويزعجها بالتَّأكيد.. وكأنَّ حِبال تُكَبِّله لتُذَكِّره بأَنَّ قَيْدَ ذاته لَم ينفك بَعْد.. لا زال مُنْغَمِسًا في الخَمْر المَسْكوب حَوْل عُنق تِلك. هي تَقَدَّمت إليه بوَجْنَتَيْن مُزْهرتين من الخَجَل.. لَم تَعْتد على هذا التَّأمل الجَريء منه.. جَلَسَت بجانبه وذراعها تُعانق ذراعه.. اسْتجابت حواسه لطراوة جلدها وهو يحتك بجلده بنعومة بالغة.. نَظَرَ إليها بابْتسامة وهي بادلته بابْتسامة قَبَّلَها الخَجَل.. شَبَكَ أصابعه بأصابعها وهو يسأل بخفوت: استانستين اليوم؟
أَجابت بسعادة عَميقة: اي واجد.. واجـد استانست.. من زمــاان ما جيت ديزني لاند.. رجعتني عشر سنين ورا
اسْتَفسر: جيتين من قبل؟
هَزَّت رأسها: اي جيت.. مرتين.. ورحت مرة اللي في أمريكا.. وإنت؟
صَمَت للحظات ثُمَ نَطَق بتَحَفّظ: جيت مرة مع جنى.. كان عمرها ثلاث سنوات "زَفَر وهو يُرْدِف" لكن مُتعبة
أَيَّدته: اي مُتعبة "أشارت لقدميها وبضحكة" تكسَّرت من المشي
هَزَّ رأسه: اي والله "ابْتَسَم من جديد وبصدق" لكن أهم شي استانستين
اتَّسَعت ابْتسامتها وعَيْناها تُسْبغان عليه حُب يجلد رُوحه بدلاً من أن يزرع فيها الرَّبيع: اي الحمد لله.. مشكـور حَبيبي
نَظَرَ إليها بحُنو ويده قَد ارْتَفعت لخَدّها تُداعبه برقّة تتعرَّف عليها للمرَّة الأولى.. اقْتَرَبَ منها ونَبضها بَدأ بقرع طُبول التَّأهَب.. اقْتَرَب أكثر حتى لامَست بشرتها أنفاسه وحاصرها عِطره.. انخفضت يده لعُنقها.. ثانيتان فقط.. وقبل أن تستوعب ابتعد عنها.. قال وهو يقف: بتسبح على السرير وبطلع أنام.. نحتاج نريّح جسمنا بعد اليوم الطويــل
ثُمَّ اسْتدار.. خطى لدورة المياه.. دَخلَ وأغلق الباب.. وهي لا زالت تنظر للفارغ الذي تركه ونَبضها قَد الْتوى بِحَرج عارِم وَسَط قَلْبها.. لوهْلة ظَنَّت أن قُبْلة حَميمية سَتجمعها مع حَبيبها.. مع زوجها.. لكن شفتاه اللتان بالكاد لامستا سَطْح خَدِّها كانتا صَفْعة لأحلامها.. لَمْلَمت الحَرج المُتناثِر من وَجْهها بِكَفَّيها.. ضَغَطَت عليه وهي تحْبس شَهْقة قَهر في صَدرها.. حَـرارة أذابت جسدها من شِدّتها.. وهي تَزْداد اشْتعالاً كُلَّما أُعيد المَشْهد في عقلها.. إلى متى.. إلى متى ستضرم في أُنوثتي هذه المَشاعر فَيْصَل.. إلى متى؟

،

هو في الدَّاخل كان يشتم نفسه ويذمّها ويُلْقي عليها أَقْبَح الكلمات ولكن بِصَمت.. هي لَم تَكُن تعلم أَنَّ النار المُتَّقدة فيها هي أضعافًا في جوفه.. لا يدري ماذا يفعل.. لا يدري! هذه الاعْتباطية التي تَنْتَعلها خُطواته تُوتره.. هو لا يعلم ماذا ستكون الخطوة التالية.. كيف ستكون.. وإلى أين؟ نَظَرَ للباب والشَّفقة تغرق عَيْنيه.. لا يُريد أن يظلمها.. لا يُريد أن يكون اليَد التي تَسْتَهِل جِراح رُوحها.. لا يُريد أن ينهب الثقة من أُنوثتها.. لكن أسَفًا أنَّه يفعل كُلَّ ذلك بها.. فَرَكَ رأسه بغضب من نفسه.. سَيْسَتمر انْهمار المشاكل والعُقَد عليه ما دام هُو مُتَصَلِّبًا في المكان نفسه منذ سنوات.. عليه أن يتحرَّك.. على أن يتَّخذ أول خطوة مدروسة.. لكن في البداية.. فتحَ عينيه وعاد ينظر للباب.. في البداية يرجو إن خَرَج أن يلْقاها نائمة.. فهولا يَقْوى على صَد الأَلم الذي يأكل ضَميره حينما يُبْصر الدمع وهُو يَعْبر مُقْلَتيها بضياعٍ وحيرة.


 توقيع : إرتواء نبض



التعديل الأخير تم بواسطة إرتواء نبض ; 02-11-2020 الساعة 12:45 AM

رد مع اقتباس