عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2019   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (05:03 PM)
آبدآعاتي » 3,247,697
الاعجابات المتلقاة » 7404
الاعجابات المُرسلة » 3679
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




ويَحـلُ الليـل والقَلق لَم يَحُـل عَنـي – ويِباغَتنـي الشَوقَ والحَـسَـرة
ويَحـلُ الأرقَ عُقـدته ناحيـة جِفن عَيني – تُودَعنـي الراحـة وتَبقى ذِكرى"


وكَـأن حَربـاً قَد مَرت بِهـم فأهَلكتهَم ..
كَانوا كفاقدِين ضحايـاه .. كُل واحِد مِنهـم مُرتكز بجسده عَلى بُقعة وروحِه فِي فَراغ ..
بُطونهم خَـاويـة .. عيـونهم جاحِظـة .. وقلوبـهَم مٌنفطـرة.

قَدمـت لَهـم القُوت والشَراب ..
كانت قَد خَرجت لبقالـة قَريبة من المُستشفى لتشتري بعَض الفطائِر والمِيـاه..
لُحِسـن حَظها كَانت تمتلك بعضاً مِن المَال في جَيب عبائتِهـا ..

فقط بعضاَ منهم إرتشف بعضاً مِن المِياه .. لكَنهم لم يتناولون طعامهم ..
تماماً كما توقعَت ..
ناولَت غَـلا أيضاً التي كَانت في حَالة يُرثى لهـا ..
لَكنها رفضت الأكـل.

جَلس يعقوب بجانِب مرام التَي قَد نَجـح النَوم فِي التغلب عَليها ..وقَد إنحنت رقبتها للأسفل
وَضع يده عَلى رأسـها بُهدوء ليضعه عَلى كَتفـه ...

بَينـما خرج فَهد مِن الممَر ليحضُر له ولوالدته القهوة مِن آلة القهوة التي في المستشفى
بينَمـا قيس ورَيان كَانا جَالسِين في مكانهمُا .. لا يُطيقَان صًبراً حَتى يحُل الفَرج عليهم
بَينما كَانت غلا مُستندة على ذلك الجِدار الذّي يفصل بَينهـا وبيَنهم..
تَنظـر لصُورهمَا القَديمة فِي هاتفهـا بضِيـق ..
تَبتسَم وهِي ترى سعادتهم .. وتسقطُ دُموعـهـا عَلى تعاستهم الحَاليـة
تسقطُ دُموعها عِند ذِكر "لَـو" في عقلهـا ..
لَو كَانت رِدة فعلهـا مُختلفـة ..
لَو بالدلتـها العِناق هِيَ أيضاً عِندما إحتضنتها آخَر مرة ..لَو أخبرتها بأنهَا تشتاق لَهـا
لَو كَانت هِي دوائَهـا .. ومَن يقَتلُ دائِها فتمنعهاَ مِن قَتل نفسـها؟

ولَكـن هل الـ " لَـو" تُغَيـر حقيقـة الحَاضـر؟

كَـان يتسائل هُو أيضاً .. لَو أخبَرهـا بأنهُ يحَبها
كَان إخِبارهَـا لَه بـحُبها له كالنَور في مُنتصَف صَدره ..
كالزهَر في وسط قلبـه .. لَكن الآن لا يشَعر سِوى وكأنها فَتحت لهُ السعادة عَلى مِصراعيها
وهي خَرجـت مِنهـا ..
لتُحول ذلك كُله لجَمـاد .. لشيءُ مِن المُستحيل الحُصول عَليه بدون وجود روحها فيه
كَانت قَد بعثت في روُحه حُب الحَيـاة ..
وسَلبتـه روُحـه مع رُوحَهـا.

:وإحفَظ لِي إيَاهَـا مِن كُل سُوء وإبقِ روٌحها في جسدها إنكَ سَميعُ مجيب ..

كَانَ في مُصـلى المستشفى .. متوضـئاَ ... ساجـداً لربـه داعيـاً
مناجيـاً .. إلهي إغفر لهـا.. إلهي إحفظهـا لِي .. وإبقِهـا سَالمـة


كَـان لا يَعرفُ ذَلـك ..

لَكن كَانت هِي بدَورهَـا تّدعي رَبهُا وتناجيُه عِندما دَخل السِجن

كَان حُبهمـا يُجسَد نفسَه في دُعائِهمـا لبعَضهمـا .
###

السًابعـة صًباحــاً..

قَدم لوالدَته القَهوة .. التَي لَم تنمَ سُوى نصف ساعة لتستيقظ مُرتعبتاً ..لتُطلب القهوة فمُحرم عَلى قلبها أن يطمأن أو جُفنها ان يُغلق ..قَبل أن يُفتح جُفن إبنتهـا.
جَلس هُو بجانبهما.. ليمد القهوة أمام وجَه رَيان المُنهك وقَد إتخَذ السَواد مسكناً تحت عَينيـه
بتَعب: بَعد هالزَفت عن وجهي
فهد وهو يبعد القهوة عن أخيه ويرتشفها : تراك مادخلت شيء في جسمك من الأمس..إشرب ماي عَلى الأقل
ريان : طِز فيني
فهد معاتباً إياه : ريان لاز..
ريان قطب جبينه بإنزعاج: هششش فهد مالي خلق شيء .. خلاص إتركوني براحتي
فهد : بلا حركات أطفال ترا عدم أكلك وشربك مايغير شيء إنت بس تهلك نفسك عالفاضي
وَقف بتهالك عن مَقعـده .. لَيس في مزاج جَيد ليسمَع مُحاضرات أخيـه

نَظر لوجـه قَيس الجَالس أمـامه .. كَان مُتعباً .. مُنهكاً
مَنظره ذّكـره بأبيـه ..وصِراعـه مع الإكتئاب ..
وكَيف قد كَان مُتعباً دائِمـاً..

إجَتمعتَ الدُموع فِي عينيه رُغماً عنه وعَينيه مُعلقتين عَلى قَيس.

بَينما تقَدمت لِين نَحو قَيس وبيدهَـا شطيرة ومَاء ..جَلست بجانبه وقَد كَانت مُتعبة جداَ.. لَم تنمَ شيئاً ..
:قَيس خِذ إكل هاذي وإن شاء الله أرجع الشقة أخذ فلوسي وأجيب لكم أكل أحسن
نَظر لهـا بتَعب .. هَز رأسـه نفياً
لِين : موب جوعان؟
:مابتروحين الدوام؟
لِين : آه لا اليُوم ماراح أروح
قَيس :لِين... عِندك اختبار .. رُوحي إختبري
لِين : لا لا تخاف راح أكلم الدكتورة بعدين وبلغت صديقتي
قَيس: لِين لا تضرين نفسك عشانا روحي دَاومي
لِين: وإنت لا تضر نفسك وإكل أكلك
هَز رأسه إيجاباً ليزيل قلقها عنه فقط لا غير..
لِين : بس أخلص دَوامي راح أرجع علطول
قيس: مين بيوديك ؟
لين نظرت نَحو عينيه لم تستوعب كمية إهتمامه حتى الآن : عادي بروح مع كريم إنت إهتم بنفسك ...
هَز رأسـه إيجاباً..

تأمَلـت ملامحـَه.. وتقاسِيمُه المُتعبة ..
كَيف تَهالكَ .. كَيف زَاره المَوت قَبل آوانَه ..
كَان قَبل الحَادثـة
مُبتسماً دائِماً .. تشعُر بالدفء حَالمـا تنُظر إليه

آمَـا الآن كَان شاحباً كالمَوت ..
كَانت تشعَر وكأنُه يحَتضر مَع شقيقتـه ..

صًوت بكاءًه وهِي التَي لم تره مُحطماً مُسبقاً ..عَالق فِي ذُهنهـا
عَلى كٌل الأمور التي رأتها تحصل له مَنذ أن إرتبطا..
كَان قوياً .. صًبوراً

أمَا الآن ..
يَحتضَنـه المُوت ... واليأس مِن الحَيـاة.

طَلبت سائق ليقُلهـا للجامعة ..
مُباشرة بملابسها دُون أغراضِهـا..
كَانت تُريد أن تختبر فقط وتعود إليـه ..

صًعدت السيارة وروحُهـا وعَقلها مَعـه

حَالمـا جَلست عَلى مقعدهـا..
وضعت يديهَا عَلى رُكبتيهـا وكأنهـا تُحاول إزاحَة الثِقل عنها دُون أن تنَزع روُحها معه
تنهَدت بصوتِ مَسموع ... كَانت تنهيدتهـا طِويلة جِدً

أجَهشـت بالبُكاء دُون سابق إنذار ...

كَان كُل ذلك كالسَيـف في صًمـام قَلبها ..
والسِهـام تثقب رئتيهَـا تَمنع وصُول نقاء الهَواء لها..
رؤية مَن تحَب ضعيفاً لهذه الدرجـة ..

قاتــل.

الإحساس بجَو الفقدان مرة أخـرى

يُذكرهـا بُفقدانهـا لوالدِتها ..
صًوت بكاء رَيان .. أُم فَهد ... قَيـس .. غلا
كُل ذلك كَان ثقيلاً جداً ..

كَانت تكره سِماع صًوت البكَاء ..
تكره رؤية الدُموع تنساب عَلى خدود المَحرومين ..

والمَحروم مِنه هُو عَزيـز.
##

وَصـلت .. لَم تُلاحـظ ذلـك فقد كَانت مشغولة بدموعها
أخَبرهـا السائق الذي كَان ينظر لها طوال الطريق عَبر المرآة بقلق وتَوتر
بأنها قَد وصلت إلى وجهتهـا..

مسَحت دُموعها بسرعة ..
مُمسكة بهاتفهـا لتَخرج من السيـارة بعجـلة ..

تذكرت إنها لم تدفع لهُ المـال فَتحت الباب بُسرعة مُجدداً..
فَتحت غلاف هاتفهـا متأملة وجود النقود بداخـله .. بحثت داخل جيبها
لَم تملك أي من المال ..
:أختي توكلي على الله الله يصبرك مايحتاج تدفعين برسم الخدمة

لِين : لا أخويي لحظة بس أتصل لصديقتي تطلع لي فلوس و..
السائق: أختي ... المَال للدنيا والنَاس للناس .. توكلي على الله الله يرحم بحالك ويمسح على قلبك
هَزت رأسها بضعف .. نست أن تشكُره ..
أغلقت الباب بهدوء ودَخلت الجامعة ..
دُون أي تركيز بما تقوم بفعله.
###

بكَت مُجدداً .. صوت بكائها قَوي ..
يُمزق قلوبِهم فِي كُل مَـرة ..

تمنى لَو كَان مكان توأمتـه ... لكَان ذلك أقَل ألمـاً ..
الفقَد هُو أسَوء شيء قَد يمُر على الإنسَان .. لأنـه في الواقع لا يَمُر..
بَل يبقى سَوداهُ فِي الروح إلى الممَات.

مسَح يعقُوب دُموع خالتـه ..
رؤية دُموعهـا كَان كالنَار فِي قلبـه ..
فهَي ملجـأه .. وأمُه التي ربتـه

بَينمـا ألقُيت نظراتـه عَليهـا..
مَـرام جَالسـة على الأرض بوجِه مَيت مِن التعابيـر..
خالية مِن الروُح ..
تنظر أمامَهـا ..
تقَضُم مِن شَطيرتها ببطئ... تطَحن الطعام في فمها ببطئ
تمامـا كالآلـة ..

كَـان فهـد مٌرهقـاً ... تفكِيـره مَشغول بالكُـل حَرفيـاً ..
وبالخُصوص .. فِي رُوح أختـه الملقيـة على ذلك السَرير الأبيض المُوحش

كَان يواسِي ولا يُواسَى ..
تنَـاول شَطيرته .. وَقدم للبقيـة ماجَلبتُه لِين لهم لكنهم رفضوا تناوله بالأمَس..
رفض رَيان تناول الطَعـام .. أصًر عَليـه لكُنه قَام مِن مكانه مُجدداً..
حَالما ُيُحاول إقناعه بشيء .. يقُوم مِن مكانه فهَو لا يُريد كُل هّذا الهُراء
هُو لا يهتم بنفسَـه الآن .. كُل مَن يهتم به
هو نِصفـه الآخـر ... الذَي يحتضر.

تقَدم نَحو قَيـس ..
إبتلع ريقه بألم وهَو ينَظر لحَالـة اخيه التي يُرثى لَهـا..
كَان حُزن قَيـس يُترجم دائماً بالصًمت ..
يصُبح وكأنه جُثـة ..

:قَيـس ..
أشَار لهُ بالشطيرة التَي بيده ..
هَز قَيس رأسُه نفياً ..

فَهـد : قَيـس .. لازم تَاكـل .. ما اكَلت شيء من أمَس
قَيس وصًوته بالكَاد يخرج من التعب: أمي ما اكلت .. خلها تاكل
فهـد : مُو أنت إكل عشان هِي تاكل .. على الأقل أمي تشرب موية وقهوة إنت وريان ماتدخلون شيء في جسمكم
تحَولت عَيني قَيـس نَحو مَرام التَي تأكل شَطيرتها بهُدوء ..
فهد : لازم تقَوي نفسك عشان غادة إذا صًحت تستمد القُوة منك
قيس ببرود: وإنت متوقع إنها بتصحي ؟ أبَوي ماصَحى
فهد صمتَ لثانية . ثُم أردف: قَيـس..
تَوقع السيء ماراح يفيدنا .. وأنا أدري إن نفسك مسدودة أنا نفسي مسدودة بس إذا تعبنا هذا ماراح يريح أمي أكثر ترا..
لازَم نتِحمل .. لأن الدُنياء بلاء وأحنا لازم نصمِد قدام بلائنـا.
نَظر لهُ قيس بضِيق ..

أخّذ الشطيرة مِن بين يديـه ..
تناولها وهُو لا يشتهي الحَياة ليشتهي الطَعام ..

لَكن ذِكرُ أمـه .. وً رؤيتـه لمَرام ..
أختـه الصَغيـرة..
صَامـدة..

جَعله يجبر نفسـه عَلى تناول الطعـام.

تقدمت غَلا لعَمتهـا لتُواسيها مُجدداً .. لَكنه تجاهـلها ..
تجاهـل نظراتها له حالمَا دَخلت داخل الممر.. تجاهل كُلهـا.

بَينمـا هُو كَان قد وقف بجانب صًديقـه .. الذّي تضايق بتحدث فهد معه
هامساً في إذنه مواسياً له ..
لكُنـه حقاً .. يشَعر بالألم..
ومَنظر صديقـه يزيد الألم سُوءَا.
###

تقَـدم نَحـوهم ..
رجَـلان بمعطفَان أبيضَان .. يتهَامسَان بجِديـة
واحِد منهم غَريب.. والآخر مَيزوا شَكـله تماماَ..
ذَلك الطَبيب ذو الوجـه الجدِي والعينين الرمادِيتين الحادتين ..

المَسؤول عَن حـالة غَــادة ..

إجَتمعت أعَين الجَميـع نَحوه ... نَظر للأعَين المُتسائلـة مِن حَوله ليُرتب ياقة مِعطفـه ويتحَدث بصًوته الجِدي للجَميـع :

السَلام عَليكـم .. كيفكم ؟ أتمَنى إن نفسَيتكُم أفضَل اليُوم .. " نَظر لرَيان الذي أخَرج صًوتاً ساخِراً .. ثُم حَرك عَدستيـه ليتفحص الجميع .. حالتُهم .. ووجـودهم .. حَيث مَنع الجَميـع مِن المُغـادرة "
معاكم الطبيب سامي مجدداً .. "أشَار عَلى الطَبيب الذي بجانبـه" وهّذا الطبيب مَحمد المَسؤول عَن حـالة الآنـسـة غَادة الجِسديـة ..

أغَـلق قَيــس عَينيــه ..
خائفـا ممِا قَد يسمعــه .. ممِا قد يرَاه بعد قَليـل ..
خائفَا مِن الثـانية التَي تفصًله عَن فُقدان غـادة ..
للأبــــد.

أرُخَيــت قَبضتي رَيان .. كَان مُحطماً بِما فِيه الكِفاية ..إمتلئَت عَينيه المُرهقتين بالدموع
قَبـض جراح عَلى يد صًديقـه..
كَأنهُ يمنعـه مِن الوقَوع في الدَمـار.

هَز رأسـه إيجاباً للطَبيب محمد حَتى يبدأ بالكَلام .. كَان واضِح إنهُما مُتفقين عَلى مايخرج مِن أفواهِهم لهذه العائِلـة ..
تحَدث الطبيب مُحمد وإشَارات يَديـه غالبة عَلى كُل لغات جَسده الأخرى..
كَان كالذّي يُحاول شَرح شيء مُعقد ..
ولَكنـه فِي الحقيقـة كَان يُراقـب كُل كَلمـة تَخرج من فَمـه .. حُرصاً :

طَبعاً .. أكَيـد أول سؤال في بالكِم .هُو ..
نَظر للطَبيـب سَامي الذّي أكمل دُون تردد : بقاء الآنسـة على قيد الحياة أو لا لا تخافون إتطَمنوا .. حَالتها نَفس الأمس
ريان : وشو يعني ؟!
الطَبيب مًحمد: يَعني إنها بعدهـا فاقدة للوَعـي .. لَكن إن شاء الله إدعَوا الله إنهـا تصًحـى
صًمت قليـلاً جاعِلاً لهُم فِرصـة بإظهـار ألمهم ..

نَظر للطبيـب سًامي الذي تحدث بعد دقائق بجدية : ممُكن أطَلب مِنكم كُلكم الجلوس ؟
نَظروا إليه بإستغراب ..
فَهـد بخُوف واضح لأول مَرة : مُو قلت إنها عايشة؟!
الطبيب سامي: نعَم .. لكَن نبي نتكَلم معاكم في موضوعها شوي .. فأسمحُوا لي بطلبي لكم بالجلوس
رجاءَا..

جَلس الجَميـع .. وعُقولهم حائرة..قُلوبهم خائفـة

إنتَظرهـم حَتى يجلسُون .. ليشير للطبيب محمد بالتَحدث ..
الطبيب محمد: طَبعـا تناقشنـا فِي حالة أختكم لفترة طَويلة .. وأنا أدري إنكم خايفين .. وقَال لي الطبيب سامي إنكم تكلمتوا عَن نقل الدم .. المشكلة هنا إن أحنا نقلنـا الدَم .. لَكن أختكم نَزفت دم كثير مما منع وصول الأكسجين للأعضاء بطريقة كَافية ..
فلهذا أختكم غادة .. وعيها مفقود ..
قلبـها ضعيف جداً .. ماقاعد يتحمل كل الجهد الي مَفروض يتحمله بعد فقدانها لكمية الدم المَهولـة هاذي..
أنا لاحَظـت إن جَسد أختكم هَزيـل جداً .. هِنـا
معناته قلبهـا كان يضعف مِن قَبـل الحادثـة بسبب سُوء تغذيتَها ..
عَدم الحُصول على التغذية الكافية ..الحالة الصحية .. تؤثر كلها على الريكفري أقصد إنها توتعي .. وتؤثر على قلبها ..
غِير إن الحادثـة الي صارت .. أثَرت فِيه أكثر
النَزيـف فعلاً كَان شَديد..مِما أرهق قَلبها أكَثر

نَظر لهُم بضِيق .. ثُم نَظر للطَبيب سَامي ..
ليُكمل هُو الحَديث :
أنـا آسف.. عارف إن الي راح أقُوله اللحين ... كَلام غِير جيد ..
لَكن ضَروري اتَكلم عَنـه ..
بالمُعتاد .. لِما تجيِنا حَالة " إنتحَار" عَبر قَطع الأوعيـة الدَمويـة ..

تُكون بقطع المعصـم ..
الآنسـة غـادة هنا ... قَطعـت شِريان كَبير ... إتجَهت للفَخـذ.. على غَير العادة
قَطع المعصم غالباً لايؤدي لجعل الإنسان يفقد كمية كبيرة مِن الدم لدرجة المَوت .. غالباً ماتكون نتيجته المَوت
الآنسـة غادة إتجهت لشريانهـا الفَخذي.. فُقدان الدم كَان كبير جداَ ..
ذّكرتوا إنهـا كانت في حَوض ماء فاتر...
أنا أشَك إنهـا كَانت تقطع شريانها تحت ماء ساخـن .. مما يؤدي لفقدان كمية أكبر من الدم في وقت أقصر..وهّذا الي لاحظناه
وإزالـة الآداة الي قطعت شراينها بها .. يزيد النزيف .. ومن المُفترض إن الألم يمنعها مِن إزالة الآداة الي "آنا آسف" طعنت فيها نفسها..

ممَا يترك لي معلومة إن أحنـا أمام عقليـة إنتحاريـة ذّكية
وعملية مخطط لها بإتقان ..
وهذا شيء غير جيد البتـة.

نَظـر لتعابير وجوههم المَصدومـة ..
نَظر للطبيب محمد الذي هَز رأسـه إيجاباً وإبتعَد عَنهم ..

:أنا أمَرت بإزالـة أي شيء حاد مَوجود في غرفتهـا .. حَتى لو صحت ..
ممَنوع لها إن تبقى بوحدهـا .. مَمنوع لها مسك أي آلة حادة ممكن تضرهـا
ممَنوع لأي أحَد منكم زيارتهـا بوجود شيء حاد عنده ممُكن تاخذه وتضر فيه نفسهـا
إذّا صًحـت .. بإذن الرَحمـن .. رَاح تتعالج عندي علاج مكثف ..

نَظر لتعابِير وجُوههم ..
كَان كُل ذّلك الكلام يذكرهم بتلك الحادثـة اللعيـنة ..
التَي مَضى عليها سَنوات .. لتتكَرر الآن لهـا مُجدداً.

:أنـا بَكون صًريح معكُم ... لَكن أتمنى تُكونون صًريحين مَعي ...
لَمصلحتها... لمصلحة الجَميـع

أنا تكلمت مع طبيب والدِكم النفسي السَابق...
عَشـان يشرح لِي حالة والدكم الله يرحـمه ..
وإتضَح .. إنه حادثته مشابهـة لحادثـة الآنسة غَادة
بإخِتلاف إنَه قَطع رسغيـه .. وإسَتخدم حبوب تساعده على عدم تَوقف النزيف

هَل الأنسة غادة كانت تعرف بإستخدام والدها لهاذي الحبوب قبل إنتحاره ؟
لأن ماشفنـا أي نسبة للحبوب في جسدهـا
إلي أدَى لنزيفها الشديد إختيارها للشريان الفخذي

هَز فهد رأسـه نفياً.. مُشيراً إنه ووالدته وشقيقَه الوحيدين الذين يعرفون بذلك
كَانت جُملته عَن عقلية أختهم الإنتحارية .. التي وُصف بها والدهم أيضاً ..
مامنعهم مِن ذكر ذلك عندما عَرفوا بأمِر إستخدامـه لتِلك الحُبوب ..
حَتى لا تسوء صُورة والدهم أمامهم.

الطبيب سامي هز رأسه إيجاباً: لأن الواضح إن الآنسة غادة متأثرة جداً بإنتحار والدَهـا..
وكأنها تحَاول تقليده بقدر المُستطاع .. لكَن بالي يتوفر عندهـا..
بِصراحــة..

وَفـاة أحَد مِن الوالدين يؤثر جِداً على الحَالة النفسيـة للأبنـاء.. ما بَال لَو كَان السَبب شَنيع
مِثل الإنتحار...
هّـذا سًـبب كَافـي لإضطراب نَفسِيتهـا..

صًمتً قَليـلاً وهَو ينظُر لحالتِهـم ...
:عَـن إذِنكم

:لَحظـة
نَظر إلى رَيـان الذّي كَان قَد تدَمـر فِعلياً ..
أردَف وهَو يحُاول التَماسك: مَتى بنشوفها؟

:الليلة راح أذن لَكم بشوفِتهـا.. ويارَب لوَقتها الله يرَحم بحالها وتصحى
أغَلـق رَيان عينيـه مُتنهداً بضيق..
فَتحهـا بإرهاق... جالساً على الكُرسي

###

لَيـلاً..

وضَعت لِيـن عَلى قَـيس غطائاً خفيفـاً .. نَظَرت إليـه بضِيق... قَد غَلبـه النَوم عَلى كُرسي المُستشفى ..وجههُ مُرهق ... جَسـدهُ بـارد

قَاطع تأمُلهـا فِيـه ..صًوت الطَبيب سَامي

:مَسمُوح بدُخـول إثنين فقط رجاءَا.. ومو كلكم راح تدخلون اليوم
وَقف بُسرعة مِن عَلى الكُرسي... أمسَك برأسـه مغُلقاً عَينيه بِشدة مِن الدُوار الذَي قَد صًابـه إزاء ذلك :أنــا ..أنـا توأمها أبي أشوفها
أم فهد وهَي تبعد عَنها الغِطاء : أنا بعد أبي أشُوف بِنتي
فَهد مُعارضاَ: لا يُمه ..مايصًلح إنتِ ورَيان تُدخلون سَواء..أنا بعدين أدخل معَك
غَلا: أنا أبي أدخل معَه
رَيان بغضب: لا إنتِ ماتدخلين مَعي
:أنـا بَدخل معَاه إذا تِسمحُون لي.. رجاءَا
نَظر فَهـد لجَراح ..
الكُل يعَلـم بعلاقتِهمـا السَابقة ..
لَكن إستمرارهـا حَتى الآن ...
وقُوفـه هُنا طُوال الوقت رُبما يَكون هُو الدليل لإستمرارهـا..

لا يَعلـم مالذّي يجب عَليـه قَوله...
لا يُريـد لأخَيـه الدُخـول مَع والدِتـه .. يَعلم تماماً إنهما مُدمران لأقصًى دَرجـة
فِي نفَس الوَقت .. وقَت دُخولهم لهَا بسيط جُداً وهو الذي سًوف يكون مَع والدِتـه
نَظر لرَيـان الذي نَظر لهٌ بَرجـاء ..

تنَهــد ... رَيـان وجَراح ... كُلاهمـا دُرع للآخـر
هَز رأسـه إيجابـاً..

بينما نَظرت لهُ والدِتـه بغضب..
فهد: يُمـه بعدهم مُباشـرة بندخل احنـا
#

هَـل الجَـو بــارد هُنــا... أمَ القشعريرة التَـي سَـرت فِي بدَنـه حَالمـا دَخل لهَا أوحَت لهُ بذلـك
كَـانت قَدمــاه تتقدم لهـا ببُطــئ... وهَـو يـرَى نِصفهُ الآخـر .. بهذهِ الصُورة

بينَمـا هُو ...
أعـطـاهُ مسَاحتـه .. وإستَند بظهره علَى إحدى الجِدران ..
عَينـاهُ تتفحصـاهـا بألـم ..

وَقـف رَيـان عِند سَرير غـادة .. أمسَك يدهـا البارِدة بحَـذر..ضَمهـا بَين يدَيـه
لقَـد إعِتــاد بُرودة جَـسـدهـا... لَكِن بُرودتـه الآن ... مُخيفـة جِداً.

أخَــرج تنهيــدة طَويلــة ..
لَحقـهـا ببُكـــاءه ..

: أنا آسـف أنا أحبـك ...وأدَري إن الحَيـاة صُعبـة عَليـك ..وأدري إن إنتحار أبوي صعب عليكِ... وأدَري إن مَوضوع إنك أول وحدة لقيتيه منتحر وكنتِ بلحالك صعب.. "زادَ بكاءه" أعَـرف لأنَي أول واحـد لقَاكِ الأمـس غـادة..

أخَفـض جَراح رأسُــه بِضيـق ..

أردَف رَيـان:لِيـه سَويتي كِذا ؟ لِيه قتلتي نفَسـك ؟ لهالدرَجـة حَياتك رخيصـة عليِكِ؟
طَيب حَياتك غاليـة عَلي ..والله فاهِم إنك تعبانة وإن حياتك تغيرت كٌلياً
بَس والله لَو سَمحتي لي أتدخل.. لَو قلتي لي .. والله لتركت كِل شيء عشانك وماتركتك
لِيش تسوي في توأمك كِذا ؟ لَو قلتي لي بَس... تفكرين ماراح اوقف معك ؟
أنا ياغـادة بعد وفَـاة أبَـوي عُمري ماعَشت عَشان نَفسـي .. كَانت حَياتي مُكرسـة للِي أحَبـهـم ..
"إزداد حِدة بكائـه "
آخــر شيء توأمــي مكتئبـة وأنَـا ماسَويت شيء يفيدهـا.... ماقَدرت أمَنعهـا مِن قتل نفسِهـا

جَــراح إعِتدل بوقفَتـه : رَيـان خــلاص

أخـذّ نفسـاً طَويلاً ..
تألم لألَـم صًديقُـه .. ولعَذاب غـادة
ولقَول صَديقه الحَقيقة ..
مالَذي فَعله رَيـان لنفسه بَعد مَوت والدِه ؟
كَان مشغولاً دائِماً بعائلته ..بأصَدقائه
بالنَاس حَولـه

لَكن كُل جهـده ..كُل إهِتمامــه ..
كَان كاللاشـيء بالنسِبة لنفسه عِندما إنتحَرت توأمـه

ولَم يتحمَل جَراح ذلـك..

رَيـان ..وجهه أحَمـر.. دُموعـه تنساب بكثِرة ..مُكملاً: مو أحَنـــا إنولدنَـا سَوا؟؟
لِيــه ماتسَمحي لنا نمُوت سَوا؟؟


جَراح أمسَــك بكَتفي صًديقُه مُبعده عَنها : رَيـان .. خلاص
لا تقول كذا

نَظـر رَيـان لصديقُـه بألم
كَانت عَيناه حَمراوتان مليئتان بالدُموع ..
أخَفض جَراح عَينيـه لا إراديـاً..
لَم يستطع تَحمل رؤيـة رَيان هَكذا ..

مكسوراً.

##

خَرج من غُرفتهـا ..جَراح الذّي إستقطَع وَقتهُ..
كَان يراهُ ينهار أمـامه ..

تقَدم نَحوهم ..وجههُ شاحبُ مُحمر ..
عَينـاه التي لًم يريحهما ولَم يذوقهما النَوم ..قَد لاقَت الحُمرةَ بهما مسكناَ

كَان قَد وصَل عِند الكُرسي..بجانب أهله

جَلس بتعب مُنهكاً .. رأسَه يعود للوراء مغمضاً عَينيـه
كَان سيغُشى عَليه..

تَقدم نَحـوه فَهد بُسرعة ..
أمسَك خَدي أخيـه بحَنان : رَيان حَبيبي ..إفتح عِينك
فَتحهـا ببطئ وإرهـاق..

نَظر لَهُ فهد بضِيق.. تذّكر عَيني أختهُ التَي لطالما كَانت مُرهقة
مسَح على شعَر أخيه للوراء : هذا لأنك ما أكَلت شيء ولا تنام أكِيد بتتعب..
جَراح بخُوف لرَيان: لحظة بنادي دكتور يجي
هِز ريان رأسهُ نفيـاً ببطئ

تقَدمت مَرام بالمـاء لتناوله فهد ..
كَانت هادئة .. جداً

فَتح فَهد عُبوة المَـاء ليحاول سَقي رَيان لكُنه أخذ العُبوة من يديه بتعب ليسقي نفسه بنفسه
أم فهد مناولتاً إبنها الطعام : يا رَيـان لازم تاكل .. والله مايصلح كذا
فَهد بهدوء وهَو ينظر لعَيني رَيان : رَيان فعلاً لازم تاكل ترا ..تَبي يغمى عليك؟
إذا أغمى عليك ماراح تعرف أي شيء عن غادة
وضَع رَيان يده على جبينه بتعب : والله مانفسي
يعقوب أشار له : كلنا مو نفسنا ناكل ..لكن عشان غادة ..لازم نقوي نفسنا
نَظر لهُ قليلاً..فتح علبة الطَعام ليتناول منها ببطئ.. كَان فاقداً لشهيته كُلياً

إبتسَم له يعقُوب حالمَا رآه يتناول طعامَـه
فهـد :كِل وإذا خلصت نام وإرتـاح
أم فهد : يلا فهد أبي أدخـل أشوف بنتي
تنهد فهـد واقفاً مع والدتـه

بينمَا إستأذن جَـراح لجَلب بعَض القهَـوة

تَوقف عِند آلة القهَوة ..سارحاً
بصُورتها عَلى ذلك السرير البَارد .. كالجثُة المحاطة بالأجهَزة
وَضع النقُود وضَغط إحدَى الأزرار ..
لَكن لَم تستجب الآلة ..
ضغط مَرة أخرى ..لَم تستجب
بدأ يضغط بجُنون ليتبع ذلك بضربه بقبضتيه للآلة بغضب جُنوني
فقَد أعصابـه كُليـاً
كَان إضطراب غضبه قَد تحسَن بطريقة ملحوظة ...مُسبقاً
لَكنه عَاد للقَاع مُجدداً..

بُهدوء:جراح

سَقـط على ركبتيه بتعَب ونفسَه غير منتظم متسارعاً..بعَد كُل الضرب الذي إنهال به على تلك الآلة
كَانَ ذلك مرهقاً...بسبب الإضطراب كُل أحاسيسَك تتُرجم إلى غضب فحَسب
الغَضب هُو غضبك .. الغَضب هُو حُزنك .. الغَضب هُو ملجأك .

أُخرجت الآلة كميات كَبيرة مِن القهَوة المُعلبـة رُغم إن المَال كَان لعلبة فقط.
تَقدمت مَرام التَي رأت إنهيَار جراح أمامها..
لتعُد عُلب القَهوة .. وتتصَل بالرقم الموجود على الآلة لتدفع سُعر باقي العِلب
كَانت تعَد العِلب هُدوء وبرود رُغم ما رأته مُنذ قَليـل..

رَفع عَينيـه التَي كانت تشتعل غضباً لينظر نحوهـا
:إنتِ مافَرقت عِندك أختك تحتضر ولا إيش؟
عِينـك مازَرفت دَمعـة.

تَوقفت عَن العَـد .. وقَد كَانت آخر عُبوة تضعها في الجانب المملوء مَع العُبوات الأخرى : 14
نَظرت إليـه ببُرود قاتِـل

:عِشت هالحَـــالة مَرتيـن .. كِيف تَبي يكُون حَـالي؟
صَمتَ وهثو ينَظر إليَها ..
أبعَدت نَظرها عَنه ببرود لترفع الهاتف ناحية إذنها
:صًدقني أصَعب شيء إنَك تصِير في مَوقف مَرتين.. المَرة الثانيـة ماتتوقع إلا الأسَوء
لأن المَرة الأولى ما إنتهَت بخِيـر.
ومو عَارفـة كِيف بتوقع الخِير فِي حَياتي .. بعَد كِل الي صًار.

نَظر إلى وجَهها بتفحَص ..
إبنة الثامنة عَشر ثابِتة أكَثر مُنهم أجمعَين ..
ولَكـن الثَبات لا يعَني عَد المُبالاة..

فرُبما يعَني إن دماراً قَد حَل بروُحهـا
فلذلكَ هِي لا تحيَـا ولا تشَعر.


##

الواحِـدة والرُبع صَباحـاً..

قَد إنتصًر تعَبهُم عَلى مُقاومتهم للنوم ... وقَد هُلكوا أجمعين
الجَو هادئ... بارد
جَو المشَفـى الكَئيب يحَلُ عَلى أرواحِهم

كَان مُغلقـاً عَينيـه دُون أن ينـام ... الأرق قَد أكَل عَقلـه.
فَتحها قليلاً حالماً سَمع صًوت الكُرسي ..
كَان قَيـس واقفاً ليجلب لهُ بعض المـاء ..
إرتشف القليـل .. أحَـس بتلك العَين المُرهقـة التَـي تنَظر إليـه
حَرك عَدسيـته بينما يرتشف مِن عُبوته .. ليرى ريان ينظر إليه

أغَلق العبوة واضعاً إياها مكانها .. مَشيراً بلغة الإشارة : نام
أشار لهُ رَيـان بدوره : مو قادر
قَيـس أشار: حَـاول
رَجـع قَيـس مكانُه ..
ليجَلـس على الكُرسي ويتفقد السـاعة مِن هاتفه

وقف رَيان مِن مكانـه ... تقدم ناحية قَيس
إستلقَى على الكراسي التي بجانب قَيس..
واضعاً رأســهُ على فخَـذه..أغَلق عَينيـه

أغلق قَيـس هاتفه وهَو ينَظر لرَيان بصَدمـة..
إبتلعَ ريان ريقه .. فَتح عَينيه قليلاً ناظراً نَحو السَقف..
إجَتمعَت الدُموع فِي عَينيـه ..
أخَذ نَفسيَن قَصيرين وراء بعض مُحاولاً كَتم ألمه وحٌزنه..ودمُـوعـه

خَانتـهُ دَمعـة
أغَلـق عَينيـه بُســرعـة

: "خِذنــــي بِحضَنك ، أبغفى ...آهـ مٌبطي مَا غَفــيت
وإن لَمحَت دمُوع عِيني .. سًوي نَـفَــســـك ما لَمحَـت
خَذنـــــي بِحضنك ، وبَعثِر كِــل جُروحــي وإن قَضيت
هِز لِي كَــتفَــي ، وَ قـــلِ لـي عِيـب تِبكي لُو سًمحـت "

أدَار قَيـس وجههُ للأمـام قاطبـاً حاجبيـه بألم ..

تَذكر غـادة ... حينمَـا إحَتضنها لصَدره
وأخَبرتهُ بنفَس هّذه السُطـور حالمـا سقطت دُموعهـا
شـعَـر بذلك الشُعور ..
يشبههـا .. نفَس كَلامهـا.. نفَس حَالتـها.. والنَوم قَد جَافى عَينـاه
كَسـر قَلبه.

كَانـا كالنُصفَيـن ... إحَداهـما حَـي والآخَـر مَيـت.

##


السَاعـة الثامِنـة صَباحـاً ..

تقَدم فهَـد لهُم وبيده بعض الأوراق
أم فهد بتعب: وِين كنت فيه؟
فَهد وهَو ينظر للأوراق التي بَين يديـه : رِحت أكلم الطبيب.. مَفروض مَرام تروح المدرسة من بكره..مايصلح كذا..وأعطاني لها أعذار طبية.. وقرر إن اليوم نرجع بيوتنا ..قعد يقول إنه خايف على نفسيتنا مدري وش يخربط
قَيس: طيب مدامـه خايف على نفسيتنا وش تغير اللحين وبيسمح لنا نرجع ؟!
أيقَظ سُؤاله فضُولهم .. نَظروا لفَهـد
الذي كَان ينظُر لقَيس وكأنهُ قَد أفشَى سُراً

رَيان: وش صار؟
فَهـد متماسكاً : قال إنه يُمكن حَال غادة يطٌول .. مايدَري متى بتصحَى
فلهَذا مايصِير يخلينا نظل في المستشفى
أخَرج رَيان زفيراً طويلاً
بينما بكت أمهـا ..
فهد : يُمه لازم تقَوين نفسك .. مايصَير من نتكلم عنها تبكين ..بتتعبين كذا
أم فهد : وش تبيني أسَوي يعني ماجَربت إنت تفقد ضَنا فلا تعاتبني

نَظر لهـا فَهـد ..
وكأن شيئاً قَد إنكسَر بداخـله

لَم تنتبـه لنظرته .. لَم تُثمن ما أخرجته مِن حلقهـا
حًتى سَمعت تنبيهُ مُعاتب من قيس: يُمـه!

رفعت عَينيها لتنظر لوجِه فَهد المُكفهِر : حقَك عَلي.. لأني فاقِد الضَنا قَبل ما أجَرب أمسَكه بين ذراعي حَتى
أخذَت أم فهد نفساً عميقاً: آسفة ياحبيبي والله ماكنت أقصد هالشيـ..
فَهد : بروح أجيب فَطور للكل
ومضَى بطريقه ..

قَيس حالما مضى فهد بطريقه .. مُعاتباً: يُمه شفيك ؟!
أم فهد بضِيق: أف والله ماكان قصدي كذا ..
كَانت غَــلا تنظُر لهم بإستغَراب... لَم تفهـم مايقصدهُ فهد بكلامه
لاحـظ ذلـك قَيـٍس .. نَظر إليها بِحدة
بَينما أشَار لوالدته بإنهَـاء الحَديـث

تضايقَت .. كَان متُضايقاً منها بشدة
كَان يُحـاول تجاهلها وعَدم النَظر إليها مُنذ مَعرفته بأنهَا كَانت تعلم عَن حالة غادة ..
وإن نَظر... فَكانت نظراتُـه حــادة .. ولَم تعتد مِن قَيـس هَذه النَظرات مُطلقاً.
##

السَاعـة العَاشِـرة صًباحـاً..

تَقدمَـا نحَوهـم ..

الطَبيبـان المُشرفان عَلى حالتها ..

وجوههَم شَاحبـة ..

مازَالوا يتهامسُون ..

توقفا عِندهم ..
إبتَلع الطَبيب مُحمد ريقه : بالنسبة لحالة أختكم غـادة...





يُتبع في الجزء القَـادم ...


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس