متلازمة داون Down Syndrome
مع أن 75% من الأجنة التي لديها بمتلازمة داون (متلازمة كروموسوم 21 الثلاثي) تنتهي بإَجْهاِضْ تلقائي من دون أي تدخل طبي ،إلا انه يولد طفل لدية متلازمة داون لكل 800 ولادة لأطفال أحياء.كما أن 80% من الأطفال الذين لديهم متلازمة داون يولدون لأمهات أعمارهن لا تتجاوز 35 سنة، مع أن احتمال ولادة طفل متلازمة داون يزداد بزيادة عمر المرأة والسبب في ذلك راجع الى ان معظم المواليد( كانوا سليمين أو غير سليمين ) يولدون لأمهات أعمارهن اقل من 35 سنة!
قام الدكتور الإنجليزي جون لانق داون عام 1865م بأول وصف مفصّل عن أطفال لديهم هذه المتلازمة و التي أطلق عليها فيما بعد اسمه.
كما أن الدكتور الفرنسي ليجون ( Lejeune) أول من اكتشف أن متلازمة داون ناتجة عن وجود 3 نسخ من كروموسوم 21 بدلاً من نسختين.
يتكون جسم الإنسان من ملايين الخلايا، وتحوي كل خلية على 46 صبغي (
كروموسوم)، نصفها من الأم والنصف الآخر من الأب.
تحدد هذه المورثات الصفات الوراثية للإنسان من لون الجلد، ولون الشعر، وطول القامة...
أما الاشخاص المصابون بمتلازمة داون فتحوي خلاياهم 47 صبغيآ بدلآ من 46 .
والسبب في أغلب الحالات هو عدم فك الإرتباط في المورث رقم 21 أثناء الإنقسام الإختزالي في البويضة أو الحيوان المنوي.
متلازمة داون هو اضطراب خلقي ينتج عن وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم (تثلث الصبغي رقم 21)
وتعتبر متلازمة داون واحدة من الظواهر الناتجة عن عن خلل في الصبغيات أو المورثات
وهو يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية و الاختلالات الجسدية
وتصيب متلازمة داون واحدآ من كل 800 طفل، على الرغم من أن أكثر من نصف الحمول المصابة بتثلث صبغي 21 لا تستمر (تجهضن)
نظرآ لأن إحتمال إنجاب طفل مصاب بهذه المتلازمة يزداد كلما تقدم سن الأم، فإن الباحثين يعتقدون أن العيب يقع في البويضة (من الأم) أكثر مما يقع في الحيوان المنوي (من الأب)، وهذا مما يدل على أهمية عدم تأخير سن الزواج والإنجاب خاصة بالنسبة للمرأة.
يمكن بإستخدام الفصد الأمنيوسي أو اخذ عينة من الخملات المشيمية الكشف عن متلازمة داون في الجنين
أنواع متلازمة داون :-
هناك ثلاثة انواع لمتلازمة داون ، وهي :-
- التثلث الحادي والعشرين : وهنا يتكرر الصبغي 21 ثلاث مرات بدلآ من مرتين في كل خلية جاعلآ عدد الصبغيات 47 بدلآ من 56 صبغي، وهذا هو النوع الغالب ، فيكون حوالي 95% من حالات متلازمة داون
- الانتقال الصبغي : وهنا ينفصل الصبغي رقم 21 ويلتصق بصبغي آخر، ويكون هذا النوع 4% من حالات متلازمة داون
- النوع الفسيفسائي : وفي هذا النوع الذي يشكل 1% من حالا متلازمة داون ، يوجد نوعان من الخلايا في جسم الشخص المصاب، فبعضها تحوي العدد الطبيعي من الصبغيات أي 46 ، وبعضها الآخر يحوي 47 صبغيآ
معدل حدوث متلازمة داون :-
يمكن حدوث متلازمة داون لأطفال لأمهات في مختلف الأعمار ، لكن إحتمال الإصابة يزداد مع تقدم عمر الأم، فمثلآ درجة خطورة تثلث الصبغي 21 في المواليد الأحياء تكون 1 في 900 للأمهات في عمر 30 سنة، بينما تزيد هي 1 في 40 عندما يصبح عمر الأم الرابعة والأربعون
ويزيد إحتمال تكرار حدوث متلازمة داون بعد إصابة طفل واحد بمعدل 1%، أما بالنسبة للأمهات اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 سنة فإن إحتمال تكرر الإصابة يبلغ أربعة أضعاف ، وسيصاب نصفهم بـ متلازمة داون، والنصف الآخر باختلالات صبغية أخرى
أما متلازمة داون الناتجة عن انتقال الصبغي رقم 21 ، فإنه في أقل من نصف الحالات يكون أحد الأبوين حاملآ لنفس الإنتقال في خلاياه لكن يكون الإنتقال موزونآ، وإحتمال الاصابة للأبناء يكون 10% عندما تكون الأم هي الحاملة للانتقال، ويكون إحتمال الإصابة 2.5% عندما يكون الأب هو الحامل للإنتقال الصبغي.
أما إذا كان كلا الوالدين سليمين فإن إحتمال حدوث الحالة يكون أقل من 1%
الأعراض :
تشمل الاعراض الجسمانية المميزة :
- صغر حجم الرأس
- قصر القامة
- دقة ملامح الوجه
- العين منحرفة للأعلى
- الانف صغير ومسطح
- راحة الكف تحوي خطأ واحدآ في الغالب
- ضخامة حجم اللسان وبروزه
- تسطّح الرأس من الخلف
- غالبآ ما تكون اليدان قصيرتان وعريضتان
- ضعف في العضلات
تتفاوت الإعاقة الذهنية كثيرآ من الإعاقة الشديدة إلى التخلف الشديد
ومن الناحية العاطفية، يتصف الاطفال المصابون بمتلازمة داون غالبآ بـ:
- خفة الروح
- رقة الإحساس العاطفي
وكثيرآ ما توجد عيوب خلقية أخرى ومنها :
- عيوب القلب
- عيوب خلقية في المعدة والامعاء مثل التضيق المعوي
- عيوب السمع
- عيوب خلقية في العمود الفقري العنقي
خيارات العلاج :-
يتم تشخيص متلازمة داون عادة عند الولادة عن طريق الملامح الجسدية المميزة للطفل، ويتم التأكد بعدها بإختبار الدم ( تحليل الكروموسومات )
وسيوصي الطبيب بعمل برنامج دعمي لك ولطفلك لتتعلمي كيف يمكن تعظيم قدرات طفلك
فالاطفال المصابون بـ متلازمة داون يمكنهم بالفعل الإفادة بأكبر قدر ممكن من قدراتهم، وكثيرون منهم يتعلمون القراءة ويمكنهم أن يعيشوا حياة مستقلة عن طريق التعليم المستمر والدعم المباشر.
ويمكن لكثير من الأسر أن تنتفع بالإشتراك في إحدى جماعات الدعم .
لا يوجد في الوقت الحالي علاج للأشخاص المصابين بـ متلازمة داون ، وذلك بسبب عدم القدرة على تغيير الصبغة الوراثية، لكن يمكن التخفيف من المشكلات التي يتعرض لها، ويكون ذلك بعدة طرق منها :
- توفير الرعاية الصحية الجيدة للطفل المصاب بـ متلازمة داون ، ذلك لإكتشاف الامراض التي يتعرض لها فور حدوثها ، ومحاولة الحد من إصابته بالعدوى المتكررة، مثلآ بإعطائه التطعيمات المهمة
- التعليم و التدريب : يعلم الطفل في مدارس خاصة إذا كانت درجة الاعاقة كبيرة ، كما يمكن له الإندماج في المدارس العادية إذا كان مستواه الذهني في حدود المتوسط
- إعادة التأهيل للأطفال الذين لم ينالوا الرعاية الكافية منذ البداية
- التمارين الريضية لتقوية عضلاتهم وتحسين معنوياتهم، بالإضافة لأنواع مختلفة من العلاج الطبيعي و العلاج المهني
- مساندة الوالدين قدر الإمكان، ولا بد أن تبدأ هذه المساندة منذ لحظة التشخيص، فمن المهم جدآ مساعدة الوالدين على فهم حقيقة الموقف ومساعدتهم على تحمل الصدمة ، ويفيد في ذلك التذكير بالله ، وإحتساب الأجر عنده، كما أن التحدث مع أمهات أطفال لديهم نفس المشكلة يفيد كثيرآ في تقبل الموقف وإمتصاص المشاعر المؤلمة
- توفير فرص العمل للبالغين المصابين بـ متلازمة داون ، ويمكنهم العمل في أعمال مختلفة بعد التدريب
- ينصح بإجراء الفحص الصبغي لوالدي الطفل المصاب بالإنتقال الصبغي لتحديد الناقل ، وبالتالي فحص الحمول في المستقبل
* ماذا يمكن للأم أن تفعله؟
* انه امر طبيعي عند تشخيص المرض، ان يغلب عليك شعور الرفض، والنكران أو الشعور بالذنب واحيانا عدم الرغبة في التعامل مع الطفل.
هذا رد فعل متوقع ولا بد منه، لكن حاولي التغلب على هذه المشاعر وتذكري أن لديك طفلا جميلا يحتاج لرعايتك ومحبتك.
أثبتت الدراسات أن معظم الاباء والامهات وجدوا أن التثقيف حول المتلازمة ساعدهم على التغلب على مخاوفهم وهمومهم.
تعلمي أن تكوني قوية من اجل طفلك، وساعديه في التعلم واكتساب مهارات جديدة.
وكون أن طفلك معاق، لا يعني ابدا ان طفلك غير ذي نفع ويعتمد اعتمادا كليا عليكم، بل يعني انه يحتاج الى مساعدة قليلة منك لمساندته فقط.
وكما تقول آنا فورست:
«ساعدنا عندما نحتاج الى المساعدة، لكن بما يكفي ليمكننا استكمال ما كنا نفعل وحدنا»
< اقتراحات.. لمساعدة طفلك
1. حاولي أن تقوي رابطتك بطفلك. وبتقربك منه يمكنك ان تدركي ما يحتاجه دون ان يطلب.
2. تعرفي على متلازمة داون، من خلال مختلف القنوات الاعلامية المتاحة في المكتبات والانترنت.
3. اعتني بنفسك، خذي وقتا للراحة ولا تجهدي نفسك. انت بحاجة الى كل القوة اللازمة لتربية طفلك تربية طبيعية بقدر الامكان.
4. حاولي معرفة ما اذا كان هناك برنامج التدخل المبكر بالقرب منكم، بحيث يمكنك اخذ طفلك اليه.
5. اقرئي كثيرا لطفلك ببطء وبعبارات واضحة، لمساعدته في تطوير مهاراته اللغوية.
6. حاولي أن تأخذي طفلك كل ستة اشهر للكشف عن سمعه. ويوصى بمواصلة فحص السمع الى ان يبلغ الطفل 10 سنوات.
7. حاولي ان ترضعي طفلك رضاعة طبيعية ان امكن، فحليب الام قد يحميه من الامراض.
8. ابتكري وسائل للعب وتعليم طفلك مهارات مختلفة.
9. استمتعي بالوقت الذي تقضينه مع طفلك. الطفل المصاب بمتلازمة داون حنون والفرحة نهجه في الحياة.
10. قفي موقفا ايجابيا واعلمي أنك قد رزقت بطفل لديه مواهبه الخاصة والفريدة من نوعها
دمج الأطفال المعاقين في الحياة الاجتماعية
كيف يعود الطفل لممارسة نشاطاته الاجتماعية؟ وكيف يمكنه أن يتعامل مع الآخرين بنجاح وسويَّة دون شعور بالنقص أو الدونية؟ في تعامل الإختصاصي الاجتماعي أو المرشد النفسي مع الطفل الـمُعاق ينبغي مراعاة ما يلي: أولاً: تقوية معنويات الطفل المُعاق والتأكيد له بأنَّه شخص مرغوب فيه من قِبَلِ أسرته ومجتمعه· ثانياً: أن يقوم بحلِّ جميع المشكلات التي تواجه المُعاق كمشكلة العزلة والانطواء· ثالثاً: حث المُعاق على المشاركة في شغل أوقات الفراغ بما يفيده· رابعاً: التعرُّف إلى الظروف السكنية للطفل المُعاق، فإذا كانت غير ملائمة وجب عليه السعي لإقناع المسؤولين بضرورة تبديل سكن المُعاق أو تبديل ظروفه البيئية والمعيشية·
واجب المجتمع
المجتمع مسؤول عن دمج هؤلاء المعاقين اجتماعياً كإنشاء مراكز التأهيل الحرفي والمهني مما يساعدهم على ممارسة حياتهم الاجتماعية بسويّة، في مثل هذه المراكز ولا سيما الورش المحلية والجمعيات التعاونية الإنتاجية ينبغي أن يتدرب المُعاقون على اختلاف فئاتهم ـ كالمكفوفين والصم والبكم والمعاقين بدنياً والمتخلفين عقلياً وشديدي العجز ـ على أنواع المهن كالنجارة والصباغة والغزل والنسيج والحياكة والتطريز والسيراميك والفخار وصناعة الورد والأحذية والجلود وأعمال الرسم والخط· وعلى المراكز تصنيف المعاقين حسب المهن، وتقديم الخدمات الفنية والإدارية والثقافية والعلمية التي يحتاجونها في أثناء التدريب، وإتاحة الفرص للمعاقين لأداء الأعمال الاستشارية والخدمات الإدارية والفنية الخفيفة في الدوائر والمؤسسات·
واجب الأسرة
أولاً: هناك علاقة قوية بين الإعاقة والصبر على الابتلاء، فإذا لم يكن لدى من لهم صلة بهم كالوالدين والأقارب إيمان بقضاء اللَّهِ وقدره، وعزيمة على الصبر، فإن الأهل يصابون بخسران ما وعدهم ربّ العالمين من الفوز العظيم والثواب الكبير· فالقرآن الكريم والسنة المطهَّرة فيهما كثير من النصوص الشرعية التي تمت إلى الصبر على المصاب، واحتساب الأجر عند الله جلَّ علاه·
قال تعالى: (
ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه) التغابن:11·
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: >
ما يُصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه<·
ثانياً: ينبغي مساعدة الطفل المُعاق على إيجاد مخارج أو متنفسات لانفعالاته الداخلية الغاضبة، وذلك بطرق مقبولة اجتماعياً، كما ينبغي مساعدته على عدم التعرُّض للمواقف التي تثير غضبه·
ثالثاً: ينبغي أن تكون العلاقة بين الوالدين علاقة يسودها التعاون والمحبة، حتى يتمكنا من مساعدة طفلهما على النمو في جو هادئ، بعيداً عن الصراعات أو الانفعالات التي تضيف أعباءً انفعالية ونفسية على درجة إعاقته·
رابعاً: ينبغي أن نشجع الأطفال الأصحاء على أن يتعاونوا في الاهتمام بالأخ المعاق، وأن يعتادوا إشراكه معهم في ألعابهم التي يستطيع أن يشاركههم إياها دون حرج أو ملل، لأنه ينبغي على الأسرة التي لديها طفل معاق أن توفر له حياة طبيعية قدر الإمكان·
خامساً: يجب العمل على مساعدة الطفل المعاق على نمو ثقته بنفسه وعلى نمو قدراته الأساسية، فهو يحتاج إلى مساندة قوية وتشجيع من جميع أفراد الأسرة، الأمر الذي يُعينه على التقدُّم والنجاح السريع·
سادساً: ينبغي توافر المكان الفسيح ـ قدر الإمكان ـ الذي يستطيع الطفل المعاق أن يتحرك فيه بسهولة، فإنه طفلٌّ يُعاني من عدم تكامل قدراته الحركية ومن ثمَّ يصبح من الصعوبة عليه التحكم في حركاته· الأمر الذي يعرضه للسقوط وبالتالي لإصابته ببعض الكدمات، أو تحطيم بعض الأشياء، فالمكان المتسع، والأثاث القوي، واللُّعب المتينة، كلها عوامل تتيح له الفرص للنجاح·
سابعاً: على الأبوين إتاحة كل الفرص للطفل المعاق للاعتماد على نفسه، وذلك عن طريق تجنب الطلب منه القيام بعمل ما، لا يستطيع القيام به، فكلما كان العمل مناسباً لقدراته وإمكاناته، كلما تمكَّن الطفل من القيام به من دون صعوبة، كما أنه إذا احتاج مساعدة، فلا مانع من أن يقوم بها أحد الأبوين· وينبغي أن يكون التدريب على العمل واضحاً وسهلاً، مع تجنُّب التعليمات أو الإرشادات الغامضة·
ثامناً: في جميع مواقف الرعاية والتدريب للطفل المعاق ينبغي على الوالدين ملاحظته ملاحظة دقيقة، إذا ظهر عليه التعب جراء ممارسته لنشاط مُعين، ينبغي أن نعلم أن الطفل لديه استعداد للبدء في ممارسة نشاط جديد، أما إذا بدا عليه القلق أو التوتر فيجب أن نعلم أنه قد أصابه الملل، أو أنه ما طلب منه كان فوق مستوى قدراته وطاقاته·
الإسلام والطفل المعاق
المجتمع المتحضر سلوكياً يسعى لحماية أبنائه الضعاف ضد الفقر والعوز والحاجة، ويوفر لهم الكفاية المادية والنفسيِّة، والإنسان خلق ضعيفاً، وهذا ما أخبر عنه سبحانه وتعالى: (
وخُلق الإنسانُ ضعيفاً) النساء:28·
وفي هذه إشارة إلى أن كل إنسان مهما كان سليماً فيه جانب يعتريه من الضعف والنقص، وهذه إعاقة مستمرة تختلف عن الإعاقة الظاهرة· ومن هنا ينظر الإسلام للمعاق نظرة ملؤها الاحترام لإنسانيته، ومن ثمَّ يوجب الرفق به مع مراعاة ظروفه، وأن يأخذ حقوقه كاملة بلا نقصان، وعدم جعل ضعفه موضوع سخرية أو تهكم من قبل الآخرين· كما رفض الإسلام صور التسول المقيت بكل أنواعه، حفاظاً على عدم إراقة ماء الوجه، فإنه يوفر الفرص للمعاقين للكسب بما يتناسب وقدراتهم، مع إلزام الهيئات الحكومية بأخذ ما صنعته أيديهم· وكذلك سن الإسلام تشريعات قوية منها >الوقف< وهو تخصيص جزء من الأموال لإنفاقها في صالح المسلمين ورغبة في رضى الله
وقربهم منه عز وجل: (
لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون) آل عمران:92·
المراجع
1 ـ عبدالإله بن عثمان الشايع: آراء ابن تيمية حول الإعاقة، تقديم: الشيخ عبدالمحسن بن ناصر عبيكان، الشيخ الدكتور: حمد بن عبدالرحمن الجنيدل، دار الصميعي للنشر والتوزيع، 2000م·
2 ـ وفيق صفوت مختار: أبناؤنا وصحتهم النفسية، ط1، القاهرة: دار العلم والثقافة، 2001م·
\3 ـ ليلى محمد محمد: عودة المعاقين إلى الحياة الاجتماعية، مجلة عالم الإعاقة، السعودية، مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل ICDR، سبتمبر 2000م·
كيف تتعامل الأسرة مع غضب الطفل المعاق ذهنياً

عندما يصل عمر الطفل إلى ثلاث سنوات تخف حدة نوبات الغضب لديه، وذلك لأنه أصبح أكثر قدرة على التعبير عن نفسه بواسطة اللغة، وبدأت تنمو وتتطور قدراته، وأصبح أكثر انشغالاً بأمور حياتية تمنعه من تكرار هذه النوبات، إلا أن الأمر لا ينطبق تماماً على الطفل ذي الإعاقة الذهنية، حيث يبقى الجانب اللغوي أقل تطوراً وبالتالي فهو أقل قدرة في التعبير اللفظي عن ذاته ومشاعره.
إضافة إلى التأخر الحاصل لديه في مختلف الجوانب النمائية، مما يرفع من درجة تكرار هذه النوبات التي يعبر من خلالها عن الأمور الانفعالية والوجدانية الداخلية، حيث لا تزال القدرات العقلية ومهاراته التي تؤهله للتعامل مع المتغيرات المحيطة أقل تطوراً، وبالتالي فهو أقل قدرة عند مواجهتها والتكيف معها. ومن أجل التعامل الصحيح مع ثورات الغضب عند الأطفال، لا بد للوالدين والقائمين على رعاية الطفل من مراعاة النقاط التالية:
بث التوقعات الايجابية
لا بد من إعطاء الطفل رسائل إيجابية واضحة حول الأمور التي نتوقعها منه، والتي ينبغي أن لا تكون أعلى من قدراته وطاقاته، إضافة إلى تعليمات ايجابية ومحددة أيضاً مثل: ( أنا أتوقع منك اليوم أن تتصرف أثناء الزيارة بشكل مؤدب، وأنت قادر على ذلك) .
حيث يكون لهذه التعليمات صداها الأوسع عند الطفل بدلاً من استخدام عبارة مثل لا أستطيع تحمل البكاء ونوبات الغضب، فلذلك كن مؤدباً ولا تثر غضبنا أثناء الزيارة)، فمن الصعب علينا إقناع الطفل ومراضاته، أثناء حدوث ثورة الغضب عنده، ولكننا نستطيع تهيئة الجو الملائم لعدم حدوث النوبة، وخلق التوقعات الايجابية تجاهه.
التنفيس الانفعالي
على الأم أن تتيح الفرصة لابنها كثير الغضب للتنفيس الانفعالي بين فترة وأخرى، وتعويده على أن يستخدم جسده بطريقة ايجابية بممارسة الأنشطة الحركية والهوايات خارج البيت أو داخله، وإتاحة المجال له لسماع الموسيقى والقفز وممارسة الرياضة، وتشجيعه على رسم مشاعره ورسم مناظر تعبر عن غضبه باستخدام الألوان التي يحب، مهما كانت هذه الرسومات عشوائية وبسيطة.
مراعاة قدرته على التقليد
يتعلم الأطفال من الكبار طريقة تعبيرهم عن الغضب، فهناك من الوالدين من يعكس غضبه على الجو الأسري بكامله ويتعامل بعنف مع أفراد الأسرة، وهناك من يفرغ غضبه عن طريق ضرب المخدة أو الاسترخاء أو الخروج في نزهة، وبالتالي فإن الآذان والعيون الصغيرة تراقب كل ما يحدث وتقلده، حتى لو كان الأطفال من مختلف مستويات الإعاقة الذهنية.
عدم التعزيز
بعض المعلمات والأمهات يعززن ثورات الغضب عند الطفل بإعطائه ما يرغب في الحصول عليه، فيؤدي ذلك إلى أن يلجأ الطفل باستمرار لهذا السلوك حتى يحصل على مبتغاه، فمثلاً الطفل الذي يأخذ قطعة الشوكولاتة من أمام طاولة المحاسب عند الخروج من محل التسوق، سيلجأ إلى هذا السلوك كل مرة إذا لم يواجه ردة فعل من قبل والديه.
وإذا أراد الأهل فعلاً إيقاف الطفل عن هذا السلوك فعليهم شرح الموقف له، وبأن عليه أن لا يأخذ الشوكولاتة عن الطاولة في المرة القادمة مع توضيح السبب، وتكليف الطفل بمساعدة الأم أثناء وضع المشتريات على شريط الحساب المتحرك حتى لا يشعر بالملل، أو تكليفه بتذكير الأم أن تشتري سلعة معينة للبيت أثناء جولة التسوق، فيشعر الطفل أنه طرف فاعل في عملية التسوق أو غيرها من النشاطات والزيارات وليس مجرد مستجيب للأوامر.
التجاهل
قد يؤدي تجاهل ثورة الغضب إلى نتائج ايجابية خاصة عندما يرمي الطفل من خلالها لفت انتباه الآخرين، حينها ينصح بعدم الاهتمام بالسلوك مع بقاء الاهتمام بالطفل، وبذلك يدرك الطفل أن تصرفه خاطئ ولذلك تم تجاهله، فيعيد النظر ليبحث عن سلوك مقبول ليتم تعزيزه.
وإذا تجاهلت الأم ثورة الغضب وابتعدت مسافة عن الطفل فقد يكون ذلك أفضل، ولكن بعد إعطائه تلميحاً بأنه عندما يهدأ سوف تأتي وتساعده وتتعرف على ما يرغب، ولكن ما دام بهذه الحالة فلن تلبى له رغباته، وفي هذه اللحظات الهامة على الأم أو المعلمة أن تصبر وتتحلى بضبط النفس، لأن حدة غضب الطفل قد تزداد في اللحظات الأولى للتجاهل، لكن الغضب ما يلبث أن يهدأ بعد مرور فترة من الوقت.
العزل
قد تلجأ بعض الأمهات إلى عزل الطفل في غرفته عند اشتداد ثورة الغضب، فيخرب الطفل ألعابه أو يكسر أغراض الغرفة، ولكن لنتذكر أن هذه هي ألعابه التي يحبها أو ممتلكاته، وسوف يتحمل نتائج إتلافها ولن تحضر له الأسرة بديلاً عنها، وبعد أن تنتهي ثورة الغضب عليه تحمل مسؤولية نثر الأغراض في الغرفة وبالتالي إعادة ترتيبها.
التعامل مع نوبات الغضب خارج البيت
مثلما تحدث نوبات الغضب عند الطفل في البيت فقد تحصل خارجه أيضاً، فعندما يصمم الطفل على أخذ قطعة الشوكولاتة من مركز التسوق، وعندما تصمم الأم على أن لا يأخذها، فإن صراعاً للرغبات يحدث عنده قد يؤدي إلى نوبة من الغضب والانفجار الانفعالي، وإن الكثير من الأماكن كمراكز التسوق والمتنزهات وأماكن الترفيه تعد مغرية بالنسبة للطفل لأنها تحتوي على كثير من الأشياء التي يرغب في الحصول عليها ولا يستطيع.
ولو كانت نوبة الغضب قد حدثت في البيت لاستطاعت الأم التعامل معها بسهولة عن طريق إهمال الطفل، ولكنها في الأماكن العامة لا تستطيع فعل ذلك لأن سلوكه سوف يزعج الآخرين ويحرجها.لذلك يحسن التصرف في الأماكن العامة مع الطفل بهدوء وبصوت منخفض، ومحاولة تهدئته والحديث معه عن الموقف الذي يضايقه وتبريره له، مع أهمية المحافظة على ضبط النفس لأن الطفل إذا شعر أن الغضب بدأ يتسرب إلى الأم ÷التي ستكون بالطبع مهتمة بما يفكر به الناس المحيطون بها تجنباً للإحراج÷ سيصرخ أكثر وستعزز عصبية الأم من سلوكه.
وإذا لم يهدأ الطفل في ذاك الموقف، فمن المفضل إخراجه من المكان إلى السيارة، وإذا رفض المشي فيحسن حمله والحديث معه بشكل هادئ مع وجود اتصال بصري كاف، وإشعاره بتفهم مشكلته، وتبرير الأسباب التي دعت الأم إلى رفض طلبه أو تلبية رغبته، وإذا توقف عن البكاء والغضب ستتم مساعدته، وإخباره بأن الرجوع إلى المتنزه أو المكان العام الذي كان سيكون فيه مرتبطاً بهدوئه، فإذا لم يهدأ سوف تنتهي الجولة أو الزيارة وتعود الأسرة أدراجها إلى البيت.
ولا شك أن الجلوس في السيارة بعيداً سيشعر الطفل بالملل فيعود لهدوئه لكي يعود إلى المكان الذي كان فيه أولاً. وعلى الرغم أن هذا الأمر يمكن تلافيه كلياً بالاستسلام لطلب الطفل وإعطائه ما يريد (قطعة الشوكولاتة مثلاً) إلا أن الأمر ينطوي على خطورة أن يعتاد الطفل الحصول على مطالبه ورغباته عن طريق البكاء والغضب.
وعلى الأم أن لا تفكر بأن جميع الناس يحكمون على تصرفاتها ويراقبونها خلال تعاملها مع الطفل في الأماكن العامة، فكثير من الآباء والمتسوقين والمتنزهين يرافقهم أطفال، ومن الطبيعي أن تنتاب الطفل سورة غضب في هذه الأماكن، وإن كان للأسرة طفل من ذوي الإعاقة الذهنية وملامحه الجسمية تشير إلى هذه الإعاقة أمام الآخرين، فلا يعني ذلك أن لا نتعامل معه بنفس أسلوب التعامل مع الطفل العادي في تلك المواقف، بل إن إعطاءه ما يرغب بحجة أنه معاق سيؤثر على مدى تطوره السلوكي والاجتماعي واستقلاليته.
والمهم في الأمر أن تبقى الأم في حالة هدوء وثبات لكي تكون أكثر تحكماً بطفلها عندما ينتابه البكاء أو الغضب في المواقف العامة، بل إن الناس المحيطين سيحترمون طريقة تعاملنا مع طفلنا بهذا الشكل، وقد يحملق بنا بعض الناس إلا أن استثناء الآخرين من الموقف هو الحل.
وأخيراً أود أن أضيف هنا بأن الفراغ الذي يمر به الطفل أثناء وجوده في الأماكن العامة قد يكون مثاراً للغضب، فعندما يتم إشغال الأيدي الصغيرة فإن العقول الصغيرة تكون أقل تقلباً ومزاجية، كذلك فإن الجوع والتعب قد يفجر الغضب عند الطفل، لذلك يجب التأكد من أن الطفل في حالة شبع وراحة مسبقاً قبل الخروج من البيت، وكذلك فإن الملل قد يخلق الغضب، لذلك يجب إشغال عقله وجسده حتى لا يشعر بالملل، وإشراكه ولو بعمل بسيط مساعد.
تصميم غرف نوم الطفل المعاق

المصدر: منتدى المصممين
هذا الموضوع يتناول المعلومات الضرورية والواجب توافرها في غرف النوم على الخزائن والمناضد والحدود الدنيا للمسافات بين قطع الأثاث لتسهيل حركة المعاق في حال استخدامه للكرسي ذو العجلات بين قطع الأثاث.
بالنسبة للأبعاد المقترحة هي مناسبة للأعمار بين 9 : 12 سنة من العمر لكلا الجنسين.
اعتبارات تصميم عامة:
لا يوجد فرق كبير بين الكرسي ذو العجلات للبالغين عن كرسي الأطفال سوى أن كرسي الأطفال اقل في العرض لذلك ومن هذا المنطلق تكون جميع المقاييس صالحة وعملية:

1. أعلى رف لا يزيد عن 113 سم
2. تأكدي أن ارتفاع قضبان التثبت مابين 63 إلى 68 (في حال استخدامها في الحمام)
3. الأبواب لا تقل عن 100 سم في العرض.
4. يجب أن تكون الأرضية غير زلقة وسهلة التنظيف وإذا كانت من السجاد فيجب أن تكون شعرات السجاد قصيرة ومتراصة حتى تسهل سير عجلات الكرسي.
5. أن تكون مفاتيح الأجهزة والمصابيح بمستوى لا يزيد عن 113 سم عن مستوى الأرض. أو أن تشغل تلك المصابيح بطريقة سحب الخيط.
6. ضرورة أن تكون أبواب الخزائن سحابة.
7. عند ترتيب الأثاث لابد من توفير مسافة دوران الكرسي لا تقل عن 90 سم.
8. إذا كانت الطفلة في غرفة تطل على الخارج من غير الإضرار بخصوصيتها فلابد من إعطائها فرصة النظر للخارج من خلال تخفيض مستوى النافذة بحيث لا يزيد ارتفاع عتبة النافذة عن 61 سم عن مستوى الأرض.
9. بإمكان توفير رفوف سفلية يمكن للطفلة الوصول إليها وأن يكون ارتفاع الرف من الأرض 27 سم.
10. توفير مفاتيح تحكم بالإضاءة من طرفين مختلفين. مثال على ذلك مفتاح يضيء المصباح عند دخول الغرفة ومصباح أخر عند موقع السرير لإطفاء الإضاءة (طريقة غرف الفنادق)
11. اجعلي رف تعليق الملابس مرن بحيث يقبل تغيير الارتفاع.
12. نافذة الغرفة من النوع السحاب.
13. توفير زر جرس إنذار واحد عند السرير والأخر في أي منطقة سهل الوصول إليها أو استخدام التلفون المزود بانتركوم عوضا عن ذلك.
14. ارتفاع المرآة لا يزيد عن 67 سم أو أن تكون مائلة جهة الطفلة لتسهيل رؤية الشكل.
15. حاولي أن تكون جميع الأقمشة في الغرفة غير قابلة للاشتعال أو بطيئة الاشتعال وان لا تصدر خلال احتراقها غازات قاتلة في حال الحريق لا سمح الله.
16. حاولي التخلص من جميع الأكسسوارات التي يدخل في تصنيعها مواد تصدر غازات قاتلة في الحال الحريق لا سمح الله.
العنف ضد الأطفال المعاقين
.jpg)

إن ولادة طفل مُعاق في الأسرة، ومن ثم في المجتمع، يعتبر مسألة مهمة يجب الانتباه لها. ومن الضروري معرفة دور الأسرة الأساسي في التعامل مع هذه الحالة، لما لهذا الدور من آثار على نمو الفرد وتكيفه النفسي وتفاعله مع أسرته ومع أفراد المجتمع المحلي، خاصة وأننا نجد بعض الأسر تمارس كافة أشكال العنف ضد الفرد المعاق ليس إلا لكونه مُعاقًا، وتسبب هذه الإعاقة بعض الحرج للأسرة.
ظهور العنف ضد الأطفال المعاقين:
يتعرض الأطفال المعاقين إلى صور من العنف الموجَّه ضدهم عمومًا، والتي تتخذ عادة نموذج الإساءة المتعمدة ومنها:
1- الإساءة الجسدية
ولها أكثر من تعريف، وحسب الجهة التي تقوم على هذا التصنيف، فقد يعرف من منظور طبي شرعي على أنه "وجود إصابات غير عرضية على جسم الطفل المساء إليه كالحروق أو الرضوض أو الكدمات أو السحجات والجروح، أما من الناحية الاجتماعية؛ فيمكن تعريفه بأنه "كل فعل أو امتناع يمكن أن يحدث من خلاله ضرر مقصود يوقعه القائم على رعاية وتنشئة هذا الطفل.
2- الإساءة الجنسية:
قد يكون الأطفال مهددين في كثير من الأسر بالتعرض إلى مثل هذا النوع من المعاملة من قِبَل أبويهم أو من قِبَل القائمين على رعاية هؤلاء الأطفال ولقد عُرَّف الاستغلال الجنسي من قِبَل منظمة الصحة العالمية في العام 1986، على أنه "استخدام الطفل بطريقة غير مشروعة بهدف الحصول على اللذة الجنسية للراشد"، وقد ينطوي هذا الاستغلال على أشكال عدة منها (الحديث الجنسي المفضي إلى إثارة الطفل جنسيًا، إجبار الطفل على أعمال الدعارة أو تصوير الأفلام الإباحية).
3- الإساءة القائمة على الإهمال:
يمكن القول بأن هذه الإساءة تنطوي بشكل كبير وأساسي على "إخفاق الوالدين القائمين على أسلوب التنشئة والتربية لأطفالهم، في توفير متطلبات أبنائهم الأساسية والضرورية لنموهم أو تطورهم، وبشكل مقصود ومتعمد أو بشكل إظهار اللامبالاة بهذه الحاجيات.
إن إساءة معاملة الأطفال ظاهرة سلبية لها آثار مستقبلية على الصحة النفسية والعقلية لهؤلاء الأطفال، ناهيك أن يكون هؤلاء الأطفال مصابين بإعاقات مختلفة قد تتطور إلى مراحل متقدمة ومستعصية على العلاج في حالة تعرضهم المتكرر للعنف أو الإساءة، نتيجة إخفاق الأسرة في التعامل مع حاجات ومتطلبات أبنائهم من ذوي الإعاقات المختلفة عمومًا والعقلية منها تحديدًا.
أسباب العنف ضد الأطفال المعاقين:
لقد دلت بعض الأبحاث والدراسات إلى أن الأطفال المعاقين هم أكثر من غيرهم، عرضه لإيقاع الإساءة والعنف عليهم، كما أن هذه الإعاقة قد تكون مصدرًا ميرًا للضغط والتوتر لدى الآباء المسيئين بسبب حاجة هؤلاء الأطفال إلى العناية والإشراف اللازمين ولعل من المفيد هنا التطرق إلى بعض الظروف المسرعة لإحداث الإساءة على هذه الشريحة من الأطفال، والتي منها:
1- حلقة العنف:
ويُعنى بها أن يكون الآباء قد تعرضوا هم أنفسهم إلى العنف والإساءة في طفولتهم، مما يجعلهم أكثر ميلاً واستعدادًا إلى إسقاط تجاربهم السلبية على أطفالهم وخصوصًا الآباء الذين لديهم أطفال معاقين.
2- الوضع الاجتماعي:
إن كثرة المشاكل بين الزوجين واستحكامها تزيد من حدة التوتر والضغط داخل المنزل مما قد يساهم في تسريع فرص تفريغ ثورات الغضب التي تنتاب الآباء على أطفالهم، وبالتالي وقوعهم – أي الأطفال – في دائرة الإيذاء والعنف، وإذا كان هذا الأمر يتم مع أطفال أصحاء، فإنه من المتوقع في حالة وجود طفل معاق أن تزيد احتمالية الخطر؛ ولاسيما وأن كلا من الوالدين يُحمَّل أحدهما الآخر المسئولية عن الإعاقة الخاصة بطفلهما.
3- الوضع الاقتصادي:
إن عجز أرباب الأسر عن تأمين احتياجات أفراد أسرهم نتيجة لسوء الوضع الاقتصادي الملازم لهم، أو نتيجة عوامل البطالة المختلفة، قد يؤدي إلى نشوء صراع بين الزوجين، وقد تكون نتائجه سلبية في العادة، وتنعكس هذه الصور الممثلة بالإساءة على بعض أفراد الأسرة الضعفاء، وخصوصًا الأم وبعض الأطفال.
4- الكروب الاجتماعية:
إن تضافر وجود الضغوطات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة والمركبة والتي يتعرض لها أرباب الأسرة خارج المنزل قد تزيد من حدة التوترات والهزات المحتملة لهذه الأسر، وبالتالي انتقال حلقة العنف إلى داخل أطر هذه الأسرة، والتي قد تزداد حدتها في حال وجود طفل أو أطفال معاقين، يحملون وبشكل غير مقصود أسرهم السمات السلبية.
5- جهل كثير من أرباب الأسر:
بالخصائص النمائية والسلوكية المتعلقة بالأطفال المعاقين؛ مما قد يدفع بهؤلاء الأرباب إلى إيقاع الأذى بأطفالهم.
لذا فلا بد للأسر الموجودة بها طفل معاق أن تحرص على عدم استخدام العنف ضد الأطفال المعاقين، لأن الأسرة تلعب دورًا مهمًا للغاية في تشكيل سلوك الطفل وتكيفه؛ خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، وبصرف النظر عن الفروق الثقافية، تبقى الأسرة النظام الرئيسي في كل المجتمعات البشرية الذي لا يلبي الحاجات الفسيولوجية للطفل فحسب وإنما الحاجات النفسية – الاجتماعية أيضًا، والمتمثلة في الحاجة إلى الحب والانتماء والشعور بالأمن وتقدير الذات، خصوصًا إذا كان الطفل مُعاقًا.
والآباء هم الأكثر معرفة بحاجات أطفالهم، فهم يدركون أفضل من أي شخص آخر أنواع الخدمات التي يحتاجها الأطفال. ولكن الطريق لا يزال طويلاً جدًا أمام الآباء قبل أن تترجم معرفتهم بأطفالهم إلى قوة مؤثرة على الخدمات التي يقدمها أخصائيو التربية الخاصة. ولا شك في أن الآباء هم العنصر الوحيد المشترك في كل الخدمات والنشاطات والخبرات المقدمة لأطفالهم في الأوضاع المختلفة وعليه فهم الحلقة التي تتصل بها كل الحلقات التي تتكون منها سلسلة الخدمات التي يتم تقديمها للأطفال المعوقين في المراحل العمرية المختلفة.
إن رعاية الأطفال المعوقين ليست مقتصرة على أمهاتهم، بالرغم من أن معظم البرامج التربوية والعلاجية المقدمة لهؤلاء الأطفال تميل إلى تأكيد أهمية دور الأمهات أكثر بكثير من اهتمامها بدور الآباء. وبعيدًا عن الأدوار التقليدية التي يقوم بها الآباء والأمهات في تنشئة الأطفال في ضوء الحقائق الاجتماعية المحلية، فليس هناك ما يبرر إغفال دور الآباء في تعليم أبناءهم فمن المعروف تمامًا أن مشاركة جميع أفراد الأسرة بالعملية التربوية تعود بفوائد لا على الطفل المعوق فحسب، وإنما على الأسرة كلها أيضًا.
لا بد من الاعتراف بأن أخوة وأخوات الطفل المعوق سواء أكانوا أصغر أم أكبر سنًا منه، غالبًا ما يتأثرون بالإعاقة. وبناء على ذلك، فإن معظم المراكز والمدارس التي تُعنى بالأطفال المعوقين تحرص على مشاركة الأخوة والأخوات في البرامج التربوية والعلاجية الخاصة باستخدام العنف.
وبالرغم من أن هذه المشاركة تأخذ أشكالاً عدة؛ مثل التحدث مع الأخوة والأخوات العاديين عن الإعاقة، بصراحة ووضوح ومشاركتهم في اتخاذ القرارات في الأسرة، وطلب مساعدتهم في دمج الطفل المعوق في المجتمع، إلا أن الهدف المتوخى تحقيقه هو: التخفيف من الضغوط والتوترات النفسية، وتفعيل آليات التعايش مع الإعاقة، والتغلب على المشكلات الناجمة عنها بعيدًا عن استخدام العنف مع الطفل المعاق.
أساليب الأسرة لرعاية الطفل المعاق:
وحتى يمكن للأسرة أن تقوم بدور إيجابي نحو رعاية الطفل المعاق، وألا تستخدم كافة أشكال العنف ضده – بما أن مصادر الضغوط التي تتعرض لها هذه الأسر تكون دائمًا هي السبب المباشر في استخدام كافة أشكال العنف ضد الطفل المعاق – نجد أن هذه الأسر تحتاج إلى أشكال مختلفة من الدعم والمساندة لتخفيف الضغط عليها، حتى لا تقوم باستخدام العنف ضد هؤلاء الأطفال، ومن أشكال هذا الدعم الذي يساعد الأسر على رعاية أطفالهم المعاقين، وعدم استخدام العنف ضدهم، مع إمكانية إشباع حاجاتهم ورغباتهم، ما يلي:
الدعم الاجتماعي والرسمي:
ويأخذ الدعم شكلين أساسيين: هما الدعم الاجتماعي والدعم الرسمي. أما بالنسبة للدعم الاجتماعي فهو يعني المساعدة التي تحصل عليها الأسرة من أعضاء العائلة الممتدة ومن الأصدقاء، ومن الزملاء في العمل وغيرهم، ولعل أهم فائدة تترتب على هذا الشكل من أشكال الدعم هو شعور الأسرة أن الآخرين يحبونها ويدعمونها ويتفهمون مشكلاتها وحاجاتها، وعلى أي حال، فلعل الأكبر مصدر دعم لأسرة الطفل المعوق يتمثل بمؤازرة أفرادها لبعضهم البعض، وخاصة على مستوى الأب والأم. فقد بينت دراسات عدة أن ما تحتاج إليه الأمهات ليس المساعدة في رعاية الطفل، ولكن الدعم العاطفي من الآباء وبالنسبة للأصدقاء، فهم يستطيعون دعم أسرة الطفل المعوق بأشكال لا نهاية لها. ويتبين من الخبرة أن نوعية الدعم الاجتماعي أهم من كميته. فليس كل العلاقات مفيدة، بل إن البعض منها يكون مصدرًا للضغط وليس شكلاً من أشكال الدعم.
أما الدعم الرسمي أو المهني فهو يتوفر من خلال المؤسسات والجمعيات الخاصة أو العامة والأطباء والأخصائيين النفسيين وأخصائيي العلاج النطقي. وقد يتمثل الدعم بالتدريب أو بأداة مساندة أو بالإرشاد النفسي وغير ذلك.
2- الدعم العاطفي:
إن حاجة أسرة الطفل المعوق للدعم العاطفي، حاجة ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بقبول إعاقة الطفل والتعايش مع الصعوبات التي تفرضها إعاقته. وما يجب التأكيد عليه هو أن إعاقة أحد أفراد الأسرة قد لا تقوم إلى مشاعر القلق فحسب، ولكنها قد تجعل الأسرة أكثر قابلية للتأثر بالصعوبات والإحباطات الحياتية اليومية، مقارنة بالأسر التي ليس لديها أفراد معوقون، وقد أشارت بعض الأسر إلى الاهتمام المفرط بالمشكلات داخل الأسرة، وكأن ذلك الاهتمام قد يكون على حساب علاقات الأسرة الخارجية وتفاعلاتها مع المجتمع.
ولذلك فإن من الأدوار المهمة التي ينبغي على الأخصائيين القيام بها، إدراك وتفهم مشاعر وإحباطات العيش مع فرد معوق في الأسرة. فالإعاقة شيء فظيع أو مخيف من وجهة نظر الكثيرين، وقد تدفع تلك الاتجاهات بالبعض إلى تجنب الاختلاط مع أسر الأفراد المعوقين أو الخوف منها واعتبارها نذير شؤم. وبما أن مشكلات الطفل المعوق قد تكبر مع تقدمه في العمر، إذا لم تقدم له خدمات وبرامج فعالة، فلا بد من أن يعمل الأخصائيون جاهدون على دعم الأسرة ودعم محاولاتها لمساعدة الفرد المعوق على الاعتقاد على الذات إلى أقصى حد تسمح به قدراته.
3- الدعم المعلوماتي:
تحتاج أسر الأطفال المعوقين الصغار إلى الحصول على المعلومات الكافية والصحيحة عن سبب الإعاقة وطبيعتها، وما يمكن عمله لمساعدة الطفل المعوق، فالأسرة غالبًا ما تشعر بارتباك شديد وخوف كبير بسبب عدم قدرة الطفل على القيام بالمهارات الحركية أو اللغوية التي يظهرها الأطفال الآخرون في سنه. وتفيد التقارير – سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية – أن الآباء والأمهات قليلاً ما يجدون أخصائيين يتفهمون مخاوفهم أو يزودنهم بمعلومات كافية عن وضع أطفالهم أو عن قابليتهم المستقبلية. وحتى في حالة تشخيص إعاقة الطفل رسميًا، فإن المعلومات التي تقدم للآباء والأمهات حول مضامين ومعاني الإعاقة، غالبًا ما تكون محدودة.
ولما كانت حالات الإعاقة القابلة للكشف المبكر، هي الحالات الشديدة أو الظاهرة كالشلل الدماغي أو متلازمة داون أو العمى، فإن نوع دقة المعلومات التي يجب توفيرها للأسر تعتمد جزئيًا على طبيعة إعاقة الفرد وتأثيراتها المحتملة على نموه وتعلمه. وبالمثل فإن حالة الإعاقة غير الشديدة أو غير الظاهرة، تتطلب انتباهًا كافيًا، لأن أسر الأطفال الذين لديهم هذه الإعاقات سيعانون لمدة زمنية أطول ما ليم يتم توفير الفرص الكافية لهم لتبادل المعلومات والتواصل مع الأخصائيين وغيرهم. فتبادل المعلومات كثيرًا ما يُوجَّه الآباء والأمهات إلى الطرق المناسبة للتعامل مع الحالة ومع المشكلات المرتبطة بها.
4- الدعم القانوني والأخلاقي:
ومن أشكال الدعم الرئيسية التي تحتاج إليها الأسر، الدعم القانوني والأخلاقي، فالمعوقون يحتاجون ليس للخدمات الطبية فقط وإنما للخدمات التربوية والنمائية، فهم لا يتطورون بما فيه الكفاية بدون تدخل علاجي وتربوي فعَّال. وبناء على ذلك فإن عدم تزويدهم بالخدمات المناسبة وحرمانهم من فرص التقدم والتطور ليس عملاً أخلاقيًا. ولا شك في أن وضع مبدأ ديمقراطية التعليم موضع التنفيذ، يعني بالضرورة أن يكفل القانون توفير الفرص للتعلم لجميع الأطفال، وإجراء التعديلات اللازمة على نمط الخدمات التربوية لتحقيق هذا المبدأ.
وفي مرحلة المدرسة، فلا بد من دعم وتنفيذ قانون التعليم الإلزامي والقوانين والإعلانات العالمية الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة، المتعلقة بوضع خطط عمل وطنية لتنفيذ مبادئ التعليم للجميع والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويتضمن ذلك زيادة وتنويع البدائل المتاحة لتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
المصدر:
•مجلة خطوة العدد 28 - مايو 2008
•د. نادية محمد السعيد الدمياطي - باحث – مصر