عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2019   #2


الصورة الرمزية طهر الغيم

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (06:18 AM)
آبدآعاتي » 1,385,075
الاعجابات المتلقاة » 11658
الاعجابات المُرسلة » 6454
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » طهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond reputeطهر الغيم has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




،

الأمس،الثانية مساءً..

كان يجلس مع زوجته في غرفة الجلوس الكبيرة ذات الأرائِك الكلاسيكية،ينتظرون قدوم ابنتيهما الوحـيدة مع زوجها للغذاء،كان غـارق في مشاهد احتوّت ذكريات كُلّما استعادتها ذاكرته أسِف قلبه عليها..،أصابع كَفه تتحرك ببعثرة على فخذه،يرسم بعشوائية على بياض ثوبه سيناريو مُعاكس للخمسة عشر عاماً التي مضت..،خطوط كِبَر السـن لوّن طيّاتها سوّادٍ توشح أسفل عينيه لغياب النوم عنهما لفترة أنهكته نفسياً..فَدْاءُ النفس يجيئ المرء بوجع يُقاس بضعفان من داء الجسد..فجرح الجسد لا بُد أن يندمل..، لكن ثغرة الروح بماذا تُرَمم ؟!

ازدرد ريقه عندما اختلط صوت البُكاء في مَسمَعه،بُكاءان تقلّد كُل واحد منهما فترة زمنية مُنفصلة..هو كان مُسببهما الأول..،اعتصر قلبه للبكاء الأول..و مات في البُكاء الثاني..،برجليه و دون دراية وطأ زَهرته..،أراد أن يُسقيها زُلال لكن أُجاجاً كان سُقياها..،أُجاجٌ سقاها حتى أدمعته عينيها المُحترقتين من ملوحة تمرّغت فوق جرحها الطريّ..

داوى فجَرَح،ثمَّ داوى و ها هو يتربص جُرحاً آخر..يراه مُلوّحاً من بين عينيّ أميرته..،يراه في حركة رمشيّها،و تستشعره كفيّه من ارتعاشة أطرافها..دفئ يديه حاصرته برودة جسدها الصغير النائم كملاكٍ تحت غيّمته المًحمَّلة بأمطار وثلوج قد لا تقواها روحها الهشة..،

،:ابو حنيــن،الجرس يدق بنتك و زوجها وصلوا

رمشت عينيه ثُمَّ رفعهما ببطئ..ظلَّ ينظر لزوجته لثوانٍ بصمّت ..،زَفر بهدوء ثم وقف ليتقدمها بخطوات ثابتة وهو يقول

،:تعالي خل نستقبلهم

رافقته زوجته الى الباب الداخلي..فتحه هوّ و وقف مُقابلاً للداخليّن..ثوانٍ وبان أمام عينيه وجه محبوبته الأولى،تقف بنعومتها بالقرب من الذي أختارهُ زوجاً لها..كان يسمع ترحيب زوجته بهما وهو غائب في تأمله لوجهها الأجمل بالنسبة له..،

يعرفها أكثر من أي شخص آخر،حتى والدتها،يستطيع أن يقرأ التردد الذي تعيشه وهي تُجاهد إبتسامة خائفة..،اهتزاز ذقنها الناعم التوى لهُ عِرق في عُنُقه يتصل مُباشرة بجَوَى القلّب..، و لمعة الدموع في عينيها حَطَّمت المنبر الذي اعتلاه في عقله ليُحادثها من فوقه بجديّة مصطنعة..،لكـنه ضعيــف،و جــداً أمام صغيرته..أنثاه الوحيدة التي تُصيّر أفكاره سراباً،و تُغدِق على روحه بنظرة من عينيها و إبتسامة من شفتيها أزهاراً بتلاتها تشبعت من عطرها الخـاص المُداعب لأنفه مُنذ يومها الأوّل..،

نطقت بحشرجة،:بــابـ ـا

كَتمَ شهقتها في صدره،مكانها الوحيد وملجأها في حزنها و تَرَحِهَا،احتضنها بحنان أب سافر النوّم من عينيه عقاباً لكلمات نطقها في لحظة غضب تناسى فيها هذه الصغيرة...صغيرته و لوّ بعد قرن،!

مَسَحَ على رأسها بكفه العريضة وهو يُشدد من احتضانه لها..،يديها الصغيرتين تضغطان على صدره،فوق قلبه..و كأنهما تُعاتِبانه على قسوّته الغريبة..،رفع رأسها لتتضح له ملامحها المغسولة بالدموع..مسح فيّض عينيها بإبهاميّه،طبع قُبلة على جبينها قبل أن يهمس..

،:آسف حبيبتي..سامحيني حنين

احتضنت كفه بكلتا يديها وهي تقول بصوتها الذي اخترق شهقاتها،:لا بابا انت الا سامحيني "قبّلت يده" ما كان قصدي ازعلك..،آسفة بابا

ابتسم لها تلك الإبتسامة المُتَجَمِلة بحنان الأبوّة..إبتسامته رَشَّحَت ذرات القلق العالقة في قلبها و سهّلت مجرى شهيقها و زفيرها بعد أن قضت ثلاث أيام تَجُرُ النفس من فوق صهوة ضميرها المُقيّد بجدائل من الذنب الخانق..،

،:راضي علييّ

تنهد وقُبلة أخرى تركتها شفتيه على جبينها كتعويض لليلة زفافها المُفتقد لقُبلة أب مُحَمَّلة بدعوات

،:راضي يابنتي راضي

,



استيقظ على أصوات سيّارات توحي بانحصارها وسط زُحام كبيـر..،فتح عينيه ببطئ و هو يشعر بوخز خفيف فيهما..، نظر لمكان استلقائه و علامات استفهام ارتسمت فوق عقله عندما استوعب عقله أنه نائم على الأرض..! رفع ذراعه اليُمنى المُتصلبة..دعك عينه برسغه لثوانٍ ثم أبعدها لتتضح له رؤيتها..
اتسعت حدقتيه وهو يقفز من مكانه بطريقة فاجئت أعصابه المُسترخية..شعرَ بألم في عضلاته لكنه لم يلتفت له..فكُل ذرة في خلاياه تنصبت حواسها للذي فوق يده..،أحمر قاني تشعب بين فراغات يديه حتى نصف ذراعه..رفع يده اليُسرى لتصطدم عينيه بالبقعة الكبيرة في باطنها..،

ارتعاشة عنيفة نالت منه..استسلم لها ونظره يتتبع قطرات الدم المُتفرقة على الأرض..تجمعت في بقعة ثّم انتشرت ببعثرة..،نزل على رُكبتيه قُرب البقعة الكبيرة..انكمشت ملامحه من الرائحة..،حرّك رأسه و الاستنكار تشنج عند صدغيه..،ازدرد ريقه بصعوبة و للحظة شعر بأنه يزدرد الدماء معه..،همس برجاء

،:لا ياربي..لا لا يا ربــي

وقف من جديد وهو يدور حوّل نفسه بتَيّه،ذراعيه تتحركان باضطراب و دموع ضَعف باغتت عينيه المذهولتين..،كان يخطو بضياع و الصدمة جعتله مُستضعف لا حيـلة له..،يبحث عن إجابة بين أنفاسه المُتخبطة و التي رُبما حَملت معها روائح الساعات الماضية..،أوقفه الحائط، وضع جبينه عليه..،أسند يديه بالقرب من رأسه..أرجع جسده للخلف وبقوّة جذب نفسه للأمام ضارباً برأسه عَرضه..أعاد الكرَّة مُتجاهلاً الوَجع..كان يضرب بعنف مَقصده عقاب لفعلته..،يضرب و عقله بدأ بتنشيط ذاكرته ليسترجع جنونه..،تذكر الوجه المُلطخ بالدماء المُغيَّبة ملامحه من الكدمات..،و أُذنه تستمع لشريط الصراخ و التَرَجّـي !

سقطت ذراعيه بجانبه،استدار وجسده يستسلم للقاع بقلة حيلة..،رفع رُكبتيه وهو يجلس برجلين مفتوحتين اتكأ فوقهما كوعيه..وكفيّه تركت زمام الأمور لأصابعها التي بدأت بشدّ خصلات شعره..صـــرخ من أعمق نقطة في روحه وصوت صرخته تردد بين جدران الغرفة التي شهدت على جرائمه..،سقطت من عينه دمعة تجرَّعها مُستشعراً مرارتها..تذوَّق لسانه ضَلَالِه واختلط ريقه بمذاق هَوانه..،مركز الضياع داخله يزداد في جَذب روحه..،ذاته و من زمن لَحِقَت بعداد التائهين..فاتها القطار و بقيّت مُعلَّقة كقطرة غيّث تلاشت سُحابتها قبل أن تستوي بحراً..!



 توقيع : طهر الغيم



رد مع اقتباس