أسباب نزول سورة الكهف

ذكر بعض أهل التفسير؛ مثل ابن كثير إنّ سبب نزول سورة الكهف كما يروي ابن عباس؛ أنّ قريشاً بعثت اثنين من رجالهما، وهما: النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار وعلماء اليهود في المدينة، ليسألوهم عن النبيّ؛ لأنّهم أهل كتابٍ، وعندهم علمٌ بالأنبياء السابقين، فأخبروهم عن النبيّ، فقال الأحبار لهم: "سلوه عن ثلاثة أمورٍ، فإن أخبركم بهنّ فهو نبيّ، وإن لم يقدر على الإجابة فهو كاذبٌ، الأمر الأول: اسألوه ماذا كان من أمر الفتية الذين ذهبوا في العصر الأول، والشيء العجيب الذي حصل معهم، والثاني: عن نبأ الرجل الذي طوّف مشرق الأرض ومغربها، والثالث: عن ماهيّة الروح"، فرجعا إلى قريش ليخبروهم بما حصل معهما، فذهبوا إلى النبيّ وسألوه الأسئلة الثلاثة، فقال لهم النبيّ: "أخبركم في الغد"، ولم يقل إن شاء الله، فمكث الوحي لم يكلّم النبيّ خمس عشرة ليلةً، فدبّ الشكّ في قريش، وأشاعوا عن النبيّ الإشاعات، فقالوا: "وعدنا محمدٌ غداً ومرت خمس عشر ليلةً، ولم يخبرنا بشيءٍ"، فحزن النبيّ حزناً شديداً، فنزل عليه الوحي بسورة الكهف مجيباً عن أسئلة المشركين، ومعاتباً للنبيّ على حزنه.[]


فضل سورة الكهف
وردت أحاديث كثيرةٍ عن النبيّ تبيّن فضل سورة الكهف، وفضل قراءتها بشكلٍ عامٍّ، ويوم الجمعة بشكلٍ خاصٍّ، منها:[]
العصمة من فتنة الدجال، وذلك كما ورد في الحديث عن النبيّ عليه الصلاة السلام، حيث قال: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).[]

قراءة سورة الكهف سببٌ في إضاءة الله النور للعبد في أسبوعه كلّه.


سبب تسمية سورة الكهف بهذا الاسم

يرجع السبب في تسمية سورة الكهف إلى أنّها أول قصةٍ وردت في السورة، وتضمّنت الكثير من العِبر التي تفيد المسلم في حياته، وقد تجلّى الموضوع الرئيسيّ للسورة حول إعادة الناس إلى الدين الحقّ، وتوضيح الطريق المستقيم لهم، وتذكير الناس بنعمة القرآن الكريم وبكونها أفضل النعم.[]