عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2019   #2


الصورة الرمزية طهر الغيم

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 16 ساعات (10:52 PM)
آبدآعاتي » 1,385,713
الاعجابات المتلقاة » 11668
الاعجابات المُرسلة » 6471
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



مرت سـاعة و هي مُنكمشة على نفسها في حضن والدتها..تهرب من صدمة البارحة إلى حضنها،تتخلص من وجع كلماته و مانفثته أنفاسه من مرض ينهش روحها..تُلقي بثقلها علَّها تسترجع استقامة ظهرها المُنحَني من حملٍ تراكم حتى أصبغ ميلانين شعرها بياضاً أضاف إلى سنين عُمرها عُمراً آخر،حتى غَدت السبعة و عشرون سبعون وجعاً...،

استعادت ما يبعثه جسد والدتها من دفئ عندما كانت طفلة صغيـرة اقتصرت أفكارها و أمنياتها على عُلب الحلوى و فساتين جديدة لعروساتها الجميلات..فارس الأحلام الذي كُن يَحلُمن به بنات أترابها لم يُعانق عقلها صهوة حصانه الأبيض..لم تكن تلك الطالبة المُجتهدة جداً ولم يوصلها عدم اجتهادها إلى الإهمال..كانت مُتوسطة في كل شيء..في درجاتها و حديثها..في طولها المُتناسق مع جسدها الضعيف..عينيها تتوسعان بتوسط،ترنيمة سـاحرة لمعزوفة ملامحها المميزة..

توسطت في كُل شيء..إلا شيئان فاقا التوسط..غِنى والدها و بُعد زوجها..!

لطالما كَرهت مُستواهم الإجتماعي الخارق عن العادة ! أموال أبيها في ازدياد لا يتوقف..عشرات الأراضي في البلد هو يمتلكها..عمارات سكنية في كُل منطقة..ثلاثة فنادق بأربع نجوم و آخرهم فاز بالنجمة الخامسة.. شركات بعدة أفرع..الراعي الأول لأشهر الماركات التجارية..ينام على مليون و يستيقظ على مليون !

وهي من بين كُل هذا الترف الفاحش تعيش في زاوية كئـيبة مُنقَطِعة عن الضوء،تُغَطّي شروخ جسدها بخرقة بالية مُرَقَّعة..لا معطف يقيها شتاء زوجها القاسـي المُرتبط بصفقة أبدية مع غيمة ثلوجها لا نهاية لتساقطها...فقيـرة هي من مشاعر افتقدتها في منزل والدها و ظنت أن عُش زوجها سينهل بها على روحها..لكن رأسها لا يزال ينتظر مسحة يد حانية..و جبينها لم ترتاح فوقه شفتين تطبعان قبلة دافئة..و قلبها يعيش بعثرة نبضاته،إلى الآن لم يأتِ من يُعيد استقرارها..،

لولا والدتها لكانت خرقة جسدها دون رُقَع،تكشف عن بَوح جروحها المفتوحة..!

أصابع يد والدتها الحانية تُفرق خصلات شعرها بخفة وهي تهمس،:ما شبعتين من حضني،صار ساعة !
انكمشت أكثر بعينين مغمضتين وكفيها تزيدان من اقترابهما لقلبها وبهمس،:بعد شوي ماما
بمحاولة إحراجها،:الى هالدرجة حضن زوجش ما يكفي ؟
مالت شفتيها تتصنع الخجل ويدها امتدت تشد ذراعها عليها،:حضنش غـيـــر
مسحت على بطنها و بتساؤل،:مافي بيبي جاي ؟
فتحت عينيها و دموع البارحة تشوش عليها الرؤية أجبرتها على البقاء داخلها..نطقت بكلمة واحدة،:لا
مسحت على خدها،:حــور حبيبتي ليـش ما تروحون تفحصون في مستشفى ثاني ؟
رفعت جسدها تبتعد عن حضن والدتها قبل أن تُفضَح ارتجافة جسدها..أعطتها ظهرها تُشغِل نفسها في ترتيب ملابسها و شعرها،:ماله داعي يُمه،المستشفى الأولي قالوا لنا اثنينا سليمين و التأخير من الله..وقت الا الله يكتب بيجي البيبي
رفعت يدها تدعو،:ان شاء الله يارب الله يرزقكم الذرية الصالحة قريـب
همست بشرود و أصابعها تعبث بملابسها،:ان شاء الله

لم تستمع لكلمات والدتها قبل أن تخرج من الغرفة و تتركها..غاب عقلها في الدوامة التي حُشِرَت فيها..كُل يوم تزداد اتساعاً و تزداد فيها عواصف الكَذِب..تُريد والدتها منهما أن يذهبان لمستشفى ثانٍ للفحص..على الرغم انهُ لا يوجد مُستشفى أول !

صحّياً لا تُعاني من مُشكلة..من ناحيتها طبعاً هي واثقة..أما هو لا تدري عنه..هي واثقة من قدرتها على الإنجاب..صحياً و نفسياً..تُريد طفل تحمله بين ذارعيها،تغمر أنفها في شعره تستنشق رائحته الطبيعية..تسهر على صوت بكائه و تنام بعد أن تسقيه من ثديها حليبٌ يروي عطشه الصغير..كلمة ماما يتفتت قلبها لسماعها..تُريد أن ترى انتفاخ بطنها و تستشعر حركته في رَحمِها..تحفظه بين ظُلُماتٍ ثلاث بعيداً عن ضوء الحياة المُثير لفيض العيون..،

رفعت رأسها للمرآة البعيــدة،لم تستطع أن ترى وجهها جيداً من غشاوة عينها و من بُعد المرآة..لكن الألم الذي سببه انشداد شفتيها الجافتين من ملح دموع بإبتسامة ساخرة أشعرها بملامحها..تَسخر من أحلامها هي وطفلها الوهمي ...،

فهي ليست مريم العذراء لتَحْمَل بجنينيها دون أن يَمسَسها رَجُل قط !



رَفَعَ الثقل للمرة الثانية و الخمسون..أنزله على صدره،تنفس بعمق ثُمَّ رفعه وهو يعد الثالثة و الخمسين..أنزله مع انفتاح الباب ليرفعه مُجدداً و الداخل يقترب منه..أخفضه مُكتفياً بأربع و خمسين مرة..

جَلس الداخل على الطاولة أمامه وهو يقول بإبتسامة مَرِحة،:صبــاح الخير يالنشيط

اعتدل جالساً رافعاً ظهره عن المرتبة الرفيعة الخاصة بتمرينه الرياضي..ابتسم له و يده تمسح وجهه بالفوطة الصغيرة المُستقرة على عُنُقِه..بهدوء قال،:صبــاح الخير يالكسول
ضحك وهو يضرب كتفه بخفة،:ياخي انا انسان احب الراحة و النوم،مالي خلق اقعد من صباحة الله عشان العب رياضة..ما استجنيت للحين
اتكئ بباطن يُمناه على فخذه و يسراه ارتفعت في الهواء يُعَدد،:أولاً الساعة احدعش و شوي يعني مو تونا الصبح على قولتك،ثانياً اذا ظليت على هالنوم و الأكل جسمك أبداً ما بيتعدل..و ثالثاً و الأهم قعدة الصبح و الرياضة فوائدهم واجد "ضرب بسبابته جانب رأسه و أردف" أولها المخ النظيف
أبعد يده عن رأسه و بسخرية،:جان صرت دكتور عشان كل يوم تقول هالحجي لمرضاك
رمقه بنظرة ثُمَّ أبعد عينيه عنه وذلك ارتفعت ضحكته..يستمتع عندما يعبث معه..تساءل،:ليش جاي اللحين ؟ جان كملت نومتك ؟
تقلصت ضحكته لإبتسامة وهو يقول بتمثيل،:جـاي اشبع منك قبل لا تسافر
ابتسم له بصدق،:والله بفقدك سلمانوو وبفقد جنونك
رفع ذقنه بغرور مصطنع،:احسن عشان تعرف مقداري

ابتسم له ثُمَّ أبعد عينيه للنوافذ الكبيرة المُنتشرة في النادي..اليوم الشمسُ سَخية،تُريد أن تودعه في آخر أيامه هُنا..تُطَهر بشعاعها الخفـيف ما دنسته الأيام من أتربة قذرة في روحه..قذارة للأسف اشتاقها..وهو عائد ليتشبع منها،مُثير للشفقة هو..يشتاق لقذارة لا يزال مُتَنَجساً منها..قلبه نتن يعشق الغرق في بحر الخيانة..،

همس و بصره يعود لرفيقه،:باقي يوميـن
،:اييي عاد يبي لك برنامج طويل عريض عشان تودع لندن عدل
ابتسم وهو يُخفض رأسه ينظر لإلتقاء أصابعه و بتساؤل،:تتوقع شنو بتكون ردة فعلهم ؟
شعر بيد سلمان على كتفه،رفع رأسه و ظهره مُنحَني..ابتسم له يُطمئنه،:اتكل على الله و ان شاء الله الامور بتكون تمام " وأكمل بمُزاح وهو يتصنع الجدية ويده تتراجع عن كتفه ليبسطها فوق صدره" فيــصل ياخوي اذا تبيني اجي وياك اساندك انا جاهز ترى

اتسعت ابتسامته بصمت..تخلص صدره من تنهـيدة حائرة تبعثرت في الهواء ناشرة رائحة تأنيب ضمير يوسوس لهُ ثأر مُنتقم..همس بتوجس

،:اهلي مقدور عليهم،بعرف شلون اواجههم،بس مواجهة اللي في بالي الله يستر منها



~ انتهى


 توقيع : طهر الغيم



رد مع اقتباس