الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة /51 الفصل الثاني
عرض مشاركة واحدة
01-27-2020
#
2
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ 4 ساعات (09:20 AM)
♛
آبدآعاتي
»
1,385,530
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11667
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6465
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
صَوت جَرَس المَنزل.. إنّها الحادية عَشَر صَباحًا، من الآتي في مثل هذه الساعة من يوم الجُمعة وفي شهر رمضان! أُم محمد باستغراب: غريبة.. من جاي هالحزة؟
وَقَف عَلي الذي كان يُشاركها الجلوس بمعيَّة زوجته وشقيقته: بروح أشوف
ثوانٍ وكان يَفْتح الباب الخارجي للمنزل.. عَقَد حاجِبَيه عندما رَأى أمامه فيصل وبجانبه جَنى التي أَسْرَعت للدَّاخل عندما شُرِعَ الباب.. سَأل بتعجّب: شفيها بنتك!
هُو بملامح مُتَغضّنة: مهاوشتني
ضَحكَ وبتعجّب: احْـــلف! "بشماتة" والله زين تسوي.. شكلها هي اللي بتكسر غرورك "تساءل" شنو سبب الهوشة؟
ببرود: مو شغلك "رفع يده" يالله مع السلامة
وهُو لا زال يضحك: الله يسلمك بو جَنى
اسْتدارَ ليخطو إلى سيّارته....: فيـصل
الْتَفَت للنّداء.. كانت هي.. صاحبة القَميص الأبيض... تراجع وعاد ليقف أمامها.. كان قَد دخل علي... فظلَّ هُو وهي فقط.. اسْتَفْسَرت بعدم فهم: فيصل ليش مرجعها من اللحين؟ توقعتك تخليها عندك لليل على الأقل
أجاب وهو يخلع نظَّارته: هذا المفروض.. حتى كنت بخبرش إنّي بنيمها عندي بعد جم يوم.. لكن قالت تبي ترجع
أَرْفَع التَّعجّب حاجِبَيها: ليــش! هي كانت مشتاقة لك.. ومستانسة لأنها بتنام معاك
زَمَّ شَفتيه وهُو يَرْفع كَتِفَيه دَلالة على الحيرة.. لكن هي قَرَأت التَّردد في عَينيه.. لذلك تساءلت: صاير شي؟ لأنها يوم تدخل كانت ساكتة.. جت قعد صوبي بدون ولا كلمة.. حتى يوم سألتها ليش راجعة اللحين ما ردت.. شفيكم؟
حَكَّ ذقنه بتفكير.. دارت عَيناه على وجهها البادية عليها علامات السؤال.. لكنهُ بَدل أن يُجيبها قابلها بسؤال: تدرين شنو داخل الشنطة اللي حاملتها؟
عَقَدت حاجِبَيها مُسْتنكرة الرابط بين سؤالها والحقيبة.. لكنّها أجابته: لا ما أدري.. سألتها ليش بتاخذها معاها قالت تبي تحط فيها من أغراضها اللي هناك
: وصدقتينها؟
هَزَّت رأسها: اي.. الصراحة أقنعتني.. وما حبّيت أجذبها وأحسسها بعدم الثقة.. ليش شنو فيها الشنطة!
أَفْصَحَ بِوَجْسٍ لا يعلم لمَ كانت نَبْرته الضّحكة: خاشة في الشنطة قميصش مال البارحة.. تقول بتوحشينها.. وتبي تشم ريحتش إذا جت بتنام
احْتــراق.. يا إلهي.. الحَرارة زحفت من قلبها حتَّى قنَّعت وجهها بالكامل.. واصلَ مُبْصِرًا الغَزو الأحمر وَهُو يُصْبِغ وَجْنتيها: خبّرتها إن غلط وما يصير ما دام هي بتنام في حضني.. بس عاندت وصاحت.. وتركتني ونامت مع أمي وأبوي.. ومن الصبح قالت تبي تجيش
بالكاد اسْتطاعت أن تُخْرِج صوتها من قَبْضة الحَرج الشَّديـــد: آآســ ـ "حمحمت" آسفة.. فيصل.. والله ما أدري.. من صدق ما أدري
ابْتسم لها بخفّة: أدري "عَضَّ على شفتيه وبضحكة" هالنتفة قصَّت علينا اثْنينا
شاركته الضحْكة وهي تدعك جَبينها المُحْمَر.. همست مرة أخرى: آسفة والله
: ما يحتاج تتأسفين.. أعرفها هي.. عليها حركات
: أنا بكلمها.. بعلمها إن هالشي غلط
أَيَّدها: اي أرجوش.. وبعد اصلحي فيما بينا
ضحكت: لا تحاتي
خَطى للخلف: تَمام.. أشوفش على خير
وهي تستعد لإغلاق الباب والابْتسامة لازالت تُشارك الاحْمرار تَزيين ملامحها النّاعمة: مع السلامة
عادت للداخل وعقلها يَسْترجع الموقف من جَديد.. ما إن رأوها حتى تساءلَت جُود: ليش مرجعها؟
أَلْقَت نظرة على جَنى التي كانت تنظر لها بصمت وتَحَفّز والحَقيبة لا تزال في مَخْدعها.. ابْتسمت ابْتسامة جانِبية وهي تُبْعِد عينيها عنها.. أجابت ويداها تفتحان أزرار العباءة: يقول عنده شغل وما يبيها تقعد في البيت بدونه.. فقرر يرجعها
,،
اشْتاقت إليه.. اشْتاقت إليه لدرجة غَريبة.. نعم هي تراه في المَشْفى.. لَكن لُقْيا الحَبيب في داره أَحْلى من عِناقٍ في أَرْض اغْترابه.. نعم الحَبيب.. هُو الحَبيب أليس كذلك؟ نَعم الحُب لَم يَسْكن قَلْبها إلا من فَتْرة قَصيرة.. الحُب بمعانيه كُلّها لَم يَتَمكَّن منها مُنذ زَمَنٍ بَعيد.. اعْتَرَفت أَنَّها في صِباها أُعْجِبَت به.. أُعْجِبَت بهدوئه المُميز ورزانته.. وكذلك كان يَجْذبها تحمله لِمسؤولية والدته وَشَقيقته رغم الظروف القاهِرة التي عَصَفت بهم.. لكن حينما اقْتربَ منها.. وأصْبح زوجها.. كُشِفَت لها غرابته.. فهُو من لَيْلَتِها الأولى أَذاقها الدِّماء، وَقَطع بِنَصْلِ ضَرباته جُذور أحلامها التي بالكاد بَدأت نموها.. هُو اقْتلعها من أَرْضها التي كانت أصْلاً تُسْقى بماءٍ آسن، اقْتلعها وأَلْقى بها على أرْضٍ تُخَضَّب تُرابها بالدّماء والدّموع.. أسْكنها مَدينة الرُعب مُنذ أوَّل ليْلة لهما.
،
زُفَّت إليه أَخيرًا.. الليلة ستكون زوجته فعلاً.. سَيُخالجها شُعور الانتماء إليه بشكلٍ أَعْمق.. وأَجْمل.. فترة الخُطوبة كانت قَصيرة جدًا بالنسبة لِمُجتمعهما.. اسْبوعان فقط.. ومن ثُمَّ حفلة الزواج الكَبيرة الكائنة في أحد أفخم الفنادق في البَلد.. المدعوون أكثر من نصفهم كانوا من جهة والدها.. أصدقاء عمل ورفقاء درب وغيرهم.. عائلة والدتها كانت صغيرة.. وعائلة يوسف.. لم يكن لديه عائلة.. فمنذ سنوات انقطعت العلاقة معهم، سواء من ناحية والده أو والدته.. تَعَفَّنت الوشائج بينهم مُذ وَقَع والده مُنْتَحِرًا.
انتهت الحفلة في وقت مُتأخر نسبيًا.. الواحدة صَباحًا.. والآن ها هُما يدخلان غُرفة نومهما في الشقة التي سيسكِنانها لحين انتهاء بناء الأرض التي اشْتراها والدها.... اقتربت من المرآة مع ارْتفاع يَديها لشعرها.. بخفَّة بَدأت تُحاول أن تفك الطَّرحة الثَّقيلة مع دُخوله للغرفة.. وَقَفَ أَمامها.. حَرَّكت عَيْنيها جِهته لكنّها لَم ترفعهما لوجهه وابْتسامة خَجولة زادت من جاذِبية شَفتيها المُزَيَنَّتين.. ظَلَّ واقِفًا بِصَمْت لثواني لَم تَحْسبها قَبْلَ أن يَهْمس بأَغْرب كَلِمة قَد تَسْمعها الزوجة ليلة زواجها...
: بتموتيــن
رَفعت عَيْنيها إليه والاستغراب قَد بَلَغ ذروته.. همست بتردد ونَبْضها على أَهب الاسْتعداد: شنـ ـ.. .ــشنو!
ضَغَطَ بِكلتا يَديه على رأسه وهُو يَغمض بشدة، وأَنْفاسه أَصْبحت صَخَبٌ أرْبَكَ حَواسها.. تَجاوزها مُتَجِهًا للسرير مُواصِلاً نفث كلماته الغريبة: ليش توافقين! هُو بيجي.. مثل ذيك اللية
اسْتدارت لهُ والخَوف بدأ بشد رحْله إليها: يوسف شقاعد تقول؟ أنا مو فاهمة!
فَتح عَيْينه.. ازْدردت ريقها وَهي تُبْصِر الاحْمرار الخَفيف المُحيط بهما.. هَمَسَ بأسف: ما كان لازم توافقين.. صدقيني بيجي.. مثل يوم أبوي.. هو يبي يذبح.. يبي أحد عشان يذبحه.. انا اهني.. ما بشوفه.. مثل ذيك الليلة
بنفاذ صَبْر ولحن البُكاء أَخذ يَتَسلق صدرها قاصِدًا حلْقها: يوســــف
كانت ثانيتان.. ثانيتان فَقط اللتان فَصَلتا بَين نطقها باسْمه وَبين الإعصار الذي جَعَل عاليها سالفها.. بَدأ بِكَسر الشمعة العطرية المُتَّكِئة على المنضدة بجانب السَّرير.. وانتهى بِكَسْر قَلْبها الذي انْتَحَر كما انْتحر والده تلك الليلة.. ضَربها بوحشية جعلت منهُ الذّئب لا يُوسف المَسْلوب القَميص.. كان يضرب ويركل ويُلْقي بها.. على الأرض أو على حافّة السَّرير أو يدفعها إلى الحائط.. وكان من بين الحرب التي شَنَّها عليها بلا ذنبٍ منها، كان يصرخ بسؤالٍ واحد
: ليــش توافقيــن؟
اسْتمر في جُنونه المُفْجِع لا تدري لكم قَبْل أن ينبذها على أَرْضٍ باردة ابْتلعت أنينها وآهاتها.. ظَلَّت لِفَترة مَدْفونة أَسْفَل كُثْبان من اللاوعي.. حَواسها ما بين الإدراك وما بين نَفي الواقع.. جَواها بَدأَ يُحيك فكرة أَن يَكون الذي حَدَثَ كابوس.. لَيْته كابوس!..... بعد ساعة فتحت عينيها بصعوبة.. الرؤية مُشَوَّشة، رُطوبة دُموع وتَخَثّر دِماء.. تَحَرَّكت عَدَستاها وَسَط مُقْلَتيها.. كَيَدان تَبحثان عن إنقاذ وَسَط بَحْرٍ مُتلاطم.. عَقْلها يَدور حَول نفسه بمُحاولة للوصول إلى أَصْل الإعصار.. لكنّه في كُل دَوْرة يَصْطدم بالمشهد نفسه والسؤال الغريب ذاته.. لَم يحدث شيء.. لَم تقل شيء.. ولَم تُغضبه بشيء! هي تسمع صوت أَنفاسه.. لا زال في الغُرفة.. لا بل صَوت لُهاثه.. أرادت أن تقوم.. حاولت، لكنّها اسْتَشعَرَت الألم بجميع حَواسِهَا، ترفع يدها بمحاولة عاشرة ولكن لا يرتفع سوى الوَجَع، تنظر إلى المُلقى بعيدًا عنها بعينين نصف مُغلَقَتين سَكَنَ الدمع أطرافهما، رمشت لتسقط إحدى الدّمعات، مَيلان رأسها جعلها تميل عن وجنتيها لتسقط على الأرض أسفل رأسها حيثُ تَجَّمَع نهرٌ من الدموع، ترى في صفحة ماؤه نزيف جروحها وانكسارات روحها... استنشقت من هواء الغرفة الملوّث بذكرى بدأت بنسج خيوطها في زاوية عقلها، تكسرّت جزيئات الأكسجين في صدرها الذي ارتعش، أخرجت الزفير مُشتعلاً كاشتعال روحها.. مع كُل شهيق وزفير يتجدد الألم، ومع ذرف كُل دمعة ينعكس حالها المرير أمامها، دورة ألمها تُؤكد لها أن ما يحدث واقـع.. ليسَ حُلمًا مثلما تمنت عندما شعرت بأول وَخْزَة ألم.
،
كانت تَجْلس على سَجّادة الصَّلاة حينما اسْترجع عَقلها هذه الذكرى الأَليمة.. نَستها في الفترة الماضية.. أَو بالأحرى تَناستها عندما تَأَكَّدت من عِلّة ذات زوجها.. لا يهمها الذي مَضى، لا تهمها الدّماء التي اسْتباحها، ولا الكَدَمات التي وَسَمها على جلْدها.. ستجبر نَفسها على نسيان كُل شيء.. الصدمة، الصراخ.. الضَرب والوجع النَّابض.. ستقتلع صفحة تلك الذكرى من كتاب ذكرياتها.. ولَو اضطَّرها الأمر سَتحرق الكتاب كُلّه لتَتخلص حَتَّى من أَثَر الحِبر الذي دَوَّنها.. كُل الذي تُريده الآن شفاؤه.. شفاؤه وَعودته إلى كَنف أُمّه.. تُريد أَن تُبْصِر بُزوغ فَجْر الراحة من عَيْنيه.. وإشْراق شَمْسِ الأَمَل من بَيْن خُطوط ابْتسامة واسِعة تَيَتَّمت منها شَفَتيه.. تُريده أَن يَحْيا إنْسانًا بِسَلامة قَلبٍ وعَقلٍ ورُوحٍ.. ... .... وذات.
,،
الساعة الثالثة مَساءً قَرَّرت أَن تُغادر غُرفتها لِتَبْدأ بتحضير طعام الفَطور.. لَكن عليها أن تَسأله في البداية عن الصنف الذي يُريده.. هُو غير مُتَطَلَب، يَتَقَبَّل بِشُكر كل الذي تعدّه، صَحيح أَنَّهُ لا يُثْني عليه، ولكنّه يأكل جيّدًا بدون ذَم.. وعلى الرغم من ذلك فهي تسأله كل يوم إن كان يُفَضّل طبخة مُعَيَّنة من باب الاحترام ووضع الاعْتبار له. ارْتَدَت ملابس قُطْنية من سروال وقَميص واسِعان.. ملابس مُريحة لا تُعيقها وهي تعمل في المطبخ.. جَمَعت شعرها عند قِمَّة رأسها ثُمَّ خَرَجت بعد أَن أَلْقَت نَظْرة على وَجْهها.. تَحَسَّن عن الصَّباح.. فقد كان مُتَوَرِّمًا بَشكل فَظيع.. حتى أنَّها ضاقت من وُضوح مَعالم الحُزْن والبُكاء عليه بهذا الشَّكل. كانت تَمشي بخطوات قَصيرة ناحِية المَطْبخ وعَيْناها على بابه.. لكن شيء على جانبها الأيمن جعلهما تَنْحرفان.. تَوَقَّفت عندما أَبْصَرته نائِمًا فَوق إحْدى الأرائك.. لَم تَره مُنذ الفَجْر.. بعد سؤاله وبُكاءَها العَنيف غادَرَ الشّقة، لا تدري إلى أين ولكنّها رَجَّحت أنّه نزلَ للمَرأب.. ومن تلك السّاعة لَم تَره ولَم يَرَها. كان مُسْتَلْقِيًا على ظَهره.. ذراع مائلة على بطنه، والأخرى تُغَطّي عَيْنيه... لماذا هُو نائِمٌ هُنا؟ أَهذا هُو وضعه منذ الفَجر أم أنَّهُ انتقل إليه بعد الصّباح؟ مَرَّرت بَصَرها عليه، لا تعتقد أَنّه مُرْتاح في نَوْمه، فَرجليه مَثْنيتين بِضيق بِسَبب قُصر الأريكة مُقارَنةً بطوله.. نَظَرت لِصَدْره.. يَرْتفع ويَنخفض ببطء، أَنْصَتت لصوت أَنْفاسه دُون أن تُبْعِد عَيْنيها عن صَدْره.. كانت أَنفاسه ثَقيـلة للحَد الذي أَشْفَقَت عليه.. وكَأنّهُ يَجُرُّ النَّفَس من ثُقْبٍ مَنسي بَين صُخورٍ عِدَّة.. تشعر أَنَّ عملية التَّنفس هذه مُوْجِعة.. أليس كذلك؟ أَم أَنَّهُ اعْتاد عليــ
: مَــلاك
تَراجعت للخَلف بشهقة فَزِعة.. نَظَرَت لوجهه.. مَتى اسْتَيقظ! هي لا تعلم أَنَّ الوَعي زاره مُذ أَخْفَضَت مِقْبض باب غُرفتها.. لكنّه مَثَّل النَّوم عندما وَقَفت عنده، حاول أن يستمر في تمثيله لكن وقوفها الذي طال عنده أَرْبكه.. لذلك قاطَع سَرحانها لتنتبه إليه.... تساءَل لِيَجعلها تَتجاوز لحظة الحَرج الصَّابِغ وَجهها: الساعة جم؟
أَجابت بعدَ أن رَشَّحت صوتها من الرَّبكة: السـ ـ الساعة ثلاث وعشر
مَسَح على وجهه وهُو يزفر وبهمس: أستغفر الله ما صَلّيت
وَقَفَ ثُمَّ مَشى ناحية غُرفته.. سألته وهي تنظر لظهره: تبي شي مُعيّن للفطور؟
أجابها بذات الهَمس البارد: عادي أي شي
دَخل وأَغلق الباب.. ثوانٍ وواصلت طَريقها إلى المَطبخ وهي تَهمس ويَدها تَضرب على جبينها بِخَجل: اللحين شنو بيقول الرَّجال؟ واقفة تتأملني وأنا نايم!
,،
تَنظر لصورتها المُنْعكِسة في المرآة.. جَذَّابة.. جذَّابة جدًا وتكره هذا.. لَم تتوقع أن يُعْجِبها الفُستان.. ولَم تتوقع أن يَكون قَصيرًا! لا يبدو أنَّه فُسْتان زواج وهذه أكثر ميزة أعجبتها فيه.. كان الفُسْتان يَصِل إلى نِصْف ساقَيها، أسْفل رُكْبتيها بِقَليل.. لَيس مَنفوش كما قالت جُود.. ولكن لَم يَكون ضَيَّقًا.. كانت سعته مُناسبة وأنيقة.
بابْتسامة واسِعـة وهي تَرى علامات الرّضا على وَجْهها: هـــا شرايش؟
هَمست وعَيناها لا تزالان تَتَأملان: زيــن
حَنين باعْتراض: بس زين! إلا يجنن
جَنى الصَّغيرة عَلَّقت ببراءة: واااو.. عموو مثل الأَنجِلز في الفيري تاْيلز
ضَحكت جِنان: شوفي بنتي تشبهش بالأَنجِلز وإنتِ تقولين زيــن
بملل: شتبوني أقول يعني!
جُود بثقة: قولي يجنن.. قولي أنيق.. قولي يذبح من الجَمال.. " وبخبث" قولي طَلال بيروح فيها إذا شافه علي
ضَرَبتها على كتفها بقهر: جَب يا قليلة الأدب.. ما فيش حَيا
حَنين بمُشاكَسة وهي تغمز لها: وهي صادقة
همست وهي تعود للمرآة: مالت عليكم
جُود بتعليق: هذا وهو بس زين وصار لش ساعة تتأملينه! لو كان يطيّر عقل طَلال؟ يمكن تروحين له اللحين وإنتِ لابسته
رَفَعت سَبَّابتها بتهديد: كلمة زيادة وبخليه حقش ماني لابسته ولا في حفلة بعد
:أووه آسفة آسفة مَدام طَلال
احْتَدَّت نَظرات نُور فوضعت حَنين يَدها على فَم جُود وهي تتدارك الأمر: ما عليش منها.. تعرفينها ذي هبلة ما تعرف تسكت
وقفت جِنان: احنا بنطلع عشان تبدلين وعشان ندفع باقي المبلغ
الْتَفَتت للمرآة مرة أخرى بعَد خُروجهن.. تَأَّملتهُ بدقّة من أَوَّله إلى آخره.. مالت شَفتاها بابْتسامة لاطفها خَجَل فِطْري وهي تَمس أَطْراف الفُسْتان بنُعومة جَمَّلتها.. فعلاً أَحبَّت الفُستان!
,،
تَأَنَّقَت بِتَكَلُّف هذه المَرَّة.. لَيس كَعادتها.. فملامحها النّاعمة تُليق بها البساطة.. لَكن نَزْعة داخلها دَفَعتها إلى ذلك... حَواجب مَرْسومة بِدقّة.. كُحل كَموجٍ مُلتوٍ نهاية عَيْنيها، وأَحْمر شِفاه بلونٍ قُرْمزي تَناسق مع فستانها اللحمي القَصير.. اسْتَدارت يَمينًا ثُمَّ شِمالاً قَبْلَ أن تبتسم بثقة وهي تَرى كَيف بَرَزَ الفُسْتان جَمال جَسَدها. رَتَّبت شعرها المُموج الأطراف بسرعة وهي تسمع رَنين الجَرس.. تَطَيَّبت بِعطرها الأَذْفر ثُّم غادرت غُرفتها قاصِدة الطَّابق السُّفلي.. كان يَقِف عند الباب الدّاخلي بعد أن فتحت لهُ الخادِمة.. تَقَدَّمت إليه بابْتسامة ناعِمة: مساء الخير
بادلها الابْتسامة وهُو يَسْتقر بذراعه خَلف ظهره: مساء النور
كانت تنتظر من عَيْنيه نَظْرة مُختلفة.. نَظْرة خاصَّة كَتِلك التي كانت تُحَلِّق من عينيه إلى جِنان.. لَكن واجهها بنظرته الاعتيادية.. نظرة الدكتور فيصل لِطالبته ياسمين... أجبرت نفسها على تجاهل الأمر وهي تُشير إلى المَجْلس: شلونك؟ أحس من زمان ما شفتك
أَجاب برسمية: الحمد لله.. اي صار أكثر من يومين "تساءلَ عندما دَخلا للمجلس" محد في البيت؟
هَزَّت رأسها: لا محد.. معزومين في بيت صَديق بابا
قالَ بحرج: أووه آسف.. صارت جيّتي اليوم
نَفَت: لا بالعكس.. أحسن يكون البيت فاضي عشان تاخذ راحتك "اسْتطردت وهي تُشير لطاولة الطّعام الصغيرة المُتوسّطة المَجْلس" تفضل ارتاح.. دقايق وبجيب الفطور
غادرت هي وهُو تَوَجَّه للطاولة المَوضوع فوقها الأطباق والكؤوس والملاعق وما يُصاحبهم بترتيب وأناقة واضحة.. جَلَس على أحد المَقْعَدين وهُو يَزْفر بتعب.. لَم يَنم مُنذ الأمس إلا ساعتان رُبَّما.. ومُتَقَطّعتان أيضًا.. دَعَكَ جَبينه والإرهاق قَد رَسَمَ خُطوطه بَين ملامحه.. أَرْبَكته تلك الصَّغيرة.. ابْتسامة حُب مازَجت تَعبه.. وضعته ووضعه جِنان في مَوقف مُحْرج جدًا.. وهي أَيضًا دَقَّت باب مَشاعره المُوارب، ذلك الباب الذي يرفض أن يُخْتَم عليه بالشَّمع الأحمر.. الأحْمر.. اللون ذَكَّره بشيء.. نعم، حُمْرة الخَجل المُعانِقة خَدَّيها.. هي كذلك ارْتبكت، رَأى ذلك في أهْدابها التي تَصافقت مثل جُنْحَي فَراشة. انْتبه لِدُخول ياسمين مع الأطباق ومن خلفها الخادمة تُساعدها.. ضَغطَ بالإبهام والسَّبابة على مَدمع عَينيه.. وَجع رَأسه يزداد ساعة بعد ساعة.. هذه المرة الثانية التي يَفْطر في منزلها.. المرة الأولى كانت باجتماعٍ مع أُسْرتها.. هي أيضًا فَطَرت معه مرة في منزل والده.. العلاقة بينهما هادئة.. رَسمية أكثر من اللازم والسبب هُو بالطَّبع.. لا يستطيع أن يتعامل معها كزوجة.. لأنّه وللأسف لَم يستوعب حتى الآن أنَّها زوجته! جَلست أمامه وبدأت تغرف إليه وهي تقول: إن شاء الله يعجبك طباخي
ابْتسم لها وعَيْناه تَطوفان على الأطباق: الريحة تشجّع.. بس متعبة نفسش.. واجد مسوية
بخجل وَضَّحت: ما أدري شنو يعجبك بالضبط.. فسويت طبختين
: تسلم ايدش
ضَحَكت: كل أوَّل وبعدين قولي تسلم ايدش.. يمكن ما يعجبك
شاركها الضّحكة: لا مبيّن من الشكل إن الطعم بيرفكت
بَدأ الاثنان في الأكل.. هُو أكَل لُقمتان ثُمَّ أثنى على طبخها من جَديد مُؤكّدًا على لذاذة الطعم.. الصَّمت كان سَيَّد المَكان ما خلا من بِضع جُمَل قصير لا تُغْني ولا تُسْمن جُوع قَلْبها.. هذه الرَّسمية قريبًا سَتُثير غَثَيانها، كأَنَّها طالبته، أو زميلته أو أي شيء عَدا زوجته!.. هُو حتى لَم يمسك يَدها لمرّة، آخر مرّة أمسكها ليلة عَقد قَرانهما من أجل التصوير.. لَم يُحاول أن يقترب منها ليُزيح خَجلها، لا قُبْلة على الجَبين وعلى على الخَدّين.. حتى لِسانه لَم ينطق بكلمة ودّية! أَخفت تَنهيدتها في صدرها وأَصْمَتت ضَجيج تَساؤولاتها.. انْتبهت لهُ يدعك جبينه، لاحظت ذلك لأكثر من مرّة مُذ شاركته الجُلوس.. يدعك جبينه أو صدغه.. اسْتَفسرت باهْتمام: فيصل فيك شي؟ شكلك تعبان
أَجاب ببحّته التي كانت مُضاعفة: مو نايم من أمس فجاني وجع راس
عُقْدة حاجبين: ليش مو نايم عسى ما شر؟
ابْتَسَم بخفّة وبنبرة أقرب للهمس: متهاوش مع جنى وزعلت منّي
ارْتَفَع حاجباها: متهاوش مع جَنى... ليـش!
حَرَّك رأسهُ مُشيرًا إلى عدم أهميّة الأمر: ولا شي.. بس عناد أطفال
ضحكت مُعَلّقة: بعد تعرف تتهاوش
هَزَّ رأسه: اي وتزعل زعل قوي.. تركتني وراحت تنام مع أمّي وأبوي
: أوووف قويّة
تَمَتم بحب: ما ينقدر عليها هالنتفة
تَساءلت: تبيني أسوي لك شي حق وجع راسك.. يعني عادةً إنت تشرب شي؟
نَفى: لا مشكورة ما يحتاج تتعبين نفسش.. أحتاج بس أنام ساعات كفاية
هَزَّت رَأسها بتفهم ثُمَّ أخفضت رأسها لطبقها.. حَسنًا ستعذره الليلة.. فهو مُتْعَب وهذا واضح جدًا.. وكذلك باله مَشغول مع زعل صَغيرته.. ستترك الهواجس جانِبًا.. رُبما سيتغير الوضع في الأيام المُقْبلة.. لَم يَمر إلا ثلاثة أشهر على عقد قرانهما.. هما للآن في بداية الطَّريق، يجب ألا تستبق الأمور.. وبالذات أن زوجها هذا ناجٍ من عِلاقة خَطِرة وجدًا.. علاقة مع حَبيبة عُمْره.. جِنان.
فترة الأقامة :
3859 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
19021
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
359.00 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم