عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





مَرَّت دقائق طويلة و هي تُراقبها..هَنَّأتها عند دخولها و لكن تهنئة باردة أرجفتها تأنيباً..هي لم تَذُق طعم الرخاء مُذ بَصقت كلماتها الشنعاء في وجهها،النَوم عاقبها مُرسِلاً لها سَهراً يجلد ضميرها حتى غَفى سواداً أسفل عينيها..تُريد أن تعتذر و لا غير..حتى لو رفضت اعتذارها..لا تحتمل هذا الكَم المُوجِع من النَدم..،وقفت و هي تَرى المكان فارغاً بجانبها..خَطَت إليها حتى تَوقَّفت أمامها..تلك رفعت عينيها تستفسر الواقف و ما أن أبصرت وجهها حتى أبعدتهما ببرود نصفه عِتاب..جَلَسَت بجانبها هامسة بالكلمة،:آســفة
استدارت تنظر لها و عُقدة استنكار قَرَّبت ما بين حاجبيها..هي أكملت و الأسف يسبح وسط مُقلتيها،:ادري الأسف ما بينسيش إلا قلته،بس والله ما كان قصدي..كنت مقهورة على أخوي و مادري شلون قلت هالكلام "تَلقَّفت كفَّها بيديها وبرجاء أنبت دموعها" سامحيني نور والله اني ندمانة
نَطَقت و التهدّج رافق حروفها،:لو ما انتِ غالية ما شلت في خاطري عليش "حَرَّكَت رأسها بالنفي و كأنَّها تُريد أن تَتَرَشَّح من الفِكرة القبيحة التي أفصحت عنها مُردِفة" ما توقعت أبداً إن تفكرين فينا بهالطريقة،طلال خالش و انا بنت عمش غيداء ! معقولة بنخون عبد الله ؟!
هَرَبت عدستاها خلف أجفانها و الحَرج قد أثقل أجفانها،:ادري ادري اني حقيرة يوم ظنيت فيكم و صرت احقر يوم جيت و رميت عليش الكلام "أبصرت و هي تُردِف بنَدَم" بس والله إني متأسفة قد شعر راسي..ارجوش سامحني
تساءلت بحَذر قبل أن تنطق بالسَماح،:توعديني تشيلين هالأفكار من بالش ؟
أجابت بسُرعة مُتلهفة،:والله اني شلتها و نسيتها بعد..بس انتِ ريحيني و سامحيني
فارقتها تنهيدة أتبعتها ابتسامة تَكَلَّلت بطيبة لا تستطيع أن تَتَحرَّرَ منها لتقول،:مسامحتش غيداء،تدرين اني ما احب اشيل في خاطري على احد مدة طويل
حَرَّكتها مشاعرها لتحتضنها بدموع فارقت مُقلتيها رُغماً عنها،:حبيبتي انتِ والله "قَبَّلت خدَّها قبل أن تبتعد لتلتقي عينيهما هامسةً" والله ان طلال صدق يوم قال ان قلبش قلب طفل
،:نـــورو و غيداؤو شهالأحظان ! اللحين مو انا العروس
حنين التي كانت تجلس بجانبها نَطَقت مُوَبّخة و هي تقرص ذراعها،:اثقلي شوي فشلتينا..شوفي شلون الحناية تضحك عليش
تَقَوَّس فمها لتقول باستنكار،:زيـــن و عروس؟! يعني ما اخذ راحتي !
بجديَّة أجابت،:ايــه اخذي راحتش بس بثقل
قاطع حديثهما رنين هاتف جُود التي رفعته بيدها الحُرَّة من نقش لتُجيب بابتسامة و نُعومة مُناقضة لفعلها قبل ثوانٍ،:هلا حبيبي
،:هلا هلا..هذا اخوش وينه ؟ نتصل له ما يجاوب،الكلاسيكو بيبدأ و هو للحين ما شرف
ارتفع حاجبها بقهر مُجيبة مع جلوس نور و غيداء بجانبهما،:و انا احسبك متصل تسأل عني ! و بعدين انا شدراني وين فيصلوه
،:شوفيه بسرعة و خليه يكلمني
بملل أجابته،:زيـــن
أغلقته لتلتفت لنور مُتسائلة،:وين اخوش،علي يقول تأخر على كلاسيك مدري شنو يقول
عَقَّبت غيداء بضحكة،:كلاسيكو كلاسيـــكو ما عندش ثقافة رياضية
حَرَّكت يدها بعدم اهتمام،: و انا شدراني بسوالفهم "أعادت سؤالها لنور" وينه ؟
أجابت بعفوية،:اتوقع للحين يركب ليتات حمام المجلس
،:نـور
رفعت رأسها لوالدتها التي تساءلت و يدها بيد جَنى،:وين جنان ؟ تقول جَنى قلتين لها تجيب البخور و للحين ما رجعت
أجابت مُوضّحة،:ايـه يُمه مو انتِ كنتِ تبين البخور ؟ انا قلت لها تروح تجيبه من المجلس برا
عُقدة بانت بين حاجبيها مُعَقّبة،:بس الخدامة قفلت المجلس و عطتني المفتاح !
قالت باستنكار و عقلها لا زال لم يستوعب المَوقف،:شلون يُمه تقفله و فيصل يركب ليتات الحمـ
شهقَة اتسعت منها أحداقها ارتفعت من صدرها مُبعثرة ارتباك في قلوب الحاضرات..وقفت و يديها تَمسَّان وجنتيها بعدم تصديق.. أيُّ غباء ذاك الذي افتعلته ؟! والدتها نَطَقت مُوَبّخة،:حسبي الله عليش من بنية ليشه الشهقة فجعتينا ؟!
عاقبت نفسهاعاضّة على شفتها قبل أن تُجيب بتوجس،:يُمَّه اتوقع اتوقع و الله العالم انه فيصل و جنان صار لهم أكثر من ربع ساعة محبوسين في المجلس
قهقهة تَرَدّدَت بنكاية اعتلت من حنجرة جُود حتى دَمَعت عينيها..تساءلت حنين باستنكار بعد أن غادرتهما أم فيصل و نور للخارج،:جُــود ليشه الضحكة ؟ ابداً الموضوع ما يضحك
أيَّدتها غيداء،:ايــه،الموقف حساس صراحة
بخبث أجابت،:كنت ابي انتقم من فيصلوه لأنه قاهرني بس صراحة هذا كان أحلى انتقام صار وبدون ما اتعب نفسي
عَلَّقت حنين بقلَّة حيلة،:للأسف ما بتعقلين
تجاهلت كلماتها لتتساءل بشقاوة،:تتوقعون بعدهم أحياء لو كل واحد ذبح الثاني مثل الأفلام ؟

،

سَاقَها الإعياء جَليسةً للأرض الرُخامية..تُحادثها بهمسات جسدها الوَهْن..تُخاطِب صَلابتها المُصْمَتة،بأناملها المُتوشّحة بمعطف ارتعاش تُحاول أن تحفرها،تستخرج منها جَواب شافي يُكبِح انقسامات نبضاتها الخارجة عن السيطرة..،ساقاها مَمدودتان أمامها بإسبالٍ مُتعَب بعد وقوفٍ وَجِل دام لرُبع ساعة مَرَّت دقائقها فوق أجنحة غُراب لم يقف نعيقه..يُطالب بالخلاص من سُجنٍ ينْقَف ريشه الأسود ليغزل مَكانه ألوان الخَوالي السعيدة..ليُحلّق وسط سماء الأفراح المُحَرَّمة..،شعرها غافٍ فوق كتفيها يُخَبّئ اشتياقه لعبث أصابعه بخَجَل هَدَّلَ أطرافه..رفعت ذراعها بخفَّة لتَحَط بها وسط حضنها فوق القماش الأحمر المُذَهّب..مَرَّرت لسانها حول شفتيها المُتَشَرّب الدمع صبغتها الباهتة،ازدردت ريقها تبتلع حَشرجاتها المُتكوّمة حول حنجرتها المَشروخة من صُراخ الخَوف..فتحت فمها كاشفة عن ثَغَرَة أتاحت المَجال للهواء ليعبر مُعانقاً حبالها المَشدودة،مُداعباً صَخرها مُثيراً كَحَّة أرجفت صدرها..،اضطربت أهدابه لصوت سُعالها المُتَعَرّج،و بالكاد استطاع أن يُقنِع بصره بعدم تَسَلُّق هَضبة الذنوب لرؤية وجهها و هو غارق في السُعال..مثل طفلٍ مُعاقب،تَمَّ منعه من التَزَوَّد من حَلْواه الشَهيَّة..أشاح وجهه جانباً مُوَبخاً نفسه بإغماضٍ شديد تطارد مع قَساوة أسنانه لشفتيه..،
،:عندك تيلفون ؟
هُوَ نَسيمٌ دافئ يُداعب شتائه المَسقوم..أم هَمسٌ يَتلوى بتعب عابراً جواه ليتربع بين حُجراته،يُعيد جَرَّ قصائد اللوعة و الفقد ؟ أبصر المَجال أمامه بِتَخَبُّط عدستين،التقت راحتي يديه ضاغطاً بأصابع كُل واحدة على الأخرى،يُريد أن يمتص الرَجفة التي باغتته من فوق سَحابة صوتها..تنحنح قبل أن يُجيب بهمسٍ استسلم لسيطرة البَحَّة..،:تركته فوق يشحن
أرجعت رأسها للخلف تُسنِده بميلان الخَيبة..فهي أيضاً تركت هاتفها يَرتاح فوق سرير جُود،أسدل جفناها أشرعتهما بضَجَر مع إفراغها لزفرة ساخنة أرخت عضلات صدرها المُتَشعبة وسطه مشاعر مُتباينة،استعصى عليها ردع جُنونها..،
،:جنــان
فتحت عينيها و هي تستدير إليه لتُبصر جانب وجهه تنتظر الذي سَيلي اسمها..هُو لَمَحَ خيالها مُنتبهاً له،لذلك أكمل و عيناه تُسبِران راحة كفّه،و كأنَّ حديثه يقبع فوق خطوطها،:ليـش ما نخليها اسبوع عندش،و اسبوع عندي ؟
شَبَحُ ابتسامة تَدَثَّرت بذبولٍ وَهْن لا تدري كيف أو لماذا استكانت فوق شفتيها..هَمَسَت و هي تَميل عن طريق سؤاله،:كلمتها..ابي اشرح لها بطريقة ما تجرح براءتها "أرفعت الحيرة كتفها لتنطق بعد أن زار لسانها شفتيها" بس صدمتني انها فهمت ان احنا متطلقين
لازَمَهُ الصمت للحظات يستوعب ما قالته..حادثتها ! و جَنى اجترع عقلها الصغير موضوع الطلاق..ارتفعت زاوية فمه اليُمنى مُعَقّباً،: أكيد ربطت وضعنا بوضع صديقتها " هَزَّ رأسه بعدم تصديق بان في عينيه قبل أن يُردف" ذكية هالبنت
عَقَّبت بهمس رَطَّبَهُ نحيبها قبل دقائق و عيناها تبتعدان عن ملامحه المُرتَخِية،:مثلك
كلمتها المُغادرة لسانها بغرابة جَمَّدت عدستيه و الصورة أمامه بدأت بالانحسار ليستقبل عقله الباطني ذِكريات ماضٍ كانا فيه يَكرهان بعضهما الآخر.. هي أكملت واضعة تلك الذكريات فوق صفحتها التي تَبدو مُبَلَّلة من دمع تَشَرَّب جُزء من وعيها،:من يوم كنا صغار..تحب تعرف كل شي،و تسوي نفسك فاهم في كل شي..حتى في كلامك كنت واثق و تحب تتفلسف
"مال رأسها يُساير رحلة الرياح العَذبة الحاملة في رحمها سُحبٌ لم تُزرَع وسطها سوى نُطْفَّة غَيثٍ اقتطع خَنجر الحياة كَرَمَها و هي تُكمِل" مَغرور و واثق من نفسك بطريقة تنرفز..كنت اكـ
قاطعها ليلحم كلمتها التي زارت مَسمعه من اعتراف وَدّي جمعهما قبل أعوام،:اكـرهك..كنتِ تكرهيني و لبعد خمسة أشهر من الخطوبة كنتِ كارهة ارتباطنا
خــواء مُوحِش أتبع حَديثه..تَسَلَّلَ ببطئ ماسَّاً وَتَر الدمع المَشدود وسط مُقلتيها ليترفع التماع يَعد بسُقوطٍ معزوفته الانكسار..بل الخُذلان و لا غَيره،فوعْد الحَبيب يُنْحَت مابين القلب و النبضة،فإن أُخلِفَ ماتت النبضة و خُلّد القلب وسط لَحدٍ لا يُطْمَس نَحْتُه..،رفعت عينيها إليه و احمرار مُوجِع شارك الكُحل موضعه لتتساءل بلحن تأنيب طَعنه،:و السبب ؟ تذكر فيـ ـصل ليش كنت كارهة ارتباطنا ؟ تذكـ ـر لو كبريائك خلاك تنسى ؟!
غَيرُ وجهها القَريب من وَجهه في تلك اللحظة لم يَكُن يَرى.. و غَيرُ الدَمع العاقد أغصانه وسط ساحة عينيها الناعستين لم يَكن يلمح..و غَيرُ صوتها المُتَدثّر بأنَّة خَوف لم يَكن يسمع

،:خايـفة..خـ ـايفة يجي يوم و تخلينـ ـي مثل ابوي و محمـ ـد
،:لا تكسر قلبي فيصل..إلا الفقد فيصل إلا الفقد..مابي امـ ـوت و انا عايشة،والله اني ما اتحمل عذاب القبر و الروح بعدها ما ماتت

طَرق الباب و أصواتٍ مُتفرّقة بَتَرَت الذِكرى مُقتطعة الجزء النتن..الداق جَرس الألم..و لكن بُتِر الجزء و بَقي الألم يتفرّع بين الخلايا يبحث عن مسكناً يَهدُم بنيانه المَغرور..،وقفت جنان و بظاهر كَفّها مَرَّت على سَماءها المُلَبَّدة تُبعثِر سُحبها المُثقلة من حُزن آسن.. استدارت للباب تمسّه بأناملها و هي تبتلع رزاياها المُتحشرجة لتنطق ببحَّة التوت منها نبضاته الجَزِعة،:خالتي افتحوا الباب
ثوانٍ وصوت المفاتيح يعبر القِفل ليُفتح الباب مع وقوف فيصل المُهترئ الأطراف من جَلْد النَدم..بان لهما وَجُه أمّه و نور و جَنى الصغيرة التي أسرعت مُحتضنة ساقي والدتها ناطقة بزعل،:ماما وين رحتين ؟ ماشفتين عمو جـود !
مَسَحت على رأسها بكف و الأخرى استقرَّت أصابعها عند ذقنها الناعم هامسةً بصوت يَكاد يتلاشى من فرط آلام،:آســفة حبيبتي
انتبهت لوالدها الذي كان يقترب من الباب ليَخرُج..نادتهُ بحماس،:بابا تعال شوف عمو نور عَرووس
ابتسم لها باقتضاب و عيناه تُحاربان رغبتهما لُمعانقة مأساة ملامح جنان،:بعدين حبيبتي "استدار لنور مُردِفاً بجمود تَلّبَّسه" تعالي سوي لي طريق
رافقتهُ بطاعة و الصمت رفيقها..أما والدته فاقتربت من جنان ناطِقة بحَرج غَفت إماراته فوق وجهها المُتزين بزينة بسيطة تُليق بعمرها،:يُمـه جنان سامحيني،كنت قايلة للخدامة تجيب البخور و تقفل الباب، و هي قفلته بدون ما تنتبه انكم داخل
بصعوبة استطاعت أن تجتر الكلمات لتنطق بصدر يرتفع و ينخفض بتنَشُّق يَمُر خناجر يُباغت وجع الروح،:ما عليه خالتي حصل خير "استقرَّت بكفّيها فوق كتفي صغيرتها مُردِفة برجـاء التمستهُ عينا أم فيصل" خالتي ما عليـ ـه تاخذين جَنى لداخل..أنا شوي و جاية
احتضنت كف جَنى و هي تقول بتَفَهّم،:اكيد حبيبتي باخذها " أكملت و هي تُحادث الصغيرة" امشي حبيبتي عشان تتحنين
استجابت جَنى لهذا الموقف الغريب،المُعقّد بالنسبة لعقلها..والدتها و والدها معاً..دموع و بَردٍ كئيب أرجف جسدها الضئيل..ما الذي يَحدث ؟!مع ابتعادهما اقتربت نَدى التي تأخرت لارتداء عباءتها و حجابها..تَوَقَّفت أمام جنان المُتعلّقة أنظارها الذاوية بجسدي أم فيصل و جَنى..انتظرت حَتَّى غابا داخل المنزل و انتقلت ببصرها لوجه صديقتها المَوسومة عليه معالم القلق..،نادتها بلسان مُتردد،:جنــان !
شَهقة حادَّة كحد سيفٍ سُلَّ لخوض معركة دموية شَقَّت صدرها الغارق في رجفته..اقتربت منها ندى و الفَزع حذاؤها..عانقت ذراعيها تشد من قبضتها و هي تُراقب بغصَّة كيف تُجاهد ذبح الشهقات..كيف تعبر التنشقات حلقها مثل اختناقٍ يجترع الهواء..و مثل سارقٍ يلتقط بسوء يديه حياتها الثمينة..يُساومها عليه..يُخيرها..إما البُكاء و العويل..أو المَوت بسلاح الكتمان..،اختارت أن تمتطي هزائل البُكاء و ترسم فوق الرمال مأساتها المُقتاتة على الفَقد..،اجتذبتها الأرض و الضعف احتكر حواسها مُسبِغاً أوجاعه على خلاياها المَنطوية على حُبّها مُذ فارقها ذاك..شارخاً الوَعْد الذي قطعه..انطوت حتى استعصى عليها استئصال وجوده المُتَحلل في دمها..وجوده المُقتلع أعضائها ليتفرّع بغرور وسط جسدها..مُسيطراً على ذاتها المَنسية عند آخر لحظة كانت فيها حَليلته..،انحنت معها نَدى مُتوسدة الأرض مُحتضنة هَوانها و مدينتها المُحَطّمة..المأهولة من شعب اشتياق و هي من مَلَكَها بلاقع مُقفِرة..تموت فيها الروح خَيرٌ من أن تُحَلّق فاقِدة..،هَمَسَت لها و الضعف قد نال منها،:كنت..كنت شوي و اقول له احبـ ـك
شَدَّت بيديها على كتف نَدى تلتمس قُوَّة و هي تُعيد همسها المُتخبّط" كنت بقول له احبك..كنت بقول له ما كرهتك على الرغم من حـ ـقارتـ ـك !
احتضنتها نـدى بصمت تُحاول أن تجتذب حَسراتها المُتردد صَدى نُموها حولهما..تَمسح على رأسها تُزيح غُبار الهُجران المُتخثر فوق عقلها..يمنعها من جَرّ قَلم الفِكرة لتعيش بسـلام..،مال رأسها فوق كتفها و الدَمعُ لازال مدراراً،يرقص على ألحان الموسيقى الصامتة..البَكماء من فَرح..عيناها تَعلَّقتا بيدي الهواء ليحملها إلى السَماء تُناجي رَبّها..إلهي العَفو..أيُّ غُفرانٍ ذاك الذي ستأتي بهِ روحي إليك ؟ و أيُّ دُعاءٍ سيعبر لسان استيحائي من سوء عَملي و فعالي ؟ إلهـي أسألُكَ سؤال عَبدٍ يَخافُ عَذابك..و يسعى لنيل رضاك،فَرُحماكَ يارب..أزلهُ من قلبي زوالاً ليس لهُ عودة..أعدني لأعوامي السابقة..حينما كان القَلبُ سَليماً،لم يُسقمه فِراق..،هَمَسَت و الرَّجاء عباءتها المُرتخية فوق كَتف حاجتها،:يــــارب



عيناه تُشاهدان التلفاز..لكن عقله يُشاهد نفسه جالساً فوق مقعد مَكتبه يُهاتف هاينز عند الظهيرة..يسترجع كُل كلمة نَطقها لسانه..كَشَفَ لهُ بعض اعترافات إضافية إلا انَّه أفصح عن رغبته في معرفة أجوبة لأسئلة أثارت فُضوله منذ أعوام..،

،

،:نعم كُنت في البداية رافضاً فكرة الزواج الذي أخبرني بها والدي،أنا حتى تشاجرت معه
تساءل بابتسامة توَشَّحت بالاستغراب،:و لمَ غَيَّرت رأيك ؟
أجاب بصراحة،:لأنَّكَ قَبِلتَ بالأمر
شَخَر مُستنكِراً حديثه بتساؤل،:و من قال أنني قَبِلت ؟
وَضَّحَ رؤيته بصدق التمسه مُحَمَّد،:لا أنكر أنَّك رفضت الأمر في البداية،و لكن بعد حادثة الحريق و مُقابلتك للفتاة رأيت أنَّك سايرت والدي بقبول واضح
عَقَّب بتبرير،:لأنَّ والدك أخبرني أنَّها مُهمتي الأخيرة "و أضاف مؤكّداً" فقط لا غير
،:لماذا تتهرب ؟
عَقَد حاجبيه مُتسائلاً بعدم فهم،:ماذا تقصد ؟
أجاب بوضوح،:إعترف لقد أعجبتك الفتاة..انقيـل لقد أعجبتك
تَجَهَّمت مَلامحُه و كفّه تَصَلَّبت فوق مكبته و هاينز أكمل بثقة،:لا تُلام فهي تَملك ابتسامة ساحِرة
حاول أن يتحرّر من شذرات توتره و هو يتراجع للخلف مُسنداً ظهره للمقعد..رفع يده داعِكاً جبينه و هو يُغمِض عيناه و ابتسامتها للموَظفَّة تزور خياله..هَمَس يُعاكس أفكاره قبل أن يُعاكس أفكار هاينز و هو يقصد الصورة،:كُلَّنا كُنا نمتلك ابتسامة جميلة عندما كُنَّا صغار
،:هذا صحيح،هي ايضاً كانت شقيَّة،تَعشق صوت تَكسُّر أوراق الخريف.. ولها أخ مُشاكس أيضاً
أخفض يده و هو يُبصر المجال حوله مُتسائلاً باستغراب بانت آثار على حاجبيه المعقودين،:ماذا تقصد بهذا الحديث ؟ هل كُنت تعرفها مذ كانت طفلة ؟
أكَّد قائلاً،:نعم..لقد زارتنا هي و عائلتها مرتان أو ثلاث..و لكن لا اعتقد أنَّها تتذكرني،كانت في الرابعة
سأل نفسه بهمس،:يعني السالفة من سنيـــن ؟!
استفسر هاينز،:ماذا تقول ؟
انتبه ليُجيب و هو يقف،:لا شيء..سوف أُغلق الهاتف
أوقفهُ بسرعة،:انتظر دقيقة أُريد أن اسألك
و هو يخرج إلى غُرفته،:ماذا ؟
و صوته قد ارتدى ثوب جديَّة نادراً ما يستعين بها،:ماذا قَصَدَ والدي عندما قال لك أنَّ وجوده قد يُثير الشُكوك ؟
نَطَق بذات الجديَّة و هو يُختار لهُ ملابس،:اسمعني هاينز أنا اعترف أنَّني في بعض الأحيان أُصاب بحالة تجعلني اشتم اليوم الذي قابلت فيه أبيك.."أضاف بصِدق غَلَّف صوته حتى عَبر بالقُرب من قلب هاينز دون أن يَمسسه" ولكن صَدّقني..والدك رَجُلٌ صـالح،تخلص من ظنونك أرجوك

،

انتبه لصوت عبدالله الذي تساءل،:تتوقع جم تنتهي النتيجة ؟
نَظَر للتلفاز مُلقِياً نظرة سريعة على اللاعبين قبل أن يُجيب،:اتوقع ثلاثة واحد لمدريد،شوفهم اللعب على الأطراف مُمتاز و الوسط مُرعِب
مالت شفتاه بابتسامة و هو يقول و عيناه تُوَجّهان نظرات ذات معنى لمُحمَّد،:اذا انتهت بنتيجة غير اللي قلتها بتخبرني باللي شاغل بالك غصباً عنك
ضَحَكَ بخفَّة و يده ارتفعت خلف رأسه يُطبطب على عُنقه ناطِقاً برضا،:ان شاء الله



مـاضٍ

تَوَقَّفت السَيَّارة أمام المدرسة و التي لم تُعلن انتهاء آخر حُصصها بَعْد..أوقف المُحَرّك قبل أن يفتح النوافذ ليعبر الهواء إليهما أثناء الانتظار..استدار إلى الراكب معه مُتسائلاً باهتمام غَلَّف صوته،:و اللحين شنو بتسوي ؟
هو الذي كان يُراقب بنظراته الشارع المُكتظ عند هذه الساعة من اليوم أجاب و لحن كلماته مَلَلٌ نصفه مَحشو بعلقم الخَيبات،:ولا شي..يعني شنو اقدر اسوي ؟!
عَقَّب و عدستاه تتحركان على المجال حَوله يلتقط حَلَّاً لهذه المُشكلة اللامُنتهي امتدادها،:كلم رجالهم عشان يحاولون يقنعونهم،مو معقولة كلهم ما عندهم ضمير !
ابتسامة عايشت القَهر لسنوات مالت منها شفتيه و وفوق جفنيه غَفى خُذلان أنبتته بذور الأخوَّة المَسقومة..نَطَق و بحَّة ضياع تحتضن كلماته،:اي كلهم ما عندهم ضمير..الخوات برجالهم
تَجَلَّد بالحدَّة مُقترحاً و هو ينظر لجانب وجهه،:زيـن مادام ما منهم فايدة الجأ للقضاء..هذا حقك يا طلال مايصير تسكت عنه
اتكأ بمرفقه على الباب لينطق بهدوء أشبه بليلة شتاء ساكنة تنتظر عَصف شمسٍ تُذيب جليدها المُتكتل بقساوة،:ماله داعي..اذا لي رزق في هالحق بيرجع لي غصب عن أي أحد فيهم
التزما الصمت مع خُروج الطالبات من البَوّابة الرئيسية..دقيقتان و بانت لهما تمشي بخُطى هادئة..حقيبتها فوق ظهرها تُثَبّتها بيد.. و اليد الأخُرى مُمسِكة بطرف حجابها تحميه من سقوط تُولّدهُ يد الهواء المُسعَرة..،خطوط تركيز أحاطت بعينيه اللتان ضاقتا لإسبار وجهها المُقتَرب من السيًّارة..حاجبه ارتفع و هو يراها كيف تُوَزّع نظراتها على الطريق بوجه جامد لا تعبره سوى ملامح التعب..نَطَق بابتسامة تَلَوَّنت بالثقة،:بنتك متضايقة
عَقَّب بسُخرية،:لا ! و انت شدراك ؟!
استدار إليه مُوَضّحاً بذات الثقة،:شوفها..عيونها طاحت على كل شي في الطريق الا السيَّارة،على الرغم انها شافتها أول ما طلعت
أعاد تشغيل المُحَرَّك ثُمَّ أغلق النوافذ وهو يُقول بذات السُخرية،:ارجوك عاد لا تسوي روحك تعرف بنتي أكثر مني
مال رأسه ليستقر جانبه فوق يده المرفوعة مُضيفاً بتأكيد،:صدقني..و الدليل انها اللحين بتدخل بسكوت،حتى انها ما بتسلم
ثوانٍ و فُتِحَ الباب لتدخل بصمت أعقبهُ إغلاقه..اتسعت ابتسامة طلال و هو يلتفت بأنظاره جهة ناصر الذي باغتتهُ ابتسامة قَطعها حديثه المُؤنّب لابنته و هو يُراقبها من المرآة الأمامية،:بابا نور تدخلين ولا تسلمين !
رفعت عينيها إلى المرآة لتلقي بعينيه المُتفحصتين..أخفضتهما و الحَرج شارك ضيقها المُتكوّم وسط صدرها مُنذ الحصَّة الثانية ليتكالب الأمران مُثيران رغبتها في إيقاظ البُكاء الذي بانت بوادره من صوتها المخنوق و حروفها الراجفة،:آسـ ـفة..السلام
ردَّ والدها السلام و هو معه هامساً بحواس تَعَلّق و عيها بلحن الدموع الذي التقطتهُ مسامعه..نظر لوالدها الذي تساءل ليطمَئن،:فيش شي حبيبتي ؟
هَمسَت و هي تعبث بأصابعها و العَينان مُستسلمتان لإخفاضٍ هَرَّب التماع الدمعات عن بصره،:لا مافيني شي
،:أكيد ؟
هَزَّت رأسها،:ايـه أكيد
تَحَرَّكت السيَّارة بعد تأكيدها الذي لم يُصَدّقه الإثنان..و لكنهما فَضَّلا عدم إضافة سؤال آخر قد يفتح بوَّابة البُكاء الذي مَسَّتهُ مشاعر اهتمام كُل واحد فيهما..ذاك مشاعر أبويَّة فِطرية.. وهو مشاعر،ماذا يُسَمّيها..هو ليس أباها و لا أخاها..عَمَّها أو خالها..لاشيء هو بالنسبة لها اذا ما اتخذنا مبدأ القَرابة..و لكن عَجباً انَّ البُعد "البيولوجي" صَيَّرهُ الفَّقْد قُرباً أنبت وسط روحه مشاعر شَتَّى..لا تُعَد و لا تُحصى..ببساطة،هذه الطِفلة ذَّاته الضائعة..،كانت تجلس خلف مقعد والدها،وجهها العاقد صَداقة مع النافذة ينعكس جانبه لطلال عن طريق المرآة الجانبية..طوال الطريق كان يُراقب سَكناتها..ارتعاشة ذقنها و صفّ الجيوش المُحاربة وسط مُقلتيها..و بين الثانية و الأخرى كانت ترفع يدها الناعمة لتَتَشَرَّب بأصابعها بعضاً من مُخلّفات الحَرب حتى لا تَرفع راية استسلامها..،انقضت رُبع ساعة حتى أركن ناصر السيَّارة في موقفها المُخصَّص..أوقف المُحَرَّك ليتبعهُ نُزول نور التي ناداها قبل أن تتوجه للداخل..أقفل الأبواب و هو يقول ويده تُشير للحقيبة،:عطيني يُبه انا احملها
ناولتهُ الحقيبة بصمت و هو تَقدَّمها بعد أن أخبر طلال أن ينتظره في المجلس الخارجي..مَشَت بخطوات سريعة من خلفه و ذراعيها مُنعقدتان فوق صدرها الذي بدأ باستقبال الشهقَّات..كانت تمشي بلا رؤية واضحة و السَبب شعب الدموع المَغشي بصرها..لم تشعر بنفسها إلا وهي مُصطدمة بجسد صَلب تَعرَّفت على صاحبه من رائحة عطره المُداعِبة أنفها،و مع ارتفاع رأسها أُسقِطت حُصون البُكاء لترتفع شَهقة تَصَدَّعت لها مَلامحُه..لم يتوقع أنَّ ضيقها بهذا الحَجم ! اقترب منها جالساً على قَدميه يسمح لوجهه بالإلتقاء مع وجهها..فعلى الرغم من سنواتها الأربعة عَشر إلا أنَّها بالكاد تصل إلى مُنتصف ذراعه..،هي كانت تُخفي وجهها بيديها المُحمرَّتين من فَرط اشتداد عروقها..صوت بُكاءها يتقطع غازلاُ شوكه وسط قلبه..لا تبكي صغيرتي،لا يُليق بكِ إلا الابتسامات..،ناداها بهمس تَمَرَّغ بزهر حنان فارقَهُ مذ كان طِفلاً في العاشرة،:نــور "مَسَّت رُكبة ساقه اليُسرى الأرض و هو يَميل برأسه يُحاول أن يتصيد ثغرة قد يلمح منها عينيها قائلاً" شيلي يدش اشوف
زَمَّ شفتيه و هو يَرى كيف عاكست طلبه مُضَعفَّة من ضغط كَفّيها..هَمَسَ بتهديد صـادق،:ترى اذا ما شلتيهم انا بشيلهم
خَفَّ بُكاءها و انخفض صوت الشهقات و كأنَّها تنتظر حركته التالية..ثوانٍ و شعرت بأصابعه تُحاول الإلتفاف حول معصمها من فوق القميص لكنَّها أبعد يديها بُسرعة لتُواجهه بعينان مُنخفضتان..،هُو أرجع يده و ابتسامة نَصر تَلوح فوق شفتيه قَبل أن تُمحيها رياح الأسى الغاشية وجهها المُصْطَبِغ باحمرار ساخن..هَمَسَ و هو يُراقب بدقَّة رفيف أهدابها المُبَلَّلة،:مُمكن اعرف سبب هالدموع ؟
تَحَرَّك بصره عابِراً أنفها الصغير المُتلوَّن بألوان وجنتيها ليستقر فوق الهَضبة التي كَوَّنتها شفتاها المُتقوستان المُنذرتان بهطولٍ جَديد..تَدارك الأمر هامساً برجاء،:عشان خاطري مابي اشوف دموعش،اخذي نفس و قولي لي شنو اللي مضيق صدرش
هَزَّت رأسها بطاعة قبل أن تستنشق نَفس عميـق تَكَسَّر في صدرها من نتوءات الغصَّات..التقت عينيها باخضرار عينيه المُرمد المُلتهمة ملامحها بدقَّة اهتمام شَجَّعتها على الحديث،:اليـ ـوم كان عندي امتحان مُنتصف رياضيات "تَعثَّر صوتها و هي تُكمِل" انصدمت طلال انا دارسة علوم مادري شلون عيوني قرأت في الجدول ان علي علوم
تساقطت بتلات مُقلتيها مُحدِثة ضجيجاً أرهب نبضاته..يعلم مَدى تفانيها و حرصها على دراستها،و قلبه والله تَضطرب حُجراته من هذا القَهر الذي يراه يعبث بملامحها التي لم تَكبر بعد..لا زالت تسكنها الطُفولة التي حَملته فوق جَناحها الطاهر لتُعَرّفه على الحياة السعيدة..،نَطَق بثقة أراد بها ترشيح قلبها من الهَم،:انا متأكد انش حليتين زين
عَقّبَت بضجر أخفض حاجبيها بتَصَدُّع،:ما حليــت زين طلال،حتى الا كنت اعرفه نسيته من الصدمة "مَسَّت وجنتيها مُردِفة بنبرة عادت لترتدي عباءة البُكاء" اكيــد برسب
نَطَق يردع أفكارها الغارقة في وحلٍ من شُؤم يَكرهه،:لا تقولين هالكلام،انتِ عندش أعمال الفصل و النهائي يعني ان شاء الله بتعوضين "و بثقة غادرت عينيه حتى سكنت قلبها أردف" صدقيني بتييبين درجة مُمتازة
تساءلت بعدم اقتناع،:انت جذي تقول؟
ردَّ بثقة،:قولي ان شاء الله
هَمَست بحروفٍ حَلَّقت مع تنهيدة راجية،:ان شاء الله
أرجع كفَّه للخلف يُمسِك ظهره لينطق بملامح مَثَّلت الألم بغرض تشتيت فكرها عن ضيقها،:اطولي عـاد،ألمني ظهري من هالقعدة بس عشان اقابلش
مالت شفتاها بضحكة كبحتها و هي تقول بحَنَق،:سخيـــف ما تضحك
رنا لها بطرف عينه مُتسائلاً بمُشاكسة،:عيل ليش تضحكين ؟
عاندتهُ عاقِدة ذراعيها فوق صدرها لتقول بحاجبان مُرتفعان،:ما ضحـكت،ما تضحكني سخافتك "و أكملت باستهزاء مبحوح" يا طويـــل !
التقطت أسنانه شفته السُفلى بشقاوة..يَهوى إثارة قهرها،فلها تعابير مُميزة تُغرِقه بجمالها عندما يُغيضها..بَريئة هي و العَفوية رداءها..إلى الآن لم يراها بحُلَّة غير الطفولة،على الرغم من عُمر المراهقة الذي تعيشه..هو ينتظر اليَوم الذي ستكبر فيه،اليوم الذي ستُصبح فيه أُنثى كاملة لها قَلبٌ ناضج يستطيع استنباط كلماته و معانيها الغائبة عن عقلها الغافي..يعلم أنَّه صَديق مُقَرّبَ لها لا غير..أو رُبما بمثابة أخ اعتادت عليه مُذ كانت ابنة العام وإن لم تَكُن تذكره..فارق السن الذي بينهما لم يمنع تجانسهما السلس..هُو يَراها كُل شيء..ماضيه..حاضره و مُستقبله..ليتها تعلم أنَّهُ امتلكها زوجته في قلبه بلا عقدٍ ولا لسان مُوافقة...،هَمَسَ لها و عيناه تنعمان بالسَّلام العائد لدارها،:زيـن يالنتفة روحي تغدي و كملي يومش بهدوء..من غير لا تفكرين بشي مُزعج،زيــن ؟
هَمَسَت بابتسامة رقيقة أَرْضَت حواسه،:زيـــن



يتبع


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس