عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2019   #2


الصورة الرمزية طهر الغيم

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (07:00 AM)
آبدآعاتي » 1,385,587
الاعجابات المتلقاة » 11667
الاعجابات المُرسلة » 6465
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




انجلت بضع التباسات قَيَّدت وعيها المُتَخبط بين واقعٍ و حُلم،رَشَّحت حواسها من شوائب الاستسلام و اجترعت اتزان يُصَيّرها كائناً قادر على التفاعل مع الأحداث..فالوَهم ابتلعها ليَهوي بها في بئر لهُ جُدران من طلاسم يتوشحها غُبار من همسات عَبثية تُذيب الراحة المكتنزة خلاياها لتُفرِغ مكانها صَيدٌ عَفن يقتات على سكون الروح..،أقنعت نبضاتها بأنها تُعايِش كابوساً أسود يُشاركها الوسادة و الغطاء،و يكون قرينها الموالي لسكناتها و تَنَبُهاتها..هي فريسة الوهم و الجارِية المُباعة بمبلغٍ بخس لمُلك أضغاثٍ مُستبدة،ينهشون جمالها و يستلذون بمفاتنها لليالٍ و أيام،ثُمَّ تُلقى ذليلة بعد حَبلِها لجنين الأسى و الحُزن المنحوتة خريطته على الجسد المُغتَصَب،فهي تُعاشر الكابوس لتلد من رحم الذاكرة التياع وَهْن لهُ رائحة ورثت منها الضَعف و أورثتها الأصغاث غيهباتها..،

ارتدت عباءتها بعد أن خلعت معطفها الأبيض،ثَبَّتت حقيبتها على رسغها بعد أن أخرجت منها مفاتيح السيارة..دقيقة و كانت تخرج من باب المُستشفى،و هي في طريقها للمواقف ارتفع عن يسارها صوت بوق سيارة،لم تلتفت و لكن الصوت عاد مُجدداً و كأن صاحبه يقصدها،استدارت بهدوء مُبصرةً مركبة سوداء لم تكن سوى سيارة والدها..انقبض مابين حاجبها و هي تقترب منها،توقفت عند نافذته التي فتحها بابتسامة،أفصحت عن سؤالها المُتَوجس،:بابا ليش انت اهني احد فيه شي ؟
نَفى وساوسها،:لا حبيبتي كلنا بخير الحمد لله،بس جاي اخذ بنتي
التفتت للحظات لموقفها مُشيرة،:بابا عندي سيارتي
اتسعت ابتسامته وهو يقول،:ادري يُبه بس اليوم حاب نطلع مع بعض "أردف بمُزاح" واذا ماتبيني عادي بمشي
ابتسمت لهُ بخفة،:لا بابا مو قصدي
أشار للمقعد بجانبه،:يله تعالي ركبي
هَزَّت رأسها و استدارت لتُجاوره بعد أن طوت معطفها على المقاعد الخلفية،أغلقت الباب لتُباغتها رجفة استحكمت من عظامها،نظرت لوالدها الذي ضحك بخفة و أصابعه تُلامس شاشة السيارة،:بنقصر على المكيف لا تمرضين،مافيش لحم من جذي تبردين بسرعة
مَسَّت شفتيها بسَبَّبتها و هي تُعَقّب بخجل،:مو شرط،جود بعد مافيها لحم على قولتك بس ماتبرد بسرعة
و هو ينحني يميناً،:عاد هالبنت كله عكس الناس،والله انا خايف تفشلني ويا ولد عمتها
ضحكت بخفة و حاجبيها ينخفضان برأفة،:لا حرام مو الى هالدرجة،و بعد هم اثنينهم نفس الطينة يعني بيعرفون لبعض
بصدق نطق،:الله يهنيهم و يسعدهم ان شاء الله
أكَّدت دُعائه بحُب لتلك الشَقيَّة،:ان شاء الله يارب
ملأ الصمت الفراغ بينهما و إزعاج الطريق ينحدر مابين السفوح المُتكدسة فوق مسامعها،أناملها أفرزت ارتباكها و ألف سؤالٍ و سؤال ينبشون حناياها،يا تُرى ماذا يُريد ؟ أيُّ سببٌ ذاك الذي دفعه لكي يَقلَّها من المستشفى ؟ دَعكت باطن يُسراها و زفرة مُرتعشة استفرغها صدرها المشروخ من لطم نبضات..،
،:بابا ليش متوترة ؟
ازدردت العبثية المُتَحشرجة في حلقها و هي تلتفت إليه و خطوط يُمناها أنفرت ملامحها،بضحكة مُتصَدّعة،:مو متوترة بابا عادي
زَمَّ شفتيه بعدم اقتناع و اعتزل الحديث إلى أن يصلا..،كانت الساعة تقف دقائقها عند الخامسة و دقيقتان مساءً عندما أركن السيارة أمام البحر القريب من منزلهم..مَسَحت على ذراعها و هي تجتذب باطن خديها و خاطرٌ ما استَقَرَّ بين خلجاتها..لماذا البَحر !تَنَفَّست بهدوء مُديرة رأسها إليه تستفسر سبب وجودهما هُنا..ابتسم لها من وراء ستار مَنَعها من التقاط جواب وهو يفتح الباب بعد أن أوقف المُحَرّك،:يله بابا خل ننزل بس اتركي تيليفونش اهني ما نبي أحد يزعجنا
هَزَّت رأسها هامسة بطاعة،:اوكي

تَرَجَّلت من السيارة لتغرق في هواء البَحر الرَطِب،ارتطمت جُزيئات الأُكسجين بوجهها مُخَلفةً احتراق في أنفها شَرارهُ الذِكرى،عَضَلة وقعت رهينة البُكاء آلمتها عند فكها،يدها ارتفعت لتضعط بإبهامها و السَبَّابة عند أعلى أنفها تُرَبّت على الموانئ التي تَرسو عليها الدموع..،أخفضت بصرها لذراع والدها التي امتَدَّت تُفصِح عن رغبتها في احتضان،رَسَمت ابتسامة لَكَزت ارتعاشاتها قلب والدها الذي أسرع مُحيطاً ظهرها بذراعه و فؤداها المَضني تُحيطه روحه رَفيعة السَند..،استقبلت الرِمال بَصَمات خطواتهما و تهامست الأمواج مُتَغَزلّة بلوحة الحنان المُقتَرِبة من شاطِئها اليَتيم من أُمّ كانت هي السَحاب..هَمَس لها بمُشاكسة،:شوفي كل شخص مر عطانا نظرة أكيد يقولون هذا متزوج وحدة كبر بناته
فَرَّت من حنجرتها ضحكة مَبحوحة الموجات و رأسها يميل على كَتفه،قالت و كفها تستقر على صدره قُرب قلبه،:حبيبي بابا اصلاً بعدك شباب
شاركها الضِحكة بصوت فَخم لطالما أمطر دفئاً على حواسها..تباطَأت خطواته حتى توقف و هي معه..أمسك كَفيها بعد أن أدارها إليه لتُقابله،نَطَقَ و عيناه تُسبِران بَوح محاجِرها،:مادام تقولين بعدي شباب يعني اقدر اتحمل المواجع
تَصافقت أجنحة مُقلتيها و هي تُوزِع نظرات اضطراب على الرمال،اقترب منها مُفرِجاً عن كلمات حُمِلَت فوق مَهد الحنان و الرِقَّة الأبوية،:قولي لي يُبه شنو اللي واجع قلبش،ترى انا ساكت من زمان بس ما اقدر اواصل سكوتي و انا اشوفش تذبلين قدام عيوني

حُصونها الرَكيكة هَدمتها رياحه المُحَمَّلة بعَذب مشاعر أذابت أساس الدرع الذي صدأت جوانبه من تَسربات دموع لم تُكبحها لا قيود و لا حصون ارتفع بُنيانها دون حُرَّاس..ذقنها أسقمتهُ ارتعاشة بقياس ألف فولت ساهمت في نشر الكترونات اجتذبت مياه منبَعها المخنوق من أتربة أُريد بها طَمسَ سُقياها المُنبِتة أراضٍ و سهول أمست بعد فَقد صحراء يعلوها دَجى و تستوطنها مآسٍ و وطيس حَرب لا نَصر فيها..،احتضن وجنتيها بِرفق لتَتَبَلَّل راحتيه بغرقها المُنهَمِر بهَلع..شَهقتها اقتطعت نياط قلبه و أغشت عقله عن المكان الذي يحتضنهما،فهو ليس بالمكان المُناسب للاحتضان الذي اعتصرت به أُضلُعه جسدها النحيل..أودَع قُبلة على رأسها قبل أن يَهمس و قافلة تستقر فوق أسنمة نياقها تَطَلُّعات لا يعلم بها سوى الله مَرَّت على طريق عينيه،:بإذن الله يا بنتي هالألم بينتهي،ثقي فيني

،

رأسها بإعياء غافٍ على زُجاج النافذة و العَين تَستل استرخاءً من شَّفَقٍ ابتلعت سَماؤه الشمس لتَلِد من رحمها الفَسيح قَمَرٌ يكون شاهداً على غَسق عينيها الغائرتين..جُملة والدها الأخيرة دَحَضت اقتناعها المُتَسيد فكرة جَهله لما يَجول في روحها..فالألم الذي وَعد باقتلاعه من أرضها الموشوم على أتربتها كَمَدٌ لا يُمحى يبدو أن سَبَبُه مسطورة أجوبته تحت أسئلته التي بدأ بها حديثه..و هذا ما يُثير نزعة استغرابها و لكن لا حيلة لها الآن لتستفسر..،تَوقفت السيارة أمام المنزل مع ارتفاع صوت الأذان..تَكبيرٌ يَنصَب زَمزَماً على الروح ليُوشوش لها بابتسامة عَطوفة أن الله أكبر من صغائر أحزان..،
،:يله يبه روحي صلي و توجهي لربش و ان شاء الله كل همش بينزاح
همَست بثقل مُعضلات استعصى شفاؤها،:ان شاء الله

انتظرها حتى غابت خلف الباب ثُمَّ رفع هاتفه باحثاً عن اسم مُعين،رفعه إلى أُذنه ينتظر جواب وهو يخرج من السيارة مُتَوجهاً بخطوات ثابتة إلى الطريق المؤدي للمسجد القريب..أتاه الرد بعد ثوانٍ ليقول بحزم،:ابي اشوفك
صَمت يسمع جوابه ثُمَّ قال،:انا اللحين رايح اصلي،بعد الصلاة بنتقابل،مع السلامة



ضَعَّفت من تأنُقها قاصدةً مَسير حَرب فُرسانها إناث سرج خيولهن مغزولة خيوطها بكَيد محفوف المخاطر..أبرزت مفاتن بيدر جسدها بثوب طويـل لهُ لون الرماد الناتج عن حريق أشعلته أعواد ثقاب أهدابها..يكشف عن كتفيها حتى بداية نَحرها لينطوي على شكل بتلات تُلامس أطرافها أعلى ذراعيها المكشوفتين،يضيق عند الصدر المزمومة جوانبه و يتوسع مُتجاوزاً قدميها،شعرها ذو السنابل الكستنائية ينام على ظهرها بعد أن طوت خُصله الأمامية بنعومة بالغة..أذابت السواد حَول محاجرها لتلمع عدستيها مثل كِسرة ألماس أغرقها العسل بين بَحرٍ من الفحم..لَطَّخت شفتيها الصَغيرتين بلون أرجواني داكن بُهتانه خَفَّف من وطأة سِحرهما..اغتسلت بعطرها العربي بعد أن مَسحت بخفة على مواقع النبض و اختنقت ببخور العود الذي اهدتهُ إياه والدتها..زَيَّنت نحرها،أذنيها ورسغيها بذهب ناعم أكمل لوحتها المُبهِرة..،

نَظَرت للساعة القريبة من الثامنة و النصف قبل أن تخرج من جناحهما،مالت زهور الأرجوان جانباً و حاجبها المرسوم يرتفع بدهاء،بسَّام سبقها للأسفل منذُ ما يُقارب الساعة و هي تعَمَّدت أن تَتَجهز على هداوة تكاد تَصبح جليد فقط من أجل أن تجعل الساحرات الثلاث يتقلبن على جمر فضولهن..شَدَّت ظهرها بثقة و هي تنزل السُلَّم و صوت كَعبها يتنافس مع عَبيرها الذي طَغى على الأنفاس..ارتفع صوتها بنعومة مُتَرققة عندما بانت لها أجسادهن،:السلام عليكم

توجهت لأكبر خالاته تُصافحها و تُقبلها و ابتسامة ثقة تَعلو شفتيها،فنظرات الانبهار المُخالطه حقد تنضح من محاجرهن..جميعهن بلا استثناء..كان السلام بارداً محشو بنفاق نَتِن تَبغضه تربيتها،مُصافحتهُ أطراف أنامل و قُبلاته سموم شيطانية..،جلست بعد انتهائها قُرب زوجها،صاحب النظرات المدفعية..ارتباكها استنبطتهُ حواسه الكاشفة دواخلها و لكن لم يَظهر لأعين أهله..وضعت ساق على الأخرى و هي تسمع كلمات أخته الوسطى منار المُبَطَّنة باستهزاء،:شخباركم ان شاء الله اموركم تمام مع الحياة الجديدة
اتسعت ابتسامتها و رصاصات تحذير أطلقتها عينيها،:الحمد لله قاعدين نعيش أسعد أيَّام حياتنا
يد بسام ارتفع ظاهرها ماسَّاً أنفه مُكبِحاً لِجام ضحكة تُريد مُباغتته،فهذه المَرأة عارمة روحها بالمُفاجآت..الآن هو يتذوق صنف جديد من شخصيتها..فهي تبدو شَهيَّة حد الثمالة و هي تُلَوّح بسيفها المُستل من غَمد الأنوثة الباذخة..،
منال،أكبر المُحاربات الثلاث تساءلت و عينيها تُنَبّشان عن سوء،:عسى ما شر شنو فيها ذراعش ؟
ارتفعت ذراعه لظهر الأريكة شاداً بأصابعه عليها مانعاً إياها من احتضان كتفها المُناديه بصفاء مُلفت، و هو يسمع جوابها،:حادث بسيط
إحدى خالاته قالت بتَعَجُب،:حــادث ! شهالفال الشين
ذراعه كَسَرت حواجزه الرديئة و انخفضت مُلتَهمة جسدها الغَض لتَتتسع ابتسامته من رعشة أجنحتها الرقيقة..قالت بعد أن ازدردت خَجلها من فِعل ذاك الرَجُل،:لا تحاتين ماهو فال شين،قضاء و قدر " وبنبرة نَثَرت فوقها بضع رشات دلع" الحمد لله ما صار شي خطير و السبب بعد الله بسام اللي ما تركني ولا لحظة
نَطَقت من خلف أسوار قلبها،:الله يهنيكم
منال عادت لتساؤلاتها،:شلون كانت السفرة،استانستون ؟
نَظَر لجانب وجهها ليَرى وَقع السؤال على ملامحها،فالسفر كان موضع افتضاح لبعض خباياها..أجابت بعد أن ارتدت إكليلاً من سعادة،:تجـــنن من أحلى السفرات،حتى اتفقنا أنا وبسام اذا مَرَّت سنة على زواجنا نرجع لنفس المكان "استدارت له و كفها ارتفعت إلى كفه المُسترخية على كتفها مُردِفةً بنعومة" صح حبــيبي
تَصَلَّبت ملامحه و لُعاب عَينيه يسيل من فرط السهام التي رَمتها أقواس مُقلتيها..كلمتها الأخيرة جَعَّدت مابيت حاجبيه بخفَّة مُتسائلاً بهمس مُستَنكِر،:حَبيبي ؟!
رَمقتهُ بنظرة حادَّة كَسَت ملامحهُ سُخرية..أبعد عينيه للجالسات وهو يضغط على أصابعها الباردة ناطقاً بهدوء،:صح هذا كان اتفاقنا

مع انتهاء جملته أتت الخادمة تخبرهم بجاهزية العشاء الذي تَكَفل به عَمَّها و بَسَّام..وقفت مُتَحَرّرة من سجن ذراعه و أنفاسه المُلهبة و تَقدمت الجميع تَدعوهن بلباقة لغُرفة الطعام حيث ينتظرهن "البوفيه"..،انصرفن في اقتناء أصنافهن المُفضلة و هي وقفت بعيداً عاقدة ذراعيها على صدرها تنتظر أن يَخف الزُحام..زَفَرت نفس مُتحامل و هي ترى منال تقترب منها..وقفت أمامها يد تحمل الصحن و الأخرى على خصرها تُمَهّد لسيلٍ معكوف النوايا..نَطَقت بخبث،:تصدقين كنت أظن ان اخوي اللي لاوي ذراعش
ارتفع حاجبها و ببرود عَقَّبت،:و ليش بسام بيلوي ذراع زوجته و حبيبته ؟!
عَضَّت شفتها و هي تُبعد خصلاتها خلف أذنها مُجاوبة ببرائة ارتدت قلنسوة المَكر،:لا بس قلت يمكن عرف أنه متزوج فَضْلَة غيره



أغلق الباب و عيناه تُراقبان طُلَل جريمته..اقترب ببطئ ماسِحاً الأرض يُنَبّش عن بقايا قد تَفضحه..فهو بعد أن ألقاها مَغشياً عليها حَمَل ما أتت به و أحرقه لترتفع نتانة أثارت معدته حتى استفرغ كُل مافي جوفه..،صَعد للأعلى قاصداً غُرفته..فَتحَ الباب بعد ألقى نظرة على غرفتها المهجورة..،مَشى مُتَقدِماً للداخل و هو يُخرِج هاتفه،محفظته و مفاتحه من جيوبه ليُلقيهم على السرير..
،:أهـلا و سهلاً
استدار برَهبة للصوت المُرتَفع من خلفه..كانت هي مُستَندة بظهرها على الحائط يمين الباب..لذلك لم ينتبه لها عند دخوله..تَخَلَّصت من استنادها وهي تقترب منه بذراعين معقودتين على صدرها و على قلبه المُتَوجس..فشذرات إتهام تتطافر من عينيها الواسعتين..توقَّفت أمامه تاركة خطوة واحدة بينهما..نَطَقت ببرود نَهَبَ السكون من خلاياه،:شخبارك بعد جريمتك ؟
اضطربت عضلات وجهه و راية تحذير لَوَّحت من عينيه و لكن قلبها المكسور لم يلتقط تلويحها،لذلك أكملت و هي ترفع يدها تُعدد على أصابعها،:جريمتك بعد ذبحك لمخلوقات الله و جريمتك بعد ضربك لأختك و بعد ما ادري اذا في جرايم غير !

رَفَع إصبعه أمام وجهه مُواصلاً تحذيره هامساً،:طلعي برا لأن مابي اضرش
ارتفع رأسها و قهقهة أوزعت تَعجُب بين ملامحه غادرت حنجرتها..دَنت منه شاطبة الخطوة لتَحُط على ألغام مدينته الوَحشية،و السُخرية رداء كلماتها،:شنو بتسوي يعني،بتضربني ؟ عادي ترى تعودت قمت استلذ بالألم
من بين أسنانه نَطق،:اقول لش طلعي برا
صوتها غادر صهوة هدوئه قائلةً،:مو قبل ما تقول لي في شنو كنت تفكر يوم سويت بلاويك
حبست شهقتها من كَفّه التي قَبضت على ذقنها و الأخرى عند عُنُقِها،هَمَس بفَحيح و حروفه تنسل من فراغات أنيابه الشرسة،:باللي افكر فيه طول ما انتِ قدام عيوني،ذَبحِش



ساعات الفجر الماضية

القبضة زادت من ضغطها و السلاح شعر به يخترق جلده..ذراعه تَخَبَّطت في الظلام تبحث عن شيء تَتمسك به..رفع رجله اليُمنى و اجتذبها بقوَّة راكلاً مُكَبله و هو ينقلب ليرتطم بطنه بالسرير..بسُرعة فائقة فتح المصباح المركون بجانبه لينتشر الضوء كاشِفاً ستر ذاك الذي جاء لقتله..أبصرتهُ عيناه على الأرض مُنحَنِياً بتألم..عُقدة تَكونت بين حاجبيه و قرط مألوف يُعانق شحمة أذن هذا الغريب يتضح إليه..نَطَق بشك وهو يترك السرير مُقترباً منه،:هــاينز
شَهقة ارتفعت منه و بَلَلٌ جليدي حاصره مُنطَلِقاً من السلاح البلاستيكي الذي بين يدي هاينز..صَرخ وهو يَمسح وجهه بحَنَق،:هاينز أيها الأحمق،ما هذا الجنون ؟!
وقف و هو يتمايل من شدة ضحكته التي أجَّجت من قهر مُحمد،:ألا ترى الساعة ؟ كيف تُفَكر أنت ؟!
نَطَق بتقطع و هو يقترب منه،:موهاميــد يبدو أنك لم تستوعب بعد
و العُقدة لا زالت تسكن مابين حاجبيه،:استوعب ماذا ؟
ابتسم لهُ بغباء وهو يفتح ذراعيه قاصِداً احتضان،:أنا هُنا في منزلك في بلدك
رَمَش بخفة مُجتَرِعاً استيعابه..اضطرمت نبضاته وهو يتساءل مُتجاهلاً احتضانه،:و ماذا تفعل هُنا ؟
غَمزَ لهُ وهو يقول،:أتيت لأتعرف على والدتك
بنبرة مُحَذرة ناداه،:هــــاينز
تَقَلَّصت ابتسامته و تنهيدة فَرَت مع كلماته،:مُهمة جديدة
تعاظمت حيرته،:و لماذا هُنا ؟
حَرَّك كتفيه،:اسأل والدي
التفت للباب مُتسائلاً،:هل هو هُنا ؟
هَزَ رأسه نافياً قبل أن يقول،:لقد حَجز لهُ في أحد الفنادق،سنلقاهُ غداً

،

عيناه مُستقرتان على الملف المُصمَت فوق الطاولة المُتَوسطة غُرفة جلوسه..يُحاول أن يُفتش بين آثار حوافر مضامينه السريَّة عن خيط يقوده لماهية المُهمة الجديدة..فحضورهما إلى هُنا راكم جبالاً من قلق على قلبه..،كان مُتَقَدِماً بجسده للأمام بساقين مفتوحتين،و كوعيه يستقران باضطراب على فخذيه..بعينيه يشزر آستور الغارق في بروده..انتظر اليوم بأكمله من أجل أن يُقابله و الآن ينتظر انتهاء سيجارته البغيضة..قدمه لم تنحسر عنها دَقَّة البَلبلة التي أحدثها وجودهما الغريب..نَطَق بنفاذ صبر وهو يراه يستنشق ببطئ ،:أخبرني ماهي المُهمة هذه المرة

أبعد السيجارة عن فمه لتتضح ابتسامته المُتنَكرة بخبث..تًقدَّم بجسده رافعاً بصره للمُضطرب في مكانه..اعتلى حاجبه موضع المَكر قبل أن ينطق ليستولي على أنفاس مُحمد

،:مَشروع زواج



 توقيع : طهر الغيم



رد مع اقتباس