عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



،:عَزيـــز،بس عاد صير رَجَّال و اعقل
كان ذلك التَوْبيخ العاشر رُبما الذي تُوَجّهه إليه دون فائدة.. فهو يَعود و يُقَبّل كَفَّيها و قَدميها،كانت القُبْلات الأولى تحمل فَحوى احترام و الباقيات غَرَضهن مُشاكستها فقط..،لامسَ شَعر رأسه الخفيف المُعانقهُ بضع شُعيرات رمادية و هو يَقول،:افــا يُمَّه كل هالشيب اللي تارس راسي و تقولين لي صير رجَّال ؟!
عَقَّبَت بنبرة جديَّة،:و من متى الشيب دليل على الرجولة ؟ "مَدَّت يدها تلتقط خصلاته مُواصِلة باستنكار" و بعدين وين الشيب اللي تتحجى عنه ؟ ما شوف شي !
هَزَّ رأسه بضحكة،:بَلى بَلى فيه يُمَّه
اسْتدار لوالده الذي كان يقف و هو يَطوي سجَّادة صلاته قائِلاً،:الله يهديك،مادري شقلت في الصلاة من إزعاجك "جَلَسَ على السَرير يُشاركهما بعد أن وضع السَّجاة في مكانها مُرْدِفاً" ما بتروح بيتك ؟ الساعة قريب الوحدة
حَكَّ طرف ذقنه مُجيباً،:لا يُبه بنام اهني "ضاقَت عيناه و الضيق يكتنف صدره مُواصِلاً بتوضيح" ما احب ادخل البيت و هم مو فيه
نَطَقَت والدته بسرعة مُسْتفيدة من سياق الحَديث،:ايـــه لو كان عندك مرة جان اللحين هي أنيسك في وحدتك..بس هذا حال اللي ما يسمع حجي امه
مالَ رأسه و هو يُغْمض عينيه للحظات و بسَبَّباته و الإبْهام مَسَّ أعلى أنفه بين حاجبيه..زَفَرَ بمَلَل من هذا الموضوع الواضح أنَّ لا نهاية لهُ عند مَبْدأ والدته..نَطَقَ بعد أن أخفَضَ يده و هو يُناظرها برجاء،:يُمَّه خلاص سكري على الموضوع
،:يا ولدي مو زينة قعدة الرجَّال بدون مرة..ابيك تاخذ لك اللي تشيل همك و تشيل همها،تسعدك و تسعدها
رَفَعَ كتفيه بقلَّة حيلة مُعَقّباً،:يَمَّـه جَرَّبت حظي ثلاث مرَّات و فشلت،اذا هالثلاث ما تحملوني اكيد غيرهم ما بيتحملون
كَفُّها لامست فخذه تشد عليه،:انت بعد ياولدي ما يصير تعاملهم هالمعاملة و تبي منهم يتحملون "و بنصح حَنون" عَزيز يُمَّه المرة تبي اللي يدلعها و يمسح عليها..يداريها و يداري خاطرها..تبي حضن أمان يدفيها
رنا بنظراته لوالده و ابْتسامة شَقاوة أرَفَعت زاوية فَمه مُعَقّباً بسؤال أثار حَنَقها،:يُبـه كل هذا تسويه لأمي ؟ "غَمَزَ لهُ و هو يُردِف" علمنا شوي خلنا نستفيد
ضَرَبت فخذه بقَهَر لتعتلي ضحكته مع والده التي اختلطَ معها تَوبيخها،:قـووم..قوم عني ما منك فايدة..كل ما تكبر تدمر !



تُراقِب الكَلمات بانشداهٍ يُخيل للناظر أنَّها تَبتلعها مُتَذَوّقة كُل حَرفٍ منها..و هي حَقيقةً قد مَضى على ابتلاعها لها أكثَرُ من عام..فهي الآن قد تَحَلَّلت في جوفها حتى باتت جُزءاً لا يَتَجَزء منها ! خصلاتها الشَّقراء تحتضن عُنُقِها قَبْلَ أن تسترخي بنعومة على كَتفيها المَكشوفان..تَرتدي مَنامة زَهرية تناسقت مع لون بشرتها الحَليبية..كاشِفة عن ساقيها النَحيلتين حتى مُنتَصَفِ فخذيها..و من الأعلى كان العُري يُحاصر أجزاء من كتفها و ذراعيها بالكامل..،كانت مُتَرَبّعة في جُلوسها فوق سَرير غُرفتها المُظلِمة عَدا من أضواء مصابيح صَفْراء خافِتة تُهَيّأها لقراءة جَيّدة..،عيناها بشَوقٍ صـادق تَعبُران الخَط الأنيق المُحتَضنه بياض الوَرق المُخالط نصف صفحاته إصْفرار كانَ نَتيجةً لزمَنٍ قد وَلَّى..أناملها الرَقيقة تَتَحسَّسانه و لَيتٌ مُعَرَّاة من تَحقيق تُداعِب خلجاتها..فليت صاحب الحَرف تُحييه مشاعر كلماتٍ احتضنها وَرقٌ دافئ خَسَر احتضان جَسَدٍ ظَفَرَ بهِ قَبرٌ مُوْحِش..،أرْجَعت خصلاتها خلف أُذنها و هي تُقلِب الصَّفحة مُبصِرة كلمات كانت دَليلها
"كانَ رَجُلٌ في نهاية عَقْدهِ الرَّابع..بين عَينيه المُرمَدتين باخضرار يَصْرُخ حبٌّ مَكتوم الأنفاس..فهو مُذ وقَعَ بصرهُ عليها ارْتَفَعَ الصُراخ..و حواسي اليَقِظة قاست عُمق المَحبَّة تلك.. أو العِشق ذاك! كان يُراقب حركاتها بغيابٍ ينتشلهُ من الواقع إلى مكانٍ غَير الذي يقبع فيه الناس و إلى زَمَنٍ يَبدو أنَّ حُلو ذكراه صَيَّرهُ الفَقد عَلْقماً تنفره الروح..،كان انعكاساً لها..لابتسامتها و ضحكتها..لصَمْتها و حديثها الناعم..كان مرآتها التي حُرّمَ عليها تَأمُّل صورتها فيها..و أُقْسِم أنَّني كُنتُ أرى رَفيف دَمعٍ يُناغي رُجولة عَينيه و هو يتأمل بُعْدها عنه..و امتلاك عَزيزه لها..،"

تَوَقَّفت هُنا مُغلِقة الكتاب عند هذه الكَلمَات..تَراجعت للخلف مُسْنِدة ظَهْرها للسرير و الذاكِرة تَراجعت لذلكَ اليَوم أمام باب مَكتب نُور..،

،

كانت للتو قد انتهت من العَمَلية التي رافقت فيها الجَرَّاح مازن مع مَجْموعة من المُتَدَرّبين،و ها هي في طَريقها "للكافتيريا" حيثُ أعلَمَتها إحدى زَميلاتها باجْتماعهن هُناك..الساعة على مشارف الحادية عَشر و الشَّمسُ تَعبُر نوافذ المَمَرَّات بزَهو جَعلها تَبتسم..فالشَّمس إحدى الكائنات التي لطالما شُبّهت بها..فهما تشتركان في عدَّة أُمور،أوَّلها و أهَمَّها الزَّهو أو...الغُرور ! قدماها بمَشي سَريع نسبياً تجاوزت المَمَرّات الأولى حيث تقبع مكاتب بعض الأطِبَّاء،و آخر ما تجاوزته كان مكتب نُور..كانت لحظات فقط قَبْل أن تتوقف قدماها لتستدير تُتابع المَشْهَد..رَجُلٌ يَتَّضح لها جانبه الأيْسَر يقف أمام الباب و يَبدو من تَصَرُّفاته أنَّهُ يَعيش تَرَدُّداً عَظيما !..اقْتَرَبت و الفُضول حِذاؤها..فالأمرُ يَعني نُور و هي من المُهتَمّين و جداً بأمرها..،وَقَفت على بعد خطوتان منه و من الواضح أنَّهُ لم ينتبه لها..فحواسه مَشدوهة للفعل الذي يَنوي الإقدام عليه..،:تبي شي أخوي ؟
صَوْتُها الهـادئ تَداخل مع خلوته مُقتَطِعاً صِراعه مع نفسه..الْتَفَت لها بارتباك لم يَخفَ عن ناظريها مُجيباً و هو يَدعك صدغه،:آآ لا بس "تحمحم قبْل أن يُكْمِل و يده تنحشر في جيب بنطاله" مابي شي
لم تُعَقّب على حَديثه التائه..فَبَصَرُها كان يُنَبّش بين أغوار عَقلها عن الوَصف الذي قرأته..العينان الخضراوتان برمادية بَدت لها كَئيبة..ملامحه تُوحي بعُمرٍ في نهاية العشرون،لكنَّ حَكايا الزَّمن المَوسومة بين طَيَّات ملامحه و المُصْطَبِغة بضع شُعيرات من لحيته بمآسيها تُؤكّد أنَّه قَريبٌ من الأربعون..اذاً هذا هُو..و قوفه أمام مكتبها يُؤكّد أنَّه هُو..،مَرَّرت لسانها على شفتيها قَبْل أن تنطق بثقة استنكرها،:تبي الدكتورة نور صح ؟
عاد و دَعَك صدغه ليُجيب بتأتأة و يده غادرت جيبه لتعبر أصابعها خصلاته القَصيرة تنثر سلبيات بعثرته،:هــا ! لا مو لا لا مابيها مابي احد "تَراجع خطوة للخلف قَبْل أن ينطق بطلب ناقَض نُكرانه قَبْل ثوانٍ" مو تقولين لها إني جيت لها
و استدار مُبْتَعِداً ليتركها من خلفه بحاجب ارْتَفَع مَكْراً و ابتسامة مائِلة على مُنحَدَرِ الانتقام..هَمَسَت لتخرج الكَلمات مُحَمَّلة براحة أتَتها بعد صَبْرٍ طال لأكثر من عام،:أخيراً التقينا يا طلال

،

الابتسامة المائِلة نفسها كانت تَسكن شَفتيها الكَرزيتين..و أهدابُها الطَويلة تَتَصافق على هَدير رياح اتَّقَدَت بانتقامٍ سَهْمُهُ وُجّه لبؤرةٍ تَعلم لأي مَدى هُو مُوجِع انكسارها..بل قاتِل،و هي تُريد التَلَذُذ بهذا القَتْل..مالت بجسدها تُعيد الكتاب في الدرج قَبْلَ أن تَتَدثَّر أسْفَل غطائها الثَقيل..رفعته حتى أسفل ذقنها ليظهر فقط وجهها القَمري الذي في لحظات انقشعت عنهُ ملامح الانتقام لتحل مَحلَّها تَجَاعيد أسـى وقَهْر حَفَرَت آثارها بين وجنتيها..هَمَسَتَ و الدَّمعُ قَطَف ابتسامة من عينيها،:وعد يُمَّه باخذ حقش



قَطَعَت المسافة ألفا و سَعيُها المُرتَعِد خَوفاً لم يَظفَر بزَمْزَمٍ يُطفئ حرارة اتَّقَدَت بين جنباتها..خطواتها نُحِتَتَ فوق أرض الطَريق المُؤدّي للمَتجر المَشؤوم..تلتفت بضياع،يَلطمها الشَّرقَ بخوائه و تلسعها ظُلْمة الغَرب المُوحِشة..غَيرها هي و اللَّيل لم يَكُن حاضراً..،عادت بيدين فارغتين إلى الشقَّة تُحاول من جديد الاتصال بيُوسف و حُور و التي لا تعلم أنَّهما بين غَيمٍ و رفيفٍ دافئ يُحَلّقان..أصابعها المُرتَعِشة ضَغَطَت أرْقام منزل أبا حُور و عيناها تجْتَرِعان بغَصَّة الوقت الواقفة عقاربه على الواحدة و أربعون دقيقة صَباحاً..و كما تَوَقَّعت لا جَواب..فالناسُ نيام و وحدها هي من تَتَخَبَّط في الهواء تَبحث عن طَيف ابنتها..حاولت ثلاثاً و لم يَصطدم بمسمعها سوى رَنين مُزْعِج..أغْلَقَت الهاتف لتبدأ مَسيرها بكاهلان أحنتهما وساوس اقتاتت على صبْرها..أين ذهبت..يَستحيل أنَّها عادت لجُنونها..وعدتها بأنَّها كانت المرَّة الأولى و الأخيرة،و هي تعلم بمدى صدق وعود من رَبَت وسط حضنها..إذاً أين هي ؟! لَطَمَت خَدَّيها و جَزَعٌ يُكَبْل أطرافها الخائرة قواها..فَرَّت من صدر أُمومتها شَهقة جَرَّحَت حلقها المَأهول بالأنَّات،:يُمــه بنتي.. وينش يُمه ملاك
اتَجَهت لباب الشقَّة و تَرَدُّدٌ مَرير يُؤخّر خطواتها..إلى من تَلجأ و هي في أنظارهم زَوْجة المُجْرِم المُنتَحِر؟..هي لو طَلَبت عَوناً من أحَدِهم سترتفع أعلامُ فضيحة باسم ابنتها..رفعت رأسها بلا حيلة و الدُعاء سلاحها الأوْحَد،:اللهم إني اسْتودعك ابنتي يا من لا تضيع ودائعه
تَراجعت و الوجهة هذه المرَّة كانت لغُرفة مَلاك..تَهَدَّل ذقنها باهتزاز و الخلاء يُواجهها..التَقَطت مفاتيح سَيَّارتها الغافية فوق تَسريحتها و في داخلها تَلوم نَفسها التي كانت ترفض أن تتعلم السياقة..لكانت الآن تَجوب الطُرقات تبحث عن صغيرتها..خَطَت للسَرير الفاقد تَقَلُّبات جَسدها و طَيّاته..مَسَّتهُ و الدَّمعُ مدراراً صُبَّ فوق خديها..لسانها نَطَق من جديد تُناجي الرَّب،:يارب بنتي أمانتك
حَرَّكت عينيها على البَلْقع من ابنتها أمامها..التفتت ببطئ و قَبْلَ أن تُدير جسدها بالكامل عادت بسرعة للذي لمحته..سواد لامع ينْحَشر بين السَرير و الدرج المُلاصق له..الْتَقَطته و هي ترفعه أمام حدقيتها اللتان اتسعتا بعدم تَصديق..و كأنَّهُ حَبْلٌ من الله..اسْتدارت و بخطوات واسعة خَرَجت لغُرفة الجُلوس..تَلَقَّفت سَمَّاعة الهاتف الأرضي و بدأت بضغط الأرقام و البطاقة ترتعش بين يدها..لا تدرِ اذا ما كان هذا عَمَلهم..و لكنَّها ستحاول..من أجل ابنتها ستحاول..،
،:الو نعم
نَطَقت بلهفة الناجي من غَرَق،:ابــي سيَّارة


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس