عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-30-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 6 ساعات (08:11 PM)
آبدآعاتي » 1,060,634
الاعجابات المتلقاة » 14033
الاعجابات المُرسلة » 8219
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في الماء بركة وشفاء



لماء خلقٌ من خلق الله تعالى، فيه إعجاز وبركة وشفاء، وضعَ الله تعالى فيه من الأسرار الكثيرة ما يُثير العجب، ولعل من أهم تلك الأسرار أنَّ الله تعالى جعله الأساس في خلق كل المخلوقات الحية؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ﴾ [النور: 45].

جاء في أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله قوله: "وقال بعض العلماء: هو الماء المعروف؛ لأن الحيوانات إما مخلوقة منه مباشرة؛ كبعض الحيوانات التي تتخلَّق من الماء، وإما غير مباشرة؛ لأن النُّطَف من الأغذية، والأغذية كُلُّها ناشئة عن الماء، وذلك في الحبوب والثمار ونحوها ظاهر، وكذلك هو في اللحوم والألبان والأسماك ونحوها؛ لأنه كله ناشئ بسبب الماء"[1].

والماء طاهر مبارك، ففي طهارته قال تعالى:

• ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ [الفرقان: 48].

• ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11].

• وأما بركته فقد جاءت في قوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9].

وعموم الماء سواء كان مطرًا أو مياه أنهار أو مياه عيون هو ماء واحد، يتكوَّن من نفس المركبات، وله نفس الصفات والبركة بشكل عامٍّ، ما عدا أنه قد يحصل اختلاف يسير في نقاوته ونسب بعض العناصـر والأملاح فيه، باستثناء ماء زمزم فله خصوصية استثنائية معروفة، وأن مياه العيون تبقى لها خصوصية أيضًا؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ﴾ [يس: 34]؛ لذلك عندما يصف الله تعالى الماء الذي يتلذَّذ به أهل الجنة، فيذكره إنه من العيون؛ قال تعالى: ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66]، وقال تعالى: ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [المطففين: 28]، وقال تعالى: ﴿ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ﴾ [الإنسان: 18].

والماء سائل، شديد السيلان، فمن المستحيل الحفاظ على الماء في كفِّ اليد مدة طويلة، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [الرعد: 14]، وفسَّـرَ العلماء ﴿ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ﴾ [الرعد: 14] بالقابض الماء باليد، فإنه لا يحكم منه على شيء لكثرة سيولته، والعرب تضـرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلًا بالقابض الماء باليد؛ كقول الشاعر:

فأصْبَحْتُ مما كانَ بَيْني وبينَها *** مِنَ الوُّدِّ مثلَ قابضِ الماءِ باليدِ

وخلافًا للقاعدة العامة أيضًا، فإنه كلما ضغطت على الماء ازدادت سيولته؛ لهذا لا يمكن إنتاج الثلج بالضغط على الماء، ومن خصوصية الماء أنَّ ذِكرَ الماء كشفاء في القرآن الكريم جاء مع ماء العيون، وتحديدًا في شفاء نبي الله أيوب عليه السلام من مرضه، فقد دعا أيوب عليه السلام الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84]، قال البيضاوي في تفسيره: ((والضُّـرُّ بالضمِّ خاصٌّ بما في النفس كمرض وهزال))[2].

فكان ضرُّ أيوب عليه السلام هو المرض بالدرجة الأساس، فلما شعر أيوب عليه السلام بتفاقُم حالته الصحيَّة، وتردِّيها دعا ربَّه تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾ [ص: 41]، فجاءه الجواب من ربِّه تعالى بقوله تعالى: ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ [ص: 42]، واركض؛ يعني: اضـرب الأرض برِجْلِك فنبعت عين ماء، فاغتسل منها أيوب عليه السلام، فبرئ ما بجسده وشرب، فبرئ ما بداخله وشفي، وهذا دليل على الشفاء بالماء.

قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: "وجملة ﴿ اركض برِجلِك ﴾... إلخ مقولة لقول محذوف؛ أي: قلنا له: اركض برِجْلك، وذلك إيذان بأن هذا استجابة لدعائه.

والرَّكْض: الضرب في الأرض بالرِّجْل، فقوله: "بِرِجْلِكَ " زيادة في بيان معنى الفعل؛ مثل: ﴿ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ﴾ [الأنعام: 38]، وقد سمَّى الله تعالى ذلك استجابة في سورة الأنبياء؛ إذ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ﴾ [الأنبياء: 84]، وجملة ﴿ هَذَا مُغْتَسَلٌ ﴾ مقولة لقول محذوف دَلَّ عليه المقول الأول، وفي الكلام حَذْفٌ دلَّتْ عليه الإشارة، فالتقدير: فركض الأرض فنبع ماء، فقلنا له: ﴿ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ [ص: 42]، فالإشارة إلى الماء؛ لأنه الذي يغتسل به ويشرب.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس