الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة /50
عرض مشاركة واحدة
01-22-2020
#
3
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ 4 أسابيع (01:19 AM)
♛
آبدآعاتي
»
1,385,714
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11668
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6471
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
عَيْناها تُتابِعانها وَهي تَتَصَفَّح قائِمة الطَّعام بابْتسامة واسِعة..ظَهْرَها مُسْتَنِد بارْتياح للمَقْعَد الوَثير من خَلْفِها..عَلى يَمينها كان الزُّجاجِ يَطِل عَلى بَحْرٍ قَريب..سِحْره الليْلي يَنْفذ للرُّوح وَيُهَدْهِدها حَتَّى تَسْتَرخي..نَطَقَت دُون أَن تَرْفَع عَيْنيها،:صار لي شهور أحن عليش عَشان تعزميني اهني وحاقرتني..حَتى عيد ميلادي تجاهلتيني وماعزمتيني..شالطَّاري الليلة؟
رَفَعَت كَتِفَيها للِأعلى مَع مَيلان رَأسها..مَطَّت شَفَتيها قَبْلَ أَن تُجيب،:عــادي..استغلّيت إجازتي وقلت أعزمش..شفقة منّي لا أَكثر
رَفَعَت حاجِبَها وَبِخَبَثٍ مازِح عَقَّبَت،:زيــن..خَلّي باب شَفقتش مفتوح عَلى وسعه..لأنّي بكسّر ظهرش بطلباتي
ضَحَكت،:حَلالش..المعاش كلّه تحت أَمرش
تَناولت قائمة الطَّعام خاصَّتها وَبَدَأت بِتَقْليب الصَّفحات بِآلِيَّة..عَقْلها كان مَزْحومًا بِأفْكار مَعْقودة كَخُيوطٍ من صُوف يُصْعَب فَكَّها..هِي بالتَّأكيد لَن تُحادِث والدتها بالمَوْضوع..فالذي سَيُفَجِّر القُنبلة والدها بالطَّبع..لا دَخْلَ لها هي..وَجُود..تِلْك المُشاكِسة الفضُولية..من دُون تَفْكير أَصلاً قَرَّرت عَدم مُفاتحتها بالمَوْضوع..فَهي حَتْماً لَن تَصْمت..وَلن تَستغرب اتّصال من حَنين أَو جِنان تَسْتَفسران صحة الخَبَر الذي أَهْدتهما إيّاه جُود بِكَرَم..لا تَستطيع أن تُفْصِح لها وَإن أَقسمت بِأن لا تَكْشِف السِّر لأحَد..هي حَتَّى الآن لا تدري لماذا والدها اخْتار أن يُغَلْف المَوْضوع بالغُموض..مُوضوعٌ كَهذا هَو مَقْرون بالعَلَن..لا يُحَبَّذ دَفْنِه بَيْن أَكْوامٍ من أَسْرارٍ وَتعقيدات مُشَفَّرة المَعْنى! وَفيصل..فَيْصل..ضَغَطَت بِكَفِّها عَلى غلاف القائِمة الصَّلب حَتى انْحَفَر أُخْدود مِن خَوْفٍ وَقَلق وَسَطَ باطِن كَفّها..هي تَخْشى من رَدّة فِعْل فَيْصل..لا تَدري ماهُو رَأيه من ارْتباطها بِطَلال..وَلا قُدْرة لَها عَلى تَخَيُّل رَدّة فِعله حينما يَصْطَدم بالخَبَر..عَمّها والد عبدالله..وَبلقيس..بَعْد أَن يُذاع الخَبَر سَتَطِل عَليهم وَهي تَرْتَدي ثَوْب الانتصار..فاتّهاماتها لَم تَكُن باطِلة..وَالدُّخان الذي كانت تُوَجّه أَنْفَي غَيْداء وَعبدالله لاسْتنشاقه..هاهي الآن تَفوز بناره التي نَفَثتها ذات ماضٍ وَلَيْل...يا إلهي..كَيْف لِمُعْضِلة أنَ تَضيق وَتَتسع عَلى مَرْأى من قَلْبٍ مَهْدود القِوى؟ أَلا تُشْفِق عَلى هذا القَلْبِ فَتُفْرَج! تُفْرَج في ثَوانٍ وَكَأنَّها لَم تَكُن..وَكَأنَّ الشَّجَرة لَم تُجْهَض أَخْشابها قِسْراً،وَلم تأَكلها نار مَجْهولة النَّسب..نارٌ لا تَعلم الأرض مِن رَحْمِ أي حِقد قَد وُلِدَت؟! الجَميع..الجَميع لا تَدري كَيف سَيتفاعل مَع هذا الحَدَث المُعَقَّد..بَعْد أَن كانت تُنادى بِحَرَمِ عَبدالله..أَصْبَحت من المُحَرّمات عَليه..وفازَ خاله اليَتيم بِحِلّيتها..،
،:نُــور..البنت قاعدة تكلمش!
رَفَعَت عَيْنَيها لِسارة التي كانت تُشير إلى النَّادِلة..تَنْبيهها لَم يَخْتَرق فُقاعة الغِياب المُحيطة بِوَعْيِها..مَضَت الخُيوط تُواصِل هوايتها بالتَّشابك.... ..سارة..كَيْف لَها أن تُخْفي عَنها أَمْر كَهذا..هي التي شَهِدَت على جُنونها بِطَلال سِنين المُراهَقة الغَبِيَّة..وَهي التي أَغْلَقَت بَوَّابة الكَهْفِ الذي تَحَمَّضَت في جَوْفه مَشاعرها المَيِّتة،لِكَيْلا يُكْشَف سِر حُبَّها المَبْتور..كانت مُسْتَوْدَعها و البَحْر الذي يُنْصِت لِصَمْتها الصَّارخ..كانت وَلازالت ظِلَّاً تَجِدْهُ مُبْتَسِماً كُلَّما تَمادَت الشَّمس في سَلْخ رُوحها...فَكَيْفَ لَها أَن تَحْرِمَ مَوْجَها مِن احْتضان سِر آَخر؟ سِر أَكثر خُطورة مما سَبَق..أَكثر تَعقيد وأَكثر ضَياع..!
،:نُــــووور!
كَلمات خَرَجت..صادِمة..غَريبة..وَمُرْتَعِشة،:أَنا وَطلال مَلجنا..
اسْتَكانَت الأَحْرُف في حَلْقها وَلَم يَعْبَر حَرْف جَديد بَعد الكَلِمات التي نَطَقَت بها نُور..ظَلَّ فَمها فاغِر وَحَدَقَتَاها تَجُوسان وَجْه رَفيقتها بَحْثاً عَن تَفْسير أَو عَن كَلِمة أُخرى تَكون لَصيقة للتي أَطْلَقتها دُون مُقَدِّمات..عَلَّها تَمْنَحها مَعْنى يَجْتَرعهُ العَقْل...أَطْبَقَت الشَّفَتين باسْتسلامٍ للصَّدْمة..كَأَّنما باطْباقِها تَسْجن شَهْقة تَرَنَّحت بِلا تَصْديق بَيْن أَضْلاعها..ازْدَرَدت ريقها ثُمَّ رَفَعت رَأسها للنّادِلة المَسْكينة التي طال وُقوفها..نَطَقَت بِنَفَسٍ ذَوى في قُعْر رِئتيها،:عُذْرًا..امنحيني خمس دقائق
هَزَّت تلك رَأسها بِأدب ثُمَّ ابْتَعَدَت عَن الوَغى التي بَدَأت تَتصاعد أَصوات طُبولها مُنْذِرَةً بِمَجْزرة كَلامية حادَّة الهَجَمات...،
نادَتَها بِنَبْرة تَسْتَجدي تصْديقاً،:نُــوور!!
أَجابَت بِهَمْسٍ خَنَقَته الدُّموع،:أنا وَطلال سارة..خايفـ ـة..ومو عارفة شنو بيصير!
تَساءَلت بِبعثرة،:شصار؟ وليش توش تقولين لي!
هَزَّت رَأسها تنفي فِكْرتها مُوَضِّحة والمَاءُ بَدَأ باسْتباحة عَيْنيها،:محد يدري..حتى أمي وأخواني.... .. الشي صار بعد رجعتنا من السفر..أبوي فاجَأني..ماعرفت شلون أتصرف..الملجة صارت في شقة طَلال..كأن..كأن مسويين جريمة سارة "مسَّت صِدْغها بِأطراف أصابعها وهي تُرْدِف بِحيرة اسْتَدَرَّت اسْتعطاف صَديقتها" مادري ليش أبوي تصرف بهالطريقة..ماعرفت بشنو يفكر..ويوم سألته ما جاوبني "أسْدَلَت جِفْنَيها كَما لَو أَنَّها تُحاول الهُروب مِن مَشْهَد السَّاعات الماضِية" واليوم...اليوم سويت شي مادري شسميه..غبي..لو متهور..لو جريء!..نسيت نفسي ورحت له "أَبْصَرت مَع ارْتفاع يَديها..أَحاطت بهما وَجْهَها مُأطِّرَةً لَوْحة التَّيه المُتَقَنِّعة بها مَلامحها" اشتريت له وَرد سارة..وَرد!
صَمْت عَميق أَغْرَقَ المَسافة بَيْنهما..بَصَر سارة مُتَعَلِّق بالفَراغ..النَّظرات ارْتَدَت الحِدَّة دَلالة عَلى تَفكيرٍ جاد..وَنُور كانت تَجْري بِعَيْنَيها عَلى مَلامح صَديقتها..تَبْحث عَن مَأوى يُنقذها من تَخَبّط المَشاعر الغازِية مَملكتها..اسْتَمَر الصَّمت لِدَقيقتان قَبْلَ أَن تَقطعه نُور بِنِداءٍ بُحَّ مِن كَثْرة الاستنجاد،:سـارة..قولي شي الله يخليش
وَجَّهت البَصَر لَها..رَمَشَت مَرَّتان وَنُور مِن بَيْن الأَهْداب كانت تُحاول أن تَلْتَقِط الرَّد الذي لَم يَنطقهُ لِسانها..اسْتَنْشَقَت نَفَس عَميق..كان تَنْهيدة لَها لَحْنٌ مُسْتَسْلِم..اسْتَسْلَمَ للحَقيقة التي لا تُثَنَّى..نَطَقت ببساطة،:حُب حَياتش أَحيا فيش جُنونش اللي مات..وهالمرة بالحَلال..فَلا تنصدمين من أي تصرف يصدر منش..حلمش اللي لفترة كان مُستحيل..صار واقع..الوَرد شي بسيط...أتوقع منش أكثر وأكثر
بِلَحْنٍ أَتْعَبه الغَرق في اللاجَواب،:شقصدش سارة؟
حَرَّكت كَتِفَيها وَهي تَقْترب من الطّاولة،أَراحت ساعِدَيها فَوْقها وَهي تَقول،:أقصد إن الشي طَبيعي..بس إنتِ اتركي عنش لوم نفسش ومحاسبتها..من حقش تبتدين من جَديد..وَمع الشخص اللي تبينه..مهما كان هالشخص..خال طليقش لو عمّه ولو أخوه بعد..وَلا تراقبين تصرفاتش..لا تخنقين مشاعرش أكثر..كفاية السنين اللي راحت..كنتِ مثل اللي عايشة بس بدون نَفَس..هو زوجش اللحين..مافي حرام ولا عيب ولا غلط
تَمْتَمَت بِتَيه،:بــس..بيتنا..
هَزَّت رَأسها بتفهَم،:إنتِ بس انتظري خطوة أبوش الثانية "غَمَزت وَهي تُكْمِل بابْتسامة أمالها الخَبَث" وَبعدين سوي اللي تبينه "تَغَيَّرت نَبْرتها مَع ارْتفاع إصْبعها تَحذيراً" بس هــا..اتركي عنش الكابوس وسخافته..ركزي في الواقع أرجوش "قَرَّبت رَأسها منها لِتَهْمس بنعُومة بالِغة" نبي نشوفش مــاما
سَرَى بَيْنَ أَضْلعها نَهرٌ عَذْب..مَضى إلى الفُؤادِ وَاسْتَقَر فَأَنْعَشه..وَأهْدى النَّبَضات قُبْلةً لِحَياة جَديدة..حَياة للتَّو تَبدأ رَسْم فُصولها..أَغْروقت عَيْنيها بِدُموع الامْتنان وَالشُّكْر..هَمَسَت بِبِحَّة و الابْتسامة تَرْتَعِش بِمَشاعر الحُب الأخوي عَلى شَفَتيها،:توقعت تزعلين وتعصبيـ ــن عَلي
ضَحَكَت بِحَشْرَجة وَلَّدها المَوْقف الحَميمي،:عَصَّبت وزعلت،بس أَرضاني الخَبَر نَفْسه..إنتِ وَطَلال..أخيرًا..ما أقدر اسْتمر بالزَّعل
فَرَّت تَنْهيدة قَلَق مِن بَيْن اسْتنشاقات الفَرَح،:عَبـد الله سارة..
عَقَّبَت بِثقة،:كل شي بيكون تمام إن شاء الله..إنتِ بس لا تحاتين..هُو إنسان واعي وفاهم إن هذا قَدَر ونَصيب..بيتفهم..صدقيني..وإنتِ أكثر وحده تعرف عبدالله
رَدَّدت بابْتسامة خالطَتها عاطِفة مَريرة،:مافي أطيب من قلبه..
,،
تُناظرها باسْتيحاءٍ صَبَغَ خَدَّيْها الأَسْمَرَين باحْمرارٍ لَطيف دَغْدَغَ حَنْجَرة غَيْداء لِتَعْلو بِتَراقص رَقيق ضِحْكة عَذْبَة..تَبِعَتها كَلمات مازِحة،:جَميلة شنو هالحيا! اللي يشوفش يقول أنا خاطبتش!
رَفَعَت كَفَّيها تُخْفي بِهما الحَرج العَميق المُتَناثِر بِغَزارة من عَيْنيها وَقَسَماتِ مَلامحها..عَقَّبَت عَليها بِصَوْت مخنوق،:أنا بدون شي استحي..بعد مو يسوي أخوي هالحركات اللي تفشل! والله مو قادرة أحط عيوني في عيونش
دَنَت منها أَكثر حَتَّى تَلامَست ذِراعيهما..رَفعت غَيْداء يَدها لِتِلْك الكَفَّين وبصعوبة استطاعت أن تُخْفضهما وهي تقول،:يا بنت الحلال حسستيني أخوش مسوي شي عيب ويكْسر النظر..مافيها شي جاي يزور عيال أخوه الله يرحمه
باعْتراض قالت،:ما له داعي يجيبني معاه يفشلني..ليش أثقل عليكم
قَوَّسَت شَفَتيها لِتَقُول بِزَعَلٍ وَنَبْرة عِتاب،:أفــا جَميلة..إنتِ تثقلين علينا؟ صحيح مابينا معرفة..وهذي بس ثاني مرة نلتقي..بس الله شاهد علي إنّي حبيتش وارتحت للقعدة معاش "قَرَصَت وَجْنتها بِمُشاكَسة" والله إنّش تجننين "غمزت لها" وخفيفة على القَلب
ابْتَسَمَت بِخِفَّة وهي تُبْعِد خصلاتها عَن وجهها وَبِتَردد،:بــــس..
قاطَعتها،:لا بس ولا شي..ترى بقول عنّش دلوعة وبيبي مثل بنتي بَيان
ضَحَكت مُعَلِّقة،:حسيتني بنت احدعش سنة
بِجِدِّية مازِحة،:أيــه حبيبتي بعدش صغيرة..يا بنت الاحدعش سنة
أَكْمَلت جَميلة بِمَرح خَجِل،:زايدة خمستعش سنة
تَشارَكَتا الضِّحْكة بِعَفَوِيَّة وَود مَلْحوظان..نَظَرَت غَيْداء للسَّاعة المُعانِقة رِسْغها وَهي تَقول بِتَعَجُّب،:ما أصَدّق..مَرَّت أكثر من عشر دقايق من راحت بَيان مَع خالها
جَميلة بِعَدَم فَهْم،:أووكي؟
وَضَّحَت بابْتسامة،:بَيون ما تتركني أبدًا..وإن صار وتركتني خمس دقايق بالكثير وترجع..متعلقة فيني بدرجة كبيــرة
بِثقة،:عَزيز ذكي مَع الأطفال..ما أسبتعد إنّه كَسبها بهالسرعة
هَزَّت راسها،:يجـووز "وَقَفَت لِتَقُول" بَروح أشوف العَشا "بِنَبْرة لا تَقْبَل النِّقاش" بتتعشين اهني طبعًا
هَزَّت رأسها بالرَّفض سَريعًا،:لالا ماله داعي عشا..أصلاً شوي وبنطلع..قال لي عزيز ما بنظوّل
بِتَأكيد قالت،:لا بتتعشين اهني..وعبدالله ما بيرضى يخلي اخوش يطلع هالحزة بدون عشا
عادَت أَطْراف وَجْنَتاها وَتَشَبَّثت بوِشاح الخَجَل،:مادري غيداء..والله فشلة
باستنكار عَلَّقَت،:إنتِ كل شي عندش فشلة فشلة! ما يصير حَبيبتي "غَمَزَت لها لِتُرْدَف" وَخلاص ترى صرنا صَديقات
ابْتَسَمَت لها بِود،:والله حبيبتي أتشرف فيش صديقة
،:الشرف لي يالجَميلة..عن إذنش رايحة المطبخ
وَقَفَت جَميلة،:زين خليني أساعدش إذا يصير
رَحَّبَت فيها،:حَيَّاش "وبمُزاح" إذا مساعدتش بتشيل الفشلة فأهلاً وسهلاً فيش "استطردت" اخذي راحتش أبوي ما بيرجع اللحين وعبدالله ما بيقرب اهني مدامش موجودة
،
في المَجلس
تَسْتَقِرُّ وَسَطَ حضنه كَوَرْدة جُوري مُفْعَمة بالحَياءِ والطُّفولة الشَّهِية..وَثَغْرها الصَّغير تُداعبهُ ابْتسامة كَما يُداعب شُعاع الشَّمْسِ البِتِلَّات النَّدِيَّة..كانت تَذوب بَيْن ذِراعَيْه خَجَلاً يُرَغّبهُ أَكْثَر في تَقْبيل وَجْنَتَيها القُطْنيَّتين..أَسْكَن إحْدى القُبْلات خَدَّها الأيْمَن ثُمَّ قال،:سولفت عنّش عند بنتي جُمانة...قلت لها شكثر إنتِ حلوة ومثل الأميرات..قالت لي تبي تصير صديقتش وتلعب معاش
رَفَعت رَأسها بِتَردد تنظر له وَهي تَتساءَل،:تحب تلوّن؟
هَزَّ رَأسه بالإيجاب وَبِحَماسٍ تَسَرَّب لِقَلْبها البَريء،:أيــه تحب تلوّن..عندها كل الألوان..خشبية ومائية وماجيك..كل شي كل شي
أَدارت جَسَدها الصَّغير أَكثر لِتُقابله وَبِثِقة،:أَنا بعد عندي كلهم..أعرف ألوّن فيهم كلهم..أنا مثل ماما فتَّانة
عُقْدة خَفيفة تَوَسَّطَت حاجِبَيه من كَلِمَتها..تَساءَلَ والابْتسامة لا زالت مُتَعَلِّقة بِشَفَتَيه إلا أَنَّ عَدَمَ الفَهم كان يُشاغبها،:شنو؟ فتَّانة؟
عَبد الله الصَّغير وَضَّح بضحكة،:فنَّــانة..فَنّانة مو فتَّانة بيانو
أَمْسَك عَزيز ضِحْكته حِفاظاً عَلى حَساسية بَيان التي اسْتَدارت تَرْمق شَقيقها بِقهر من سخريته..عَقَّبَ وَهُو يَسْمح على شَعْرها،:شطّورة بيان..صح فنّانة مثل ما تقولين...وأنا باخذش معاي يوم ثاني بيتنا عشان تشوفين بنتي جُمانة وتلونين معاها..تمام؟
تَساءَلت سَريعًا وَكَأنَّها تَخْشى أن تَسْرقها الفِكرة من والدتها،:وماما؟ تجي معانا؟
وَهُو يُداعب أَطْراف خصلاتها،:أي يصير تجي إذا تبينها معاش..
عبدالله الكَبير بضحكة،:قلت لك ما تترك أمها
غَمَزَ لهُ بالخَفاء،:ماعليه..أمي تبي تشوف أم بيان وتقعد معها..فعادي خلها تجي
وَقَف عبدالله وهُو ينظر لهاتفه،:زيــن تفضل حيّاك على العشا "وجّه سؤاله لبيان" ها بيون..بتتعشين معانا لو مع أمش
أَجابت بخجل مع اسْتقرار طَرف سَبَّابتها في فَمها،:مع ماما
ضَحك عَزيز ثُمَّ قال وَهُو يقرص خَدّها بخفّة،:هالمرة سَماح..بس مرة ثانية تتعشين معاي أوكي؟
أَجابت بَعد تفكير..،:أوكــي
,،
تُراقِب السَّماء عَبْرَ نافِذة السَّيارة المُشْفِقة عَلى رَأسها المائِل..تُراقِب بِعَيْنَين سُجِنَ الدَّمعُ وَسَطهما..مُتَّخِذًا المُقْلَتان سَكَنًا يُفْرِغ فيه حَريقه..ظَلَّ الدّمعُ دَماً أحْمَر يُأطِّرهما..ولَم تَسْقط أَي دَمعة بَعْد أَن فارقته وَتَرَكته مُلْتَحِفًا بِرداء نَوْمٍ تَخالهُ الرُّوح المُتَوَجِّسة مَوْت مُخادِع..لا تدري ما الذي يَعتلج في نَفْسه الغامِضة..وَلا أي أَفكار تُهاجِم اتّزان أَفعاله..يَقولون مَريض..يَقولون انْتحار..لا ... لا قَتْل..نَعم قَتل والده قَذَفَ بِهِ في هَذه الدَّوامة الضَّبابيَّة التي تَجَرَّأت وَدَنت من عالَمِها السَّاكِن..تَشْعر ببرودتها القارِصة وَهي تَنْدَمِج مَع دِمائها..تُلَوّثها وَتنفث فيها سُمومًا تَجْري إلى قَلْبها..حَيْث منهُ يَتَفَرَّع الأَلم وَيَسْتَبِد بها..يُعَذّبها وَيرسم بِألوانه الكَئيبة نهايات مُفْجِعة..نِهايات تُنذر بِفَقْدٍ لا رُجوع فيه..، اضطَّرت اَن تتركه هُناك في مستشفى "الطب النفسي" لِتَعود له في الغد..تزوره وَهي مُحَمَّلة بِأسْئلة بَكْماء لَن يُسْمَع لها صَوْت..لأَنَّها تَعْلم أَنَّها إن تَجَرَّات وَأَصْدَرَت هَمْسًا،لَن يُجِيبها سِوى صَفْعة الصَّمْت..أَو بِضع جَلْداتٍ من أَجْوبة تائِهة تُضَعِّف من حَجْم الألم المُتَكَدّس في النَّفس..وَهُو..بأي حال سَوف يَسْتقبلها..برداء المَوت ذاته؟ بِوَجْهه المُلَطَّخ بالحُزْن والمُستسلمة مَلامحه لِتَوْجِهات دُنيا شَمْسها مُظْلِمة..تَشع..وَلكن بِظُلْمة..أَنْتَ تَرى شَعاعها وَتُبْصِره..إلا أَنَّه يَنفذ إلى روحك خُيوطًا من ظَلام تَتشابك حَتى تَنعقد لِتَخال أَنَّهُ يُسْتحال فَكّها والنَّجاة منها..،
هَرَبَت السَّماء عَن مَجال رؤيتها..رُبَّما لأنَّها حَرِجة من قِلّة حيلتها..فَهي كانت خَرْساء إلا من نَحيبٍ مَكْتوم اتَّضَحَت تَصَدُّعاته الحَمراء بَيْن جَنباتها..لا نُجوم يهتف لمعانها بالأمَل..وَلا قَمر يُناديها لِتَتبع جَماله وَيُشْغِل عَقلها لِدقائق من وَهْم تَتَناسى فيها مُصيبتها...كانت السَّيارة قَد تَوقَّفت في رُكنها الخاص وَسَكَن مُحَرّكها..أَبْعَدت جانب رَأسها عن النَّافِذة..قَليلاً..قَليلاً جِدّا..فهي لا تزال لا تبصر سوى ما يستقر خلف النَّافِذة وَشفافية دَمْع أَبى أن يُفارق عَيْنيها..،
كَفٌّ عَلى كَتِفِ انْهيارها وَهَمْسُ أَمانٍ مُهْتَرئ،:يُمَّـه حُور..قومي حَبيبتي..قومي خل ننزل عشان تاكلين لش لقمة وتنامين..يالله حَبيبتي
فُتِح بابها مِن الخارِج من قِبَلِ مَلاك..اسْتَجابَت بآلِية وَتسييرٍ مُسْتَسْلِم..خَطَت حَتَّى تَوَسَّطَ جَسدها المَنزل الواسِع مَساحَةً..والضَّيْق بِمَشاعِر الفَرَح..أَسَفًا أَنَّ هذا العُش الفَسَيح يَتَّسِع لِطَيرين وَلا يَتَّسِع لِبَياضَهما..عُشٌّ تَخْتَبئ فيهِ ديدان خَفِيَّة..يُسْمَع حَسيسها المُلْهِب..وَلَكِنَّها عَن الرؤية مُسْتَحيلة..هي تَشْعُر بخَطرها وَبِثقلها الذي أَثَّرَ عَلى الغُصْن الهَزيل المُحْتَضِن العُش..وَلَكِنَّها لا تَسْتَطيع تَتَبُّع أَثَرها..لا تدري أَي الطُّرق تَسْلك،وَمن أين تَبْدأ بَحْثها..شُكوكها المُتَخَبِّطة في صَدْرها باتت تُزْعجها بِزَعيقها المُتواصل..كَجَرسِ إنذار يُنّذِر بالفاجِعة..فاجِعة قَد تَجْعل السَّماء تُمْطِر رَمادًا لَهُ رائِحة أَحِبّاء..، واصلت مَشْيها المُقَيَّد باللاوَعي وَقَصَدت غُرْفة نَوْمها..أَغْلَقَت الباب وَخَطَت إلى السَّرير الذي لا زالَ يَحْتَفِظ بِبَعْثَرة الصَّباح..بَعْثرة تُشْبِه التي تَحُوم بَيْن أَزِقَّة حَياتهم لِتَزيدها ضِيقًا وَظَلام..أَرْخَت جَسَدها البَلي فَوْقه..تَكَوَّرَت عَلَى نَفْسِها وَهي لاتَزال مُتَدَثِّرة بِعَباءَتها..وَحِجَابها لَم يُفارِق رَأسها..تَشَبَّثت العَيْنان بالفَراغ الصَّارِخ باسْم يُوسف..الغُرْفة بأكملها كانت تُناديه..الهَواء الذي حَبَسَ نَفْسه لِيَنْتَظِر عَوْدته..المصباح الذي يُواصِل احْتراقه باشْتعاله رافِضًاً أن يَسْرق منها بَقايا النُّور..عطره المَرْكون عَلى طَرَفِ المنضدة وَساعة مِعْصمه التي شُلَّت عَقاربها مُذ فارَقها نَبْضُه...كُلّي يُناديك يُوسف..وَكُل الأشياء تَبْحث عَنك..كُلَّنا نَتَرَقَّب عَوْدتك..الشَّوْق يَسْكننا جَميعًا والخَوْفُ يُهاجِم وحدتنا..خَوْفٌ اتَّخَذَ دَوْرَ الحوذي لِتَسيير لَيالينا..تلك الليالي اليَتيمة من بَدْرِ وَجْهك..نُريدَ منك وَعْدً بِأنَّك سَتكون بخير..قُل إنّك سَتكون بخير..نَرْجو منك أَمَلاً لا يَأسًا يُجِبِرنا عَلى مُواصَلة العَيْش بِرُوح مَبْتورة الجَناحَين..كُن بخير يُوسف..كُن بخير...،
،
في الأَسْفل
تَقِف عِند بداية السُّلَّم بِرَأسٍ مَرْفوع بِمَيلان..كانت تُناظِر ما يَتّضِح لَها من الطَّابق الثَّاني بَعْد أن غابَ طَيْف حُور وَهي تَقول بِأسى،:ما أكلت شي..من الصبح مو ماكلة!
مَلاك التي اتَّجهت لإحْدى الأرائِك عَقَّبَت بِصَوْتٍ تَكَسَّرَت أَوْتار انْتعاشه..كانَ بارِدًاً تَفوح منهُ نَتانة المَوْت،:خلّيها..ماهي في وعيها عشان تفهم احتياجها للأكل..نست نفسها أصلاً..كلها ملتفت ليوسف
آآه عَبَرت القُرون والسَّنوات وَاسْتَيْقَظَت من بَيْن رُكام الأَيَّام المَنْسية..آه يُسْمع مَعها صَدى صَرَخات أَمّهاتٍ لَهُنَّ فَلذات أَكبادٍ قَد أَذاقتهم الحَياة مُرّها..تَعَثَّرت الآه بِحَشْرَجات الجَوى وَسَقَطَت بالقُرْبِ من حَنْجَرتها لِتَخرج تَنهيدة مُكْسورة..،:يُوسف..ولدي....
بَعَثَت لابْنتها سُؤالٍ حائِر من بَيْن بَلَلِ أَهْدابها....هَل سيكون بخير؟ ابْني..صَغيري المظلوم..أَهُو عائدٌ لأمومتي؟ أَم أَنَّني سَأمضي للقَبْرِ ثَكْلى؟
مَلاك..ارْتَعَشَ قَلْبها لِرياح الحيرة العابِثة بِصَبْرِ والدتها..إلا أَنَّها أَشاحَت وَجهها عنها..وَتَدَثَّرَت بِصَمْتٍ يَبْعث دِفئًا وَهْمِيًّا..فهي لا تملك جَواب..كُل الذي لَديها كَلمِات مُطَعَّمة بالتَّيه..لا تُريد أن تُصيب فؤاد والدتها الصَّبور بِعَدوى اليَأس والضَّجر من فَرَجٍ التَهَمهُ ضَبابٌ أَسْوَد..لا جَواب لدي أُمّي..لا أعرف كَيف أصنع من الحَديث دَواء بهِ أُخَفِّف وَجعك..وَلا كَيف أنسج بأصابعي ضِماداً يَتَشَرَّبُ بُكاءَ روحكِ الدَّامي..أَصبحت فَقيرة أُمّي حينما يَتعلق الأَمر بالثَّبات..أَخْشى أن يُباغتني الهَم وَيَنْهب فُتات صَبْري..حينها كَيْف سَأقابِل الله؟ كَيْف سَأمضي لِجَنَّةٍ كان الطَّريق إليها بَلاء لَم تَحْتمله روحي الضَّعيفة؟ المَعركة تحتدم وَأسلحتي نَفَذت..لَم أَعُد أَملك إلا الدُّعاء والصَّلاة..وَكما كُنتِ ولازلتِ تَقولين..بالدُّعاء والصَّلاة المَرءُ غَني وإن كان لا يملك سوى خرقة بالِية تَستره..إذن أنا غَنِيَّة..بل أَملك كَنْزًا دُون أَن أَعْلم..إذن لِمَ اليَأس! لِماذا أَمُدُّ يَدَي لِقُيود إبليس في لَحْظة من اسْتسلام! لماذا كُل هذا القُنوط؟..لِيَنْحَني ظَهْرَ الاحْتمال..وَلِتَتَعَكَّز الأَنفاس..ما دامَ القَلْبُ حَيًّا وَنبضه يُصارع للبَقاء فالأَمَلُ باقٍ..والفَرَجُ يَشُق طَريقه بَيْن زُحام السُّحب المَتَلَبِّدة في سَماء دُنيانا..سَيَنفَذ وَلو من ثَغْرة..، ازْدَرَدت هَوانها لِتَسْتَعين بالتَّجلُّد..نَطَقَت بِنَبْرة بَثَّت فيها قَليلاً من حَياة،:يُمّه يُوسف قوي..تجاوز أشياء واجد..وهالمرحلة إن شاء الله ما بتكون صعبة..صدقيني هالوضع مهما زاد سوء في النهاية الأمور بترجع أحسن وأحسن
هَتَفَت بِصَوْتٍ تُعينه عَلى الوُلوج بَحَّة لَها قُوَّة ذابِلة،:إن شاء الله..إن شاء الله..كل شي في ايد رَب العالمين..يعني كل شي بينتهي للخير
,،
تُدور حَوْلَ المَكانِ وَفي العَيْنين يَدور مُسْتَقْبَل الإنتقام..تَدور وَعلى الشَّفَتين الْتَمَعت ابْتسامة تَفْضَح نَوايا الرُّوح..تَدُور والقَلْبُ مُسْتَعِر بِنَبْضِه..وَكَأنَّ النَّبضات تَجري لِتُسابِق الزَّمن إلى النّهاية..تلك النّهاية التي لَطالما حَلِمت بها فَوْق وسادتها الصَّديقة..وَرَسمتها عَلى أَسْقُف الغُرف التي احْتَضَنَت سَهرها..نهاية دَوَّنتها في كُتب سنينها..لِعَقْدانٍ وَأكثر كانت تغزل خُيوط الإعدام التي سَتكون النَّجم الأَبرز لتلك النّهاية..تغزلها بأفكارها وخططها البسيطة فِعلاً و العَظيمة أَثَرًا..سَأفوز وَسَأصل لشَريط النّهاية حَتْمًا..سَأمضغ لحمه وَأقتلع قَلبه من بَيْن أَضلاعه..شَجرة البُرتقال المُتَخَضِّبة بالدّماء العَزيزة المُنْتَهَك حَقّها..سَتَكون كابوسه الأَسْود..سَتَكون ظِلّاً يَبْتسم لَهُ بِخَبَثٍ على أرْضٍ سَتحمله للهاوية..سَنتبادل الأدوار لِنُطَبّق مُعادلة الدُّنيا العادِلة..شاكَسَت الابتسامة سُخْرِية كانت نَتاج أَفْكارها..أَتمنى أن تَكون عادِلة معي هذه المَرَّة!
،:هــا ما قلتين شرايش؟ بس قاعدة تدورين وتوزعين ابتسامات ونظرات تخوّف
تَوَقَّفت وَهي تُواجهه لِتُجيب بِحاجب مَرْفوع بَعْدَ أن عادت وارْتدت ابتسامتها الأولى،:المفروض تفهمني من هالنظرات والابتسامات...المكان تَمــام...موقعه ممتاز بالنسبة لشركة سلطان..المساحة مُناسبة..وأهم شي إنّه نظيف وَجديد..مايبي له شغل مُتعب..
هَزَّ رَأسه بِتَأييد ثُمَّ عَقَّب وَهُو يَحْشِر كَفّيه في جَيْبي بنطاله،:بالضبط..راعيت كل هالأمور قبل لا اختاره "استطرد" اللحين لازم تختارين الاسم والشّعار عشان نوقع العقد ونسجله
خَلَّلت أصابعها في خُصلاتها المُتَزَيِّنة بَتمويجات ناعِمة جِدّا وهي تقول،:الليلة بسهر على الاسم و تصميم الشعار..باجر الصبح بعطيك خبر
اسْتدار لِيَتَقَدَّمها للخارج،:تَمــام..أنا متفق مع مهندس ديكور لمثل هالمحلات..إذا تبين تعطينه تعليمات بعطيش رقم مكتبه
وَهي تَتبعه للخارج،:أوكــي..اتفقنا
رَنا لها بِطَرف عَيْنه عندما أَصْبحت بجانبه والسَّماء من فوقهما تَشْهد هذه اللحظة..وبابْتسامة مائِلة تُشابه في مَعناها ابْتساماتها قَبْل دَقائق،:وين تشوفين نفسش بعد شَهر؟
أَجابتهُ وَعَيْناها تَتَعَلَّقان بِأعماق الرَّسْمِ الذي وُشِمَ عَلى جِلْد أَيّامها،:عنده..في مكتبه..داعيني عَلى استكانة جاي وتشوكلت له حلاوة غبية على الطّاولة الصَّغيرة اللي تتوسطنا..وابتسامة حَقيرة وخبيثة على شَفايفه
اتَّسَعَت ابْتسامته،:وشنو يبي؟
اعْتَلى حاجِبها قِمَّة ثِقته،:يبي نوطّد علاقة العمل لشي... ...أكبر
،:وشنو ردّش؟
التَفَتت لهُ وهي تغمز بعينها مُجيبة،:كل شي في وقته حلو
,،
غارِقة في بَحْرٍ من أَفْكارٍ لَهُ أَمواج جَليديَّة..تَتَحَرَّك بِهَيَجانٍ يشبه الطُّوفان لِتَصْطَدِم بِرُوحها وَتُزَعْزِعها..مُذ فَجَّرت نُور قُنبلتها حَتَّى هذه اللحْظة وهي تغرق دُون أَن تَنقذ نفسها..لأَنَّها بالغَرق تَهرب إلى أَعماق نفسها باحِثَةً عن لؤلؤة وَحيدة فَريدة تتوّج بها ارْتباط نُور بِحَبيب عُمرها طَلال..لَكنّها غير قادِرة على إيجاد وَلو بَريق اللؤلؤ..لا شيء سوى ظُلْمة قاع البَحْر وَ صَمْته المُوْحِش..هي حاولت بِشِدَّة وَنَجَحَت في تَمثيل الفَرَح..ارْتَدَت عَباءة من ثِقة مُزَوَّرة بِأن الأمور سَتَكون بخير..وَأَنَّ الذي حَصَلَ وَسَيَحْصَل بَعيدًا كُل البُعد عن الغَرابة..إلا أَنَّه في الحَقيقة الغَرابة بذاتها! هي مُتَعَجِّبة وَجدًّا من فِعْلة والد نُور..العَم ناصِر..لَطالما كان يُضْرَب بهِ المَثل في كَياسته وَحُسن مُداراته للمواضيع الحَسَّاسة والمُعَقَّدة..لَكن هذه المَرَّة...وَكأنَّ رَجُلاً لا تعرفه مَن اتَّخذ القَرار وَأقدم على هذه الفِعْلة الخاطِئة وَجِدًّا..عبدالله..نُور..وَطَلال..يا إلهـــي...ما هذا التَّعْقيد!!
اسْتَقَرَّت بباطن كَفّها عَلى جَبينها لِتَرْسِم لَوْحَة قَلِقة تَتَسَرَّب منها أَلوان الهُدوء و السَّكينة،مُفْسِحَةً المَجال لِفَيَضانٍ من أَلوانٍ رَمادِيَّة كَئيبة تُبَشِّر بالمَصائِب..هَمَسَت بارْتعاشٍ وَجِل..،:الله يستر يا نُور..الله يستر
,،
يتبع
فترة الأقامة :
3916 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
19044
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
353.84 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم