الموضوع
:
ذات مقيدة حول عنق إمرأة /29
عرض مشاركة واحدة
09-23-2019
#
2
♛
عضويتي
»
27920
♛
جيت فيذا
»
Oct 2014
♛
آخر حضور
»
منذ 49 دقيقة (01:17 AM)
♛
آبدآعاتي
»
1,385,105
♛
الاعجابات المتلقاة
»
11658
♛
الاعجابات المُرسلة
»
6455
♛
حاليآ في
»
♛
دولتي الحبيبه
»
♛
جنسي
»
♛
آلقسم آلمفضل
»
الاسلامي
♛
آلعمر
»
17سنه
♛
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبطه
♛
التقييم
»
♛
نظآم آلتشغيل
»
Windows 2000
♛
♛
♛
♛
مَزآجِي
»
♛
♛
♛
мч ѕмѕ
~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
♛
мч ммѕ
~
عيناها باتساع مَذهول تَعبران مُقدمة رأسها المَثلومة الواضح فيها أثر الغُرز..تابعت مَسيرها المَحفوف بالجراح لتستقر عند عُنُقِها النائمة ضمادة على جانبه تستتر على جُرمه اللاإنساني..أعادت بصرها لرأسَها مُستهِلَّة تأمُلاتها من جديد لتختنق دمعات عَطف وسط مُقلتيها..هَمَست بحَنق،:عَســى ايده الكَسر
أدارت رأسها عنها بمَلل ليستقبل بَصرها الزَرع المُمتد أمتار أمامها..هَمَسَت بضيق تَزاحم غُباره في حنجرتها مُصَيّراً صوتها مَبحوحاً،:خلاص حنين عاد،صار لش ساعة تدعين عليه
أرفع الاستنكار حاجباها الخفيفان ناطِقةً و الذهول لسانها،:بعد كل اللي سواه بعد ما ترضين عليه !
أخفضت رأسها تهرب من تَصيدات عيني حنين المُؤَنّبة،داعبت العُشب القصير بأصابعها مُجيبةً ببعثرة،:لاا مو يعني ما ارضى بس ما يستاهل تدعين عليه
التقطت أصابعها ذقنها المُشيحة به لتُدير وجهها بقوَّة تعاضدت مع حدَّة كلماتها،:يعني شنو حُــور ؟ تبينه يشوهش تشويه كامل عشان يصير يستاهل ادعي عليه ؟! "شدَّت من أصابعها مُردفة بحدَّة أكبر و نظراتها تخترق عدستي حُور المَغشيها ضياع" الى متى بتصيرن خاضعة له ؟ مادام تسكتين عنه فهو بيتمادى،يشوفش ما تخبرين امش وابوش الحقيقة بيسوي أكثر و أكثر،اصلاً انتِ لازم من ليلة العرس تطلبين الطلاق !
إغماض شديدة أحكم قبضته على عينيها،فذكرى تلك الليلة فتحت مصاريع بوابتها المحشور فيها لَمحات رمادية تقتطعها مخالب تستفرغ دماء لها رائحة نتنة يستفيق على إثرها شعورها الغافي هَرباً من سطوة الساعات الخانقة،هاجمها الخوف نفسه و تكالب مُنعَقِداً على صدرها يضغط إلى الحد الذي يُرفَع عنده صوت تَهشُّم قلبها..وَجهها المخطوف عاد لينطبع خلف جفنيها يُعيد إحياء الشفقة..شفقة على ليلة عمرها المنحَورة..لا تدرِ كيف استطاعت أن تحتوي اللحظات بين إطارٍ من بياض عَلَّهُ يُغدِق قيللاً من نقائه على الأحداث المشؤومة ؟ لكن فيضان السواد لم يتوقف مُجاهداً البياض يُريد أن يقتلعه من جذور أرضها المُقتاتة على الحُزن..فكانت الرمادية النتيجة،لونٌ تستطيع أيَّامها اجتراعه لتُكمِل مسيرها..،هي تعلم أنَّ امْرأة غيرها ستقف لهُ مُتصدية لهفواته القاتلة،سترفع أمامه راية الحَرب سالَّة سيف أُنوثتها لتُراوغه حتى تأتي به عند قدميها..لكن هي..حُـور المَغلوب على أمرها،لا تعرف كيف تُصادق طبول الحرب أو كيف تُلَوّح بالسيف،أقصى قساوتها كلمات قَهر تتراشق ببعثرة من حنجرتها المأهولة بالغصَّات..،
،:حـــور ردي علي
تَنهيدة تَفَرَّعت منها أبيات حَسرة و ألم غادرت رئتيها،جفناها كشفا عن الضياع السابح في عينيها و الراسم خَرائط دمع أبت أن تبرح وسع مُقلتيها،استدارت لحنين و ابتسامة تخلو من حياة تربعت فوق شفتيها.. نطقت و السُخرية نبرتها،:شنو تبيني اقول ؟ اللي بقوله ما تبين تسمعينه و في نظرش تافه
شاركتها إفراغ التنهيدات و هي تقترب مُحتضنة كفَّها المُرتخية في حضنها..ضَغَطَت بخفَّة و الصدق ينحشر بين حروفها،:بسمعش و ما بقول شي وبحترم نظرتش،بس لا تخلين شي في قلبش
ازدردت ترددها و بصرها يلمح الصدق طائراً أبيض يحوم فوق ملامح حنين المنتبهة لها..أرجعت خصلاتها خلف أُذنها كاشفة عن جرح عُنُقِها أكثر،أخفضت بصرها تستعد للمضي مع قافلة مشاعرها المسجونة غَصباً في قلبها طيلة ثلاثة أعوام..،:حنين انا اي زوجة مَكاني ما بترضى بهالعيشة و بتسوي المُستحيل عشان تتطلق،كفاية ليلة زواجي اللي قلبها لي ليلة سودا ما اذكر فيها الا ريحة الدم اللي جمد على جسمي "أغمضت عينيها و كأن زيارة هذه الذكرى لعقلها لا يكون الهروب منها سوى بالاعتناق مع العَمى" ما ابي اذكر اللي صار "فتحتهما تنظر للمجال أمامها عاقدةً بَوح آخر مُواصلة" على كل اللي يسويه فيني و على كل الغرابة و التناقضات المجتمعة في شخصيته "أشارت لصدرها بقبضة يدها المحشور وسطها مشاعر مُتَخَبَطة تَخشى إطلاقها" شي داخلي مابي يتخلى عنه،عيونه حنين احس فيها كلام لا هو عارف يطلعه و لا انا قادرة افهمه ! "حاجبها الأيمن اعتلى صهوة أفكارها المُبعثرة و بصرها يتسلق الهواء لإعتلاء السماء بحثاً عن مُلتقى لأسئلتها الحائرة" و كأن كل اللي يسويه غصباً عنه أو أو كأنه شخص ثاني
هَمس حَنين أعاد عدستيها للأرض،:كلامش يقول انه عايش بين شخصيتين يَعنـــ
قاطعتها تنكر ما تَرمي إليه و هي التي تُريد من يقتطع ما زرعته الأحداث شكاً يُمزق جواها،:مو مَــريض حنين مو مريض
أرفع الاستنكار حاجبها و خطوط سُخرية أحاطت بزاوية فمها،:أول مرة اشوف انسان طبيعي يسوي سواته،حور شنو انتِ قاعدة تجذبين على نفسش ؟!
الحنق بصق احمراره على وجهها و هي تقول،:قلت لش مابي اتكلم لان كلامي ما بيعجبش
يداها استقرتا عند صدغيها بأصابع مُتنافرة دون أن تمسسهما مُجيبة و رأسها يُناشد اليمنى و اليُسرى تنبيشاً عن تصديق،:لأن كلامش ما يدخل العقل،مو منطقي يا حور،و الله لو تطلقتين من قبل ثلاث سنوات جان اللحين انتِ على ذمة رجال غيره و عندش بيبي بعد
اختنقت دمعة بين بياض عينها و عدستها مُثيرة احتراق مُوجِع أشعل حواسها..بهمس مُتحشرج تَركَ آثاره على حنجرتها قبل أن يُغادرها قاصداً مسامع حنين،:بس انا مابـ ـي غير يوسف
قابلتها الهَمس بهمسٍ آسف على حالها الأعوج و عيناها تُطلقِان سهام تأنيب،:مجنــونة والله مجنونة
واصلت رحلة الهَمس كاشفة عن ما بدأ يصحو في جوفها،:احسـه ضايع حنين،يدور على نفسه بس مو محصلها
مال رأسها يميناً مُتسائلة و الاستهزاء مُعينها،:و لايكون انتِ اللي بتحصلينها ؟ و الله خوفتي يضيعش وياه
تجاهلت نبرتها و كلماتها التي تعلم فحواها القاصد مصلحتها،أدارت وجهها عنها للجهة التي تستقر فيها النافورة الكبيرة،تأملت قطرات الماء و هي تتساقط من عُلو و كأنها طير دون جنحان،تخترق الهواء جاذبة نفسها للأسفل تعيش المُتعة و هي تغرق بين بنات أترابها في قاعدة النافورة..ليتها طائر أو قطرة ماء في نافورة،تعلو و تطير و تسقط لا تمنعها صلابة أرض و لا بُعد سَماء..ليت الأحلام هكذا ببساطة تُقتَلع من الروح لتُرسَم حقيقة بين أيَّام الحياة،تعيشها و تتذوق من عسلها بعد أن تذبح لظى تَحَطُّم الأمنيات..،
،:شفت راشــد
استدارت لها مُباشرة بعد أن استقر اسمه في أُذنها،تأملت ملامحها الجامدة تحاول استنباط مشاعرها..لكنها لم تجد سوى الصمت..تساءلت تُسايرها و هي تعلم أنَّها لَحِقت بهذه القافلة لتقطع مسير قافلتها الجارفة عربتها للهلاك،:في وين ؟
أجابت و هي تعقد ذراعيها على صدرها و عيناها في عينيها،:في بيت بابا سلمان "ابتسامة سُخرية أمالت شفتيها مُردفة" ينصحني اتخلص من الرسايل لا يكشفني بسام
اعتدلت في جلوسها لتُقابلها بكامل جسدها،تساءلت بانتباه،:شنو قلتين له ؟
أفلتت ضحكة قصيرة و هي تُشيح بوجهها مُجيبةً،:يعني شنو بقول له ؟! غير حقير ما قلت
بتأييد حاقد عَقَّبت،:و هو فعلاً حقير،احد يسوي في بنت خالته هالسوايا ؟!
خيوط استنكار تجاذبت أطراف ملامحها راسمة جهلها الذي عَبَّرت عنهُ بكلماتها،:انا اللي ماني فاهمته ليش سوا جذي ؟ شنو استفاد،يعني لو تشوفينه و هو يكلمني ما كأنه هو صاحب الرسايل "ألمٌ أحاكتهُ حروف ماضية حتى انغرس خنجراً في صدرها بانت أوجاعه على وجهها" انا مانسيت ولا كلمة مكتوبة و ما نسيت ولا إحساس غبي حسيته و انا اقرا كل رسالة، وهو بكل بساطة نسى ! "تهدلت شفتاها بحسرة مُردفة" دليل انه كان ماخذني لعبة يضيع وقته فيها
بثقة نَطقت تُزيح غُبار الانكسار عن روح رفيقة دربها،:ما هو خير لش و لا هو نصيبش،الحمدلله ربي عوضش ببسام " وبتساؤل حذر" ولا للحين ما اقتنعتين فيه ؟
بَلَّلت شفتيها مُشيحة وجهها عن مدار نظراتها،تُريد أن تتستر على الابتسامة التي بدأت بالاعتياد على إقحام نفسها بين شفتيها بعد أن كان للأسى نَومه هُناك..،أحَلَّت عُقدة ذراعيها مُستَقرَّة بباطن يديها على العُشب على جانبيها..أحطَّت بذقنها على كتفها الأيمن وازعةً تأمُلات تَعَلَّقت بنسيم الصباح مُحلّقة على سياج سحابة بيضاء إلى ذاك صاحب المشاعر النادرة..ذو الابتسامة السَمحة..هَمَست و الحواس عبداً ينحني عند نهر مشاعره العَذب،:بسَّـــام انسان غريب
عُقدة عدم فهم قَرَّبت حاجبيها لتتساءل،:شلون يعني ؟
أجابت بعد أن مَسَّت طَرف شتفها السُفلية بأسنانها،:يعني انسان مافي منه،انسان دائماً يفاجئني "تَرك ذقنها وسادة كتفها مُقابلة وجهها وجه حور الواضحة عليه إمارات الاستماع،أكملت و الابتسامة يزداد اتساعها..برقة،نعومة و حب على مشارف النمو" ما اجذب اذا قلت ان الكلام يضيع قدامه "انخفض صوتها مُتوشّحاً بهمس أجش و عيناها أُوقِدَ فيهما شعور جديد" احسه يعرفني اكثر مما انا اعرف نفسي
بابتسامة بانت فيها أسنانها تساءلت،:يعني نقدر نقول حبيتيه ؟
اتساع عانق مُقلتيها مُجيبةً و هي تتراجع للخلف ليحيطها شعاع الشمس القوي،:لااا مو حب مرة وحده،بس يعني
بفضول،:شنو ؟
نَظَرت للسماء من انخفاض مُجيبةً بزهو،:احب تعامله معاي،يحسسني كأني ملكة زماني
,،
،:اكلمش ليش ما تردين ؟!
عيناها مُلتصقتان على الصحيفة بين يديها،ساقٌ على الأخرى و المرفوعة تهتز برتم مُستَفِز،شعرها مُستَقر بأكمله عند قِمَّة رأسها مانعةً الخصلات عن مُعانقة بَدر وجهها الخالي من مساحيق التجميل التي اعتادت أن ترتديها كُلَّ يَوم..ملابسها كانت بسيطة و خفيفة في الوقت نفسه،فستان قطني أصفر تنطوي أكمامه القصير جداً عند بداية ذراعها من الأعلى،يصل حتى أسفل رُكبتيها..و كأنها بخفَّة ملابسها تُريد أن لا تُثقِل جسدها المحموم بتصدَّعات الماضي المُنَجّس حاضرها بذكرياته الدموية..،اقترب من موضع جلوسها على الأريكة ليقف أمامها شاداً الصحيفة من يديها و بحدَّة نطَق،:ليش ما تردين ؟
التقطت الصحيفة من يده و هي تُلقي شذرات جليدية من بين محاجرها وخزت قلبه المُتَوجس،:اسمي وعد،يا ليت تناديني بهالاسم ابي اتعود عليه
عَقَدَ ذراعيه على صدره مُتسائلاً بمُسايرة،:ليش يا آنسة وعد ما داومتين ؟
و هي تعود لتصفحها و البرود لا زال يذوب فوق لسانها،:مالي خلق "امتعضت ملامحها و أنياب حقد تتضح في ابتسامتها الخبيثة،ألقت الصحيفة ناطقة" يوم اللي اقرا اسمك في صفحة الوفيات
زَفَرَ و أصابع يده تتخلل شعره بتماسك هامساً،:استغفر الله يا ربي "أخفضها مُستقراً بها على خصره مُردِفاً باستنكار" يعني ما يمر يوم بدون ما تجيبين طاريه! "عَقَّد حاجبيه مُواصلاً بتساؤل" و بعدين ليش تدورين اخباره ؟! تشترين الجرايد بس عشان تقرين عنه !
وقفت تقترب منه حتى تواجهه مُجيبةً بسُخرية،:رائد حبيبي لا تعيش دور الزوج المهتم،انا وانت ندري ان الزواج ما صار الا عشان اوصل الى هالشخص من خلالك
بابتسامة واسعة لم تصل إلى عينيه بها هو يسخر من نفسه،:ما شاء الله انا المحطة اللي بينكم،انجب و اسكت عشان بس حضرة جنابش توصلين للي تبينه
تجاهلت حديثه و هي تقترب أكثر ماسَّة كتفه بيد و الأخرى تستقر على ربطة عُنُقِه الزرقاء الداكنة هامسةً بنعومة،:كاشخ..رايح الشركة ؟
نَقل بصره بين عينيها،بــاردة هي مثل قطعة ثلج قاسية تغفو بين ذرات الرمال ترفض الانصهار و الخضوع لأشعة شمس عاتية..حيناً تُباغتهُ وازعة خَدراً على مدائنه الباحثة لأعوام عن أنثى تنتشله من غرقه بين الجثث و المُطاردات،و حيناً تأتيه على هودجٍ أعوج،و في يدها سيوف حربٍ بها هي تَجرح فؤاده المُتَيم بها مُنذُ اللقاء الأول..،هَي قرأت حديث نفسه و اجترعتهُ بحواسها،حاولت جاهدة أن تُخفي تَصَدُّعات ملامحها أسفاً عليه،قَرَّ رأسها أكثر و هي تُميله يساراً هامسةً في أُذِنه المُتيقظة لصوتها الآسر مسامعه،:رائـد أرجوك لا تنتظر مني حُب "تنهيـدة عميقة نَثَرت ارتعاشات بين عروقه ارتفعت منها و خدَّها يلتصق بخده مُواصلة" كنت غلطانة يوم خليت علاقتنا تتطور مثل أي زوجين طبيعيين،أرجوك خل بينا حدود،مابي اعشمك و بعدين اجرحك "بضحكة تمايلت على لحن ألم" انا حتى عيال صعب اجيب لك،خلنا بعاد احسن
تراجعت للخلف لتستقبل نظراته الجامدة،أكملت برجاء،:ارجوك لا تجيني الشقة الا اذا طلبتك
ناداها و هو يتقدم خطوة،:لحــظة
قاطعته رافعة يدها تمنعه من الاقتراب و هي تُواصل تراجعها و كلامه البارحة أشعل فتيل الأسى في روحها:ارجوك رائد لا تقرب،لو ما كنت تبي الحب كنت بواصل وياك في العلاقة،بس اللحين ما اقدر،آسفة مابي اعلقك فيني،مابي تعطيني الحُب وانا ما اقدر اقدم لك شي
أنهت حديثها لتتدثر خلف باب غُرفتهما التي ستصبح بعد ما أفرغته مُلكية خاصَّة لها..أغلقت الباب مُستندة عليه بظهرها،يداها مُتعانقتان عند ذقنها و الإغماض كان سلاحها للتجرد من زوبعة مشاعرها..في جوفها تسعر نبضات و القلب يلتوي بانقباضات مُوجِعة تُؤنبها على استغلالها لهذا الرَجُل..و لكن ما حيلتها اذا كانت الحياة قد أشاحت وجهها عنها ؟ تناولتها لتمضغها بقسوة قبل أن تجترعها مُمتصة إنسانيتها لتبصقها كائناً بلا مشاعر..لا تعرف الحب و لا تدرِ أيُّ الطُرق تُؤدي إليه..فالظلم أشبعها حد التُخمة و لم يكن في معدتها مُتسعاً للمزيد..و هي تخشى لو أنَّها سايرته و مَثَّلت الحُب معه أن تستفرغه بقلب لهُ ثُقب تنتحر عنده النبضات..،هي أتته لعلمها بأنَّ صَيدها كصيده،و أنَّ ذاك الذي تتبع أخباره هو يتبع أخباره أيضاً..أتتهُ لأنَّ مركزه يُؤهله على التحقيق في قضايا كلاهما ينبت في داخلهما شك بانَّ ذاك أساساً فيها..قضايا تباينت بين النصب و الاحتيال..القتل و إزهاق الأرواح..،زَفَرت شجونها المسجون مؤبَّداً في روحها و هي تتحرك لسريرها..انحنت للدرج عند رأسها،أخرجت دفتر مُتوسط الحجم مع إنغلاق صوت باب الشقَّة..يبدو أنَّهُ فقد الأمل في عودتها لإكمال النقاش..،جلست على السرير طاوية ساقيها أسفل فخذيها..فتحته لتستقبل كلماتها و نقاطها المشطوب على بعضها،و بعضها رسمت حوله دائرة باللون الأحمر تأكيداً على صلاحيتها..تصفحت الصفحات الأخرى مُسترجعة أفكارها التي دونتها بالأمس أثناء غيابه مع رفيقه في البحر..،تُريد أن تُطلعه عليها لكن ليس الآن بالتأكيد..مالت شفتيها بابتسامة و هي تتخيل نفسها تُناقشه في الأمر بعد الصدمة التي وجَّهتها إليه و كأنَّ شيئاً لم يكن ! و لكن حتماً ستبلغهُ،فالخطة الجديدة تتطلب عمله الاحتياطي كما أطلق عليه من قبل..،
,،
النومُ كان حليفاً معهم،أعلن غضبه رافضاً المُكوث في دار عينيه،هَجَره مثلما هَجَرهُ التأنيب لفترة ظنَّ فيها أنَّه استرد شيئاً من كرامته التي أهدرتها في ذاك اليوم..موقفها فَجراً ابتلعهُ ليُعيده إلى تلك الساعة،هُناك عند الدقيقة التي اعتلت ضحكتها و مَرَّت شُهب لامعة في سماء عينيها..أمام ناظريه كانت تَعيش سعادة بذل من أجلها وقته و مشاعره،سعادة لم تَكن مَعه و لأجله..ارتدى عشرون كاهل فوق كاهله ليستطيع أن يحمل سفينتها المشروخة..أخاط بأنامله شراعها و قَلَّدها إياه لتجوب البحار بلا خوفٍ من غرق جَديد..تزوجها لا لمحبَّة،بل ظَنَّ أنَّهُ لن يُلاقي الحُب معها..فقط من أجل أن يُكمِل قصة حياته..لم يعلم أنَّ لهذه الأُنثى مدائن و مرافئ ينحني عندها القلب..و تتمرغ النبضات بتُرابها الخَمري..لم يَكن يعلم أنَّهُ سيقع فريسة لعينين يَغفو الكحل بسَكر بين جفنيهما..أصابعه لطالما تمنت الغرق وسط أمواج شعرها النائم بعد "جُهدٍ" على صدره..أخبرته ذات ليل أنَّها تخاف الفراق.. وأنَّ صدها له وُلد من رحم فقد أخيها و جليد والدها العائش بين السماء و الأرض..هَمست لهُ و الدمعُ يُصلي في محراب عينيها أنَّها تَخاف الحُب و قلبها لم يُلاقِ قلب رجل قبله..لكن ما قرأه قلبه بين الكُتب،و ما رأتهُ عيناه بين طُرقات لندن نَسف بَوحها و هي بين قلبه و صدره تغفو..،استقرَّ بإبهامه و سّبَّابته فوق أنفه من الأعلى،ضاغطاً بخفَّة يمتص الوجع الحاد الذي سكن هذه المنطقة بعد أن نَطَقَ لها بالاعتراف،كُل الأحداث الماضية تَراكمت غُباراً خانقاً في روحه،نَبَّش بينها يُريد أن يسترجع حجم انكساراته ليترجمها فوق صفحات فعلته،يُريد أن يُقارن حجم انكساره بحجم انكسارها بفعلته لرُبما يكبح صراخ ضميره..،شَعَر بحركة بجانبه،أخفض يده مُلتفتاً لها و ابتسامة حَنونة لم تَزر شفتي جنان ظُلماً بانت على شفتيه..،كيف ستكون ردة فعلها عندما ترى والدتها ؟ تابعها بنظراته الحافظة روتينها البريء و هي تنقلب يساراً جهة الصورة،دعكت عينها بيد و بالأخرى تناولتها،مَسحت بأصابعها على وجهها المطبوع بألوان لا تُشفي غليلها،حاجتها الطفولية تتفاقم يوماً بعد يوم،لا تعرف كيف تشرح لوالدها اشتياقها لوالدتها،لا تملك من سدَّ الشوق طريقاً سوى الأحلام..فعقلها الباطني يُصَوّر لها والدتها في الحُلم،ذاك الحلم "الشرير" الذي يأتي بوالدتها لها و عندما تقترب لاحتضانها يوقظها والدها أو أشعة الشمس الفضولية..تتلاشى والدتها مثل سراب من بين فراغات أصابعها الصغيرة..،أرجعت الصورة مكانها بعد أن قَبَّلتها و استدارت جهته..بادلتهُ الابتسامة و هي تزحف إليه حتى استقرَّت في حضنه،رفعها بخفَّة هامساً و شفتيه تمسان جبينها الناعم،:صباح الخير جناني
طَبعَ قُبلة دافئة و هو يسمع صوتها المُمرغ في النعاس،:صبـاح الخير بابا
أخفض رأسه مُداعباً أنفها الصغير بأنفه مُتسائلاً،:ما شبعتين نوم ؟
هَزَّت رأسها بالإيجاب و هي تُغمض عينيها و تتثاءب بكسل لذيد..ضَحَكَ لمنظرها المُناقض جوابها قبل أن يتساءل من جديد،:زين جوعانة ؟
رَفعت كتفها هامسة و ابتسامة صغيرة تلقفت شفتيها الزهريتين لعلمها بخطوته الثانية،:مادري
نَظَرَ لها بخبث و هو يمددها على السرير و جسده ينحني عليها مُقرّباً رأسه من بطنها..نَطَق ويده ببطئ تتحرك أصابعها عند خصرها،:بنشوف اللحين اذا بطنش جوعان ولا لا
ارتفعت ضحكتها و جسدها ينطوي مُحاولة الفرار من دغدغته..نَطَقَت بصعوبة من بين ضحكتها،:خلاص بــابـ ـا
تَلقفها بين يديه و هو ينزل من فوق السرير مُتوجهاً لدورة المياه..ساعدها في غسل وجهها و تفريش أسنانها وهو يُحادثها مثل كُل صباح..رفعها لتُبصق في المغسلة قبل أن يُنظف فمها عن بقايا المعجون..خرجا لغرفة الملابس لتختار ما سترتديه كالعادة..و هذه المرة وقع الاختيار على تنورة فوشيا منفوشة بنعومة تُليق بها تصل حتى أعلى رُكبتيها،و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة تقتطع بياضها زهور بألوان مُختلفة عند الصدر..،سَمعها تقول و هو يُسَرّح شعرها الذي لم يرث تموجات شعر والدتها،:بابا ابي الوّن
،:على أمرش
توجه لحاجيتها البسيطة في زاوية الغرفة بعد أن انتهى من شعرها ليتناول دفاتر التلوين الطفولية و علبة الألوان الخاصَّة بها..أمسك يدها ليخرجا من الغرفة و الجناح بأكمله متوجها للأسفل..و عند سُلَّم الطابق الأرضي توقف ثُمَّ جَلسَ على قدميه أمامها..بابتسامة لا يعلم بأي شكل ظهرت نَطَق و البحَّة نالت من صوته،:بابا حبيبتي انتِ نزلي لماما ليلى و انا بروح اجهز للشغل و جاي اوكي ؟
أجابت بطاعة،:اوكي
قَبَّل خَدها قبل أن يقف يتأمل نزولها الهادئ..طيلة الخمسة الأعوام ملأت حياته بشعور فَريد غرس بذرته في روحه حتى باتت تنمو يوماً بعد يوم،تُطعمه ثَمراً مكنونه البراءة و تُسقيه عَذباً من جذورها النَقيَّة المنبت..استدار بعد أن غابت للداخل،أكان هو من نَفَثَ سُموماً لا مرئية بين هذه السنوات ؟ للتو يشعر بخواء الحيلة..لو أنَّ يوماً أتته على زهرة النُضج تستفسر منهُ حِرمانها من والدتها..أيُّ الأجوبة سينثرها على بتلاتها ؟ يخشى أنَّ غيثه يُغرقها ويقتلعها من روحه..يخشى أن يشنق نفسه على مقصلة فعاله..أينَ هو من تأنيب الضمير هذا ؟ أين كانت عنه هذه النتائج ؟ أم أنَّ انهيار تلك جَرفَهُ لوحل الندم ؟!
،
غُرفة جود
ارتدت ما أحضرتهُ والدتها،فستان من القطن ماروني لهُ أكمام تتعدى مرفقيها حتى أعلى رسغيها،يضيق حتى خصرها ثُمَّ يتوسع ببساطة مُلامساً أعلى كاحليها..شعرها تخلت عن تموجاته الطبيعية بمكواة الشعر مما أكسبها نُعومـة بالغة..أخفت شُحوب ملامحها بأساس كلون بشرتها،كحل أسفل العين و لم تُضف شيء لشفتيها..،كانت تقف عند باب الغُرفة من الداخل و معصمها واقعٌ في قبضة والدتها التي تُحادثها بهدوء ضَعَّفَ من غرابة المَوقف،مثل كائن هُلامي يتخبط بين الأمواج يبحث عن خلاص ينتشله من غَرقه..يُناشد السماء أن ارسلي لي طيراً يحملني على جناحيه إلى الماضي الجميل لرُبما رَبت الصغيرة بين حضنيهما،لا قُيود فراق و لا سجن افتراءات منبعها ذَّات رَجُل تُوجت مُنذ الأزل بالكبرياء المُقيت..،برجاء يتبعثر على لسانها،:ارجوش يُمه انتظري شوي بس شوي والله خايفة
بالهدوء نفسه قالت و هي تشدها بيد و الأخرى تمسك بمقبض الباب،:يابنتي شنو الفرق اذا اللحين أو بعد شوي ؟ مو متشفقة على شوفة بنتش ؟
أجابت و تَنَشَقها الصعب يتضح لهن،:بلى يُمه بلى بس والله خايفة،مادري شلون بتقابلني
نُور تدخلت،:يا جنان البنت تحبش و تتمنى شوفتش من شنو خايفة ؟!
يَدُ الدموع أحكمت قبضتها على مُقلتيها ناثرة رذاذها الشفاف وسطهما،بغصَّة أجابت و تصدعات الحسرة تغزو ملامحها،:انتوا مو فاهمين شي ما راح تفهمـ ـون
استراحت يد جود على جبينها لتقول بعدم تصديق،:ياربي ما خلصت دموعش ! "أخفضتها لتُمسك بذراع جنان مُردفة" اقول امشي امشي اذا انتظرنا لين ما تنتهي ادموعش ما بتشوفينها الا باجر الصبح
فتحت الباب و هي جنام من خلفها و التي كانت تترجاها بهمس مخنوق أن تُخفف من مشيها وتنتظر لحين الوقت الذي تهدأ فيه الضوضاء المُحتدمة داخلها..كانت ثوانٍ فقط،قصيرة بطول الخمسة أعوام..،شهقات مُتتالية اخترقت بنصلها حنجرتها الشائبة من حِمل غَصَّات..طَيرٌ صغيرٌ خَبَّأتهُ الأيام عنها و اقفرَّ من وجوده عشها المَبني على غُصن شجرة أعرج،استنشقت الهـواء بعُمق تنقذ روحها من الهلاك من عُظم اللقاء..الأريكة تحتضن جسدها الضئيل الغائب عن موطن حضنها قِسراً،كفَّها مَقبوضة على القلم تُحرّكه بخفّة على الورق فوق الطاولة الصغيرة..عيناها قَمَرٌ استتر أسفل جفنيها يمنعها من التَزود من نقائِه عَلَّها به تُطهّر ما تنجست منهُ سنينها..اقتربت تمشي على أوتار فقدها،تقتطعها بخطواتها المُرتدية حذاء شوق مهترئ من تعرية الحياة اللاطمة أمانيها..عاشت الفَقد من والدها مراتٍ و مرات..كان حاضراً بغياب،جسده بينهم و عقله يحوم في سماء أخرى تخلو منهم..تعَلَّقت بأذيال أخيها ناسبة نفسها إليه و لسانها يُطلق عليه "بابا" على الرغم من أنَّ العمر الفاصل بينهما لم يتجاوز الخمس سنوات..ليعود هو و يركلها بقدم غيابه الذي كان وقعه على روحها أعظم..،لم تَكن تعلم أنَّها هي و اللقاء عُنصران لا يمتزجان،هي عُنصر لا يذوب إلا في بحر الفراق و الهَجر..كُلَّما ظَنَّت أنَّها ستعقد روحها بمفاتيح الخلاص باغتتها رياح حالَّة عُقدها لتتلقفها قبل أن تُلقيها بقسوة في صحراء الوحدة..هُناك حيثُ التقت بأحمد..أتتهُ يَتيمة من أبِ وأخ،ثَكلى لم ينضب نزف رحمها..و ها هي الآن تمشي على صفيحٍ من خَوف قد يُلقيها بفقد جديد تحت قدميه..،عيناها مُتعلقتان بسكنات طفلتها و ملامحها الغير واضحة من إخفاضها لوجهها..وَقفَت حينما تَمَلَّك الضعف من قدميها..فتحت فمها تستعين بصوتها..نَطَقت تُناديها و لكن موت صوتها لم يُسعفها..حَرَّكت قدميها من جديد تعبر الخطوتان الفاصلة بينهما..حيث مع اقترابها انتبهت جَنى للظل الواقف عند رأسها..رفعت عينيها للون الفستان الذي لفت نظرها..ابتسمت بنعومة ظانَّة أنَّها إحدى عَمَّاتها،رفعت رأسها لمُحادثتها دون أن تعلم أنَّ الوجه الغافي قُرب رأسها ستسقبلهُ عدستاها البريئتين..،تَقَلَّصت الابتسامة شيئاً فشيء و حَلَّ محلها ثغرة تعجب استكانت بين الشفتين..انسلَّ القلم من بين أصابعها و اتسـاع غَريب يُسيطر على محجريها..قَفَزَ سؤال في عقلها الطفولي..هل نستطيع الحُلم و نحن مستيقظين ؟! ارتعشت أوصالها من الصوت الذي ارتفع و تصافق خائف بدأت أهدابها تعيشه..،جنــان..ترى نفسها طفلة،الملامح نفسها و كأنَّ الزمَن خَبأها ليرسمها على وجه ابنتها..كأنها نسخة مُصغَرة عنها، و لكنها كانت ترى بين طَيَّات ملامحها دَمُ فيصل يجري بغرور..باصماً بحبر أبوَّته انتماءها إليه..،بحشرجة مُنهَكة نادتها و الأسى لَحنُها،:مــامـ ـا جَنـ ـى
عقلها الطفولي رفض التَعَلٌّق بأطياف حُلم لطالما كان شريراً يسرق والدتها منها..انخفض بصرها مُلاحقة حركة التي أمامها..فجنان قد جذبتها الأرض بوهن سيحيلها رُفاتاً ينتظر الدفن..لم تغب عنها نظرات جَنى المُضطربة،لا تدرِ ماذا يجول في خاطرها و فيما تَفَكّر..مَدَّت ذراعها مُتجاوزة الطاولة الفاصلة بينهما تُريد أن تَمس وجنتها المُزهرة بأناملها المُتدثرة بمعطف الارتعاشات..شهقة ألم جَرحت حلقها و هي ترى كيف ارتدَّت ابنتها بخوف تجلَّى على ملامحها رافضة هذا الاقتراب..نادتها بحسرة و الدموع مدرارا،:جَنـى حبيبتـ ـي انا ماما
حَرَّك الخوف عينيها تبحث عن حبل نجاة..ليلتقي بصرها بجدتها القريبة الواقفة بتوجس من الموقف..تَقَوَّسَ فمها و شفتاها عانقهما ارتجاف أضنى قلب جنان الواقف على مُنحدر الموت..فالنبضات رصاصات تصطدم بجواها وازعةً آلاماً تكالبت حتى فَجَّرت براكين دماء تختنق منها الروح..،نادت جدَّتها بنجدة،:ماما ليلى
تركت الأريكة ليتحرك جسدها الصغير جهتها دافنة وجهها في ساقها..انحنت لها لتحتضنها و هي تقول بابتسامة مُتوترة،:حبيبتي جنى هذي ماما جنان مو انتِ تنتظرينها،هذي هي جت عشانش
حَرَّكت رأسها نافية ناطقةً بصوت يُجاهد الشهقات،:لاا حلم حلم مثل كل مرة بتروح
صوت نور شارك والدتها لتقول مُشَجّعة،:حبيبتي انتِ ما تحلمين،هذي ماما جنان شوفيها مثل الصورة
لم تستجب لهما و وجهها يَكاد يحفر صدر جدتها رافضة النظر لكذب الحُلم..،هي اقتربت و الحواس ذَوت بين أمواج بحرٍ لُجّي يغشاها من عاليها حتى أسفلها..كان الكَفن ما ينقصها لنعي موتها...الشحوب تضاعف راسماً خرائط بؤس تحكي فصول عذابها..اقتربت تزحف على قدميها،مسكينة تبحث عن رغيف خُبز يُصمِت غوغاء الجوع الصارخة بين خلجاتها..تأبطت ذراعها و هي تشعر بتصلب جسدها المُعارض لهذا الاقتراب..شَدَّتها بحَنو هامسةً و الدَمعُ ينهمر ناحتاً مشاعرها فوق خديها،:تعالي ماما،تعالي لحضني
استطاعت أن تجتذبها لها لتُقرّبها من قلبها.. أحاطتها بذراعها مُستشعرة حرارة جسدها الصغير بين أحضانها..زُلالٌ عَذب تَفَرَّع من مَنهل اللقاء انسكب بحَنو على صدرها مُطفِئاً سعير النيران المُتآكلة على إثرها أفراحها..شَدَّت ذراعيها عليها مُتمنية أن تُعيدها لرحمها و تُغلق عليها بعيداً عن يد والدها السارقة..تُريد أن تسترجع معها ذكريات التسعة الأشهر..تَقَلُّبها الأول في جوفها و نبضات قلبها الصغير المُعانقة نبضاتها..ليتها تستطيع أن تنطوي معها جنيناً لا تلسعهُ أسواط الحياة الخائنة..دَفَنت وجهها في عُنُقِها مُستنشقة بعُمق عَبقَها الطفولي مُنبشة بين شذاه عن ذكرياتها الخالية من وجودها..،تلك الصغيرة ما أن داعبتها الرائحة الغريبة المُخالطها دفئ لذيذ حتى كان للبُكاء كلمته..ارتفع نحيبها يَحكي عن طفولة سُلَبت من لوحة براءتها ألوانها الزاهية..ألواناً اسمها الأم،هي الابتسامات..هي الفرَح و الضحكات..أطرافها الصغيرة تَمَسَّكت بها بكامل قواها خوفاً من استيقاظ ينهبها فجأة..لا تملك عبارات الشوق لتصفَّها على مسامع والدتها،و لا تعرف أي المواقف تسرد لتُعَبّر عن احتياجها لها..لكن دمعاتها اللؤلؤية..شهقاتها المُتقطعة و لحن بُكاءها المُلتوي..تجمعوا صخراً ذو نتوءات قاسية جَرحت فؤاد الحاضرين..و فؤاد والدها الذي غادر المنزل ينجو بنفسه من دوامة الندم المُبتلعتهُ بشراهة..،
أبعدتها جنان بخفَّة و رأسها يميل طابعة قُبلات مُتفرقة على وجهها..رفعت يديها الصغيرتين تُقَبّلها..عُنُقَها..أنفها و جبينها..تَعَلَّقت عيناهما و كلاهما كان الدَمعُ غشاءهما..هَمَست جنان بحُب فطري يتراقص في قلبها،:يا عُمري قلبي و روحي انتِ
ابتسمت بخجل عارم و عدستاها البريئتان تتحركان بزهو على ملامحها ناطِقةً،:انتِ احلى من الصورة
ضَحَكت و الدَمع يقف حارساً على أهدابها..من جُملتها شعرت و كأنها الجَمال كُلَّه..هَمسَت بصدق و جبينها يستقر على جبينها،:و انتِ احلى بنت في الدنيا
التفتا لصوت جود المَرح و المبحوح من البُكاء،:ها خلاص عرفتين انها صدق مو حلم ؟
ضحكت بفرح و هي تنكمش بين أحضان والدتها التي قَبَّلت قمَّة رأسها قبل أن تهمس من أعماقها،:الحمد لله ياربي
يتبع
فترة الأقامة :
3847 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
18996
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
360.05 يوميا
طهر الغيم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى طهر الغيم
البحث عن كل مشاركات طهر الغيم