الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 48
عرض مشاركة واحدة
01-16-2020
#
3
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ 25 دقيقة (07:25 PM)
♛
آبدآعاتي
»
1,384,973
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11634
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6431
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
تَقْبَع فَوْقَ أَريكة بَيْضاء..ذاتها المَفْجوعة أَوْهَمَتها بِأنَّ نَجَاسَتها سَتُلَوّث بَياضها..لَيْست هذه الأريكة فقط..كُل الذي تَقَع عَيْناها عَلَيه..تَمَسَّهُ أَنْفاسها..تَتَحَسَّسهُ أَناملها..أَو تَطَأهُ قَدَماها..نَجِس..مِثْلَها..و ذاك المُتَقَنِّع بلِثامٍ غَبَشِي..حَتْماً سَتُدَنَّس رُجولته من شوائبها..و إن لَم تَنْحني رُجولته لأنوثتها المَذْلولة..،زَفَرَت الْتباسات رُوحها و هي تَضْغط بِحِدَّة مُرْتَعِشة على أَزْرار لَوْحة مفاتيح حاسوبها..أَسْنانها عاقَبَتها و قَبَضَت على شَفَتها السُّفْلِيَّة..احْتَكَّت بها حَتَّى اسْتَطْعَمَت دَمَها و فارَ أَلَمُها..رَفَعت يَدَها لِضَحَيِّتها المَسْكينة مُسْتَجيبة لِبُكاءَها..بُكاءٌ أَحْمَر انْدَفَع من قَلْبٍ مُقَطَّع الأَشْلاء..تَرَكت حاسُوبها و وَقَفت مُتَلَفِّتَة تَبْحَث عن مناديل..وَجَدت عُلْبة على المِنْضدة المُتَوَسِّطة أَريكتان..خَطَت لِتَتَوَقَّف عندها..جَذَبَت أَوْراق عَدَيدة ثُمَّ كَوَّمتها فَوْق شَفَتيها..أَغْمَضَت عَيْنيها مُحْتَضِنة بأَجْفانها قَصائد النَّوح و العَبْرة..أَخْنَقَت مُقْلَتيها بِدَمْعها الآسَن..رافِضَةً أَن تُذيب زَهْر وَجْنَتيها بأَحماضها..بالأَحْرى جُثَّة زَهْرها...،كانت بِعُقْدَة حاجِبين تَتَشَرَّب الدِّماء..مُشْغِلة جِرْحها المُتَيَقِّظ بالألم..لِتَسْتَريح رُوحها قَليلاً..فَلَقَد اتَّخَمَت من وَحْشِيَّة تِلْك الليْلة و مآلاتها المُشَوَّهة..مُشَوَّهَة الفَرَح..الثِّقة و الرَّاحة..و حَتَّى الأُمومة ! لن تصبحي أم مَلاك..لن تصبحي..،يَدٌ شاذَّة عن وِحْدتها قَبضَت على ذراعها فَأرْجَفَتها..شَهْقة مُرْتَعِبة اخْتَرَقَت قَلْبها بِقَسْوة..كَفَّاها بِارْتعاش أَلْقَتا المناديل لِتُنْفِران اليَد و الجُحوظ يُأطِّر عَينَيها بِفَزَع..تَراجعت خُطْوتان للخَلْف بالتَّوالي مع الْتفاف ذراعيها حَوْلَ جَسَدَها احْتماءً..،
باسْتنكارٍ مَكْسور،:يُمَّه ملاك هذي أنا أمش..ليش خايفة !
ثَقَب الصَّوتُ غِشاء الخَوْف و اسْتَقَرَّ وَسَط الجَوى مُطَمْئناً..ازْدَرَدت ريقها المُتَخَثِّر..و صَوْتُ أَنْفاسها المُرْتَعِشة كان سِكِّيناً اسْتَهْدَفَت سويْداء قَلْب هذه الأم الثَّكْلى..فعُذْرية طِفْلَتها قَد أُجْهِضَت..و الرُّعْب باتَ مَكانها بِسَادِيَّة تُعْدم الفَرح و لا تَرْحمه..،أَخْفَضَت ذراعيها ببطء مع اقْتراب والدتها التي تَساءَلت بِقَلق و هي تَرى دماء مُطِلَّة من شَفَتيها..و بعضها قَد جَفَّ عند ذقنها..،:حَبيبتي شفيها شفايفش ؟
أَجابت بخُفوت و هي تَنْحَني للمناديل،:عضيتهم بالغلط...كنت مندمجة في شغلي و ما انتبهت
الْتَقَطَتهم ثُمَّ رَفَعت جِذْعها لِتُبْصِر مَلامح قَبَضَت على قَلْبها و اعْتَصَرته..مُسْتَدِرَّة سائِلٌ نَتِن انْكَمَشَت من رائحته دَواخلها..كانت مَلامح بُؤسٍ مَرير تَطُوف حَوْل وَجه أُمِّها كَأنَّما تَنْعى فَقْدَها..شَدَّت شَفَتيها لِتَهْديها ابْتسامة قَد تُرَشّح دَقائقها من هذا التَّعْب الأَسْود..قالت و هي تتَحَرَّك،:بروح اغسّل و راجعة
ذَهابها كان هُروباً أَكثر من أَن يَكُون غُسْلاً و تَطْهيراً من الدَّم..فَهْي بِيَقين تام مُقْتَنِعة باسْتحالة عَقْدَ قران رُوحها بالطُّهْر..فالعَذْراء تِلْك..التي اتَّخَذَت من النَّخْلةِ دَواءً تُكَنَّى بالطُّهْر..فكَيْف لِكِ و أَنْتِ بالفَقْد قَد كُنِّيْتِ أَن تَمْتَزِجين بالطَّهارة ؟ وَ لَو كان غُسْلِكِ من أنهار الأَرَض جَميعها..عُيونها و أَمطار غُيومها..لَن تَتَطَهَّري..،عادت لِغُرْفة الجُلوس بَعْد أن أتْخَمَت رُوحها بِسَفاسف اعْتقاداتها..مُتَجاهِلة مَظْلومِيَّتها من الذي حَدَث..اسْتَسْلَمَت لِلماء الأَبْيض المُسْتَريح فَوْق بَصرها..و كَعَمْياء أدْرَجَت أُنوثتها تَحْت تَصْنيفٍ تَتَقَزَّز منهُ النَّفْس المؤمنة..بلا رَحْمة منها..و كأَنها بِقَسْوتها على نَفْسها تَرْتَشِف من كَأس الرَّاحة..،جَلَست في المَوْضِع الذي كانت تُشْغله قَبْل الذي حَدَث..اسْتَقَرَّت بالحاسوب على فَخْذَيها لِتُكْمِل عَمَلها..و والدتها التي اسْتَكانَت على يسارها نَطَقَت بسؤال،:يُمَّه إنتِ كلمتين محمد صح ؟
تَوَقَّفَت أَصابعها عن الحَرَكة للحظات مَشْدوهة لِذكْر اسمه..أصْبح نُطْقه سَلِس على لِسان عائلتها الصَّغيرة..اسْتَأنَفت عَمَلها و هي تُجيب بهمس..،:ايـه..كلمته
بتَرَدُّد..،:و ما قال متى بيجي مع أهله يخطبون ؟
عُقْدة خَفيفة تَوَسَّطَت حاجبيها..الْتَفَتت لها..،:لا ما قال..ليش ؟
تَدَارَكَت بِضحكة قَصيرة،:لاا بس يعني..عشان نجهز روحنا و من هالأمور
كَرَّرَت و هي تَهز رَأسه بالنَّفي..،:لا ما قال..و ما اعتقد بيقول لي..إذا بيجون بيعطي يوسف خَبر
أَكَّدَت بتفهم..،:ايــه صح
تَبادَلتا الابْتسامات مُجامَلَةً ثُمَّ عادت كُل واحِدة لِعَملها..مَلاك انْدَمَجَت مع الحاسوب..و هي غاصَت مع بَحْر أَفْكارها اللُّجِّي..هي خائِفة..و الخَوْف بَدأ يُكَوّن عُقَداً من وَساوس تَضيق حَوْل فُؤادها..تَخْشى أن مُحَمَّد..ذاك الرَّجُل الغَريب..تَخْشى أَن يَتَراجع عن قَراره..أَو أَو....أَو رُبَّما يعارضه أَهْله..أُمّه مثلاً..لكن هم لا يعلمون..لا يعلمون بشيء حَتْماً..وَ هُو..مُحَمَّد..لَمَحَت في عَيْناه الصِّدق..بَل و ارْتَشَفته ! لكن هذه الأَفْكار الرَّمادِيَّة بِعناد تَقِف فَوْقَ رَأسها مُهَدِّدَةً بالحُمَم..لا بِوَدَقِ أَمَل..،
,،
مُناداةٍ كانت حَبْلَ مَشْنَقَةٍ الْتَفَّ حَوْلَ عُنُقِه..قَاطِعاً طَريق أَنْفاسه لِتَعْلو أَعْلامُ الإخْتناق..ثَغْرة صَغيرة تَوَسَّطَت شَفَتَيه تُطالِب بِذَرَّة من هَواء قَد تُنْقِذ قَلْبه الذي انْهار رُعْباً..و حَرَجا..إلهي كَيْف يَضَع عَيْنا إثْمه في عَيْني بَراءته ؟ عَيْناه اللتَّان تَجَاهَلتا أَمْرَ رَبّها و لَم تُغْضِض..بَل زَيَّن لَها الشَّيْطان ذَنْبَها..كَيْف يُكَلّمه؟ و كَيْف يُصافحه بِيَده المَوْسومة بَين خُطوطها مَلامح جَسَد مَن كانت زَوْجته ! كَيْف..كَيْــــف ؟!
،:طَلال هذا إنت !
تَبِع سؤاله وَجْههُ الذي اتَّضَح بكامل وَسامته..الحَوَر ذاته لازال يَسْكُن عَيْنَكَ اليُسْرى..و يُجاوِرْهُ فَوْق شُرْفَةِ الأَهْداب بَراءَتَك الشَّفافَة..ها أَنتَ تَبْتَسِم..ابْتسامتك السَّمْحة لَم تَحْنِها خَطيئة عُظْمى..كَم أَنت إنسانٌ عَبْدالله..و كَم أَنا عن الإنْسانية بَعيد..بل وَ غَريب..،
ابْتِسامة عَبْدالله اتَّسَعَت وَ عَيْناه تَطُوفان مَلامح خاله التي اشْتاقَها..تَقَدَّمَ مُنْهِياً الفِراق بخُطْوة..ذراعيه أَحاطت طَلال بقُوَّة أَجَّجَت غَصَّة وَسَط حَلْقه المُتَعَرّي من أي صَوْت..هَمَسَ و الحُب يَشْدو مع كَلِماتٍ تُناقضه..،:يالـ..... إنت وينك ! "شَدَّ عَلَيه وَ هُو يُواصل عِتابه اللطَّيف" تختفي و تنقطع و تنسى إنَّ عندك أهل فجأة..بدون سبب "ابْتَعَد عَنْهُ قَليلاً و ذراعاه لَم تَتَركانه و كَأنَّهُ يَخْشى أن يَهْرب من جديد..و بسؤالٍ تَعاضَدَت مَعهُ عُقْدَة حاجبين مُسْتَنْكِرة" ليش اختفيت لسنتين !
تَخَبَّطت عَدَستا طَلال كَما أَنَّ مَسَّاً قَد أَصابهما..تَتَقَلَّبان على كُل شيء عَدا عَيْني عَبْدالله..تُنَبِّشان عن يَدٍ تَمُد لَهما جَواب..تَبْرير..أو اعْتذار..لَكن لا شيء يُخَفّف من قَباحة فِعْلتك طَلال..،أَطْبَقَ شَفَتيه بِقِلَّة حيلة مع ارْتخاء حاجِبَيه بِأَسى..ضَعيفٌ هُو و رُبَّما يَنْهار مُقَبِّلاً قَدَم عَبْد الله مُطالِباً بالمَغْفِرة..الْتَفَت ببطءٍ مُسْتَسْلِم ذات اليَمين..و بِهَوان الخاسِرين رَنا لذات الشّمال..قَبْلَ أن يُقابل وَجْههُ وَجْهَ رائد المُراقِب بِصَمْتٍ و دِقَّة..ابْتَسَم لهُ ابْتسامة هي تَوْأماً للسَّراب..حيناً تَخالهُ حَقيقة..و حيناً تنتصر عليه و تُوْقِن بأنَّه خَيال..ابْتسامة وِداع تِلْك التي لَوَّحت من عَلى قارِب شَفَتيه مُعْلِنةً إبْحارها..،أَعاد بَصَرهُ لعبْدالله الذي كَرَّر مُفْصِحاً عن تعجبه..،:ما خليت ولا أثر لك..أغراضك كلها أخذتها وياك..و قطعت أي طريقة اتصال بيننا و بينك "حَرَّك رأسه بالنَّفي و هُو يغمض للحظات قَبْل أن يَسْتَدْرك" اعذرني على أسلوبي..بس لأني مستغرب..واجد مستغرب طلال
أَزاح غُبار الخَوْف المُتَراكم على صَوْته..اقْتَلَعهُ من جُذور رُعْبه..مُتَجاهِلاً رَجاءات قَلْبه أن اصْمت..اصْمت يا طَلال..فَاعْترافك يَعْني خَسارة..خَسارة لا عِوضَ فيها..خَسارة اسْمها عَبْدالله !
فَتَحَ فَمه..رَشَّحَ صَوْته من آخر شوائبه..مَرَّر لِسانه عَلى شَفَتيه..ثُمَّ وَ بِوَجْسٍ يُهَدّد بالنِّهاية..،:عَبْدالله....فـ ـي... .. في شي..لازم تعرفه
هَمَسَ مُشَجِّعاً و كَفَّاه تَشُدَّان على كَتفيه..،:قــوول..اسْمعك طَلال
نَطَقَ و تَيْه ذاته يُسَيّره..،:ذيك الليلة..يوم...يوم كنت مسافر..قبل سنتين و شوي..كنت راجع من البحر..وو و دخلت غرفتي و مـــ
نَبْرة مَرِحة و لَها عُلو يُناقِض صَوْتيهما المُفْعَمان بالهَمْس الحَميمي قاطَعت انْدِمَاجهما..،:اقوووول خلكم من السوالف اللحين..لاحقين عليها "قَبَضَ على ذراع عبدالله و هو يَسأله" وين المعرس ؟ ابي ابارك له..و ناصر وينه ما شفته ؟
عَبْدالله نَظَر لِطَلال الذي الْتَبَسهُ سُكون مُريب للحَد الذي أَخْفَضَ رَأسه بوضوح ! رائِد لَم يَسْمح لهُ بالانْخراط في تفكيره و استنكاراته فهو جَرَّاه بجَلافة ناحِية الباب قائِلاً،:روح روح ناد عمّك خل يجي نبي نبارك له
هَزَّ رأسه إيجاباً ثُمَّ تَحَرَّكَ مُغادِراً المَجْلِس..هو عندما تَأكَّد من اخْتفائه..الْتَفَت لِطَلال الغارِق كُلِّيا..اقْتَرَب منهُ حَتَّى الْتَصَقَ به مُسْتَلَّاً هَمَساته من بَيْن أَسْنانه..،:إنْــــت شنوو ! شنــوووو ! شكنت بتسوي يالـ.... !
رَدَّد بهِذْيان وهُو يَرْفع رَأسه بِضياع..و عَيْانه ابْتَلعهما جُحوظ انْبَجَست منهُ نَظَرات رُعْبه..،:كــكــ..كنت بقولــ ـه ! كنت بقوله !
ضَرَب كَتِفه بِقَبْضته و وَجْهه قَد اشْتَدَّ احْمراره وَ بَرَزَت فيه عُروق غَضبه..،:ايــــه..لأنّك من أغْبى مخلوقات رَبّي يالمجنووون "دَفَعهُ بِخفَّة لإحْدى الأراك و هُو يَقول باسْتهزاء" اقول إمش إمش..زيــن ما قلبت لنا العرس عزا
جَلَسَ على الأَريكة جَسَداً مُثْقَلا بالتَّناقُضات..يَشْعر ببرودة ساحِقة تَعْتَريه..و كأنَّ أَوْصاله كُلَّها..حَتَّى أَصْغَر جُزيء فيه قَدَ تَحَوَّرت لِقطع من جَليد.. يُسْكَب عَليها صِهْريجٍ من حُمم بُرْكانِيَّة تَصْهرها في ثَوانٍ..قَبْل أن تَعود و تَتَجَمَّد كُلَّما عادَت و لَفَحَتها رِياح الثَّواني الماضِية..اتَّكأ مِرْفَقاه على فَخْذيه..و بارْتجافٍ جَلي رَفَع كَفّيه إلى وَجْهه مُتَلَقِّفاً بَلاياه..أَفْرَغَ من صَدْره زَفَرات مُذَيَّلة بِنَبَضات فَرَّت لِتَنْجو قَبْلَ أَن يَنْحَرَها اعْترافه..شَعَر بِفراغٍ يسار صَدْره..و كَأنَّ مَوْضِع القَلْب قَد صَيَّرهُ المَوْقف تَجْويفاً يَخْلو منه..لَم يَعُد يَسْمع طَرَقاته..وَ كَأَنَّها رَحَلت لِتَتركه وَحيداً يُصارع الحاضِر بلا مُعين..،مَرَّرَ أَصابعه بين خُصْلاته وَ هُو يَعُود لِنَفْث تنهيدات رُوحه..آهاتها و أَنَّاتها الخافِتة..اسْتَقرَّ باطن يُمْناه على فَمه و المُقْلَتان قَد تَعَلَّقَتا بالفارغ و الشُّرود حاديهما..تَهافتت عَليه كَلِماته المُعَرَّاة من العَقْل و زينته..ماذا كنت سَتَفعْل طَلال ! أي جُنون كِدتَّ تَفْتَعله ! لَوْلا رَحْمة رَبّي و رائِد...بأي الطُّرق كُنْت سَتنطقها ؟ أيَمْلُك لِسانك مُصْطَلحات تَسْتَطيع أن تُحَلِّي العَلْقَم الذي كُنْتَ سَتُبْصِقه ؟! يا لَكَ من أَبْلهٌ طائشٌ و مَجْنون..نَعم مَجْنونٌ أَنْتَ طَلال و لَن يُتَوَّج عَقْلك بالرَّزانة أَبَداً..،تَصَافَقَت أَهدابه بِخفَّة مُنْتَبِهاً لِحَديث رائد..،:نشفت ريقي الله يهديك "اجْتَرَع نِصْف القارورة التي تناولها من إحْدى الطَّاولات الصَّغيرة دفعة واحدة،ثُمَّ أرْدَف بَعْد أن مَسَح فَمه بظاهر كَفّه" مادري يعني في شنو كنت تفكر و إنت تتكلم..استخفيت رسمي ! "ابْتَلَع الباقي من الماء قَبْل أن يَتساءَل بِلَحْنٍ يُطالب بِجواب" قولي..في شنو كان مخّك العبقري يفكر ؟
أَخْفَضَ كَفّه و هُو يُرْجِع ظَهره لِيَسْتَنِد..هَمَسَ ببحَّة خاوِية دُون أَن ينظر إليه..،:ما اقدر اتكلم
عَلَّقَ ساخِراً،:ايــه..و قبل دقيقة كنت مستعد للكلام لين ما تنجب من الطراقات
تَجاهَل سُخْرِيَته و ظَلَّ مُتَقَوْقِعاً في شَرْنَقة صَمْته..ذاته مَسْجونة وَسَط دَوَّامة عاتِية..تَتَلَقَّفها بِقَسْوة..ثُمَّ تُطْرِحها أَرْضاً بنُفورٍ مُوْجِع..و تَعود و تَلْتِقطها مُعيدةً الكَرَّة إلى أن تُحيلها كائِناً لا حَوْلَ لهُ و لا قُوَّة..فَتُمْسي ذات مُتواكِلة..تَتَعَكَّز على الإنتظار..مُتَرَقِّبة الفَرَج..،رائِد اقْتَرَب منه هامِساً بِحَذَر..،:هذا هو عبدالله رجع و وياه ناصر "و بِتَهْديد" إن نطقت بغباء ثاني بدفنك في مكانك
,،
ماضٍ
و إن كانت شَجَرةُ الأَبِ مُعَرَّاة أَغْصانها من أَوْراقِ ظِلال ؟ فَهْل يَتَبَنَّانا غُصْناً أَلْقَاهُ الجِذْعُ لَقيطاً على أَعْتاب الخَريف ؟ فَنَزْرَعُ مَعاً، بأنامِل حاجَتنا رَبيعاً هَشَّاً..يُصَيّرني حَمامة تائِهة..و يَهْدي الغُصْنَ الفَقير بِضْع وريقات..لأناغيه بِهَديلي..وَ لِيَحْنو عَلي بِظِلال أَوْراقه..،تَلَقَّفَت كَفُّه العَريضة..المُعْدَم فيها الأمان..قَرَّبتها من فَمِها و هي تَحْني وَجْهها إليها مُقَبِّلَةً،راجِيةً بِهَمْسٍ قَطَّعته سُيوف الشَّهقات..،:يُبـ ـه...يُبــ ـه..الله يخليك يُبــه لا تذبحني..لا تهدم أحلامـ ـي "قَبَّلت الكَفَّ الجامِدة مُرْدِفَةً و الدُّموع تُواصِل صَفْعَ وَجْنيتها" مابي يُبـه..مابــ ـي..بعدي صغيرة..والله..والله صغيـ ـرة
اجْتَذَبَ يَدَهُ بِقَسْوة لِيُجيب بصَرَامة لا تَقْبَل الاعتراض،:الأمر انتهى..أنا قررت و رتبت كل شي..اليوم العصر عقدكم..و باجر الصبح سفركم للندن
هَزَّت رأَسها بِنَفْيٍ مُرْتَعِب و خُصْلاتها بَعْضها تَحَرَّك معها رافِضاً..و البَعْض الآخر الْتَصَقَ بذُبولٍ على جانب وَجْهها..نَطَقَت بتَنَشُّق و الآهات صُخور تَتَعَثَّر بها كَلماتها..،:مابي...مابـ ـي.."و بِصَرْخة بُحَّت من فَرْطِ الظُّلم" مابــي اروح مابي مابــ ـي..حرام عليك يُبه..أنا بنتـ ـك !
اقْتَرَب منها و هُو يَتَقَنَّع بالحَنان..مَسَح على شَعْرها لِيَقول،:و لأنش بنتي أنا ابي لش الزين..أنا خسرت كل شي بعد سفرة ألمانيا..و لا مشروع نجحت فيه لين ما ضاعت كل فلوسي..شلون بنعيش ؟
تَمَسَّكَت بأَقْرب طَوْق نَجاة،:دور لك شغل..اشتـ ـغل في أي مكان..اشتغل أي شي بس لا تزوجني
تَرَاجع عَنها لِيُعيد تِكرار الفاجِعة،:بلى فاتن لازم تتزوجين..سلطان بيعوضش عن كل شي..بتعيشين عيشة الأميرات
تَكالبَت الدُّموع على مُقْلَتيها..ارْتَعَشَ فَكّها،و شَفَتيها قَوَّسَهما البؤس بَعْد أن اسْتَلَّ فُتات طُفولتهما..هَمَسَت بِنَحيب و هي تُعَلِّق رَجاءَها بآخر أمل..،:بــ ــ...بـــ ـس يُبـ ـه..عُمــري اثنعش سنـ ـة !
عَقَّب بِلَحْنٍ يَسْتَصْغِر احْتجاجها..،:زيـــــن..و عمرش اثنعش سنة شفيها ! "أشار إليها مُرْدِفاً و هُو يُرَيّح جَسَده على الأريكة" هذا إنتِ قدامي مراة عاقلة و فاهمة..مافيها أي مشكلة
ارْتَعَدَت فَرائِصها بِقُوَّة مُوْجِعة..قَبْل أن تَتَصَلَّب من رَأسها حَتَّى أَخْمَص قَدَميها..الدُّموع جَفَّت في عَيْنيها..و بَقَى الْتماعٌ وَهِن يَهْمس من عَدَسَتيها..خَنَقَت صَوْتها بين أَضْلاعها..و اسْتكانت حَواسها أَجْمع..إذاً أنا امْرأة..أنا امْرأة أبي ! امْرأة تَغْفو و دُمْيتها تَسْكن حضنها..امْرأة تُسَرّح شَعْرها مُرَبّيتها و تُزَرّر لها قَميصها..امْرأة تَبْكي لِخَسارتها في لُعْبة نَط الحَبل..و عندما ينتهي طَبَق الكَعك الذي تَشْتهي..امْرأة تَخْشى الظَّلام و تَرْتَجِف من الوِحْدة..امْرأة تَهْرع في المَساء لِمُشاهَدة الرُّسوم المتَحرِّكة المُفَضَّلة لها..و امْرأة تَرْسم الشَّمس في زاوية الصَّفْحة و تُلَوّن البَحْر بالزُّرْقة...إذاً أنا امْرأة في نَظَرِ أُبُوَّتك..أم أَنَّكَ وُلِدتَّ عَقيماً من الأبُوَّة ؟ تَراجعت خُطْوتان للِخَلف..أَدارت نِصْف جَسَدها..و قَبْل أن تُوْليه ظَهْرها..هَمَسَت بِهَديلٍ يَتيمٌ من ظِل..
،:مَشْكــ ـور...يُبـــه
,،
حاضِر
فَرَاشَةً طَوَت جِنْحَيْها و الْتَحَفَت..سَكَنَت أَلْوانها الزَّاهِية و غَفَت..وِسادَتها نافِذة السَّيارة..بَدَل أن تَتَوَسَّد بِتِلَّة ذاتَ عِطْرٍ أَذْفَر..يَتَجانَس مع عَبيرها الفَريد..العابِث بِنَبْضه عَبَث النَّسَبِ في قَبيلة..،مُذ رَكِبا و اسْتَشْعَر جَسَدها جِلْد المَقْعد المُريح..غازَلها النُّعاس حَتَّى ذابَت بَيْن ذِراعيه وَ حَمَلها على ظَهْر غَيْمة..لِتُهَدْهِدَها على أَلْحان حُلْمٍ جَميل..أَطْبَق أَسْنانه على شَفَته السُّفلى و هُو يَرْنو لها بِلَهْفة..كَم أَنْتَ مَحْظوظ أَيُّها النُّوم..فهي تَعْشقك..و لا تَخْجَل من الإعْتراف بذلك أمام المَلأ..و أَنتَ تُشاركها أَحْلامها،وَ تُصْغي لِزَقْزَقة أَنفاسها..آآه كَم أغْبط..،أَرْكَن السّيارة في مَكانها المُخصَّص داخل المنزل..أَطْفَأها ثُمَّ غادَرها مُتَّجِهاً لِباب زَوْجَته..الْتَصَق به حَتَّى لا تَسْقط إذا فَتَحه..أَمْسَك بالمِقْبض و ببطء بَدأ يَفْتحه..جِذْعها مالَ بتلقائِية عندما افْتَقَد الذي يُسْنِده،و اصْطَدَمَ بِخِفَّة به..انْحَنَى قَليلاً مُنادِياً بِهَمْس تُناغيه ابْتسامة،وذراعه تُحيطها بحماية..،:حَنين..وصلنا
هي اسْتجابت إليه فَوْراً..فَوَعْيها لا زال يَسْكن السَّطح..و لَم يَغْرَق بَعْد..اعْتَدَلَت في جُلُوسها و هي تَرْفع رَأسها إليه..حَلَّقَ قَلْبه بِجِنْحَي نَبَضاته مَأسوراً بالذي الْتَمَع من بَيْن الهُدُب..ذَلك العَسَل المُصَفَّى الحَلال شُرْبه لَهُ فَقَط..تَساءَلت بِعَيْن ضائقة..،:وصلنا ؟
هَزَّ رأسه بالإيجاب و شَفتاه تَتَغَنَّى منهما ابْتسامة خَفيفة..أَغْلَق الباب بعد أن نَزَلت ثُمَّ خَطَى بِجانبها..مُتَّخِذاً الخُطوات نَفْسها..و كَأنَّهما يَشُقَّان الطَّريق بِقَدَمان فَقَط..أَي أنَّ الجَسَدان صَيَّرهما الليْلُ جَسَدٌ واحد..و الرُّوح..الرُّوح من ناحِيته فهي واحِدة..مُذ أَعْلَنَت وَلاءها لِرُوحها الأُنْثوية..،دَقيقة و دَلفا لِغُرْفة نَوْمهما..راقَبها و هي تَخْلَع عَباءتها سَريعاً،ثُمَّ تَتَّجِه لِتَسريحتها..تناولت إحْدى العُلب و قُطْن..و بَدَأت بإزالة المَساحيق الخَفيفة..هُو خَطَى إلى السَّرير..خَلَع حِذائه قَبْلَ أن يَسْتَلْقي فَوْقه على بَطْنه..و عَيْناه اسْتَقَلَّتا سِرْج مَوْجة سَتَطُوف مَدائن مَلامحها الخُرافِيَّة..قَضَى دَقائق لا يَعْلمها يُجوب طُرقاتها العَريقة المُنْعَكِسة في المِرْآة..وَقَف قليلاً عِنْد نَهْرَي العَسَل..لِيَنْتَعِش من الرَّذاذ النَّقِي..و فَوْقَ سَهْلِ الأَهْداب المُلْتوي تَراقَصَ نَبْضه..قَبْلَ أن يَمُرَّ على مَنْبَع الأَنْفاس المُسْكِرة..لِيَنْتهي عند مَوْضع الالْتقاء..لِيَحْتَسي شُرْبة من خَدَر..،بَعْدَ أن انْتَهت و أَعادت لِبَشْرَتِها حَيَوِيَّتها..دَلَفَت لِغُرْفَة المَلابس..غابَت لِعَشْرِ دَقائق لا بُدَّ أَنَّها اسَتَحَمَّت فيهن سَريعاً..قَبْل أن تُطِل عَليه بِثَوْب نَوْمٍ زَهْري..مَلْمسهُ القُطْني يُنافِس شَفافِيَّة بَشَرَتها المُتَسَرْبِلة بِبياضٍ شَهي..فَتَحت المُكَيّف،ثُمَّ أَتَت لِتُشاركه السَّرير..تَكَوَّرت تَحْتَ الغِطاء و هي تَتَثاءَب بِعَفَوِيَّة و بِعينان مُغْمَضَتان..و كُل ذلك عَلى مَرأى من ذاته المُقَيَّدة بسِحْرها..أَبْصَرت لِتَلْتَقي بِعَيْناه المُتَأمِّلَتان..هَمَسَت بِصَوْت مَحْشي بالنَّعاس،و بابْتسامة صَغيرة..،:ليش تطالع ؟ من أَوَّل ما دخلنا!
اتَّسَعت ابْتسامته لِسؤالها البَريء..لا تَفْهمين في الحُب حَنيني..كَم أَنا غَبي حينما ظَنَنتُ أَنَّ قَلْبَكِ رُبَّما الْتَفَت لذاك الرَّجُل ذات زَمَن..و لَكِنَّكِ تَثْبتين لي يَوْماً بَعْد يَوم عُذْرية قَلْبكِ..و كَم هُو مُثير أَن أكون أَنا مُعَلّمه..أَجابها بالهمس نَفْسه و هُو يَزْحف بِخفَّة لها،:أَمارس هِواية
عَلَّقَت بسُخْرِية،:ماشاء الله عليك..تمارس كل هوايات الدّنيا
ضَحَكَ بِخِفَّة دُون أَن يُعَقّب على سُخْرِيتها..تَوَقَّفَ زَحْفه عندما لامَسَ كَتِفها صَدْره..هي تَساءَلت باسْتنكار و حاجِبان مَرْفوعان..،:شتبي !
تَمْتَم و هي تَتَبع مَسير عَدَسَتيه..،:لاا..بس يعنـــي...
قُبْلة خَفيفة..رَشيقة و خافِتة..اقْشَعَر منها جَسَدها..قُبْلة احْتَفَظَت بها زاوِية شَفَتيها اليُسْرى..رَفَع جِفْنيه لِيُسْتَأذنها و هي أَجابت بَهَمْسٍ باسِم،:بــس دَقيقة
خاطَب شَفَتَيها بِهَمْسٍ لَم تَلْتَقِطهُ آذان الفَجْر المُصْغِية بِخَجَل..،:دقيقتين
،
خَرَج من دَوْرة المياه و ابْتسامة حُبور تَلْعَق بَقايا الشَّهْد الغافي على شَفَتيه..مَلامحه تُدَثِّرها سَكينة لَذيذة..تَبْعثُ الإسْترخاء في النُّفوس الوَجِلة..حَرَّكَت أَهْدابه نَظْرة لَعوبة و ذاكِرته لا زالت مُتَعَلِّقة بالأحداث السَّابقة..فالدَّقيقتان امْتَدَّتا لِساعة..و رُبَّما أَكْثَر..ساعة من الغِياب و الإنْتشاء..،عادَ للغُرْفة بَعْدَ أن ارْتَدى سِرْوال مَنامته..كانت لا تَزال تَرْسِم مَلامح جَسَدها بَيْن طَيَّات السَّرير..اقْتَرَب منها..مُسْتَسْلِمة لإغماضٍ مُرْهَق..عَضَّ شَفَته كَأنَّما يَعض على إصْبع نَدَمه..أَرْهَقَها بعُنْفوان مَشاعره بالطَّبع..وَقَف قُرْبها..امْتَدَّت يَده مُزيحاً خُصلاتها عن وَجْهها برِقَّة..هَمَسَ بِحَنانٍ مُحِب..،:حَنيني "كَشَف جِفْنَيها عن مَنْجَمِ العَسَل لِيُرْدِف و هو يُشير لِجهة دَوْرة المياه" الحَمام..لا تنامين
عَقَّبَت مُهَدّدة و هي تَعْتَدِل جالِسة..،:إذا طارت النُّومة بخاصمك
ضَحَك لِتَهْديدها الطُّفولي و هُو يَرْتدي سُتْرته ذات الأكمام القَصيرة..ثُمَّ غادَر غُرْفة النَّوم بَعْد أَن تَأكَّد من دُخولها لِتَسْتَحِم..غادَر إلى الجَنَّة المُحْتَفِظة بجُذور صَبابته..و بوَرْدَها مُذ كان جَنيناً..يَرْضَعُ من ثَدْي الحُب..إلى أَن اسْتوى غُصْنه و أَصْبَحَ رَجُلاً تَنْمو من أَرْض كَفَّيه أَشْجاراً..تَبْني فَوْقَ َأغْصانها الطُّيور المُهاجِرة أَعْشاشها..المُهاجِرة من مُنْحَدَرات الفِراق..إلى وِدْيان الهَوى..،جَلَسَ فَوْق مَقْعَد مَكْتَبه..فَتح أحْد الأَدْراج المُحْتَضِنة بَوْحه..رَسائلٌ هي إطاراتٌ احْتَفَظت بمشاعر كُل عُمْرٍ عَشَقها فيه..رَسائلٌ لَم يَرْبطها بساق حمامٍ زاجِل لِيُحَلّق بها إلى حَنينه..فَهُو قَد نُهِر و بِشِدَّة من قِبَل والده الذي كَشَفَ سِرّه ذات ماضٍ..،الْتَقَط وَرَقة مُتَعَطِّشة لامْتصاص حِبْر بَواحه..تَناول القَلم المُتَحَمّس لِتَقْبيل أَسْطُر الاعْتراف..و بَدَأ بِسَرْد حِكاية حَديثة المَنْبت..لِتُشارِك أَخواتها اسْتنشاق رَبيع الحُب المُخَلَّد..،
,،
يَتْبَع
فترة الأقامة :
3839 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
18971
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
360.79 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم