الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة /34
عرض مشاركة واحدة
#
1
10-12-2019
SMS ~
[
+
]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل
Aliceblue
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
08-10-2024 (08:26 PM)
♛
آبدآعاتي
»
1,384,760
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11622
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6425
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
بيانات اضافيه [
+
]
ذات مقيدة حول عنق إمرأة /34
بسم الله الرحمن الرحيم
تَوكلتُ على الله
الجزء الرابع و الثلاثون
الفصْل الأوَّل
تَرَكت ابنتها مع عَمَّتيها و غادرت مَركز التَجميل المُلْحَق بالفُندق المُقام فيه حَفْل الزفاف..غادرتهُ تَهرُب إليه و في قَرارة نفسها هو الهُروب الأخير..هُروبٌ من احتياج حَمَلها فوق جناحيه الغافي وسطهما جِرح مُوجِع..حملها إليه،هُو أحمد الذي خانهُ قَلبها الأحمق..،مَضَت رُبع ساعة مُذ وصلت لشقتهما..كانت تخطو ببرود و قدماها تنتعلان أسى عنوانهُ الخسارة..هي الخاسر الأكبر في هذه المَعركة الحياتية..خَسرت كُل شيء ليغتنمه فَيصل بدمٍ بارد..و لكن غنيمتها الكُبرى ما يُهدهد روحها وسط سماء هذه الحياة..جَنــى..ابتسـامة حَانية جَمَّلت ملامحها المُختنقة من ذَنب..فذكر طفلتها حَلوى تُزيح مَرارتها المُحتَكِرة وجودها..،تَوَقَّفت أمام خِزانة الملابس،فتحتها ببطئ و هي تعلم ما يتدثر داخلها..بِضع قِطع ملابس لها و له،فالزَّمن كان مُحاربهما الأوَّل..جَمعهما بعقد شَرعي مُنذُ أكثر من عامان..كانا فيهما شريدان بين الطُرقات..يَلتقيان خلف جُدران المَطاعم..أو فوق صخور بَحرٍ غابت شَمسُه و شارك القَمر لوحتهما السـاحِرة..و حينما زارهما الاقتراب،و أصبحت هذهِ الجُدران عُشَّهما الحَميمي..أتت الرياح،هوجاء عاصِفة لها نَسيمٌ مَبحوح يُرجِف عِظامها..و بين استعارتها تَقبع عَينان لهما بُرود جليدٍ شتاؤه مُخَلَّد..لا ينحني لربيعٍ دافئ..،التفتت للصوت القادم من الخارج..أغلقت الخِزانة ثُمَّ تَقَدَّمت تاركة غُرفة نومهما..ما أن اتضحت لها معالم غُرفة الجُلوس حتى بان لها وَجهُه الباحثة عيناه عنها..تَوَقَّفت تاركة بينهما مَسافة تَسمح لها بإفراغ الزَّفرات المُرتَبِكة،بأناملها تنسج قُوَّة تُعينها على رَكْلِ نعمة وجوده في حياتها..ارتفع صَدرها بعُنف نتيجة استنشاقها العَميـق للأُكسجينات الهاربة من تَصَدُّع رئتيها..أفرجت عن النَفَس ثُمَّ و دون أن تسمح لقيود تَرَدُّد أن تطال أطرافها أطلقت العَنان لقدميها عابرةً مَسافة الأمان بينهما..لتكون و بعد لحظات بين ذراعيه و صدره،تنحت ملامح وجهها الباكية فوق كتفه و ذراعيها الوَهنتين تُحيطان عُنُقِه تُرسِل لعُروقه تَرَدُّدات ضعفها العابرة خلاياها..،هو بادلها الاحتضان يُساير مشاعرها المُتَخبَّطة..احتضنها شاداً على جسدها الواضحة انحناءتهُ المَكسورة..كانكسارها الذي ارتدتهُ بعد أن جاءت إليه تَزُف لهُ خَبَرَ طلاقها من حبيبها و الذي يبدو أنَّ قلبها لم يَثور على حُكمه المُستبد بَعْد! مال رأسه بخفَّة غارساً وجهه وسط تُربة عُنُقِها النابض عِرقه بجنون..مُفرِغاً الكلمات عَلَّهُ يزرع جواباً عَديم الأشواك،:تبين الطـلاق ؟
جفناها احتوا مُقلتيها يُخفيان زيارة الضيف الشَفَّاف..هَمَسَت و قِلَّة الحيلة لِباس كلماتها،:مابــي أخونك
أخفى ابتسامة سُخريته وسط المسافة بين عُنُقِها و عظام ترقوتها هامِساً باستفسار،:هذا يعني اسميه اعتراف ؟
تَصَافقت أهْدابها من نُمو دَمعة أبَت أن تَسكن عينيها و فَضَّلت أن تنعق فوق خدّها المَلطوم بيد الحَرَج..فهي أكبر أنانية،جاءتهُ تطلب الخَلاص و النسيان..رَبَت بين يدي كَرمه،و اقتاتت على ثِماره الناضجة دوماً،سُكَّراً لا تُخالطهُ مَرارة خُذلان..و عندما عـاد جَلّاد قلبها استسلمت للسعات سَوطه مُعتَرفة كُرهاً بجريمتها الشَنعاء..،أرخى ذراعيه عن جسدها الغائص في ارتعاشات البُكاء،تَمَسَّك بذراعيها يُبعدها عن وسادة كتفه سامحاً لعينيه بالتَعَلُّق بسَحَابتها المُثْقَلة بأمطارٍ عاشت في جَوفها عَدد سنين فَقدها..احتضن بكفّيه الحانيتين بَلل وجهها مُداعِباً بإبهاميه صَبيبها الرقيق..مُتناسياً ضيقه المُلتوي في صدره..هَمَسَ لها بسؤال رَسَم تجاعيد ابتسامة حول فمها،:شخبار بنتش ؟ ما كلمتيني عنها
رفعت يديها تُعانِق عضده الصَلْب مُجيبة و الحُب يَرقص وسط عدستيها،:زيــنه،تحبني أحمد واجد تحبني "ضَغَطت بخفَّة مُردفة بغَصًّات" مقهورة لأني عشت كل هالسنين وانا اظنها ميتة،خمس سنوات ضاعت من حياتي و حياتها و للأسف ما بتنعاد
هَمَسَ يُكَمِل حكايتها،:و اللحين انتِ تبين تعوضينها "هَزَّت رأسها بالإيجاب و هو واصل بأهدابٍ مالت من ثقل الحقيقة" و أنا العَقَبة اللي في طريق هالتعويض
نَفَت وَ بشدَّة كلماته المُغرِضة و أصابعها تضغط بقوَّة تُريد بها إيصال مشاعرها الرافضة أن تَتَحَوَّر لكلمات تنسف التأنيب المُنطَلق من غمد عينيه ناحِراً ضميرها،:لااا أحمد لا تقول هالكلام "فَغرت فاهها تلتقط بضع ذَّرات هواء لتُكمِل بصدق رآهُ يُغرِق ملامحها" صدقني أحمد لو كانت ظروفنا غير،كنت بتكون أفضل زوج أُم في الدنيا..بس أحمد
أصمتتها التَرَدُّد أو رُبما خَجَلها من فعلتها التي للتو استطعمت مَرارتها و نَزَفَت روحها من مَسّ شَوكها..أخفضت عينيها تبتعد عن مَسار بَصره المُلْتَهِم ملامحها يبحث عن باقي الجُملة التي بَتَرتها..هَمَسَ بتساؤل،:بس شنو جنان ؟ كملي
أزاحت ستار جفنيها مُجيبةً و الدمعة تَطفو بتَيه وسط حدقتها،:عيـالك
شَعَرت بارتخاء كَفّيه فوق وجنتيها..ثُمَّ و ببطئ أبعدهما عن المَوْضِع المُرتَع على الدموع..هي أكملت مُستجيبة لابتعاده و الذي لم يَكُن سِوى نُفورٍ من حقيقة مُوجِعة،:بنتي ما بتعيش حياة طبيعية مثل اللي في سنها..بتعيش متشتتة بيني و بين ابوها،مهما حاولنا نرسم لها صورة طبيعية بتظل تلاحظ الفرق بينها و بين باقي الأطفال "بظاهر كَفّها تَشَرَّبت الدمعة قبل أن يرتفع ضجيج سُقوطها و هي تُردِف و البحَّة رداء حنجرتها" مابي أكون سبب في حرمان عيالك من شعور الأمان و الاستقرار..ادري إن قربك مني هدم كل هذا "احتضنت جسدها برأس انحنى يَنظُر لأطلال ما مضى من سنواتٍ" و للأسف استوعبت متأخر..كنت أنانية ابيك تعوضني و ما اهتميت اذا هالشي مُمكن يأثر على وجودك بين عايلتك "رفعت يدها تُبعِد خصلات غرَّتها عن عينيها قبل أن تستقر بها فوق مرفقها مُواصلة بابتسامة نَدم جَليّ" توي حسيت "باغتَ صوتها تهدج" يوم انضرت بنتـ ـي حسيت
رفعت رأسها للكلمة التي نَطَقَ بها بلحن نهاية عَصَر فؤادها حتى استُنزِفت كُل الذكريات،:يعني خلاص !
استَقَرَّت بباطن كَفّيها على صدره المَزحوم بأنَّات خُذلان لتُجيب بابتسامة مالت بالتطارد مع ميلان الدمع فوق سُفوح وجهها،:لا مو خـلاص .. أحمد و جنان ما انتهوا "ألصقت جبينها بجبينه تتزود بشُعور آخر اقتراب بينهما هامسةً بصوتٍ اقترب من التلاشي" بس بيكملون في مكانهم الصَح..
,،
أمام المرآة يقف و التَركيز يُعانق بصره المُنعَقد بأزرار قميصه الأبيض المُقتنيه صباح اليَوم بعد أن قَرَّر أن يبدو أكثر رسمية في رحلته..بعبارة أُخرى سينسلخ عن ذَّاته لَرُبما يُعجِب والدها ! تأفأف بِضَجَر عندما انحرفت يداه للمرة الثالثة و حَشَرَ الزِر في غَير موضعه..رَفَعَ كَتفيه بملل، فلا فائدة معه..،تَركَهُ هكذا و هو يتراجع للخلف يجلس فوق سريره المُحتوي جَسد رائد الذي قال بتعَجُّب أرفع حاجبيه،:أنا ابي اعرف وين الصعوبة في الموضوع ؟ يا رجال عمرك أربعين سنة و ما تعرف تزرر قميصك !
شَذرات كَمد تَلَقَّفت ملامحها و شوقٌ لا تُخفَت نارُه غَصَّ بهِ صوتُه الهامس،:لقبل ما تموت أمي كانت هي اللي تزرر لي القميص..و بعدها محد علمني..من صدق ما اعرف رائد مو قاعد ابالغ
تَلَفَّتَ رائد هارباً من نظرة الانكسـار التي بدأت تنمو وسط عدستي رفيقه..التقط بصره ربطة عُنُق سوداء مُعَلَّقة بعروة خزانة ملابسه ليقول،:لا وبعد نيك تاي ؟! شفيك تبي تلبس لبس مو لبسك !
أجابَ و هو يخلع القميص كاشفاً عن بلوزته البيضاء القُطنية،:هم هناك أكيد هذا بيكون لبسهم،لأن شغل لازم بيلبسون رسمي
حاجبه اعتلى صهوة استنكاره مُعَقّباً،:ليش انتَ بتشتغل معاهم ؟!
أدارَ وجهه و هو يُخفِض رأسه ينظر لإبهام يُسراه كيف تنحت بصماتها وسط يُمناه الراجفة..أكمل رائد بجديَّة،:طلال اذا انت قاعد تحاول تلبس لبسهم و تستنسخ تصرفاتهم عشان تلفت نظرها فأنت غلطان..هي يوم حبتك فضَّلتك على ذلين اللي تبي تقلّدهم
قاطعهُ بحدَّة و هي يلتفت إليه مُفرِغاً خناجر نظراته،:ما حَبَّتني
أسْبَغَ ملامحه ببرود لَسَعَ حواس طلال ناطِقاً بحديثٍ طَرَقَ أبواب ماضٍ وَحشي،:و كلامها لك في آخر لقاء بينكم شنو تفسره ؟
وقف مَلسوعاً من الذِكرى التي هاجمته بأنيابها السامَّة ليُجيب و وجهه بانت فيه تَصَدُّعات تَحكي أَلَمه،:ما كانت في وعيها،ما كانت تدري أصلا هي شنو قاعدة تقول
وَقَفَ يُواجه هذيان عدستيه قائلاً و كلماته تَدَعم ما سبقها،:أي كلام غَريب يقوله الإنسان و هو مو في وعيه يكون نابع من قلبه و هي قالت لك و
قاطعه بصوت أرفعهُ صُراخ خَشية شَعَر بها تَجْلد ظهره تُوقِظ نيران تلك الليلة،:خــلاااص رائد مابي اسمع واللي يرحم والديك لا تكمل
زَمَّ شفتيه بضيق و هو يُبصِر رجفة يديه الواضحة..كيف يرتفع صدره و ينخفض بأنفاس تَكاد تخترقه،إلى الآن لم يَتجاوز خَطِيئَته..ها هو يراها تُبصِق نتانتها على حواسه و تُعيد رَسم لحظاتها القبيحة فوق عدستيه..نَحتٌ لم تجترعه التوبات..،اقترب أكثر ليقول بهدوء مُحاولاً الإنحراف عن الموضوع،:خلاص زين..اسمعني أنا صحيح مو مُؤيد قرارك لكن في النهاية هذي حياتك و إنت حُر..بس لا ترتكب غلط مُمكن يأثر على قرارك بطريقة سلبية "قَبَض على عضده هامساً بحدَّة تَشَرَّبتها روح طَلال" روح لها و أنت طلال مو شخص ثاني
,،
ماضٍ
صَباحهُ انتهى و الشَّمْسُ غادرت يَوْمَهُ تُوَدّعه بأشِعَّةٍ انحنت خَجَلاً من فَشَلٍ نَحَّاها عن سمائِه،تَرَكَت ساحة الحَرب للقَمَر فَرُبَّما سُكُونه العَذب يَفوز بغنيمة لقائِها..أمام تلفاز إحدى غُرف جُلوسهم المُلتَبِسة ضيقاً حَميمي كان يَجْلُس،ظَهْرُهُ مُسْتَرخٍ بجلوسٍ أقرب للإستلقاء،عاقِداً ذراع الحِيرة فوق صدره المُرتَفِع بسُؤالٍ و المُنخَفض بألف سؤال..عيناه غُلّفَ بَصَرَهما بشرودٍ ساقَهُ لتلك الصامتة،الغافية حَواسها عن عودته..فقد مَضَى على قُدومه من لُنْدُن قُرابة اليوم و الذي لم يَحظَ ولو لدقيقة من دقائقه بفرصة مُلاقاتها..أو مُحادثتها على الأقل..هي و التي يَجب أن تُبادر لم يصدر منها أي تَصَرُّف..لذلك حاول أن يتغاضى عن تَجاهلها مُلتمساً لها أعذاراً و أعذار،يتمنى أن لا تكون واهية..اتصل هُوَ،اتصالان بُحَّ صوت الرنين ولم تُجب عليهما..و الإتصالات الأربعة الأُخرى كان مصيرهما بابٌ مُوصد فالهاتف "مُغْلَق"..أزْعَجَها فأغلقته..لا تفسير آخر ! مَرَّت أشهر على عَقد قرانهما لم يُسَجّل فيهم أي تطورات في علاقتهما..رُبما ابتعاده بغرض الدراسة أحد أسباب الفُتور المُغَلّف حياتهما،لكن حتى مع عودته و محاولته لإحماء هذا البرود لا يَرى منها سوى النُفور و الرفض المُنعَقِد وسط حاجبيها..لماذا لا يدرِ ؟! حَرَّكَ عدستيه جهة جُود الجالسة فوق الأريكة الأقرب للتلفاز،تأكل بشراهة من أحد مطاعم الوجبات السريعة و حواسها مُنشدهة للذي تُتابعه..رفع كَفّه يدعك خده قبل أن يتساءل،:متى تخلص عزيمتهم ؟
أجابتهُ دون أن تلتفت،:يمكن احدعش
،:و انتِ ليش ما رحتين ؟
اجترعت من مشروبها قبل أن تُجيب،:عندي اختبار باجر
ارتفع حاجبِه باستنكار،:ما اشوفش تدرسين ؟ صار لش ساعة مقابلة التلفزيون !
استدارت إليه لتقول بسُخرية،:ادري فيك الانسان الشاطر المهتم اللي ياكل الكتاب و اللي مافي مثلك "أشارت للساعة المُعَلّقة" الساعة عشر و شوي وانا من العصر ادرس،يعني خلصت فلا تتفلسف علي أرجوك
فَغَرَ فمه بصدمة من هجومها المُسترسل ليُعَقّب بضحكة مُتفاجِئة،:شنو هذا اكلتيني !
أبعدت عينيها ببرود لتُواصِل مُشاهدتها..،هُو التقط هاتفه المُسْتَقِر على الأريكة بجانبه يلتحق بخطوته التالية..ضغط الأرقام ثُمَّ رفعه لأُذنه ينتظر الرد الذي جاءهُ بعد ثوانٍ من بين الصَخب،:هلا فيصل تبي شي ؟
اجتذب باطن خَديّه و هو يَمس أنفه بطرف سَبَّابته يُنَحّي تَردده ليقول بعد أن حَرّر خديه،:لا بس كنت ابي اسأل عنكم،تعشيتون ؟
بضحكة أجابت،:ايــه تعشينا..ليش السؤال ؟
غَفَت ابتسامة خفيفة فوق شفتيه و هو يُجيب بصراحة،:لا بس كنت ابي اتطمن على جنان اذا تعشت،اكلمها ما ترد
تساءلت بنبرة يشوبها استغراب أمْحَى ابتسامته،:ليـش جنان مو وياك ؟!
أجاب و التَوَجَّس بدأ بشد رحاله بين حواسه،:لاا ! انا احسبها معاكم في العزيمة
وَضَّحت،:عمتي جت بروحها..و لا جابت طاري ان جنان بتجي !
وَقَفَ بسرعة و هو يلتقط مفاتيحه،:انا من العصر احاول اتصل فيها ما تجاوب، و آخر شي صار مُغلق "زَفَرَ قلقه مُردِفاً و هو يَخرج من المنزل" لا يكون فيها شي ؟!
نَطَقَت مُعارضة هواجسه و التي بدأت تطالها،:لا ان شاء الله ما في شي
و هو يركب سيَّارته،:ان شاء الله "أردف بتحذير بعد أن شَغَّل المُحَرّك" مو تقولين لاحد،يمكن صدق مافي شي ما يحتاج نخوفهم
،:زين انت وين بتروح ؟
حَرَّكها و هو يُجيب،:بروح بيت عمتي،بشوفها اذا هناك..يمكن البنية مريضة
،:تمام،طمني اذا شفتها..مع السلامة
أنهى المُكالمة ثُمَّ مُباشرة عاود مُحاولة الاتصال بجنان لترتطم مسامعه بالكلام نفسه..تأفأف و هو يُلقيه على الأريكة بجانبه و قدمه تَزيد من سرُعة السَيَّارة..فهو لم يستغرق أكثر من عشر دقائق ليصل إلى منزل عمته القريب نسبياً من منزلهم..أركنها في الخارج قبل أن يترجل منها يدق الجَرس..ثوانٍ و فتحته الخادمة التي رَحَّبت به و هي تُفسِح المَجال لهُ ليدخل..التفت يساراً قبل أن يتساءل بعد أن رأى سَيارة جنان مَركونة،:وين مدام جنان ؟
،:نايمة في غُرفة
و هُما يَدْلُفان للداخل،:من في البيت ؟
،:بس مدام جنان
هَزَّ رأسه يَشكُرها بابتسامة ثُمَّ توجَّه للسُلَّم صاعداً للطابق الثاني حيثُ غُرفتها..تَوَقَّفَ أمام بابها يُطرقه باستئذان..مَرّة..مرَّتان و بعد الثالثة قَرَّر الدُخول..،ما إن فتح الباب حتى لُطِم جلده بحرارة قد ابتلعت الغُرفة حتى شَعر بالجُدران تَذوب..تَرَك المقبض و هو يتقدم للداخل و عيناه تَطوفان على أرجاء الغُرفة يبحث عن وجودها المُفصِحة عنه رائحة عطرها التي بدأت بالسيطرة على رئتيه،تُشارك الأنفاس شهيقها و زفيرها..تَموجات نهرها الصافي أبصرتهُ عيناه المُتعطشة للقاء وجهها المُغترب عنه..كان نهرها يغفو فوق وسادتها المَحظوظة..اقترب من السرير المُنْكَمِش أسفل غطائه جسدها النحيل،جَلَس فوقه،ظهرها المُتَدثر أسفل رداء نوم كَشف عن نصفه..انحنى ماداً يده قاصِداً ذراعها العارية..هي لحظات فقط حتى تنافرت يده من إشارات جلدها الحارقة..أعادها و هذه المَرَّة ليُدير جسدها ناحيته و الذي كان هُلامياً استجاب لهُ بوَهن..احتضن وجهها المُشتَعل باحمرار تضاعف حول عينيها النُصف مُغلقتان،تنظر لهُ من خلف نافذة الوَجَع،المَرض قد حَفَر خنادق تعبه وسط أرضها الجافَّة..قَحَطُ اهتمام يَرى ملامحها تنعاه..و فوق أهدابها اصطَفَّت جُيوش السَحاب لتعزف ألحانها الباكية..ناداها هامساً وبحَّة صوته اكتسحها قلق،: جنــان انتِ حـــارة ! "رَفَع رأسها إليه مُردِفاً بسؤال مُعاتِب" ليش ما قلتين انش مَريضة ؟
تَشابكت أغصان عينيها من زعزعة الدموع التي فارقت منبعها الضاج بصُراخ القَهَر..ثغرة صغيرة بانت بين شفتيها اليابستين من غياب أمطار..فسُحبها لم تعرف سوى إفراغ مُلوحة لاذعة تتناثر برقصٍ خَبيث فوق جراحها..عدستاها تتحركان ببطئ مَيّت على وجهه البادية عليه ملامح تَراها للمرة الأولى..كيف يَتَخَبَّط بصره بعثرات مأساتها المَكتوبة بين عينيها..ضغط أصابعه فوق وجنتيها المُتَبَخّر ماءهما..لعثمة لسانه و صدى الحُروف العابر أُذنها الصمَّاء من سُقم..أهذا هو الاهتمام ؟ أخفض يُمناه حاشِراً ذراعه خلف ظهرها ليرفعها إليه..و إبهام يُسراه يَمسح فوق شفتيها يُعيد بَثَّ الحياة لاحمرارهما الباهت..هَمَسَ لها،:قومي نروح المُستشفى
أرْفَعَ الضَجَرُ كتفها و هي تُشيح بوجهها عن مدى بصره هامسَةً بحشرجة عظيمة،:مابـ ـي..ما يحتاج
عُقدة استنكار قَرَّبت حاجبيه و هو يقول،:شلون يعني ما يحتاج ؟! لازم مُستشفى عشان تنزل حرارتش
تَصَدَّعت ملامحها و هذا الحِمل الضَخم من الاهتمام لا تقواه روحها المُهَمَّشة..نَطَقَت و عيناها تُشيران لعلبة الدواء المَلقية جانبها،:شربت بانادول..بصير زينـه
عَقَّب و هو يُحاول تثبيت جُلوسها،:انتِ يبي لش أبر مو بانادول "وَقَف و هو يتلفت" وين عبايتش ؟
ابتعد عندما لَمحها مُعَلَّقة في زاوية الغُرفة..خَطَى يتناولها ثُمَّ استدار عائداً إليها هي التي كانت غارقة وسط نَحيبها الصامت المُنعَكِس على كتفيها المُهتَزّين بارتجاف..انحنى جالساً على رُكبتيه أمامها،رفع يده يُعانق بأصابعه ذقنها المُتَهَدّل..رَفَعَ وجهها ليلتقي بعينيها المَغشيتين بدمعٍ نَثَرَ ضيقاً وسط صدره..تَرَكَ العباءة فوق السرير سامحاً لكفّه بزيارة مدائنها العاصفة هامساً ببحَّة حنان أفرجت عن مَوكِب الشهقات،:جنان ليش الدموع ؟ اللحين نروح المُستشفى يشوفش الدكتور و مافيش الا العافية ان شاء الله
ابتلعت صَخر غَصَّاتها لتُجيب بصوت أنهَكَهُ النَحيب،:فيصـ ـل مابي اروح المُستشفى،مابــي
قَطَّبَ ملامحه مُتسائلاً باستنكار،:ليش ماتبين تروحين ؟ ما تبين تصيرين زينه !
أبعدت كفّه عن ذقنها ناطِقة بقهر،:فيصل لا تسوي روحك مهتم "تهدج صوتها و هي تُكمل" عادي ترى تعودت اطيح مريضة جم يوم و اصير زينه من غير مُستشفى و أبر مـ
قاطعها بحدَّة أطبقت شفتيها،:انا زوجش جنان لازم بهتم،و جنان قبل غير عن جنان اللحين..فلا تقارنين وضعش بقبل "وقف و هو يُكمِل بنبرة لا تقبل الجدال" قومي عشان نروح
بَسَطَت يدها فوق السرير مُستجيبة لنبرته الحازمة..هي المُتَعَطّشة لنسيم اهتمام يُشعرها بوجودها فوق هذه الأرض..و في المُقابل هي لا تُريد أن تتعلق بمركب حنانه و من ثُمَّ يُباغتها مَدٌّ يقتلع شراعه و ينهب مَرساته ليُلقيها فوق شاطئٍ مُقفَر..لهُ صفير بَلقع لا تسكنهُ سوى الآهات المُرتفعة من حَنْجَرة الوِحدة..،هي لحظات فقط استقام فيها جسدها قبل أن يَميل بفعل الدوار الذي حاصرها فجأة..ذراعها تَخَبَّطت في الهواء تبحث عن استناد لم يَكُن سوى كتفه القَريب..تَمَسَّكت به و أناملها تَشد عليه بضعف..هو أحاط خصرها بذراعيه ليحتوي شتاتها المُقتَرب من الهَوان..انتظر حتى تعانقت عينيهما ليهمس لها و اللوم لسانه،:ما عندش قوة توقفين و بعد ما تبين تروحين المُستشفى !
ساعدها على إرتداء عباءتها و حجابها قبل أن يُرافقها للأسفل و من ثُمَّ خارج المنزل حيثُ أركن سيَّارته..طوال الدقائق التي قضياها معاً في السيَّارة كان ثالثهما الصَّمت..هي مُنكمشة وسط مقعدها الذي تَشَبَّع بحرارتها العابرة قماش سترها..جفنيها غَفَى فوقهما تَعب يَكاد تغمض لهُ عيناها..بلا تركيز كانت تنظر من النافذة،و حواسها النصف واعية مَشدوهة للذي يجلس بجانبها،يداه مُتَمَسكتان بالمقوّد و بصره بين الدقيقة و الأخرى ينحرف لها يُراقب وضعها المُنبِت تَوَجُّساً بين خلجاته..،
،
يتبع
آخر تعديل إرتواء نبض يوم 10-12-2019 في
12:40 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
18906
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 377.96 يوميا
MMS ~
إرتواء نبض
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى إرتواء نبض
البحث عن كل مشاركات إرتواء نبض