عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-02-2019
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل Darkkhaki
 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » منذ 3 يوم (03:30 PM)
آبدآعاتي » 611,011
الاعجابات المتلقاة » 6732
الاعجابات المُرسلة » 6603
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله
بيانات اضافيه [ + ]
s20 رجاحة عقل الرسول صلى الله عليه وسلم







لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم فيلسوفًا ولا أديبًا، ولا مؤلفًا، إنه صانع أمة، ومكون شعب، ونبي مرسل، يحمل ما تنوء الجبال بحمله، وهو رسالة القرآن. فلا يمكن أن نتعامل مع الرسول – في حوارياته – بكونه مفكرًا أو فيلسوفًا، وإنما نتعامل معه بوصفه نبيًا مرسلًا، مربيًا أمة كانت خير أمة أخرجت للناس. وهذا ما يفارق به الرسول صلى الله عليه وسلم الفلاسفة والمفكرين وقادة الشعوب.



فالعقل الإنساني يضل ويصيب، مهما توافرت له من معلومات وقيم، أما لو تسلح بالهداية الإلهية، فلا مجال للخطأ ولا سبيل للزيغ. "إنما العقل يدبر ما يحيط به وهو من غير هداية الوحي لا يفكر إلا فيما بين يديه، ولا يخترق الحجب والأستار إلى ما وراء ما لديه، فلا بد من علم الله يمده بعلم القابل وهو عالم الغيب والشهادة"[1].



وقد فطن الفقهاء القدامى إلى تميز شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، كما أوجزه القاضي عياض في نعته للرسول: " أما وفور عقله وذكاء لبه، وقوة حواسه، وفصاحة لسانه، واعتدال حركاته، وحسن شمائله فلا مرية أنه كان أعقل الناس وأذكاهم، ومن تأمل تدبيره أمرِ بواطن الخلق وظواهرهم، وسياسة العامة والخاصة مع عجيب شمائله وبديع سيره " [2]. فمثل هذه الشمائل لا تتوافر لشخص عادي، وإنما لشخص مميز ملهم موحى إليه، فدومًا نجد في عباقرة البشر أنهم متميزون في أمور ولديهم قصور في أمور أخرى، أما هذا التكامل الخلقي والجسدي والروحي والعقلي واللساني، فلا يتحقق إلا في شخصية أعدت وربيت بيد الله تعالى.



ولنتوقف عند سمة العقل لدى المبعوث صلى الله عليه وسلم يقول القاضي عياض:".. فضلًا عما أفاضه من العلم، وقرره من الشرع، دون تعلم مسبق، ولا ممارسة تقدمت، ولا مطالعة للكتب منه لم يمتر في رجحان عقله، وثقوب فهمه لأول بديهة " [3].



لا نجد فيما سبق تميزًا بشريًا، بل المنة الإلهية، فكيف تأتت هذه القدرات العقلية للرسول وهو الأمي، الذي لم يمتلك قدرة القراءة، حتى يطالع الكتب الدينية السابقة، والمعارف والعلوم والحكمة، فهذا أدل على إلهام الله تعالى لرسوله الكريم. وقد قال وهب بن منبه " قرأت في أحد وسبعين كتابًا فوجدت في جميعها أن النبي صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلًا، وأفضلهم رأيًا. وفي رواية أخرى: فوجدت في جميعها أن الله لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقله (صلى الله عليه وسلم) إلا كحبة رمل من بين رمال الدنيا " [4]. إن هذا الإجماع على التميز العقلي للرسول صلى الله عليه وسلم، يجعل محبتنا للرسول وإيماننا به تشمل التعلق الروحي إلى التأمل والدرس في شخصية خاتم الأنبياء فهي جامعة للكمال البشري في المنظور الفلسفي والنفسي والعقلي، والوحي الرباني.



ويضاف إلى هذه السمة، ثقته صلى الله عليه وسلم بالله تعالى، وهي منعكسة على تمسكه بالدعوة إلى أن يهلك دونها، " فقد كان جامعًا للمحبة والثقة كأفضل ما تجتمعان، وكان مشهورًا بصدقه وأمانته كاشتهاره بوسامته وحنانه " [5]. إن هذه السمة تعطي ثباتًا لمن حول الرسول الذين يتعرضون للمحن والتعذيب، وعندما يضاف إليها المحبة لمن حوله من الصحابة الأبرار وكل من يدخل الدعوة جديدًا، تصبح مزيجًا من الثبات والاطمئنان والارتباط في طريق واحد.






 توقيع : ملكة الجوري






رد مع اقتباس