عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2020   #4


الصورة الرمزية طهر الغيم

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (01:19 AM)
آبدآعاتي » 1,385,714
الاعجابات المتلقاة » 11668
الاعجابات المُرسلة » 6471
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جِنان تَجْلس عَلى إحْدى الأَرائِك وَعَلى فَخْذِها اسْتَراح رَأس صَغيرتها المُتَسَرْبِلة بِرداء النَّوْم المُغري..عَلى يَمينها والدتها وَأمامهما يَجْلُسان عَلي وَجُود..يَتَبادلون أَطراف الحَديث حَوْل سَفَرِ العَروسان.. اعْتضلى رَنين الجَرَس..وبضع عَلامات استغراب واستنكار بدأت تَجوس بَين المَلامح وَالوُجوه..يَدلف مُحَمَّد بَعد أن فَتحت لَهُ الباب الخادِمة..يُسَلّم بِوُجومٍ يُشْعِل فَتيل القَلَق..يَقِف أَمام والدته التي تَعَلَّقت شَهْقَة الخَوْف بِحَنْجَرتها..كَم هُو مُوْجِع حَجم الخَوْفِ وَالهَلع الذي يُجلبه بِكْرها..غيابه الغامِض زَرَع في نُفوسِهم بَذْرة،كُلَّما أَقْبْلَ عَليهم نَمَت منها أغصان قَلق وَتَرَقُّب..الإعتراف بالحَقيقة غَصَّة في الحَلْق وَجَذْوة تَلْتَهب في القَلْب..لَكنّ لا بُدَّ من البَوْح بها وَلو بالكُتْمان..مُحَمَّد بات مُرْتَبِطًا بالشُّؤم وَهُو فَأل شَر مُنذ غيابه حَتَّى زَمَنٍ غَير مَعْلوم..،
تَساءَل قَبْل أن تُطْلِق والدتها سَراح فَزَعِها،:أبوي وين؟
عَلي وَجَّه لَهُ سؤال وَهُو يَقِف بِتَحَفُّز،:شصاير؟ ليش وجهك جذي!
اسْتَدار يَنظر إليه وَهُو يَشِد شَفَتيه كاشِفًا عَن مَيَلان من المُهين أن يُطْلَق عليه ابْتسامة..،:مو صاير شي...انتوا شفيكم خايفين!
جَنان وَهي تُحارب تَصَدَّعات التَّوتر المُشاغِبة مَلامحها،:شدراني فيك..داخل علينا هالحزة ووجهك يوحي بمصيبة صايرة وتسأل عن أبوي..أكيد بنخاف!
تَراجع خطوتان للخلف سامِحًا لِجسده بالإسترخاء على الأريكة الفَرْدية..اسْتَنْشَقَ نَفَس عَميــق وَهُو يُرْخي ذراعيه بِجانبه تَحْت أَنظارهم المُتَوَجِّسة..حاول وَفَتَّشَ داخله وبالكاد استطاع أن يَظْفر بِضحكة قَصيرة لا تَتَجاوز الثَّانيَتان وَلها خِفّة كَنسيمٍ أَضاع الطَّريق في ظُهْرِ صَيْفٍ حارِق..ثُمَّ قال بِنَبْرة نَقَّحها من الجِدّية الواجِمة،:مافــي شي يخوّف والله..بس عندي موضوع مهم ويحتاج يكون أبوي موجود
والدته بنفاذ صَبْر وَكَلماته الأخيرة لَم تُسْقها وَلو رَشْفة اطْمئنان،:أبوك يمكن ما تشوفه إلا عقب أسبوع..إذا مو أكثر..قول..تحجى
مالَ رَأسه بِخفَّة وَبِطَرف سَبَّابته دَعَك صدغه الأيمن..رَشَّح صَوته وَهُو يَتَقَدَّم بظهره للأمام..أَرخى ساعديه فَوق فَخْذيه..شَبَك أَصابعه وَهُو يُدير عَيْنَيه عَلى الوُجوه المُنْصَرِفة إليه..مَرَّر لسانه عَلى شَفَتيه و..،:أبي أخبركم إنّي بتزوج.... ...قريب



تُسَرِّح شَعْرها أَمام المِرْآة التي يَنْعَكِس فيها وَجْهها ذو المَلامح النَّاعِمة..إضاءة الغُرْفة الصَّفراء الخافِتة وَالتَّكييف البارد أَسالا لُعاب وَعْيها المُشتاق للنَّوم..قالت وَهي تُنظر لصورته المُنَعكِسة،:للحين أحس بتعب من ملجة فيصل..مع إنّي ما اشتغلت شغل مُتعب..بس يمكن لأن الفترة بينها وبين عرس جُود مو طويلة..فتجَمَّع التعب على التعب

هُو الذي كان جالِسًا في مَوْضعه عَلى السَّرير هَمْهَم بِنصف انْتباه تَعقيبًا عَلى حَديثها وَلم يَكْشف عن كَلِمة واحِدة..اسْتَشْعَرت حَواسها وُجود شيء..فَهو مُذ عاد اعْتَكَفَ في مِحْرابٍ من صَمْتٍ غَريب عليه..عادَةً يَسْرد عليها بَعض أَحداث يَوْمه..إلا أَنَّه اليوم اخْتارَ أَن يتَوارى خَلْف السُّكوت...وَضَعت فرشاة الشَّعر في مكانها وَعَيْناها تَتَسَلَّقان مَلامحه لِتَعْرِيَتها..رَطَّبت كَفَّيها بالمُرَطّب الخاص..تَعَطَّرت..ثُمَّ وَقَفت لِتَّتجه إليه..تَساءَلت عندما جَلست أَمامه..،:ناصر شفيك؟ في شنو تفكر؟ من أول ماجيت وإنت ساكت! صاير شي؟
رَفَعَ بَصره إليها سامِحًا للعَيْنان بالعِناق..تَقَدَّم قَليلاً وَهُو يُجيبها بِهُدوء وَمُباشرة،:واحد خاطب نور
ارْتَخَت مَلامحها بَعْدَ أَن أَفْصَح عَمَّا يُشْغله..ابْتَسَمَت بِخَيْبة وَهي تُدير نصف جَسدها،:لا تعوّر راسك أكيد ما بتوافق
عَقَّبَ بذات الهُدوء،:وافقت
اسْتَدَارت لَهُ سَريعًا لِتَتَّضح لَهُ إمارات الصَّدْمة والتَّعَجُب المُتطافِرة من مَلامحها..هَمَست بعدم تصديق،:شنــو؟...وافقت!
هَزَّ رَأسه بِتَأكيد،:أيــه..كلمتها عنّه ووافقت
ابْتسامة فَرَح مُرْتَعِشة بَدَأت بِشَد شَفَتيها بِتَرَدُّد وَهي تَتساءَل بلهفة،:من هذا؟ من هذا اللي قدر يغيّر رايها؟
أَجاب بِكَلمة واحدة،أو اسم واحد،:طَـلال
عُقْدة خَفيفة تَوَسَّطت حاجبيها،:طَلال؟ أي طَلال؟
وَضَّح،:طَلال ماغيره..ولدنا
اتّساع مُفاجئ أَطَّر مِحْجَريها كاشِفًا عَن عُظْم الصَّدْمة التي قَذَفها عَليها..رِياح من احْمرار قُرمزي بَدَأت تَجُوس طَيَّات مَلامحها وَأطْرافها التي اسْتَنفرت بحدَّة..وَقَفَت كَمَلْسوعة تَحْت أَنْظاره المُشَبَّعة بالهُدوء..نَطَقَت بِنَبْرة تَغْلي غَضَبًا..،:يعني شنــو توافق؟ هذي استخفّــت! ما كَفاها السّم اللي رمته بلقيس..تبي تَأكد عليه اللحين بموافقتها الغبية!
تَرَك السَّرير لِيُقابلها قائِلاً بِنَبْرة ودّية،:ماعليه لَيْلى حبيبتي..اهدي شوي
رَفَضَت وَبِقُوَّة،:لا مابهدي..لازم ما اهدي "اسْتَدرات وَهي تُكْمِل" لازم أوقفها عند حدها وأذكرها من طلال ومن عبدالله إذا كانت نست
وَهُو يَتْبعها بخطوات واسِعة،:لحــظة يا ليلى يمكن البنت نايمة لا تفزعينها
لَم تَسْتَجب لَه وَغادرت الغُرفة قاصِدة غُرْفة نُور التي اخْتارتها الدُّنيا الضَّحِيَّة في هذه المَعْركة المُحْتَدِمة القِتال، وَالمُتَسَيِّدها تَعْقيدٌ يَكاد يَفتك برُوحها كَمَرضِ عَضال..،



أَتَى الصَّباح بَعْد لَيْلة ثَقيـلة وَمُرْهِقة لِحَنين..فهي لَم تَنم بَعَد أن سَقَطَت من جَديد بَيْن براثن التَّعَب..الغَثيان ذاته و الدُّوار..خَفقان قَلْبها أَجَّجهُ خَوْفها..لَم تَكُن قادِرة على تَرْجمة ما يُصيبها..هذه هي المَرَّة الأولى التي تَعيش فيها هذا النَّوع من المَرض الغَريب!..كانت رافِضة لفكرة الذَّهاب للمَشْفَى،إلا أَنَّها في النَّهاية خَضَعت..فالشَّمس قَد أَشْرَقَت وَوجعها لَم يَسْكن بَعد..وَهاهي الآن مُمَدَّدة بِوَهْن على السَّرير الأَبيض وَعلى المَقعد بِجانبها يَجْلس بَسَّام يَنتظر معها نتيجة التَّحليل الذي أَصَّرت الممُرضة عليه..حَنين بِقَهَرٍ هَزيل،:يعني شكان بيصير فيها لو ركبت علي مغذي أو ضربتني أبر! ماله داعي هالتحاليل..تأخير على الفاضي
ابْتَسَم لِمَلامحها المُنْكَمِشة من التَّعبِ والقَهَر مَعًا وَهُو يُوَضّح لها،:حَبيبي تبي تتأكد..يمكن في حَمل وإنتِ ما تدرين..ما يصير تعالجش قبل لا تتأكد عشان لا يتضرر الجَنين
تَأفأفت بِضَجَر،:بَسَّـــام أنا أدرى بنفسي..مو حـــامل! ليش تطوّلها وهي قصيرة!
هَزَّ رَأسه بتفهم،:ماعليه ماعليه..هي بعد مجبورة تسوي التحليل..كل الفرضيات مُحتملة ومنها إنش تكونين حامل..وهي مابتثق في أقوالش خوفًا من إنها تتسبب على نفسها بنقطة سودا في ملفها
زَفَرت بِمَلل ثُمَّ أَدارت وَجْهها وَهي تُغْمِض وَيَداها مَبْسوطَتان عَلى بَطْنها..هَدَأ نَفَسُها وَكَأنها قَد اسْتَسْلَمت للنَّوم..إلا أَنَّ دُخول المُمرضة أَعادها سَريعًا للواقع..رَمقتها بِنَظْرة مُتَّخِمة بالقَهَر وَهي تُبْصِر ابْتسامتها الواسِعة وَالمُسْتَفِزّة بالنّسبة لها..بَسَّام وَقَف وَهُو يَسْتَفسر،:ماهي النتيجة؟
وَهي تُحَرّك عَدَسَتيها عَلى الاثنان،:مبروك لكما..النتيجة تكشف عن وجود حَمْل

ذَلك البَريق الضَّاج بالسَّعادة وَالقافِز من عَيْني بَسَّام كانَ نَقيضًاً للريح التي عَصَفَت بِمَلامح حَنين وَجَمَّدتها..وَكَأن خَبَرَ الحَمْل صَفْعة زَلْزلتها..،



اسْتيقاظه كان باكِراً اليَوْم..اسْتَيْقَظَ وَشَفَتَاه مُتَدَثِّرَتان بابْتسامة دافئة هِي وَليدة حُلْم سَماوي..عائِلة.....
هُو وَنُور وَطِفْل صَغير..تَراءى لَهُ أنَّها أُنْثى من لَمْعة القِرْط الذَّهَبي المُعانِق أُذْنها..تَمْلِك عَيْنان مَحْمِيَّتان بِأَهْداب لَها الْتواء رَقيق يَحْفَظ الطَّريق إلى نَبْضه..وَاسْتَعارَت مِن والدتها الشَّفَتان الصَّغيرتان..كَما قُطْعة سُكَّر تَذُوب وَسَط رِمال قمحية ناعِمة..كانت تَغْفو بَين ذِراعيها..بالقُرْب مِن قَلْبِها..تُنْصِت لِمَعْزوفة الحَياة المُحَلِّقة مِن رُوحها..فَهي لِذاته حَياة..وَمِن بَعْدها لَم تَكُن لَهُ حَياة..،
اسْتَحَم..تَناوَل فَطوره..وَها هُو يَتَنَقَّل بَين مَحَطَّات التِّلفاز بِغَرَقٍ تام نُواته الابْتسامة المُتَعَلِّقة بِشَفَتيه..ما أَجْمَل الأَحْلام حينما تُخيط الجِرْح الذي اسْتَباحت دِمائه دُنيا الواقِع بَين أّرْواحِنا..وَكَأنَّ الأَحْلامُ اعْتِذارٌ خَجِل مِنها يَرِد عَلَينا عِندما يَسْكِن الكَوْن وَتَنْزَلِق نَبَضاتنا عَن قُلوبنا هارِبةً مِن أَنينها المُرْهَق..،
طَفى وَعْيه عَلى السَّطْح مِن طَرْقٍ رَتيب للباب أَتْبَعهُ رَنين الجَرَس..وَقَفَ سَريعاً وَالابْتسامة اخْتارَت أَن تَتِّسع لِتَمْلأ مَلامحه لِلَحد الذي بَدَأت تَزْحَف لِعَيْنَيه..أَيُعْقَل أَنَّها زِيارة جَديدة مِنها؟ اليَوْم أَيْضاً..هَل اشْتاقت لِساعات البارِحة وَأرادت إعادتها مِثْله؟ رُبَّما..رُبَّما طَلال..حَماسَه وَلَهْفَته قاداه لِلباب..وِبِلا تَرَدُّد أَو حَتَّى اسْتفسارٍ من الطَّارِق..أَدار المفتاح في القفل وَشَرَع الباب والبَهْجة تَفيض من وَجْهه....ثانِيَتان..ثانِيَتان فَقَط وَبَدَأت الابْتسامة بِجَيْشِها السَّعيد تَشْخب من وَجْهه بِطَريقة أَثارت اسْتنكار الواقِف أَمامه..وَالذي قال بِحاجِب أَرْفَعهُ الشَّك،:شَكلي خَيّبت توقعاتك!
أَطْبَقَ شَفَتَيه دُون أن يَنْطق بِكَلِمة..لِيَكْتَفي بازْدراد ريقه الغاص بالقَهَرِ وَالغَضَب والنَّدم وَكُل مَعاني الأَسَى وَالحُزن..تَمْتَم ناطِقًا اسمه لِيَصْفع أَحلامه الوَقِحة وَينتشلها من سَكَرِها،:عبـدالله...



.
.
.
.
.

سَبَقَتنا الأَيَّام وَشَرَعت كُتُب المُسْتَقْبَل الذي يُراقبنا بِعَيْنٍ واحِدة..اقْتَلَعت مِنُهُ صَفَحات عَشْوائِيَّة وَأَلْقَتها عند أَقْدامنا تُطالبنا بِحَل لُغْزها..أَجْبَرَتنا أن نَسْلَخ جُلودنا..وَأن نَسْتَخْلِص من دِمائنا حِبرًا..وَأَن نُهَيء الرُّوح لِلمسمار الذي سَيُصَدّع جُدْرانها المُسالِمة..أَصْبحنا مُرْغَمين عَلى إكمال القِصَّة النَّاقِصة عَلَّنا نَصِل إلى نقطة النّهاية التي قُيِّدت عندها ذَواتنا رَهائِن..أَي أَنَّ النِّهاية عُنُقِ تِلْك الأُنْثى إذن؟ أَهذا صَحيح؟..سَألَ نَفْسه السُّؤال الذي حَمَلهُ مَعه حينما جابَ السَّماء..ومثل كُل مَرَّة لَم يَعْثُر عَلى جَواب..،
كان يَقِف أَمام النَّافِذة الواسِعة المُطِلَّة عَلى حَديقة المُسْتشفى..يُنظر للشَّمس وَلَكِنَّها لا تَنْظُر إليه..شَمْسُهم خَجولة..تَتَّخِذ من الغُيوم خِدْرًا لَها تَسْتَتِر خَلْفه..عَلى عَكْسِ شَمْس وَطِنه..لَها أُبَّهة مَلَكِيَّة..جَريئة كَعاشِقة تَلْتَقي بِسَيّد قَلْبها..وَحَنونة كَأم تُحارب بضيائها العُتْمة المُتَقَصِّدة أَرواحهم... ..مَضى شَهْر وَلَم تَلْسع بِأشِعَّتها وَجْهه..تَبَسَّم بِخِفَّة..لا بُد أَن تَكون لَسْعَتها قُبْلة،بها تُشَجّعنا عَلى مُواصَلة القتال وَالهَرب من الألْغام....،الْتَفَت لِطَرْق الباب..تَوَقَّع الذي من خَلْفه قَبْل أن يَدخل..لذلك اتَّسعت ابْتسامته حَتى ضاقت عَيْناه حينما كَشَف وَجْهها عَن صِحَّة جوابه..رَاقب زُمرَّدتَيها وَهُما تَتَفَحّصانه باهْتمام وهي تَتَقَدَّم منه مُتسائِلة،:هل أنتَ هُنا منذ البارِحة؟
نَظَر لساعته وَهُو يُجيبها،:لا..مَضت نصف ساعة على قُدومي..قَضيت البارحة في شقّتي
هَزَّت رَأسها بِتَفَهُّم قَبْلَ أن تُبادله الابْتسامة بِحَلاوة،:هذا جيّد..سَعيدة لأَنّك لم تُرْهِق نفسك
جَلَس على المَقْعد خَلف مكتبه وَهُو يُعَقِّب بِمُزاح،:خَشيت أن تُعاقبيني إذ أنا أرْهَقت نَفسي
ضَحَكت حَتَّى بانت أسنانها المُصْفوفة باتّقان وَهُو ابْتَسم بِصَمْتٍ ودّي لضحكتها الجَّذَّابة..عَلَّقت بِصَدْرٍ مَنفوخ بِغُرور مُصْطَنَع،:عليك أن تخشاني..فأنت تجهل خطورتي "أَرْكَنَت خُصلاتها الشَّقراء خَلف أّذنها وَهي تستطرد بنَبْرة حَماسية" هيا انهض..أَحضرت فطورًا من منزلي..سَوف نتناوله في الحَديقة..الأجواء خيالية في الخارج
رَفَعَ حاجِبَيه باسْتنكار،:أنا صائِم؟ هل نَسيتِ ذلك؟!
تَقَوَّسَت شَفَتاها بِخَيْبة،:قلت شَهْر فقط..ألم ينتهِ الشَّهر؟
،:بَقيت ثلاثة أَيَّام أَو أربعة..لم يُحَدّد بعد
اسْتَفْسَرت،:ماذا يعني؟
هذه المَرَّة هُو الذي ضحك وهي التي ابْتَسَمت لِضحكته النَّادِرة وَجِدًّا..أَجابها مع الْتْقاط يَده لِأحد المَلَفَّات،:الشرح يَحتاج تفصيل..سَأخبرك في وقت لاحق
تَراجعت للخَلْف،:حسنًا..سأذكرك إن نسيت..أثار اهْتمامي الموضوع..سَأذهب للبحث عن رَفيق يتناول الإفطار معي "اسْتدارت لثوانٍ..ثَمَّ عادت والتَفَتت إليه..بانَّت لَهُ ابْتسامتها المُنْتَشِية خَبَثًا وَهي تَقول بِنَبْرة ذات مَعنى لَم يَغِب عنه" بالمناسبة..نظراتك لَعْيْني حينما دَخلت مَأهولة بِحَديثٍ يَرْفض قلبك البَوْح به
دافعَ عن نَفْسه بِكَلِمة واحِدة،:تَتَوَّهمين
غَمَزَت لَهُ بشقاوة،:سَنــرى "لَوَّحت له" أَراكَ لاحِقًا أبْــدو
رَفَع صَوْته مُصَحِّحًا لها عندما تَجاوزت الباب لِتَسْمعه،:عَبــدالله يا مارتينا عبدالله
صَوْت ضِحْكتها كان التَّعقيب لِتَصْحيحه..يَعلم أنَّها تنطق اسمه هكذا لِتُشاكِسه وَتستفزه..وَهُو بالفعل يَشعر بالاستفزاز وفي الوَقت نفسه تنتابه الضّحكة على طُفولتها..تَبْدو كمراهقة بتصرفاتها لا ابْنة الواحدة والثَّلاثين...، فَتَحَ المَلَف وَبَدأ يَتَصَفَّحه..قَصَدت أَصابعه خُصلات شَعْره من الأمام اسْتجابة للأفكار التي حَطَّت على سَطْح عَقْله..هَمَسَ وَهُو يَسْتَذكر جُملتها..،:الله يستر من تحليلاتش يا مارتينا!


 توقيع : طهر الغيم



رد مع اقتباس