الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 49 الفصل الثالث
عرض مشاركة واحدة
01-21-2020
#
2
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ ساعة واحدة (03:44 AM)
♛
آبدآعاتي
»
1,385,610
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11667
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6465
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
انْحَنى و الانْهِيارُ يُسَيِّرهُ بِلا تَدْبيرٍ وَ لا تَفْكير..يَشْعُر وَ كَأنَّ السَّماء قَد أُطْبِقَت على ظَهْره حَتَّى باتَ يَحْمِلُها..وَ كَأنَّ هُموم العالَم أَجْمع قَد تَعَاضَدَت وَ أَثْقَلت كاهِله..تَشَبَّثَ أَصابعه المُرْتَعِشة بِقَدَمه وَ وَجْهه المُنْتَبِذ بَحْراً من دُموع مَرَّغهُ بِحذائه المُنافِس بِلَوْنه سَواد فِعْلته..نَطَقَ وِ لِسانه يَتَلَعْثَم من سَيْل الشَّهَقات..،:اذذ..اذبــحـ ـني...اذبحــ ...ــحنــ ـي..أَو... أو..احرقنـ ـي..احرقــ ـني..سو فينـ ـي اللي تَبـ ـي"ضَرَب جَبينه بالحِذاء ضَرَبات سَريعة وَ قاسِية و هُو يُرَدّد" اســ ــتاهـ ـل..اسـ ـتاهل...استاهل.. .. اسـ ـ...ــتاهل..
شَهْقة مُسَنَّنة فَرَّت من حَلْقه عندما تَلَقَّفَت يَدُ ناصِر قَميصه من عُنُقِه وَ هُو يَهْمِس بِفَحيحٍ قاِتِل،:مَجْنـــون أنا أذبحك! أخليك ترتاح من الدنيا و أذبحك..إنت لازم تتعذب قبل..و تاخذ جَزاك "صَفَعَ خَدَّه بِظاهِر كَفَّه و هُو يُرْدِف بِحِقْدٍ يَكادُ أن يَتَفَجَّر من عَيْنيه" لازم أروعك مثل ما رَوَّعت بنتي..مو أذبحك و أخلصك من العذاب..يالنَّــــذل
رَكَلَهُ للأرض بِغَضَبٍ سَوْداوي قَبْلَ أن يَتَقَهْقَر جَسَدَهُ بِهَوان..مالَ إلى الجِدار القَريب مُسْتَنِداً عَليه بِجانِب جَسَده وَ صَدْرهُ يَرْتَفِع وَ يَنْخَفِض بِرَتمٍ غير مُتَّزِن..أَنْفاسه تَعْبر جَسَدهُ صَياخيد تَكادُ أن تُرْمِد القَبْو الذي تَسَتَّر على اعْتراف طَلال المَرْعوب..نَعَم كان مَرْعوب..فَهْو مَسَّ امْرْأة مُحَرَّمة عَليه..قَبَّلها..قَبَّلها كَأنَّما كان يَرْتَشِفُ خَمْراً..كَفُّه امْتَصَّت خُطوطها رَحيق عُنُقِها..وَ أَنْفاسه قَد اصْطَدَمَت بِعَبير خُصلاتها..سَكَنت ذاتهُ بالحَرام..وَ تَذَوَّق شَهْدها بالحَرام..هُو لَطَّخَ رُجولته و أنوثتها بالحَرام..مُتَّبِعاً شَيْطانه الأَرْعَن..،أَلْصَقَ جَبينه بالأرْض البارِدة..أَغْمضَ عَيْنَيه بِشِدَّة يُحاوِل أن يَخْلع المَوْقِف المُقْرِف عن بَصَره..هُو مُذْنِب..ارْتَكَب رَذيلة..وَ لا يَدْري بِأيِّ وَجْهٍ سَيُطالِب الله بالمَغْفِرة..هُـو..هُـــو..ماذا يُسَمَّى..ماذا يُسَمَّى الذي يَمس امْرأة لَيْست حَلاله..زانٍ....زانٍ.. ..هُو قَد زَنى! انْتِفاضَة مُميتة هاجَمَته حَتَّى طالت أَعْمَقَ جُزَيءٍ فيه..تَمَسَّكَ بالأرْض بِيَدَين مُتَقَفِّزَتان بالرَّعْشة..ببطءٍ وَ بِقُوَّة مَسْفوكة رَفَع ظَهْره وَ الرَّأسُ لا زالَ يُقابِلُ الثَّرى..كَشَفَ عَن عَيْنيه لِيَتَّضِحُ البُكاء وَ هُو يَسْبَحُ وَسَطهما..تَخَبَّطَت حَدَقَتاه على اللتَّان احْتَفَظتا بَيْن طَيَّاتهما بِأَدِلَّة الجَريمة..ناحَ وَجْسَهُ مع انْتِحار الدَّمْعة من سَطْحِ عَيْنه المُغْرَقة،:زَنيـــ ــت...أنــا..زَنيـ ـت!
هُو..ناصِر..الأب الذي كان يُعاين في خَياله وَضْعَ فَلِذة كَبِده..نُور عُمْره..كان يُعاين حالَها بَعْدَ قُبْلة هذا المُتَهَوِّر..قالَ أَنَّها اسْتَفرَغَت بِشِدَّة..لا شَك أَنَّهُ أَفْزَعها بِجَريرته..فَهْو قَد أَلْقى بها في جُحْرٍ سَتَظَل تَلْسَعُ ذاتها وَسَطه تَأنيباً و تَقْريعاً..يَعْلمُ أَنَّها سَتُشْرِك نَفْسَها في الخَطيئة..مُتَّخِذة مَشاعرها السَّابِقة له حُجَّةً..لَكــن..لكن الذي لَم يَفْهَمه..وَ لَم يَتَسَنَّى لِعَقْله فَك شيفرته..قَوْل طَلال..بِأنَّ نُور كانت..كانت...غَريـــبة!
،:أنا زانــ ـي..شسويــ ـت..شسويـــ ــ آآه
آه جارِحة اقْتَطَعَت نَدَمهُ الذي غَرَسَ أَوَّل بَذوره..لِتَبْدأ رِحْلة أسَف سَرْمَدي..لا نِهاية له..ناصِر التَفَت بِانتباه لِطَلال الذي اتَّخَذَ الأرْض وِسادةً له..هُو يَكادُ أن يَحْفرها قَبْراً لَعَلَّه يُواري بهِ سوء فِعلته..رَمَشَ ببطء و هُو يُنْصِت جَيّداً لِهَلْوَسته...اتَّسَعت عَيْناه عندما الْتَقَطَت أُذْنه الكَلِمة التي استَنْفَذَ لسانه حُروفها من نُطْقه لها..الكَلِمة التي اتَّهَمَ نَفْسهُ بِها..فَتَحَ فَمَهُ يُريد أن يَنْهَره...لَكِنَّ رَغْبة جامِحة وَ غَريبة اسْتَجاب لها مُكْرَهاً نَهَبَت منهُ الكَلِمات..أَطْبَقَ شَفَتيه..ازْدَرَد ريقه..و في جَوْفه هَمَسَ صَوْتٌ نادِراً ما تَسْمعهُ ذاته..صَوْتٌ كَبَّل ضَميره حَتَّى لا يَرْدَعه..هَمْسٌ يَقُول..فَلْتَكُن زانٍ طَلال..فَلْنُلْبِسْكَ الذَّنْبَ الذي أَقْنَعتَ حواسك بِأنَّكَ مُرْتَكِبه..،
اعْتَدَل في وُقوفه،ثُمَّ اقْتَرَب بِقَدَمان تَنْتَعِلان ثِقْلاً..في تلك اللحْظة كان مُتَيَقّناً أنَّ الشَّيْطان غادَرَ طَلال لِيَسْكنه..لَكِنَّهُ وَ رَغْمَ تَيَقُّنه كان مُسْتَسْلِماً لِتَوْجِيهاته..فالغَضَبُ على نُوره سَلَب نُور الحِكْمة من لُبِّه..و دَفَعهُ للنُّطْقِ بحُكْمٍ مُغْرِض يَجْهَل عُظْم إثْمه..هَمَسَ و عَيْناه تُبْصِران سَعادة طَلال و هي تُوَدِّع الحَياة الوَداع الأخير..،:و الزاني يا طَلال عقابه عند ربي الجَلْد..الجَلْد مئة مَرَّة
،
أَغْلَقَ صُنْدوق الذِّكْرى مُكْتَفِياً..فَلا حيلة لَهُ لإعادة إحْياء الوَجَع المُهَوّل الذي أَلَمَّ بهِ في ذلك الفَجْر المُتَّخِم بالشُّؤم..انْتَزَعَ من صَدْره تَنْهيدة مُرْهَقة وَ هُو يُكْمِل ارْتداء سُتْرَته،قَبْلَ أن يَتَحَرَّكَ ناحِية الباب..أَمْسَكَ المِقْبَضَ بِتَرَدُّد،مَرَّر لِسانه على شَفَتيه وَ مِن ثُمَّ أَخْفَضه بِهُدوء..بانَت فُرْجة صَغيرة اسْتَطاع أن يُبْصِر من خِلالها..ضَيَّقَ عَيْناه مُدَقِّقاً،وَ ما إن اسْتَوْعَب عَقْله هَيْأتها حَتَّى ماجَ حُزْنٌ آسِف في قَلْبهُ..حُزْنٌ داعَبهُ حَنانٌ لا يَبْزَغ إلا لِأجْلها..إذن أنتِ حَقيقة..أنتِ حَقيقة نُــور..أنتِ نُورٌ يُضيء واقعي..لَسْتِ حُلْماً كَما اعْتدتِ أن تَكوني....كانت تُغَطّي وَجْهها بِكَفَّيها..وَ كَأنها تُحاوِل أن تُطَبْطِب على تَعَبِه المَرْسوم بِأناملِ فَنَّانٍ وَرَثَ الحُزْن و تَوابعه..زَمَّ شَفَتيه بِأسَى وَ لِسان حَاله يَهْمِسُ بِحَسْرة..إلى أي مَدَى دَمَّرْتُكِ نُور..إلى أي مَدى؟ تَصافَقَت أَهدابه بانْتِباهٍ لِتَحَرُّكاتِها..كانت قَد سَتَرت شَعْرها و ثَبَّتت حَقيبتها على كَتِفَها..قَبْلَ أن تَقِف باعِثَةً نَظرات لَم يَسْتَشِف فَحْواها لِأزْهارٍ كانت تَسْتريح فَوْق الطَّاوِلة..تَحَرَّكت مُسْرِعَةً قاصِدةً الباب..و هُو من خَلْفها قَد خَطَى مُفارِقاً غُرْفته..نَطَقَ مُنَحِّياً تَرَدُّده و هُو يَراها على مَشارف الخُروج،:وين بتروحين؟
,،
اتِّساعٌ مَذْهول خالَطَهُ اسْتنكار ذاك الذي أَحاطَ بِعَيْنَيه..اعْتِلاءٌ مُتَعَجِّب اسْتَحْوَذَ على حَاجِبَيه..وَ لَم يَمْنَع السُّخْرِية من الرُّكون عند زَوايا مَلامحه..نَطَقَ وَ صَوْتهُ قَد حَوَى جَميعَ ما سَبَق..،:هذا إنت اللي تكلمني لو مَبدْلينك! "مالَ في وُقوفه وَ هُو يُحَرِّك يَدهُ مُحاكاةٍ لِحَديثه" وين راح احترام القانون و الشروط و الصدق و عدم التَّهور؟! اشوفك قمت تتغاضى عن مَبادئك!
زَمَّ شَفَتَيه كاظِماً غَيْظه من سُخْرِيَته..اسْتَنْشَقَ صَبْراً بِهُدوء قَبْلَ أن يُجيب بِهَمْسٍ قاطِع،:أنا ما بسوي هالشي إلا عشان القانون..القضية معقدة عَزيز..و احـ
قاطعهُ بِحاجبٍ مَرْفوع مع اسْتِقامة وُقوفه،:و شنو هالقضية المعقدة؟
ابْتسامة مَكْر شَدَّت شَفَتيه قَبْلَ أن يَلِجُ من بَيْنهما اسْم أَيْقَظَ الحِقْد وَسَط قَلْب عَزيز،:سلطــان
عُقْدة أشارت لِعَدَم فَهْمة تَرَبَّعت بَيْن حاجِبه...تَساءَل مُطالِباً بِتَوْضيح،:و من متى سلطان صار يهمك؟ عَمَّار يوم اشتبه فيه محد فيكم سمع له..لين ما المسكين قام يلاحقه و ما كان عارف بخطورته و كانت نهايته القتل "اسْتَطْرَدَ بِضِحْكة قَصيرة تَغص بالقَهَر" طبعاً القتل اللي بقدرة قادر تحوَّر إلى حادث سيارة طَبيبعي
اقْتَرَب منهُ أَكْثَر شاطِباً الخُطْوة التي كانت تَتَوَسَّطهما..تَلَفَّتَ بِحَذّر فاحِصاً القاعة التي تَحْملهما..كانت إحْدى قاعات المَرْكَز الكَبيرة نِسْبياً..لَم يَكن يُشاركهما المَكان سوى شرطيان و آخر من المختبر الجنائي و الذي كان يجلس على أحد المَقاعد يَعْبَث بهاتفه..عادَ وَ قابَل رَفيقه لِيُكْمِل إقْناعه بِنَبْرَة أَخْفَضَتها السِّريَّة المُتَدَثِّرة بها القَضِيَّة،:من أيَّام عَمَّار كان يهمني..و زاد الاهتمام بعد ما قابلت طَليقته
تَضاعَفت عُقْدَته وَ لِسانه كَرَّرَ باسْتنكار حاد،:طَليقته! سلطان للحين متزوج..و عنده عيال على حد علمي
حَرَّكَ رَأسه بالنَّفي،:لاا منفصل..و من سنين بعد..بس أكيد إنّه واصل حياته مع ثانية
ارْتَفَع حاجِباه مُؤكِّداً،:ايــه أنا متأكد..و زوجته من بيت الــ.... بنت خير..ماشاء الله وارثة من أمها و أبوها
وَضَّحَ،:أنا ما تهمني زوجته الحالِية..اتهمني وحده ثانية
اسْتَفْسَر،:من هي؟
نَظَرَ لهُ لِيُجيب،:طليقته "وَ بِثِقة" زوجتي حالياً
مَسَحَ بِعَدَسَتيه وَجْه رائِد..بِدِقَّة وَ تَرْكيز..نَبَّشَ بَيْن مَلامحه وَ تَفَرَّسَ فيها بِخِبْرة ثُمَّ كَشَفَ عَمَّا انْبَثَق في خاطره،:فاتــن
فَغَرَ فاهِه و الاسْتيعاب يَذْوي منهُ شَيْئاَ فَشيء..تَبَعْثَرَت الأفْكار وَسَط عَقْله..وَ الصَّدْمة قُذِفَت عَليه كَما صَخْرة..كَيْف يَعْرفها!..بِشُرود،:شنـــو!
أَكْمَل عَزيز بتساؤل،:إنت تقصد بطليقته فاتن؟ المراهقة اللي كانت معاه في برلين؟ "هَزَّ رَأسه بالإيجاب و فُوَّهة الصَّدْمة لا زالت تَتَوَسَّط شَفَتيه مع مُواصَلة حَديث صَديقه" كنت أظن إنّه على علاقة غير شرعية معاها..ما توقعت إنّه كان متزوجها
تَجَهَّمَت مَلامحه ناطِقاً بِضيق صَريح،:شقصدك عَزيز؟
أَوْمَأ رَأسه بِتَفَهُّم،:آسف..مو قصدي أتعرض لشرفها أو أسيء لها..بس لأني ما أعرفها و لا كنت مهتم لأمرها..بس اسمها مَر علي قبل سنوات في بَرْلين..وَ قريته في ملف وحدة من القضايا
جاءَ دَوْر رائد لِيُفْصِح،:قضية شَجَرة البرتقال
أَكَّدَ،:اي هذي القضية..مقتل مربيتها و زوجها و بنتهم..سلطان نفسه بَلَّغ عن الجريمة..في التقرير كان مكتوب إنّ فاتن اتهمته..كانت مصرة إنّه القاتل..المحققين أرجعوا هالاتهام للصَّدمة الشنيعة اللي تعرضت لها
كَشَفَ عَن تَنْهيدة أَحْرَقَها أَساهُ على حالَ حَبيبته،:و للحين الصَّدْمة ما فارقتها..يمكن لو تقطّع سلطان بيدها ما تنطفي جمرة قهرها
تَساءَل بفضول،:شلون تزوجتها؟
ابْتسامة حُب لَوَّنَت الرَّمادِية التي شاغَبته..و عَيْناهُ قَد مَرَّ بِهما طَيْفُ الذِّكْرى الجَميلة،:الْتقيتها يوم رحت برلين عشان أواصل بحث عَمَّار عن سلطان..صارت بينا بعض المشاكل لاعتقاد كل واحد فينا بوَحشية و شَر الثاني "حَرَّكَ كَتِفَيه و الابْتسامة تَتَّسِع" بس بَعدين عرفنا إن هَدفنا واحد..وو
أَكْمَل عَنْهُ عَزيز بِلَحْنٍ تَدَثَّرَ بالمَلل،:و فجأة طاح عليك نيزك من اللامكان و فَجَّر الحُب وَسط قلبك و استويت مجنون و فاقد للعقل حالك حال غيرك و تزوجتها
باسْتفزاز،:بالضبط..هذا اللي سواه فيني حبها
تَجاهله مُضيفاً سؤالاً آخر بهِ هو يُجَمِّع قِطَع الأُحْجِية حَتَّى يَحل اللغز،:اللحين يعني إنت تبي تمارس تجسس سري على سلطان؟
بِتأكيدٍ و حَماسٍ يَتَراشق من حَدَقَتيه،:تقريباً..بمساعدتك طبعاً
واصَلَ،:و تبي تزوّر وفاة فاتن باعتمادك على مقتل البنت اللي لقيناها عند المبنى المهجور؟
غَمَزَ لهُ بابْتسامة مائِلة،:ما شاء الله عليك يا عَزوز..ما يحتاج أتكلم..تعرفها من غير كلام و من غير توضيح
بِثِقة أَجاب،:موافق
قال يُريد أن يَطْمَئن،:أكيد لو بعدين بتخوني..و أقعد أدورك و ما أحصلك؟
ارْتَفَعَ حاجبه و بِجِدّية تَساءل،:في مرة وعدتك و أخلفت؟
بِصِدْقٍ تَجَلَّى في نَظْرة الحُب التي سَكَنَت مُقْلَتيه،:لا والله و لا مرة أخلفت "رَفَعَ يَده إلى كَتِفه مُرَبِّتاً بَعْدَ أن أَلْبَسَ مَلامحه التَّأثر" حبيبي،أوفى من الجلـ....
دَفَرَ يَده عنه مع اعْتلاء قَهْقَهة رائد المازِحة..هَمَسَ باسْتصغار،:لا و متزوج بعد..عقلك بيظل جذي إذا صار عندك عيال؟
خَبَت ضِحْكَته شَيئاً فَشَيء وَ فِكْره تَوَجَّهَ لِتِلْك التي سَتُكَرِّس حَياتها للانتقام..لا للأمومة..فهي بَعْدَ أن اغْتُصِبَت منها ابْنَتها..وَ هُجِرَ حِضْنها من رائِحة الطُّفولة..لا يَعْتَقِد أَنَّها تَمْلِك جُرْأة للخَوْض في هذه التَّجربة..فَهْي تَخْشى أن تَمْضي وَ تُفْزِعها يَدٌ ظالِمة تَنْهَب حَشاشتها..فَتُمْسي جَسَدٌ مُعَلَّق اتّزانه على الانتقام..هي بالطَّبع لا تُفَكِّر في الإنجاب مُجَدَّداً..وَ هذا ما ذَكَرته في خُضْم أحاديث عِدَّة دارت بَيْنهما..انْتَبه من سَرحانه لِكَلمات عَزيز،:طبعاً ماتبون عيال لأن الزواج بالخفاء
أَفْصَح بصدق وَ هُو يَدْعَك طَرَف جَبينه بأصابعه،:عن نفسي ابي..و أتمنى أكون أبو لطفل منها..بس هي ما تفكر في الموضوع لأسباب عديدة
قالَ وَ هُو يَسْتَدير لِيَتَقَدَّمهُ للخارج،:الواضح إنّ في أشياء كثيرة لازم نتكلم عنها
لَحِقه بعد أن أشار لِزَميلهما في المُخْتَبر بِمُباشرة العَمل..عَقَّبَ عندما أصبح يمشي بجانبه،:يبي لها سيجاير و جاي أمر من المُر
عَلَّقَ عَزيز ساخِراً،:أعتقد بعد الكلام بتشَبَّع من العَلْقم!
,،
يُراقِبُ بَحْراً وَ تُراقِبْهُ سَماء..يَبْصرُ الدٌّلْسة..وَ يَبْصرهُ شُعاع شَمْسٍ حَنُونة..شَمْسٌ تَعْكِسَ على سَطْحِ الماءِ نُوراً يُحرِّضهُ على الغَرَقَ في هذه المَعْمَعة المُشْتَدَّةِ القِتال..فَهْوَ إن وَلَجِ إليها سَيَضطَّرُ أَن يُضَحّي بِماضيه الذي جَمَعهُ بِنُور..خَطيبة خاله وَ حَبيبته..،انسَلَّت من بَيْن أَضْلاعه تَنْهيدة مُشَوَّشَة المَشاعر..هُو لَيسَ غاضِباً على خِطْبة طَلال لِطَليقته..و إن خامَرَهُ ضيقٌ مُتَوَقَّع..إلا أَنَّهُ غير غاضِب البَتَّة..فَلَيْسَ من حَقِّه الاعْتراض على هذا الارْتباط..حَتَّى لو كان مَغْزولاً بالغَرابة..فَما أَضاقهُ حَقَّاً وَ أَنْبَتَ أَشْجارَ الزَّعَلِ في نَفْسه هُو طَلال..لِمَ أَخْفى عَنه حُبِّه لِنُور؟لماذا لَم يُفْصِح حينما اَخْبره بِعَزْمِه على خِطْبتها؟ فَقَط لأن عَمَّه قَد رَفضه! هُو لَو أخْبَره لَرُبَّما نَحَت الأمور مَنْحَى آخَر..لَكــن...زَمَّ شَفَتيه وَ التَّسْليم يُلَوِّح من عَيْنيه..إنَّهُ القَدَر عَبْدالله..هذا ما أرادهُ الله وَ قَدَّره..،أَرْخَى كَفّيه في جُيوب بِنْطاله..هُو كان يُريد أن يُحادِث طَلال..لَكن عَمَّهُ نَصَحهُ بِتَأجيل المُواجِهة..وَ هُو وافقَهُ مُباشَرَةً..لِأنَّه لَم يَكُن يَدري حينها ماذا سَيقول عند مُقابَلته..لَديه أسْئِلة لا حَصْرَ لها..لَكن صَوْتٌ ضَعيفُ داخله..يَهْمس له بأن احْذَر..اسْجن أسْئِلتَك و لا تَطْلقها أَبَداً..فالجَهْل أَحْياناً نِعْمة،تَغْفو على البَصيرة وَ تُعْميها من حَقيقة لا يُقَدَّر سوءَها..اكْتفِ ببعض الأسْئِلة وَ تَجاهل الأَخْرى..فلا تَدْري..لَعَلَّ في بَطْنِ أَجْوِبَتها يَقْبَعُ قُبْحٌ يُسَمّمِ عَيْشَك..،
اهْتَدَى قَلْبَهُ إلى القَرار..وَ أَخذَت رِئَتاه تَسْتَنْشِقان نَقاءً بِهِ تُنَقِّحان أَنْفاسه من أي اضطراب مُلَوَّث..نَسيمُ البَحْرِ يُداعب خصلات شعره وَ هُو غارِقاً ما بَين شَهيقٍ وَ زَفير..حَوَرُ عَيْناه عانَقَهُ بَريقُ الشَّمس المُتَلألئ على خِصْر الأَمْواج الرَّاقِصة..ذاتهُ سَطَعَ فيها قَرار..يَحتاج أن يَنتهي من مُقابلة طَلال حَتَّى يَسْتَعِد لاتِّخاذه..،
,،
سُؤاله قَيَّدَ حَرَكَتها وَ جَمَّدها من رَأسها حَتَّى باطن قَدَميها..إلا ذاك المُلْتَهِب..المُشْتَعِل وَ المُلْتَبِسَهُ جانٌ من تَيْهٍ وَ ضَياع..نِياح الحيرة يَسْعَرُ بَيْن شَعْبِ نَبضاته..لا تَدْري أللحَبيب تَمْضي..أَم للفِراق تَهْتَدي؟ كُلَّما كانت بَعيدة عنه يَزورها مَلَكُ الحُب فَيَهْدي الرُّوح أَغادير عَذْبة..تَرْوي اليَباب لِتُزْهِر أُنوثتها العاشِقة من جَديد..لَكِن بِمُجَرَّدِ الاقْتراب تَبْدَأُ رِحْلة الضَّياع..تَخَبُّط العَيْن بالعَيْن..دَوْي الأَنْفاس وَ تَأتَأة الكَلِمات المُتَبَرّئة منها الصَّبابةِ و الرِّقة..فَحَديثهما لا يَخْلو من تَصَدُّعات التَّعَب..الخَوْف من مُسْتَقْبَلٍ مَجْهول..و تَرَدُّدٌ عَظيم يَحُول بَينَهما وَ بَيْنَ الرَّغْبة في الالْتقاء..تَرَدُّدٌ لَهُ رائِحة كابوس نَتِن..،حَواسَها المُغَيَّبة..اسْتَشْعَرَت خُطواته وَ هي تَدْنو منها بِهُدوء مُرْبِك..رَجْفَة كادَت بأوْصالها عَلى إثْرِ مَسّه لزِنْدها..جَرَّها بِخِفَّة للدَّاخل..بالتَّوالي مع إغلاقه للباب..أَقْفَله وَ هي لا زالت تُلْقيه ظَهْرها..رافِضَةً أن تُواجِهه بِفضائِحها..انْكَمَشَت على نَفْسِها بِتَصَلُّب لاعْتِقادها أَنَّهُ سَيُحاول إدارتها إليه..لَكِنَّهُ صَدَمَ تَوَقُّعاتها حينما اسْتَقَرَّ أَمامها وَ كَفُّه لا تزال قابِضة على زِنْدها..نَمَت على شَفَتَيه ابْتِسامة وَ عَيْناه تُبْصِران المَشاعر المُتناقِضة وَ هي تَجوس مَلامحها..صَدْمة..خَوْف..تَيه..بُكاء و أُخْرى اسْتَعْصى عليه تَرْجَمتها..هَمَسَ بِمَكْرٍ لَعُوب،:شتسوين في شقتي دكتورة؟
تَصافَقَت أَهْدابها بِسُرْعة شَديدة أَرْغَمَت يَدَهُ على الارْتفاع لِعَيْنها..بباطن إبْهامه داعَب هُدبها بِمَسِّ رَقيـق وَ هَمْسُه الأجَش عانَقَ مَسْمَعيها بِحَنْو،:شوي شوي لا تجرحين عيونش
مُشيراً لِكَثافة أَهْدابها و طُولها المُلْفِت..خَبَت حَرَكة الأَهْداب و أُطْبِقَ الجِفْنان لِتَهْرب من عَيْنَيه المُتَفَحِّصَتين بِدِقَّة..اضطَّرَبَت أَنْفاسها وَ بِصُعوبة حَبَسَت في صَدْرها شَهْقة أَرادت أن تَخْتَرِقه من فِعْلته..فَهْو بِأرْيَحِيَّة تامَّة أَحاطَ خِصْرها النَّحيل بذراعيه،وَ بِجُرْأة قَرَّبها منه حَتَّى الْتَصَقَت بِصَدْره..في قَرارة نَفْسِها هُو لا يَعْلَم بَأنَّ قُرْبهما يُشْعِل أَوار الذَّنْبِ في ذاتها..يحْرق ضَميرها حَتَّى يَسْتَوي رَماداً تَنثره بَعيداً عن رُوحها..لا حيلة لها لِعذابٍ جَديد..نَعَم فالذَّنبُ الذي يَتَغَذَّى على لَحَظات سَعادتها عَذابٌ سَقيم..لا تَدْري كَيْف النَّجاةُ منه!هي كَما اعْتَرَفت..تَتَمَنَّى قُرْبه وَ بِشِدَّة..لَكن الأماني شَيء..وَ الواقِع شَيءٌ آخر تَماماً..لن تَصمد أَمام عَاصِفة الماضي المُدْلَهِمَّة الظَّلام..ظُلْمة تَهْزم نُور حُبِّها الذي انْطَفَأ ذات زَواج..والله انْطَفأ بَل وَ قَتَلتهُ قِسْراً حَتَّى باتت تَحْملهُ جِثَّة وَسَط قَلْبها..لَكِن الكابوس..الكابوس لَهُ رواية أُخْرى..رواية تُوَجِّه أصابع الاتّهام إليها..هي خائنة كَما قالت والدته..خانت زَوْجها في أَحْلامها دُون أَن تَشْعر..لَكِن..لَم... ..لَم يَكُن الأمرُ في يَدِها..لا قُدْرة لديها لِمُجابَهة عالم الأحْلام المَأهول بالأسْرار..كانت كَما فارِسٌ أَعْزَل أَمامه..سِلاحهُ بَراءته وَ صَفاء نِيَّته..وَ أسفاً أن هذا لَم يَكْفِ..وَ كان للانْفصال حُكْمه..ارْتباطٌ و انْفصال..هُما سَدَّان يَشُقَّانِ عَنان السَّماء..مانِعان حَواسها من تَتَبُّع وَميض السَّعادة الهادي إلى بَرِ الأَمان..،ما كانت تَجْهله نُور..أَنَّ الذي يَقِف أَمامها..لاصِقاً جَسَدهُ بِجَسَدِها..و مُسْتحْوِذاً على خِصْرها..كان يُمارِس سَفْكاً وَ نَحْراً داخله..يَطْعَنُ الرُّوح و يَخْنقها..يَلْطمُ الضَّمير وَ يُصْمِتُ النَّبَضات ناهِباً زَعيقها..هُو يُعَرْقِل نِظام جَسده وَ يَشِلُّ حَواسه عِقاباً لها لِما سَّوَّلت لها نَفْسها الأَمَّارة..رُبَّما هَكذا يَرْضى وَ لَو بِمِقْدار حَبَّة خَرْدَل عن ذاته المُوَحَّلة..،
،:طَـ ـلال
رَشَّحَ صَوْته من غُبار الهَم لِيُجيب،:آمري
بِتَرَدُّد قالت وَ هي تُجاهِد دَمْعة تَعَلَّقت بِأسْتار عَيْنها،:ابـ ـي...أطلع
تَجاهَل طَلَبَها وَ شَرَعَ يَتَفَحَّصُ المَجال خَلْفها مُعَلِّقاً،:حَبّيت التَّغيير..صارت الصالة أَوْسَع "أَضافَ بِمُزاح" والله لو ما شَرَّفتيني اهني جان من كثر الغبار استوى المَكان صَحْراء "أَحْنَى رَأسه حَتَّى لامَسَت شَفَتاه جَبينها..طَبَعَ قُبْلَة خَفيفة ثُمَّ هَمَسَ بِصِدْق وَ بَصَرهُ يُناغي مُقْلَتيها" شُكْراً زُوجتي العَزيزة
فَلَتَت من قَبْضة صَبْرها بِضْعُ أَنْفاس مُرْتَعِشة..تَخَثَّرَ الدَّمْعُ في عَيْنيها حَتَّى تَعَسَّرت عليها الرُّؤية بِوُضوح..قَصَدت كَفَّاها المُتُعَرِّقَتان تَوَتُّراً ذراعَيه..بِقُوَّة ضَعْضَعها قُرْبه الشَّديد و سِياط الذَّنْب المُقَرِّحة ضَميرها،حاولت تَحْرير خِصْرها..هُو اسْتَجاب لها مُباشِرة وَ فَكَّ قَيْدها..لَكِنَّهُ لم يَبْرح مَكانه..بَقِيَ حاجِزاً بينها وَ بَيْن الباب..أَزاحَت جِفْنيها مُطْلِقَةً سِراح يَنابيعها الآسِنة..نَطَقَ من عَيْنيها رَجاء مُعاضِداً نَوال لِسانها،:الله يخليـ ـك.. ..طَـ ـلال...ابي اطلــ ـع
تَساءَلَ وَ الوُجوم غِرْبان تَحوم حَوْل مَلامحه،:ليـش؟ ليــش كل ما أقرّب منش ينقلب حالش!ليش ماتبيني؟! ليــش نُــور!
أَرْجَعها التَّيه خُطْوة للخَلْف مَع اجْتذاب الأرض لِحَقَيبتها..نَظَرَت ذات اليَمينِ تُناشِد جَواباً أَن أنْقذني..عادت وَ الْتَحَمَت نَظراتهما..مَسَّت أَنْفها بِظاهر كَفَّها وَهي تَتَنَشَّق..ابْتَلَعَت غَصَّتها الحادَّة لِتَنْطق بِبَحَّة سَكَنت فؤادهِ خَنْجراً مَسْموما،:ما بتفهمنـ ــي
عَقَّب مع تَقَدُّمه ناحيتها،:بلى...بفهمش
هَزَّت رأسها نافِيَةً قُدْرَته على فَهْمِ ما يَعْبثُ في جَوْفها،أَطْبَقَت الشَّفاه على الشِّفاه سادَّة بَوَّابة عُبور نَشيجها..تَتَابَعَ هُطول مَطرها المالح و هي تَتراجع للخَلف بلا شُعور،أَما هُو فَكان يُواصل تَقَدُّمه بِحَذَرٍ وَ دِقَّة حَتَّى سَقَطَت بَيْن ذراعي الأريكة التي احْتَضَنَت جَسَدهُ مَعها..هَرَبَت منها شَهْقة مَرْعوبة عندما اسْتَوْعَبَت وَضْعهما..هي بِجُلوسٍ قَريب من الاسْتلقاء..وَ هُو أَمامها..تَفْصلِهما الأَنْفاسُ فَقَط..ساق اتَّكأَت على الأرْضِ..و الأخْرى انْطوَت حَتَّى اسْتَقَرَّت رُكْبَتها بِجانب جَسَدها..يَداه مُتَشَبِّثَتان بِظَهْر الأريكة من خَلْفها..وَ وَجْهه تَكادُ أن تَمْتَزِج مَلامحه بِمَلامحها المَذْعورة..لاَمَسَ طَرف أَنْفه اَنْفها المُحْتَرِق من شَرارة الدُّموع..مالَ رَأسه بِخِفَّة..لَحَظات وَ سارَت بَيْن أَوْصالها قَشْعَريرة جَليديَّة..وَ السَّببُ هَمْسهُ الذي فاجَأ سَمْعها..،:اهْـــدي
تَلَفَّظَ بِتِلْكَ الكَلِمة فَقط..ثُمَّ ابْتَعَد عَنْها مُنْسَحِباً لِوجْهة لا تَعْلَمُها..لَم يَتَسَنَّ لها أن تَتَنَفَّسَ الصُّعَداء لابْتعاده..فَهْو عادَ وَ تَجَلَّى أَمام نَاظِرَيها..قَبَضَت كَفَّيَها بِقُوَّة راجِفة كَما لَو أَنَّها تَقْبِضُ على اتّزانها المُخَلْخِلَهُ وُجوده وَ جُرْأة أَفْعاله..تابَعهُ بَصَرُها وَ هُو يَجْلس عَلى رُكْبَتيه عند أَريكتها..مَدَّ لها كَأس ماءٍ يَبْدو بارِداً..قالَ و الابْتسامة أَهْدَت مَلامحه لُطْفاً جَذَّاب،:اخذي..سمي بالله و اشربي
أَطاعته بانْقيادٍ تام وَ تناولت منهُ الكَأس..فَهْي تُريد أي شيء قَد يُنْقِذ روحها من الانصِهار بَيْن براثن حُمَم بُرْكانٍ عَتيق..نَشَّطته اتِّهامات بَلْقيس وَ كابوسٌ مُبْهَم..أَخْفَضَته بَعْد أن ارْتَوَت وَ أَطْفَأت بَعْضَ لَهَب..مَرَّرَت لِسانها على شَفَتيها مع انْحراف عَدَسَتيها للذي بِيَدها عن عَيْنيه المُفْعَمَتين باخْضرار مُرْمَد..يُطالب بِتَوْضيح..وَ كَما تَوَقَّعت فَهْوَ نَطَقَ..وَ لَكن ليس طَلَباً لإيضاح..و إنَّما باعْترافٍ صَريح أَرْهَفَت لِأجْله السَّمع،:نُور أنا أدري إن الوضع غَريب..ترى إحساسي مثل إحساسش..بس مانعه من السيطرة عَلَي..تدرين ليش؟
نَظَرت إليه وَ الفُضول يُشاكس أَهْدابها...اسْتَراحَت على شَفَتَيه ابْتسامة واسِعة تَضُجُّ بالأمَل وَ هُو يُكْمِل بِوَجْسٍ يشْدو رِقَّةً وَ عُذوبة،:لأنّي ابي ابتدي من جَديد..ابي ابْتدي حياة ثانية معاش..ابي أنسى سنيني اللي راحت عشان أرسم بوجودش سنين ملوَّنة..ما يَقَيّدها حزن أو فَقْد "مَضَت كَفُّهُ إلى كَفَّها كَما تَمْضي إلى الأَرْضِ وَرَقةٌ أَيْتَمها الخَريف من غُصْنها،لِتَحْتَضِنها من جَديد،عَلَّها تُعيد زَرْعَها فَتَحيا..شَدَّ بِمَلَق مُواصِلاً بِحَدَقَتَيْن قَد أُضيءَ وَميضَ أَمَل وَسَطهما" نُور أنا اكتفيت..اكتفيت من هالدنيا..وَصلت لِمَرْحلة الانتظار..انتظار الموت و بس..لَكــن "تابَعت الكَفُّ رِحْلتها مُحَلِّقَةً إلى خَدِّها المُحْمَر..حَيْثُ هُناك كانت تنتظر دَمْعة وَحيدة أن تَتَشَرَّبها أصابعه..أَكْمَل وَ الابْتسامة تَجَمَّلَت بِمَشاعر حُب تُبْصِرها حَواسها للمَرَّة الأولى" لكن رجوعش لحياتي خلاني أغض البصر عن الموت..ارتباطي فيش وَلادة جَديدة لَطلال..طَلال اللي ماتت طفولته بموت أمه..طَلال اللي عَرَّفته على السَّعادة نتفة..نتفة اسمها نُور "اكْتَسى الابْتسَامة حُزْنٌ اسْتَعار الرَّمادِية من عَدَسَتيه" مت للمرة الثانية يوم فقدتش..وَ لمن..لولد أختي! لَحبيبي..عبدالله
كَرَّرَت خَلْفه مع احْتلال صُور الماضي لِبَصرها،:عبـ ـدالله
اقْتَرَب أَكْثَر و هذه المَرَّة انْخَفَضَت كَفُّه لِكَتفها تُعاضِد شَقيقتها..شَدَّ بِرِفْقٍ مُتَفَهِّم وَ هُو يَهْمس لها بِصدق العالم أَجْمَع،:والله الوضع صعب و غَريب عَلَي بعد..و ما بي أجرح عبدالله..بس مو حرام و لا عيب إن نكَمّل حياتنا مع بعض..و في داخلي صوت يقول إنَّ عبدالله بيتفهم..و لسانه ما بينطق غير بالدّعاء لنا "اسْتَطْرَدَ بِرَجاء رَقَّ لَهُ نِياط قَلْبها" مابي أفقدش من جَديد..مابي أموت موتة ثالثة نُــور..
هَمَسَت بارْتِباك اتَّضَحَ في حَرَكة أَصابعه حَوْلَ فُوَّهة الكَأس..،:بــس..احس.. ..احـ ـس إنّي مو زينـ ـة
ازْدَرَدَ حَنَقِه على شَيْطانه العاصي عالِماً بِمَقْصَدها..حَرَّرَ تَنْهيدة مُسَنَّنة الأَطْراف مُنْقِذاً روحه من جِراحها..بِلُطْفٍ عَقَّبَ وَ هُو يَحْتَضِن بَدْر وَجْهها المُنْطَفئ نُوره،:أفــا..من يقول إنتِ مو زينة؟ إنتِ زينة الزِّيــنات
أَرْعَشَت شَفَتَيَها ابْتِسامة مُتَرَدّدة قَبْلَ أن تُعَكِّرها رِياح قَلِقة ،:غيداء...إختـ ـك و أهلنا!
أَجابَها مُطَبْطِباً على خَوْفها بِصَوْتٍ أَخْفَضَه الْتصاقه بها،: بنوَكّل أمرنا إلى الله و كل شي بيتسهل إن شاء الله "ناغَى زاوِية شَفَتيها بِثَلاث قُبْلات..رَقيقات..سَريعات يُغَلِّفهما دفءٌ لَذيذ..ثُمَّ أَرْدَف بِثِقَة وَ العَيْنُ تَهْفو إلى العَيْن" لا تحاتيــن نتفتــي
,،
يَتْبَع
فترة الأقامة :
3865 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
19026
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
358.50 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم