عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2020   #3


الصورة الرمزية طهر الغيم

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 40 دقيقة (07:41 AM)
آبدآعاتي » 1,385,610
الاعجابات المتلقاة » 11667
الاعجابات المُرسلة » 6465
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





يَجيءُ اللَّيْلُ سِتْراً لِحَرائِرٍ عَرَّى حُزْنَها دَمٌ بَصَقَهُ الماضي عَلى حاضِرَهن المُبْتور السَّعادة..لَيْلٌ كان فارِسَهُ رَجُلٌ يَحْمِلُ الغُموضَ عَلى كَتِفَيه..و يَسْبَحُ الغَبَشُ بَيْن عَدَسَتَيه..رَجُلٌ صافَحَ الحَياةُ بِيَد الحُلْم..تَقَلَّدَ العِلْمُ لِيَنْتَصِرُ على جَهْلٍ وَ حاجة قَد تُعارِضانه مُسْتَقْبَلاً..لَكِنَّه وَجَد نَفْسه..بِلا ذاتٍ يَدوس الدِّماء وَ يَتَعَرْقَلُ بالقَتَلة..،كانَ يَقِفُ عند الزَّاوِية عَلى يَمين الباب المُفْضي لِقاعة الطَّوارئ..حَيْث الأسِرَّة تَصْطَفُّ ببياضٍ باهِت يُحَفِّز على الاسْتفراغ..مُسْتَنِداً للحائِط بِجِذْعٍ مُرْتَخٍ..طاوِياً ساقَهُ اليُمْنى للخَلْف،مُتيحاً لِباطن قَدَمها الاتِّكاء مَعه..كَفَّاهُ كانت جُيوب البِنطال مَخْدَعهما..عَلى وَجْهه قَد تَراكَمَ جَليدٌ كَئيب..يَبْعَث في النَّفْسِ شُعوراً يَتيماً من الرَّاحة..بَصَرُه اتَّخَذَ الوُجوه الأرْبَعة سِكَكاً له..يَطُوف على الأولى لِيَمْضي للثَّانية وَ يَنْتَهي عند الأُخيرة..وُجوهٌ اخْتَنَقَت ثَلاثٌ منها من دَموعٍ كانت عَباباً هَزيماً جَرَّح جُفونهن،وَ صَبَغ وَجناتهن حَتَّى اسْتَوَت جَمْرا..أما الرَّابع..كان الشُّحوبُ جَلَّاده..أَفْرى لَوْنه و شَرَع في نَحْتِ التَّعَبَ بَيْنَ طَيَّاته..شَفَتاه مُتَعَلَّق بِهما البَياض..وَ أَجْفانه يُحاصِرهما احْمرارٌ يُخامره لَوْنٌ أُرْجواني جَلي..كان كَما المَنْزوعة منه رُوحه..لَوْلا تَنَفُّسه لَقيلَ أنَّ الدُّنيا باعَتهُ على المَوْت...هُو اسْتَيْقَظ قَبْل عَشْرون دَقيقة..هَذَى ببضع كَلمات غير مَفْهومة..وَ تَبَسَّم بارْتعاش..نَعَم تَبَسَّمَ..وَ كأنّهُ يُريد أن يَقْهَرَ الوَجَع و يَكْسِر عاصِفة الهَلَع المُزَعْزِعة زَهَراته الثَّلاث..ثُمَّ عادَ و غَلَّفَ وَعْيه بالنَّوْم..لله الحَمْد جِرْحه لَم يَكُن عَميقاً..على الرَّغمِ من بُحَيْرة الدِّماء التي كانت تَنْعى جَسَدهُ قَتيلا..إلا أَنَّ النَّزيف كان قَد تَوَقَّف عندما وَصَله..تَمَّت خِياطة الجِرْح..وَ ها هُو رِسْغه مُحاط بِضِمادة ثَخينة..عَلَّها تُسَكِّن جِرْح الغَدْرِ وَ الخِيانة..نَعَم خِيانة..فالذي افْتَعَل هذه الحادِثة قَريبٌ وَ جِدَّاً من يُوسف..قَريبٌ للحَد الذي يَجْعله يَدلفُ إلى مَنْزِلَهم فَجْراً بِكُل أَرْيَحِيَّة..يُغَيِّب وَعْي يُوسف وَ يَنْقِلَهُ لِمَعْمَل والده القَديم..يَبْدو أَنَّ مُهِمَّتهُ شائِكة هذه المَرَّة..مُهِمَّة نُسِجَت معها وَشائِج عائِلة تُشَوِّهها جيناتٌ فاسِدة..،زَعيقٌ مَبْحوح و صِياحٌ مُجَلْجِل قَاطَعَ مَغْزَلة أَفْكاره..الْتَفَت بانْتباه لليَسار..كان شَيْخٌ طاعِنٌ في السِّن يُجَرُّ على سَريرٍ لَو كان لَهُ لِسان لاشْتَكى من صُراخه..يَبْدو أَنَّهُ قَد تَعَرَّضَ لاصابة في ظَهْره..أَفْرَغَ زَفراتِ التَّعَب من صَدْره..اعْتَدَلَ في وُقوفه ثُمَّ تَحَرَّكَ للخارج..فَأضْلاعه تَكادُ أَن تُقَوِّضها مَطارِق الإرْهاق فَيَتَسَرُّب من بَيْن شُقوقها الصَّبْر..لِذَلك فَضَّلَ الخُروج حَتَّى لا يَفْقِد صَبْره..،اسْتَقَرَّ عَلى بُعْد خَمْس خُطْوات من باب الدُّخول للطَّوارئ..كانَ الهُدوء مُتَرَبِّعاً على الأَجْواء..عَلى عَكْس الدَّاخل..حَيْثُ الضَّجيج لا يَهْدأ من بُكاء..وَجَع..أنينٌ و آهات..أَخْرَجَ يَداه من جَيْبه..اليُمْنى قابِضة على سيجارة حُبِسَت بَيْن شَفَتيه..و اليُسْرى قَدَ تَلَقَّفت القداحة..ثانِية وَ هَتَفَ وَميضٌ أحْمر تَبَعهُ دُخان تَصاعَد للسَّماءِ مُحَمَّلاً بِخَبايا نَفْسِه البَكْماء..بَقِي لِدقائِق وَ هُو يُمارِس هوايته بَعيداً عن وَغى الدُّنيا وَ بلائِها..كما لَو أَنَّه يُحَلِّقُ للامَكان..حَتَّى شارَكَته الوُقوف تِلْكَ التي اسْتَنْجَدَت به صَباحاً..السَّاعاتُ هَرْوَلت وَ النَّهار نَزَعَ ثَوْبه وَ لَم يَأتِ طَبيب يُوسف حَتَّى الآن..وَ هاهي شَقيقته قَد ارْتَكَب التَّعَبُ..الخَوْف وَ البُكاء مَجازِر أضْنَتها حَتَّى باتت تَحْتاج لِعلاجٍ يُداويها..هَمْسٌ حَلَّقَ بِجَناحَيْنِ مُرْتَعِشَيْن،:آســ ـفة..بهذلتك معانا و تَعَبّتـ ـك "احْتَضَنت نَفْسَها بذراعيها لِتَرى عَيْنَ السَّماءِ وَهنها..بِتَنَشُّقٍ أَرْدَفَت" بـ ـس مــــ ـ مــا اعرف أحـ ـد غيرك..ما عنـ ـدنا رَجَّـ ـال..أوَّل شَخص جا في بـ ـالي إنت..ما در
قاطَعها بِنَصْلِ بُروده،:يُوسف ما حاول ينتحر..هذي لعبة..اللي صار لعبة مخطط لها "اسْتَنْشَق من سيجارته ثُمَّ الْتَفَت جانِباً نافِثاً دُخانها لِيرْدِف بذات البُرود" السجّين المُسْتَخدمة في الحادثة كانت متروكة وسط يده و طَرفها الحاد يواجه الجهة المُعاكِسة لرسغه..هذا غير إنَّ أصابعه كانت مرتخية..يعني احتمال كَبير إنَّ سقوطه يخلي السجين تفلت من يده الضَّعيفة..الجرح كان طَفيف نوعاً ما..بس الدم اللي شفته كان مُبالغ فيه..مُستحيل يكون نازِف من هالجرح..و آخر شي "اسْتَدارَ لها مُواجِهاً الانْشداه المَسْفوك على وَجْهها..أَكْمَلَ بِثِقة لَم تُزَحْزِح الشِّتاء المُتَكَتِّل على حَواسه" يوسف تعرض لتَخدير مُتَعمَّد..حقنوه بمخَدّر يسبب رَدَّات فعل أقرب للهَلْوَسة..و اللي بيأكّد هالشي نتيجة التحاليل
أَنْهى حَديثه بإلْقائه السيجارة على الأَرْض..حَرَّكَ قَدَمه خامِداً اشْتعالها..قَبْلَ أن يَخْطو عائِداً للدَّاخِل،دون أن يُلْقي نَظْرة على مَلاك التي صَفَعها تَحْليله صَفْعة وَ عَشْرة..تَزاحَمَت الغَصَّات وَسَط حَلْقِها حَتَّى بَدأ الأَلمُ بِقَرْع طُبوله..وَ وَسَطَ الجَوى تَصادَمت النَّبضات بِشَعواءٍ وَ تَيْه بَثَّتهما رِياح الخَوْفِ و الفَزَع..انْتحار..اغتصاب..انْتحار..قتل..خيانة و دِماء..تَصافَقَت أَهْدابها من هُجوم قَبائِل غَجَرِيَّة تُعْرَف بالدُّموع..شَدَّت على ذراعيها المُتَسَوِّر بهما جَسَدها المَسْلوب الأمان..رَفَعت رَأسها للسَّماء..كانت مُطْمَسة إلا من زُرْقَة داكِنة..غابَ عنها القَمر و اسْتَتَر..حَتَّى النُّجوم اخْتَبَأت..رافِضَة تَزْيين ثَوْبها احْتراماً لِشَعيرة الحُزْن التي تُمارسها أَرْواحهم المَعْلولة..تَكَسَّرت في الصَّدْرِ شَهْقة..وَ فَرَّت من بَيْنِ الأَضْلُعِ آه مُتَهَدِّجة أَتْبَعها رَجاءٌ حَمَلَتهُ الأمواج المالِحة للأعْلى،:يـ ـارب



وَصَل للشِّقة التي انْتَقَلَت إليها زَوْجَته حَديثاً..كانت غُرْفَة الجُلوس هادِئة حينما دَخَل..نادى بِصَوْت عالٍ نِسْبِيَّاً وَ هُو يَخْطو لإحْدى الأرائِك..،:وَعـــد
اسْتَراحَ فَوْقَها بَعْدَ أن الْتَقَطَ جِهاز التَّحَكُّم بالتِّلفاز..فَتَحه وَ بَدأ بالبَحْثِ عن ضالَّته..ارْتَفَعت يَدَهُ لِأزْرار قَميصه..حَلَّها حَتَّى مُنْتَصَف صَدْره مع عَوْدة مُناداته،:وَعـــد..إنتِ وين؟
لَم يَأتهِ أيُّ جَواب..اسْتَرْخَى في جُلوسه مُسْنِداً رَأسه للأريكة..اسْتَقَرَّ على إحْدى القَنوات الرّياضِية قَبْلَ أن يَلْتَفِت جِهَة غُرْفة النَّوم..كان الباب مُوْصَد..لا يستطيع أن يَمْضي إليها وَ يَسْتَفْسِر غيابها..فأَطْرافه قَد ارْتَدَت الكَسَل مِعْطَفاً يُصْعَب عليه خَلْعه..،دَقائق فَقط و انْدَمَج مع مُجْرَيات المباراة مُتَناسِياً تلك الوَعَد الصَّامِتة بِغَرابة..لَم يَنْتَبه لِرُبْع السَّاعة التي مَرَّت إلا حينما أتاهُ هَمْسُها مُغَرِّداً،:مَسـاء الخيــر
بِعَفَوِيَّة تَبَسَّم وَ هُو يَلْتَفِت للصَّوْت..لَكن الابْتسامة تَقَلَّصَت شَيئاً فَشيء عندما اصْطَدَم بَصَرَهُ بالأُنْثى الواقِفة أَمامه..عُقْدة اسْتنكار اسْتَحْوَذَت على مَلامحه..نَطَقَ لِسانه بِشَكٍّ وَ تَرَدُّد،:فاتِـــن!
ضِحْكَتها المُمَيَّزة أَرْخَت مَلامحه و سَمَحت للتَّعجُّب بالْتِباسها..اقْتَرَبَت منه وَ هي لا تَزال تَضْحَك على رَدَّة فعله،:صراحة وجهك كان عجيـــب..للأسف ما صوَّرتك "بِسعادة طَفيفة وَ هي تجْلس على يساره" يعني النيو لوك ممتاز..إنت زوجي ما عرفتني من أوَّل نظرة
عَيْناه بِذُهول أَخَذَت تَمُرُّ عليها بدِقَّة..من شَعْرها الذي نَهَبَ نِصْفه المَقَص..إلى أصابع قَدَمَيها المَطْلِيَّتان بِدَمِ غَزالٍ جَريء..تَساءَل مع الْتقاء عَدَسَتيه بِعَدَسَتيها المُرْتَدِيَتين عَسَلٌ لَهُ لَمْعة مُلْفِتة،:إنتِ رايحة صالون!
ضَحَكَت وَ هي تُجيبه بثِقة،:لااا..ما طلعت من الشقة "حَرَّكت بأناملها خصلاتها المُمَوَّجة بنعومة" سويت كل هذا بروحي
الْتَقَط بَعْضاً من تَمَوُّجاتها التي بالكاد تُلامس كَتِفَيْها..ابْتسامة مائِلة شَدَّت شَفَتيه مع تَهَدُّل جِفْنِيه من ثِقْل النُّعاس..وَ بِهَمْسٍ خَطير النَّوايا،:إنتِ حِلْوة حَتَّى لو ما كنتِ إنتِ..حلوة سواء كنتِ فاتن أو وَعد
إحْساسه الرَّقيـق غَلَّفَ قَلْبَها بدفءٍ انْتَعَشَت منهُ حَواسها..بادَلَتهُ الابْتسامة بِحَلاوة قَبْلَ أن تَسْتَجيب لِوَشْوَشات أُنوثتها وَ تَميل عليه بِخِفَّة..لِتُهْدي شَفَتَيْه قُبْلة جَدَّدت وَسْمَ حُبِّها المَنْحوت بَيْن حَنايا رُجُولته..ابْتَعَدَت عنهُ بِمَسافَة بَسيطة..ضَحَكَت وَ هي تَراه مُغْمِضاً بانْتشاء..بَلَّلَ شَفَتَيه قَبْلَ أن يُعَلّق على ضِحْكتها وَ هُو يُبْصِر،:إنت شرّيــرة..تلعبين بقلبي لعب..تدرين ممنوع أقرّب أكثر
اتَّكَأَت على صَدْره مُداعِبةَ بأناملها شُعَيْرات ذِقْنه قائِلةً،:زين الشّريرة تتساءَل..شصار معاك؟
أَجابَ بِحاجِبٍ أَرْفَعَتهُ الثِّقة وَ ذراعَيه تُقَرِّبانِها من قَلْبه،:من باجر الصّبح خَبَر انتحار فاتن بتقراه في الجرايد هالعيون الجميلة



أَرْكَنَ سَيَّارته أَمام مَنْزِلَها..غادَرَتها وَ هُو تَبِعَها بَعْد أن اسْتَأذن من ابْنته بِضع دقائق وَ في يَده كيس صَغير..تَوَقَّفَت أَمام الباب وَ هي تُشير للمَنْزِل،:حَيَّاك..تفضل
ابْتَسَمَ لها بِلُطْف مُعَقِّباً،:لا تفضَّلنا الظهر و سَلَّمنا..مَرَّة ثانية إنتِ تفضلي معاي بيتنا
هَزَّت رَأسها و هي تُبادله الابْتسامة،:أكيد إن شاء الله
انْتَبَهَت للذي يَحْمله..كيس أَزْرَق داكِن..يَنْتصفه شِعار لِماركة مُجَوْهَرات مَشْهورة..رَفَعهُ حاشِراً كَفَّهُ الأخرى فيه وَ هُو يَقُول،:تَحَيَّرت في الاختيار..بس في النهاية هذي دخلت قلبي..إن شاء الله تعجبش
نَطَقَت بِخَجَل تَوَرَّدَ منه خَدَّيها عندما لاحَ لِعَيْنَيها لَمَعان الألْماس الفَخْم،:ليش مَكَلِّف على نفسك؟
وَ هُو يَمُدُّ لها الكيس بعد أن أخْرَج ما في عُلْبَته،:أبداً لا كلافة و لا شي "بَسَط يَدَهُ أمامها مُرْدِفاً" عطيني يدش
أطاعتهُ بِنَبْضٍ يَتَراقَص فَرَحاً..هذا أَجْمَل مما رَسَمتهُ في خَيالها..السَّماءُ اسْتَعارَت من بَريق الألْماسِ نُجوماً تَلْتَقِطُ هذه اللحَظات السَّاحِرة..وَ القَمَرُ قَد ابْتَلَع الظَّلامُ أَجْزائه..لِيُمْسي هِلالاً يُحاكي ابْتسامة الحُب المُقَبِّلة زَهْرَ شَفَتَيها..هُو أَمْسَكَ ساعدها بِنُعومة لِيُجَمِّلَ رِسْغها النَّحيف بِسِوارٍ كانَ عِبارة عن ورَيْقَات صَغيرة مُتَلاصِقة..تَناثَرَ عليها جُزَيْئات من زُمُرُّد يَخْطِفُ الأَبْصار بِعَشْوائِيَّة أنيقة..تَحَسَّستها أَناملها و الانْبهار يُأطِّر عَيْنيها،:تجــنن فيصل..مَشْكوور
تَبَسَّم لِسَعادَتها الواضِحة كَما شَمْسٍ ذَهَبِيَّة..من بَيْن هُدْبَها لَمَحَ مَحَبَّتها المُشْرِقَة دَوْماً..هَمَسَ لها بِود،:تستاهلين ياسمين "اسْتَطْرَدَ وَ هُو يَدْعَك صِدْغه بِسَبَّابته" عُذْراً لأنّي أخذت جَنى ويانا..بس بغيت أخليها تتعود على الوضع الجَديد..صَحيح إنها متعودة على وجودش..بس بغيتها تعتادش كزوجة أب
طَمْأنَتهُ بِلُطْف،:بالعكس استانست يوم شفتها..و مثل ما قلت..عشان تعتاد على الوضع
عَقَّب بِراحة،:زيــن تَمام "تَراجعَ للخَلْف" أخليش اللحين..بكلمش قبل لاتنامين
لَوَّحت لهُ بِيَدها وَ هي تدْفَع الباب للدُّخول بِمَلامح تَتَغَنَّى بَهْجَةً وَ سُرور،:تَمام..انتظرك
عادَ لِسَيَّارته وَ نَفْسه قَد زارَتها اخْتِلاجات جَديدة..تُنَبّئه بِخَيْرٍ يَنْعَقِدُ أكاليل عَطِرة عَلى بَوَّابة مُسْتَقْبَلِه المُشَرَّعة..أَغْلَقَ الباب فَأتاه صَوْت صَغيرته مُتسائِلاً،:استانَسَت؟
ضَحَك وَ هُو يَلْتَفِت إليها مُجيباً،:ايــه استانست "غَمَزَ لها" ذوقش يجنن..قالت إنها تجنن
هي التي كانت مُسْتَنِدَة على المَقْعَدان الأماميان بِيَدَيها..حَرَّكَت كِتِفَها وَ بِثِقة فِطْرية دَثَّرت مَلامحها وَ صَوْتها" أدررري
قَرَّبَ وَجْهه لها مُقَبِّلاً خَدَّها الطَّري،:عُمـــري الثِّقة "اسْتَدار مُحَرِّكاً السَّيارة وَ هُو يَقول" بابا اليوم بتنامين معاي
مالَ رَأسها قائِلَةً،:بس ماما تنتظرني..ما تدري بنام معاك
تَناول هاتفه ناطِقاً بابْتسامة مائِلة،:مو مُشْكِلة..بنتصل لها نعطيها خَبَر"وَ بِصَوْت مُنْخَفِض أَكْمَل ساخِراً" بنتصل لصاحبة المَكان
ضَغطَ أرْقامها الرَّافِضة ذاكرته التَّخَلِّي عنها..رَفع الهاتف لأذنه..طالَ الرَّنينُ قَليلاً..وَ قَبْلَ أن يَعْزِم على قَطْع الاتّصال...

،:هَــلا حَبيبي



تَميلُ كَما بِتِلَّاتٍ يانِعة يُهَدْهِدها نَسيمُ الرَّبيع الدَّافئ..تَدور بِراشقة و خُطوات مَدْروسة حَوْل نَفْسِها..قَدَمَيْها تَرْتَفِعان مِثْلَ جِنْحان يَسْتَعِدَّان للتَّحْليق..بأطْراف أصابعها تُلامِس الأَرْضَ الخَشَبِيَّة كَأنَّما تَرْسِمُ حُلْمَاً تُلَوِّنَهُ أَلْحان موسيقى عَذْبة،يَتَغَنَّى بها القَلْب وَ نَبْضه..خصْلاتها الحُرَّة تُشارِكَها الرَّقْص بِسَحْرٍ لَهُ تَعْويذات تَنْهَبُ من الحَواسِ اتّزانها..تَتَمايَل مَعها مُقَبِّلَةً وَجْنَتيها وَ مُسْتَنْشِقة عِطْرها الأَذْفَر الغافي عَلى عُنُقِها و َنَحْرِها..كانت لَوْحة راقِصة مُفْعَمة بالبَهْجة و الحَياة..دارت وَ دارت و الابْتسامة تُجَمِّلها..إلا أَنَّ غَمامة مُفاجِئة هاجَمَتها مُشَوِّشَةً بَصَرها..اضطَّرَبَت حَرَكَة قَدَماها مما دَبَّ الرُّعْب في نَفْسِها.. بِسُرْعة امْتَدَّت ذراعها باحِثَةً عن مُتَّكئٍ يَحْميها..اصْطَدَمَ ظَاهر كَفَّها بالحاجِز الخَشبي فَتَمَسَّكَت به بِكِلتا يَدَيها كَما طَوْق نَجاة سَيْنقذها من الغَرَق..أَسْنَدَت جَسَدها إليه وَ الذي اسْتَسْلَم بهُدوء لجاذِبِيَّة الأرْضَ..بَقِيَت لِثوانٍ مُطْرِقة بِبَصَرٍ زائِغ..تَشْعُر وَ كَأنَّها في دَوَّامة..غير قادِرة على رؤية الأشْياء ساكِنة..كُل شيء يَتَحَرَّك بِعْشوائِيَّة بَطيئة تُأجِّج الرَّغبة بالاستفراغ..ارْتَفَعت يَدَها بِرَجْفة وَاضِحة لِصَدْرها..ضَغَطَت عَلَى مَوْضِع قَلْبها..خَفَقان غَريب أَرْعَدَ حُجْراتها..نَبْضها قَد تَمَلَّكتهُ سُرْعَة رَهيبة..ازْدَرَدَت ريقها مُحاوِلَةً تَثْبيط شُعور اللوْعة..أَسْنَدَت رَأسها للمرآة مع انْسِدال جِفْنيها..ارْتَفَع صَدْرها بارْتِجاف مُلْتَقِطَةً بِضْع أُكسيجينات تُعيد إحْياء طَاقَتها..زَفَرَت بِهَوان قَبْلَ أن تَهْمس و الخَوْفُ لَحْنها،:شنو فيش حَنيــن!



قالَت بِقَهَر عندما أَوْقَفَ السَّيارة أَمام منزلهم،:إنت تبي تفشلني..أوَّل شي قلت بنروح العصر..و اللحين جايبني هالحزة! يمكن الناس نايمين
الْتَفَت لها و البُرود يُسَيِّرُ نَظراته لها،:من ينام الساعة ثمان!
عارَضته،:و إنت شدراك؟ حتى لو ما ينامون اللحين..يمكن ما يحبون يستقبلون ناس في مثل هالوقت من غير مواعيد
نَطَقَ بِكَلِمات أراد بها إثارة غَضَبها،:إذا أخذنا موعد بيمديهم يخفون الأدلة أو يتخلصون منها
تَوَسَّعَ مِحْجَرَيها بِصَدْمة ساحِقة تَهَدَّلَت منها شَفَتيها..هَمَسَت بعدم تصديق،:إنت جاي تحقق معاهم! "ارْتَفَع صَوْتها و الحَنَق بَصَقَ احْمراره على وَجْنتيها" في شنـــوو!
تَبسَّم لها باسْتِفزاز،:بسرعة ينقص عليش "أوْقَفَ المُحَرّك وَ هُو يَفْتَح الباب" أقول نزلي نزلي
تَرَجَّل من السًّيارة بِثِقة وَ هي تَبعته وَ أَنْفاس القَهَر تَتصاعَد من صَدْرها..أَرادت أن تُوَبِّخه لَكن أَضْواءٌ ساطِعة لإحْدى المَرْكَبات قاطعَتها..اقْتَرَبَت من شَقيقها حَتَّى تَوَقَّفَت بِجانبه مع اسْتِقرار السَّيارة أَمامهما..أُخْفِضَت النَّافِذة المُظَلَّلة كاشِفة عَن وَجْهٍ رُجولي..نَطَقَ بِمَللٍ أَغْرَقَ صَوْته وَ مَلامحه،:نَعم أَخ عَزيز..شبغيت؟




 توقيع : طهر الغيم



رد مع اقتباس