عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-03-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (03:04 PM)
آبدآعاتي » 1,061,545
الاعجابات المتلقاة » 14044
الاعجابات المُرسلة » 8229
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كلمات في الطريق (34)



إذا لم يُسدَّدِ العقلُ بالوحي ضَلّ.
ومَن قالَ - مثلاً - لا أؤمنُ بالأمرِ الفلاني ولو صحَّ في الحديث، فهو ضالّ،
وليس مسلمًا حقًا؛
لأن المسلمَ يعني من أسلمَ نفسهُ لله،
فآمنَ بما أنزلَ من وحي،
سواءٌ أكان الوحيُ قرآنًا أم سنة.

فالقرآنُ وحي،
والسنةُ وحي إذا صحَّت،
فالرسولُ صلى الله عليه وسلم لا ينطقُ عن هوى،
وهذا يقول: لو صحَّ الحديثُ لما آمنتُ به!
والنتيجة أنه يكفرُ بالوحي،
فهذه عقليةُ الكافرِ وليس المسلم.
••••

إن الدينَ ليس بالرأي،
يعني أن أصلهُ ليس العقل، بل النقل.

فأولهُ وأساسهُ الوحي،
والعقلُ تبعٌ للوحي،
فهو الذي يصنعُ ثقافةَ المسلمِ بداية،
يعني أن أساسَ ثقافةِ المسلمِ قائمةٌ على الوحي،
وتقولُ القاعدةُ المتفقُ عليها: لا اجتهادَ في موردِ النص.

يعني إذا وردَ قرآنٌ وسنةٌ سكتنا وسلَّمنا،
فلا مجالَ لمزيدِ كلام.
فإذا لم يجدِ العقلُ فيه أمرًا،
فعند ذلك يجتهد،
على أن لا يخالفَ حكمًا شرعيًا،
ولا قاعدةً دينية.

وهذا ما رضيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرسولهِ إلى اليمن معاذ بن جبل رضي الله عنه،
الذي قال إنه ينظرُ في كتابِ الله تعالى أولاً،
فإذا لم يجدهُ بحثَ في السنة،
وإلا اجتهدَ ولم يألُ.

وهذا أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسدِّدُ العقولَ ويقول:
"لو كان الدِّينُ بالرأي لكان أسفلُ الخُفِّ أولَى بالمسحِ من أَعلاهُ، وقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ على ظاهِر خُفَّيْه".
يعني سلِّمْ ونفِّذ، فهذا دينٌ وأمر،
وليس نظريةً أو رأيًا يمكنُ مناقشته.

ففي الدينِ غيبياتٌ كثيرةٌ لا تُرى،
فلا نرى الجنّ، ولا الملائكة، وأعمالهم عجيبةٌ لا دخلَ للعقلِ فيها،
ولكنه الإيمان... ومصدرهُ الكتابُ والسنة،
سواءٌ أوافقَ ذلكَ عقلكَ أم لم يوافقه..

وكذلك أحوالُ الأممِ الماضية، وأحداثها الغابرة، ووقائعها الطويلة..
ومستقبلُ الناسِ في الحياةِ البرزخية، وفي اليوم الآخِر.. من جنةٍ ونار..

فإذا كنتَ صاحبَ دِينٍ حقًا فاخضعْ له،
لأن الدينَ معناهُ الخضوع،
ودانَ دِينًا وديانةً: خضعَ وذلَّ.
وسمَّاهُ ربُّنا دينًا لتعرفَ ذلك جيدًا وتلتزمَ به،
لا أن تُخضعَهُ لعقلِكَ القاصرِ وتجرَّهُ إلى مزاجِكَ المريض،
وتقول: هذا هو الدينُ الذي أريده،
فيكونُ هذا دينكَ وحدك،
لا دينَ ربِّ العالمين.
••••

يجبُ أن لا ننسى،
أن الفِرقَ الإسلاميةَ تفرَّقت عن أصلِ الإسلامِ لأنها لم تكتفِ بالوحيين: الكتابِ والسنة،
بل استعملت هواها ومزاجها في تفسيرِ النصوص،
وابتدعتْ في الدين أشياءَ جديدةً غيرَ موجودةٍ في القرآنِ والحديث،
فضلَّت وأضلَّت،
وقد صارَ من أتباعها الملايين!
ولو أنها اكتفت بكتابِ ربِّنا سبحانهُ وتعالى، وبسنةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم،
لما ضلَّت.
••••

ومَن قال إن العقولَ لا تتأثرُ بالأمزجة؟
إنه واقعٌ لا يُنكر..
وإن مَن يصرُّ على أن يكونَ مزاجهُ هو الحكمَ في قبولِ الأخبارِ أو ردِّها،
أو عقلهُ الممزوجُ بمزاجه،
وخاصةً إذا كان ذا مزاجٍ عكرٍ وعصبية،
فإنه لا يضرُّ إلا نفسه،
فقد آتى اللهُ النفسَ فجورًا وتقوى،
فإذا اختار امرؤٌ الفجورَ والضلالَ فلا يلومنَّ غدًا إلا نفسه.
••••

ما أجملَ النفسَ السمحة، الأصيلة، الهادئة، القويمة، الهينة، اللينة، الخاشعة،
التي ترضى بالحقِّ بمجرَّدِ معرفتهِ ومعرفةِ مصدره؛
لأنه حقّ،
ولأنه من الحقّ،
فتسلِّمُ بالأمر،
وتؤوبُ وتخشعُ لربِّها،
وتبكي على خطيئتها،
فعند ذلك توفَّقُ وتُلهَمُ الخيرَ والسدادَ مِن خالقها.

ولا يستوي عند الله مَن قال آمنت، ومَن قال أنكرت.
آمنتُ بالله، وبما جاءَ من عندهِ ومن عند رسوله،
سواءٌ أوافقَ مزاجي ومزاجَ الآخرينَ أم لم يوافقها.
اللهم أرنا الحقَّ حقًا وارزقنا اتباعه،
وأرنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه،
ونعوذُ بالله من اللجاجةِ والعناد،
ونعوذُ به من الكفرِ والضلال،
والحمدُ لله على نعمةِ الإيمان،
والحمدُ لله على دينِ الإسلام.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس