عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2019   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 20 ساعات (04:04 PM)
آبدآعاتي » 3,247,733
الاعجابات المتلقاة » 7408
الاعجابات المُرسلة » 3680
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



كَـان آخَـر شخص يَقوم بُمقابَلتـه ..
مَرام لم تأتي للمَشفى ..
دَخـل بخُطوات ثقِيلـة ..
مُتذكراً تِلك الأيَام التعَيسة .. اللاتي عاشوهَا أثنَاء إكتئاب والدُهم

جَلس أمَام الطَبيب سَامي مُبتسمـاً..
عَكس إحسَاسـه .. كعَادتـه.

نَظر لهُ الطَبيب سامي .. كَان الوحيد الذي قَد جلس أمامهُ مع إبتسَامة

: إستاذ قَيس.. كِيف حالك اليوم؟
قيس: الحمدلله
الطَبيب سامي: الحمدلله.. عندي كم سؤال أتمنى ما أزعجك بُهم لكَن لضرورة الخُطة العلاجية والتشخيصية للآنسة غادة
قَيس :تفضل
الطَبيب سَامي: هل لاحظت على الآنسة غادة أي شيء مُثير للريبة قَبل الحادثة أستاذ قيس؟
قَيس: إنها كانت تقطع شعرها .. وتشرب منوم.. ماتاكل.. ودايماً متضايقة
الطَبيب سَامي: متضايقة... طَيب ليه ماشكيت بضيقها كإكتئاب؟
قَيس: لأننا كِلنا دايماً متضايقين
كَان يدَون شيئاً.. رفعَ عَينيه بُسرعة لينظر لقَيس مُجدداً
رفع رأسه :وضَح لي كلامك أستاذ قيس " كلنا دايماً متضايقين"؟
قَيس: أقَصد .. أهلي من بعد حادثة أبوي.. دايماً هواش.. دايماً متضايقين ..ولأنها أو وحدة إكتشفت إنتحار أبوي.. ولأنها متعلقة فيه كثير.. فكان هالشيء مؤثر عليها جداً
الطَبيب سامي نَظر لقَيس بتمعُن ..ثُم سأل: هل في أحد قالك عَن شيء من الأشياء الي ذكرتها عن الآنسة غادة وإنت كنت ملاحظها أيضاً؟
قَيس: لا
الطَبيب سامي: أنا أسف لسؤالي.. لكن كيف إكتشفتوا إنتحار الآنسة غادة ؟
قَيس: إنت تعرف الحادثة.. كانت بالبانيو..
الطَبيب سامي قاطعه: لا... أقصد
أمك قالت لي إن هي منعت الدخول لغرفة أمك وأبوك السابقة بعد إنتحاره في حمامها .. كِيف إكتشفتوا إنها هناك ؟ بمحض الصدفة .. إنكم كنتوا تدورون عليها وبس ومن اليأس رحتوا بحثتوا هناك ... ولا لأنكم شكيتوا بشيء؟
قَيس تجَهم وجهه ..نَطق بضِيق يحاول إحكامه فِي صدره: لأن وقَتها غلا كلمتني وقالت لِي إنها مكتئبة ورحت بسرعة للبيت خايف عليها
الطَبيب سامي: "بسرعة للبيت خايف عليها" كنت شاك إنها إنتحرت؟
قَيس إبتلع غصَته بألم وعَينيه مُرتكزة على الطَبيب .. بضيق: إي
الطَبيب : ليه .. إنك تعرف إنها مصابة بالإكتئاب في يوم مو بالضرورة إنك بتعرف إنها تنتحر في نفس اليوم بعد ؟
قَيس: لأنها قالت لي أشياء ماعرفها .. ولأنها كَلمتني بخوف.. كَانت شاكَة بأنها راح تأذي نفسها..فلهذا كَانت في عجلة وتبي تقولي شكوكها بسرعة
الطَبيب سامي: مُمكن تخبرني عن حالتك مع إنتحار والدك ؟
قَيس: الحمدلله
الطَبيب سامي وهَو ينظر لقيس كاتماً إستغرابه : أقصد..كِيف كان شعورك ..دورك ؟
قَيس: بَس حاولت أهتم في عائلت بقدر الإمكان .. وقبل الـ(صَمت قليلاً يبحث عن كلمة مختلفة عن الإنتحار) وفاة أبوي كنت أنا وفهد نتقاسم المسؤولية.. بينما بعد وفاته عشان أكون صريح المسؤولية كانت كبيرة على ريان مع وجودنا طبعاً لكننا تزوجنا وريان كان أكثر شخص مسؤول
الطَبيب سامي: وشعورك وعلاقتك معهم..؟
قَيس: كل شيء بخير
بَس غادة أتمنى تطلعها من الي هي فيه
الطَبيب سامي أومأ رأسه وهو ينظر لقَيس بإستغراب
##

:مُمكن أسألك عَن الندبات الي فِي ساعدَي يدك؟
نَظرت إلِيه بحِدة : خلاص إختَفوا
الطَبيب سَامي:صَح كلامك بَدوا يختفون تدريجياً.. لَكني كَطبيب نفسي أكيد بلاحظهم
غادة : وليه توك تسأل عنهم
الطَبيب سَامي: لأني ماقَدر أسألك كل الأسئلة الي في بالي في جلسة واحدة آنسة غادة
غادة: ليه؟ ياليت والله كان أخلص وأفتك من الجلسات الفاضية ذي
الطَبيب سامي : كِنت تخبينهم ليش؟
غادة:كِيف عَرفت إني كنت اخبيهم؟
الطَبيب سامي: قابلت أفراد عائلتك اليوم .. مو الكِل يدري عنهم
غـادة: شي طبيعي بخبي جروحي مين يبي يظهر جروحه للناس
الطَبيب سامي وهَو يستند على ظَهر الكُرسي، تنهَد: آنسة غادة ... هَل كِنتي تجرحين نفسك؟

صَمتت وهَي تنظر لَه بِحـدة ..
شَدت على قَبضـة يدَهـا

: أتَوقع مافي أسوأ من الإنتحار
الطَبيب سامي : كَم مرة ؟ مرة .. مرتين..كثير ماتقدرين تعدينهم ..وكيف
غـادة: مَرة..
الطَبيب سامي: ليش ما إستَمريتي؟
غـادة قطبت جبينها: شهالغَباء يعني تبيني أستمر ولا إيش؟
الطَبيب سامي: واقعاً شُكراً جزيلاً لأنك ما إستمريتي.. لَكن غالباَ الي يؤذون أنفَسهم يستمرون بإيذاء نفسهم معتبرينها وسيلة لتخفيف الألم النفَسي
غَادة بحدة: أنا حَسيتني غبية وأشفقت على نفسي زيادة .. ومثل ماقلت لك أكره شعور إنك تشفق على نفسك
الطَبيب سامي: الي إكتشفَوا جروحك ما سألوك عنهم؟ وش كان جوابك؟
غادة : ماكنت أعطيهم جواب طبعاً
الطَبيب سامي صَمت قليلاً وهو يقلب الورقة ..
نَظر إليها: آنسة غادة لازم تتعاونين في علاج نفسك.. لازم تكون عندك الرغبة في العلاج .. لازم تتكلمين مع أفراد عائلتك لما تحتاجينهم.. ولازم ماتتهربين من أسئلتهم
إنتِ ماعطيتيهم فرصة حَتى يعرفون شفيك عشان يساعدونك .. وهذا الي أدى لمرحلة الإنتحار.. كِنا نقدر مانوصل لهالمَرحلة.
غادة بحدة: شوف إنت طبيب نفسي.. مو مريض نفسي.. لذلك ماتفهم إنك لو إيش سويت بتوصل لهالمرحلة يعني بتوصل
الطَبيب سامي: وطبعاً إنتي تقيسي تجربة الكل على تجربة واحدة في حياتك .. وهي تجربة الوالد
أحسَت وكأنه قَد أثار جُرح قلبهَا .. وكأنه إخَترق الجُرح من جَديد ألف مَرة .. صَمتت وهَي تنظُر له بوجِه جامد وعَينان حزينتان.. تُحاول أن لا تَظهر عَدم إنتظام تنفسَها بعد جُملته

الطَبيب سامي وهَو يغلق الملف: أتَوع إن حديثنا لهذا اليُوم كافي.. لكِن أتمنى مِنك الإلتزام بالعلاج والجَلسات... واليُوم بإذن الله تبدأين العلاج الطَبيعي
لكِن رجاءَا .. تحَلي بالعزم .. وبالحياة.

وقَف من على كُرسيه ..

: أنا كِنت بتخَلى من حياتي.. وإنتَ تقول لي أتحلى بها
نَظر لها: تخَيلي حياتك مع الي تحِبينهم .. تخيلي حَياتك بعد العِلاج.. تخيلي نفسك مُستقرة بوظيفة مع عائلتك ومع زوجك وأطفالك المُستقبلين.. تَخيلي نفَسك خالية من الإكتئاب.. ركزِي نَظرتك على الحياة السعيدة وعائلتك .. إبعدي نظرك عن التعاسة
وإعرفي إننا جميعنا مُبتليين في حياة الدُنيا .. وإن الدِنيا ماتسَوى وقصيرة جداً إن نزعل على كل شيء.. وإننا مردناً راح نلحق المتوفيين وقت مايشاء الله .. وإننا بزعَلنـا .. وتفكيرنا بتعاستنا على المتوفي... ننسى إننا قاعدين نضيع وقت سعادتنا مع الأحيـاء.

تنهَدت وهَي تنظر له ..

لا تعَلم لماذا ..

لكنهَـا أومـأت رأسهـا بالإيجـاب.
##

تَوقف عِندهـم .. نَظر لهُم جَميعـاً
وألقى التَحيـة: السَلام عَليكم.. شُكراً لتعاونكم معي جميعاً اليُوم .. ماتُعرفون شكثر كانت مُفيدة المُقابلة الفَردية معكُم .. تأكدت من تشخيصي لغادة بالإكتئاب ولخُطة عِلاجها..وإكتشفت إنكم تعرفون أعراض مختلفة عنها مو كلكم تعرفونها

طَبعاً بِما إني وضَحت اليُوم .. إن الوقاية خَير من ألف عَلاج .. وإني أبي أضَمن وقايتكم مِن أذى خاصة إنها حالتين في عائلة.. لذلك قَبل ماتصحَى غادة كِنت مانعكم من الخُروج.. وشُكراً لتفهَمكم.. والآن.. شُكراً أيضاً لإعطائي وقتكم في المقابلات.. أتمنى مُنكم تكونون صريحين معي.. للتأكد فقط.. هَل في أي شخص منكم يحِس بإكتئاب .. بضيق مُستمر دُون سبب ؟

نَظروا لبَعضهم وهَم يهَزون رأسُهم نفيـاً بإستغراب ..وهَو بدَوره أمعن النَظر لرِدات فٍعلهم
الطَبيب سامي وهَو ينظر لهم : طَيب تشُوفون إن أي أحد منكم عِنده أعَراض مُشابهة للآنسة غادة؟



تبـادَلوا النَظرات ..

نَظرات التأكد والإقِرار ... الإستغراب والشَك


إستقَرت نظراتهم عَليـه

عَم الهُدوء ..

رَفع عَينيـه لينَظر لهَم ..

جَميعهُم ينَظرون إليه ..

نَظر لهُ الطَبيب سامي بشَك
قَيس بدِفاع: شفيكم؟!

رَيـان بهدوء: التقيؤ قَيس... التقيؤ المُستمر

كَانت هادئـة .. حَالما نَطق ريان بذلك .. إلتفتت بُسرعة لتنظر إليه بعَينين خائفتين ..
لاحظت ذلك عِدة مَرات .. بُقع الدم عند منزل عائلته التي رفض تنظيفها ..
جُرح سَلام المُدمي في رحلتهم .. وإغلاقه لعَينيه خَوفاً من منظر الدَم ..واضعاً يده على فَمه حتى لا يتقيأ

قَيس وهَو ينظر لهم غَير مُصدقاً لهم... بدفاع :بلا غباء شيء طبيعي إني أنقرف من الدم.. مو كأني شخص غريب إني أتقيأ من الدم ملايين غيري نفسي
ريان بهدوء: بس حتى غادة نفس الشي
قيس بغضب: طبيعي بِما إننا إثنينا شفناه مُنتحر قدام عينا ومخضب بدمه وش تبي تكون ردة فعلنا
الطَبيب سامي مُقاطعاً : لِيه ماقلتي إستاذ قَيس عن هذا الأمر في مقابلتي معاك؟
قَيس نظر له بصدمة : لأنه شيء عادي ماشوف له داعي تكبير الموضوع
الطَبيب سامي: حاولت أطلع منك الكلام بقدر الإمكان بس كنت قافل على نفسك..
قَيس بغضب .. فَتح فمه ليرد
لكن قاطعه الطَبيب: لا تخاف.. أنا بس أبي أتطَمن .. الآنسة غادة اليُوم أظَهرت تحسن بالنسبة للي شفته قَبل.. أقصَد إنها تَبي تتعالج .. نفسياً وعلاجا طبيعياً
نَظر لهُ جراح الذي كان صامتاً طوال الوقت .. بنظرة صدمة
كُل ماحَدث معهما.. شجارهم ..رفضها القطعي .. مالذي حصل !

الطَبيب سامي: لذلك راح نطلعها للبيت خَلاص .. جُلوسها في المُستشفى ماراح يفيدها بشيء وراح يخُسر مريض محتاج غرفتها وسريرها .. لكَن أتمنى المواظبة على جلساتها..
و " نَظر لقيس" أستاذ قَيس مُمكن تجي معي للحظة

قَيس وقف وهَو ينظُر لريان بُحقد ..
الذَي بادلهُ بهدوء: آسف.. ماراح أتحمل خسارتك إنت بعد .
##

: مافِيني شي صدقني
الطَبيب سامي: فاهمك .. لَكن كِنتوا تُظنون إن غادة مافِيها شَيء نفسي بعد ..
واللحين حالتين في العائلة .. ماراح نخاطر بحالة ثالثة
قَيس وهَو ينظُر له : فاهم الي تقصده .. بَس غادة كانت عارفة إنها مكتئبة.. أنا مافيني شي
الطَبيب سامي: أسَوء شيء في الأمراض النَفسية يا أستاذ قَيس .. إنها تأثر على العائلة كِلها .. خاصة إذا الي كان إنصاب بها هُو المُربي.. وخاصة إذا مثل ماقلت تعايشت مع حالتين .. وخاصة إذا كَان عندك شيء متشارك مع المَريض
قَيس: اللحين بس عشاني أتقيأ من الدم شخصتني بمرض نفسي؟
الطَبيب سامي: لا .. بس أبي أضمن إن التقيؤ ما يَوصل لأمور أعظم .. ومن ثم لمرض
قَيس : إنت دارس.. هل معقول إنك تظن إن تقيؤي من الدم مثير للريبة؟
الطَبيب سامي: لا .. بس مثير للريبة إني أسألك عن حالك وتقول الحمدلله وإنت من أكبر المتضررين .. تقيؤ من منظر الدم بسبب .. وليس من قبل وفاة الوالد .. بل بسبب منظر الوالد المخضب بالدماء مثل ماذكرت .. وماقلت لي إنك وغادة شفتوا أبوكم منتحر
إنتَ تدري من أكثر الأشياء الي أثرت على نفسية الآنسة غادة هُو إنها أول من لقت الوالد منتحر ..
أتمنى يا أستاذ قَيس إنك تعبر عَن شعورك .. إنك تضِمره وتخبيه في قلبك غير صحي
وهذا الي لاحظته فِيك.
قَيٍس: ماله داعي أتكلم عن إحاسيسي أو مشاكلي عن احد .. ليه أضايق أحد غيري بمشاكلي الشخصية
الطَبيب سامي: هاذي أنانية منك يا أستاذ قيس
صَمت وهَو ينظر له محاولاً أن يوضح له إتهامه..
أردف: أنانية إنك تظن إنك دايماً قادر على حَل مشاكلك لوحَدك .. مافي إنسان يقدر يحل كل مشاكله لوحده .. وإلا ماكِنا شخصيات مختلفة عندها خبرات مختلفة عندها وظائف مختلفة
أنانية إنك تبي تحتفظ بهمك لنفسك ..
مِثل ماتبي غيرك يشاركونك هموهم .. وتبي تكون مسؤول عنهم .. وتحميهم .. نفس الشيء القريبين منك يبون يهتمون بقلبك.
قَيس: أنانية إني مابي أضايق أحد بهمومي؟
الطَبيب سامي : لما كنا صغار كِنا نظن إن أبائنا يمتلكون كل الحلول لكل المشكلات .. إنهم مايحتاجون أحد يستندون عليه لأنهم سَند لغيرهم .. إنهم يختارون دايماً قراراتهم بدون مساعدة .. لما نكِبر.. لما نصيِر أباء بدورنا .. نفهم إن الكِل دون إستثناء لازم يفتح قلبه لأحد ويعرض عليه مشكلاته .. حتى لو كان شخص واحد فقط .. في النهاية محد يمتلك قوة خارقة أستاذ قيس.

##

ما إن خَرج من غُرفـة الطَبيـب حَتى رأهــا أمـامه ..
نَظر لها بإستغراب: ليه واقفة هِنا ؟

لِين بضيق: فيك شيء؟
قَيس بإستغراب وهَو يترك مقبض الباب ويتقدم نحوها ببطئ ..
بهَمس: لا وش فيك
لِين :وش قالك الطبيب
قيس: كلام فاضي إنتِ الي وش فيك
لين: بَس .. كذا .."إبتسمت" نتظمن عليك قبل لا نتركك

تغيرت ملامح وجهه ... إكفهَر وجهه
لِين : شفيِك ؟ مو كِنا متفقين إن يكُون هَذا الأسبوع؟
قَيس وهو يبتلع ريقه: بس مو قلت لك إذا يأثر على دراستك راح نأجلـ..
لين برباطة جأش: بس قلت لك إنه ماراح يؤثر علي
يلا عاد قيس.. أصلاً من تزوجنا وأحنا حاطين في بالنا راح نتطلق.. ليه بيؤثر علينا ؟!
قيس: أدري.. بس .. في النهاية كانت علاقتنا قوية مع بعض
لِين بجدية : صَح بس كِنا نتعامل مو كزوجين ..كشخصين يعيشون مع بعض فقط
قيس : بل أكثر

صًمتت وهَي تنَظر لهُ بعَينيهـا النَجـلاء ..
هَل يُحاول أن يبني الحَنين بينهَما قَبل الفِراق ؟
أم إنهُ يحاول إشعال النِار فِي صَدرهـا قَبل الوداع؟

كَان هُو بدَورهُ.. مُشتاقُ لهَا قبل أن يفترقـا..

يقرُ إن علاقتهُما لَيست بُكره ولا بُحب ..
ولكَنها عِلاقة سَاميـة

رُغم إنهَا بُنيت عَلى أسَاس الإنتهَـاء
رُغم كَثرة مُشاجرتهم..
إلا إنهُ كان يشعُر بشعور مختلف إزائهـا..
ليست بحبيبته .. وليست بزوجته .. وليست بصديقته.. وليست بأخُته

لكَنها شيء عَظيـم بالنِسبـة إلِيـه

: السبت .. صح؟
لِين أجابت بتأكيدها للموعد المُتفق عليه: السبت

ثُم أدارت نفسها .. لتجعلهُ خلفهـا وتمضي.
###

لَيــلاً..

عِند مَواقف سِيـارات المَشفى .. دَف كُرسيها المُتحرك رَيان .. بينما كَان فَهد بدوره يهُيء مساحة لغادة والجَميع فِي سيارته .. ولكُرسيها المُتحرك وعُكازهـا

رَفعت رأسهَـا ..

تنظُر للسطح دُون تركيز بما يحَصل..

تتذكَر ماحدث..
وقوف جَراح عَلى حافتـه..
كلامه... دمُوعـه

إرتجافهـا وسقوطهـا لإنقاذه

شقَ تحَريك ريان لكُرسيها ذاكرتها ..
لتَرى نفسهاً بين يدَي رَيان وفهَد ليحملونها بداخل السِيارة

تنظُر لقدمهَـا العَاجزة
وذلك ما إقترفته يداهـا.

###

نَظر لهَـا..
تَبعد شعرهـا من على وجهها للوراء بإنزعاج كطفِلة قد أزعجتها خُصلات شعرها التي لا تتوقف عَن مُداعبة رقِة وجههـا..

تُوضِب أغراضهـا ..

وهَو يرى إزالة أثارهـا .. من الشُقة شيئاً فشيئاً

بدت الشقة خاليـة ..
كَانت أغراضها التي في كُل مَكان .. التي كانت دَوماً تُزعجه بوجودها هُنا وهُناك
تُزعجه اليوم بإزالتهـا.

نَظر إليها بضِيق..
توضِب أغراضها من ليلة الجُمعـة ... ورحَيلها يوم السبت

نَظر لوجهها بضيق..
وجهها الجـامد ..
قلبها الجَـامد..
لِماذا هُو الوحيد المتأثر بذلك ..

لماذا يُقطعـه الشَوق لهَذا الحَد قبل فِراقهم ..
فراقهم المُتفق عليه.

وقَف مِن عَلى الأريكـة ..
كَان طوال الوقت جالساً ينظُر إليها دُون فعل شيء..
جُزء منه لم يود مُساعدتها ..
لم يود مُساعدتها بتوضيب حقائبها والذهاب.

إقترب نَحوها ..
كَان يوَد أن يتلاعب بخصلاتها كعادته ويُرتبها خَلف أُذنهـا..

لكنُه شد على قَبضة يديه .. حَتى يمنع نفسهُ من ذلك.
: وش رايـك ...

نَظرت لهُ مُبعدتاً شعرها خلف أذنهـا..
صَمت قليلاً وهَو ينظُر نَحو عَينيها ..
الاتي لطَالما سخَر منها ..
سَخر من شدة وسعها ..

لكنهُ يحبهـا.

أردف: وش رايك بكره بعد ما تخَلص غادة من جلستها .. نطلع مع بعض
لِين : هاه ؟
قَيس: يعني .. مَوعد ماقبل الإنفصال (أطَلق ضُحكة ساخِرة على حَالهِما)
كِنت أفكر..

من تزوجنـا.. ماطَلعتك طلعة حقيقية .. تعشينا مع بعض برا أو شيء
لذلك .. شرايك بكره أعوضك ؟
لِين نَظرت لهُ بإستغراب ..
مالذَي حَل فِي هذا الغَبي...
لِما يحُاول تعليقي بِه .. لماذا يزداد لطافة يوماً بعد يوم
لِما أصلاً كان لطيفاً معي منذ البداية ..

لكنها وجدت نفسها تقول : أوك

وجدت نفسها تقبل عَرضهُ ..
لتودعهُ هِي الأخرى ..

##

واقفـاً بسيارتهُ عِند مَنزلهـا...

يتنهَدُ بإسِتمرار ..

وهَو ينظُر نَحوه ..
يشتاق لها ..
يتمنى أن يلمحَهـا..

فقط يشعُر برغبة مُحلة بالعَودة إليها ..

وقَد إتخَذ قَراره .. وأيقن إنهُ صحيح بإنتظاره الغَير مضُمون لرؤيتها تَخرج من المَنزل

ضاقِت عَينيـه بإنزعَاج بسبب ضَوء السيارة التَي توقفت أمامه ..

خَرج من السيارة شَـاب مُهندم .. طَرق نافذتِه مُبتسماً ببهَجة

فَتح باب سيارتُه ليخرج منها ويَمد الشاب يدهُ ليصافحه فيبادله هُو الآخر سلامه
الشَاب: أعذرني أخَوي أزعجتك بس تعرف وين بيت الـ ###؟
: لا حَبيبي شدعوة .. هذا هُو
الشَاب مبتسماً: شكراً والله ماقصرت ..
إبتسم : لا شِدعوة

بإبتسامة: لِيه عندهم شي ؟
الشَاب وهُو يشير لوالدهُ بالخروج من السيارة : لا بس إدعي لي يا أخوي..

متقدم لبنتهُم .

تَلاشـت إبتســامته ..
إكفهَر وتجَمد وجهه..

تعَلق بحبال لا يعَلم أين المَفر منه ..
نَظر لهُ الشاب ووالدهُ يخرج من السيارة بإبتسامة : البنت خلوقة ويارب توافق عَلي ..
بيكُون أسعَد يُوم فِي حياتي .

إستغَرب من وجُه فَهـد المُكفهِر..
قاطع إستغرابـه وضع والدهُ يده عَلى كتفـهُ ليدخلاً ولا يتأخران عَن موعدهُمـا..

تركـاه ليدخَلا البَيـت ..

شُلت أطَرافــه .. وعَينـاه مُعلقتين على الشاب الذي يتمنى إن هذا اليُوم هُو أسعد يَوم فِي حياته

بينما هُو سيكُون أتعس يَومُ في حياته ..

الإبنة الوحيدة المُتبقية دُون زواج ..
غَــــزل.

رَفــع عَينيـهِ نَحو نافِذة غُرفتهـا المُضـاءة

أخَبرتهُ إن من عاداتهِم ..
رؤية الرجل المُتقدم لخِطبتهم عَبر نوافذ المَنـزل

تذَكر وصفهَا لأول إنطِباع عنه ..
لم يكُن عند رؤيتهما الشَرعية

بل كَانت عِند خُروجه من سيارته الكُحلية .. يُرتب شِماغهُ... وكَمي ثَوبه
وجههُ جـاد ..
وسيمُ كما وصفته ..

هَاهو الآن يقف مُنكسـراً ..
فِي نفس البُقعـة التي رأتهُ لأول مرة بهـا..

يرفع رأسهُ لينظُر لهـا ..

تنظُر عَبر نافِذتهـا ..
مُمسكة بقِماش حجابها بقبضتهـا..

كانت تتوقع أن ترى الرجلُ المتقدم لها وتأخذ أول إنطباع عَنه ..

لكنها كَانت تنظُر بصدمة وضيق نَحو فهـد ..

كَان مِن حَظـها .. وحَظـه.. مُرور فهد على بيتها كُل فَترة ..

لاحظتهُ مرات قليلـة ..
لكَن أن تُلاحظه اليُوم ... فكَان من حظها السيء..


ومن حَظهُ السيء.. أن يصِل في هَذه الســاعة.

أسدَت سِتار نافِذتها بُبطـئ ..
حَتى إختفى كِيانهُ كُليـاً.
وإختفَت فَرحة شفاءه مِن عُقمـه...مُتأملاً أن يكَون جَوابها الرَفض.
##

كَان واقِفـاً عِند رُكن المُحاسبة .. سارِحـاً في مكانها المُعتاد

سارحاً بتفكيرهُ بها..

قطع ذلك سؤالها : ريان ماراح يجي اليوم ؟
جراح نَظر لليلى .. وهَز رأسهُ نفياً

إبتعَدت لتدخل مَطبخ المقَهـى ..

بتردد ..
فتحت ولأول مَرة مُحادثة معهُ على الواتس آب..

ريان وبجانبهُ كُوب قهوة
وبجانب إسمهُ صُورته الشخصِية .. عِند البحَر والهَواء يُبعثر شعرهُ الكستنائي .. خافياً جمال عَينيه بنظارتهُ الشمسية .. ضاحكاً مُمسكاً بعصيُر منعش بين يديه

يبدو عَليه السعادة ..
تتمنى أنه بخير الآن أيضاً ..

: بس حَبيت أتطمن إنك بخير..

هَزت رأسها نفياً وهي تمسحُ ماكتبته بُسرعة: ليه أبين إني مهتمة فيه

:ليه ماجيت اليُوم؟

سلامات أحقق معه أنـا..

مسحته

:ووووينك ... المقهى زحمة حده

لا عاد أخته تعبانة وانا أشغله زيادة

:إنت بخير؟

كَلمتين فقط ..
أرسَلتها.

كَانت سَتخرُج من المُحادثة .. سَحبت المُحادثة للَيمين لتُخرج منها
لكنها رأت حالتهُ تتحول لمُتصـل..

تَوف قلبها عَن العَمل..
لم تعتقد إنهُ سوف يدخُل محادثتها بهذهِ السُرعة..

رأتهُ يكتب ..
وَضعت يدها على قلبها نادمة عَلى ما أرسلته

أرسَل لها قَلباً أحمراً

إحَمر وجههـا..
لِما يرَسل لهَا ذلك .. لقَد سألتهُ إن كان بخير..
لماذا يرد بهذا القلب السخِيف ..

أرسلت لهُ وجها غاضباً ..

: بخِير إذا عَزمتيني بُكره على كوب قهوة من يدك (غمزة)

ليلى بقهر: سخيف سخييييييييييييييف أنا حمارة لما رسلت له

: باي .. مشغولة مع الزباين

وأغلقت هاتفها بُسرعة وصدرها يهبط ويعلو بسرعة.
##
اليَوم التَالي..
عصـراً...


كانُوا مجتمعِين على طاولة الطَعـام ..

يتناولون القهَوة والكعَك بعَد الغّذاء.

هِي بدَورها .. تكره كُرسيها المُتحرك
جالستاً على كُرسي طاولة الطعام الإعتيادي..

تأكلُ بهدوء دُون الدُخول في أي مُحادثة..

لَم يكُن الجَو رائعاً بينهُم اليَوم ..
رغم إنهُ أول يوم لهُم في المنزل بعد المكوث طوال الفترة السابقة في المَشفى..

نَظرت أم فهـد لمَرام الهادئة بحدة
: راح تروحين اليوم مع أختك المستشفى
مرام وهِي مازالت تنظر لقُطعة الكعك في صحنها وتتناولها : ما أقدر
أم فهد : ليه إن شاء الله
مرام على نفس حالتها : بذاكر
أم فهد : مُو كِفايـة الأمس ماطَبيتي المستشفى تشوفِين أختك
مرام مُقاطعتاً والدتها : هذاهي في البيت ماكان يحتاج إني أروح
أم فهد : ولا حتى رضيتي تدخلين لها غرفتها إلا بالغصب.. أتمنى منك بعض الدعم إذا ممكن
غـادة : مو مشكلة هي أصلا كارهتني
مَرام نظرت لغادة بِحدة
قَيس : مرام .. تعرفين حالة أختك حاولي تتركين مشاعرك على جنب بقدر الإمكان
مرام وهي تتابع تناولها لقُطعتها : أستغفرالله
أم فهد مُحادثة ريان : اليوم راح تجي غلا جلسة غادة الطبيعية أتمنى منك تكون صَبور وماتتنرفز من وجودها
ريان بقهر: أستغفرالله اللحين يعني مهتمة !!!
قَيس بدفاع : ريان خلاص عاد .. ماصارت صحيح إنها غلطانة بس لا تفكر تعاملها معاملة سيئة تفهم؟
بَينمـا كانت لِين بجانبهُ ملتزمة الصَمت .. ترتشف من قهوتها دُون أدنى تعليق
قَيس وهَو ينظُر لفهد بشك .. وإلى قُطعته التَي لم يَنهش منها شيئاً
وإلى قَهوته التي قَد بَردت دُون ان يرتشف قَطرة منها ..
وإلى عَينيه السارحتين ..

:فهد فيك شيء؟
هَز رأسهُ نفياً :لا
رَيان وهَو ينظُر لقيس: أهَم شيء إنت بعد الي مافِيك شيء؟
فَهم قَيس إنهُ يرمز للأمس ..
قطَب جبينهُ بإنزعاج : ماصَارت ترا مافِيني شيء
رَيان: مَحد مثالي قَيس..مفروض كنت تقول للدكتور عن تقيأك بعد إنتحار أبوي
أم فهد بإنزعاج : بعدي موقادرة أستسيغ سماع هالكلمة على ألسنتكم
قيس: ليتك تسكت وماتتكلم عن لا حالتي ولا إتهامك لغلا
ريان : ليه تتهم إيش أجل بحالة غادة؟
قيس: إكتئاب وإنتحار أبوي يعني وشو
غادة : ممكن ماتتكلمون عن حالتي وكأني مو موجود بينكم؟
أم فهد: المهم بتروحين اليوم مع أختـك

إنَفجَــرت ..
أحسَت بقلبها وعُروقه تنفجَـر..
أحاديثُهم المُختلفة .. إختلاف أراءهُم .. إصرار والدتها
أحسَت كأنهُم يلقون ناراً عليها بذلك

ضَربت بقبضتهـا على طاولة الطعـام بقُـوة .. واقفتاً من على كُرسيها صارختــأً : خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااص!!!

كررتها ومع كُلِ مرة تقولها تضربُ بقبضتِها الطاولة بغَضــب..
صَمتوا ينَظرون لها بإستغراب ..

مَرام التي إعتادوا منها الهدوء والصبر..
تصرخُ بجنون وقِد إحمر وجههـا..

مَرام وهَي تنظر لهم بغضب: خلاااص يكفي ..!!
ماتعبتوا ؟؟!! أنااااا تعبت من هالحَيــاة الزفت الي قاعديــن نعيشهـا !!
خلااااص يرحم لي أبوكم خلاااص !!
إلى متى راح تظلون كِذا ؟؟؟
تلومون غَــلا ليــه ؟؟ مو الأولــى تلومــون أنفُسكــم ؟!
البنت جُرمها إنها ماقالت إن غادة مكتئبة ... غادة وش جرمها ؟
هربت وتسترت على مشاعرها وظلت تهرب للنهاية حتى وصلت لهالمرحلة
وإنتم تفكرون نفسكم مُنزهين؟

أكَبر مُشكلة ... هي علاقتنا ببعض بعد إنتحَــار أبوي
أكَبر مُشكلة إنكُم كلكم مشتتين ومحَد يلجأ لأحد ..
تكتمون تكتمون لين تنفجرون ..
ممنوع نطِري أبوي .. ممنوع نتكلم عن حالته ... ممنوع نتكلم عن أي شيء يخص حالته "نظرت لوالدتها"

فهد بهدوء: مرام ماله داعي هالكـ..
مرام وهي تؤشر عليه : وش فيك ؟ مافيني شيء.. دايماً مبعد نفسك .. عُقمك ماقلت لأحد عنه .. طلاقك لغزل ما إستشرت أحد فينا
إنت ..(مُشيرة لريان) الأخ المثالي الي مازعل من أخته أول مارجعت من أمريكا ؟
الي دايماً مشغول في الناس عشان ينسى نفسه ؟؟ إلي مستحيل يتضايق ؟
ولا إنتَ ( نَظرت نحو قيس) بديت أنسى شخصيتك من كثِر كتمانك ..


كل واحد فيكم كَـتم شكَه بحَالة غادة .. كل واحد فِيكم شاف شي في غادة وإحتفظ فيه لنفسه..وكتمه...كعادتكم
كِتمان كِتمان كِتمان كِتمان كِتمان ..
وضَحت لكم أكثر من مرة إني اكره حالتنا هذه .. والكتمان وإننا نمثل إننا بخير لأني متوقعة إن هذا الشيء ماراح ينتهي علينا بخير
أكبر مشاكلكم تكتمونها .. لَو كل واحد فضفض للثاني عن إنه شاك بغادة .. جمعتوا كل الأدلة
خل كتمانكم يفيدكم ... إستمروا على حالتكم وأضَمن لكم تفكك علاقتنا كُلياً
إذا كانت اللحين تتسِم بالضعف بس... بعد فترة راح تتفكك لأشلاء.


مضَت فِي طَريقهـا..
مُلقيــة بآخر نَظراتها عَليه ..

يعقوب الذي كَان مصدوماً من إنفعالهَــا .. لَم تغب عن عقله نظرتها

عَم الصَمت بينهُم.. بعد خِطـاب مرام الطَويل ..
الصادق ..
والمُفصِح عن مشاعرهـا..
وهَم الذين لَم يعتادوا الفُصح .


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس