أياَ زَماَنَ البُكاَ وَالْقَتْــلِ وَالْكُرَبِ
أبْكيِ الْعُرُوبَةَ أَمْ أَبْكيِ دَمَ الْعَـرَبِ
أَبْكِي دِياراً غَــدَتْ بِالأمْــسِ عاَمِرَةً
الْأنْـــسُ يَسْكُنُــهَا وَالْقَلْبُ فِي طَرَبِ
باِلأَمْــسِ بَاسِمَــةٌ مِنْ كُـــلِّ فَاتِكِةٍ
وَالْيَـوْمَ عَابِسَــةٌ وَالرَّبْـعُ فِي خَرَبِ
فَأَيْـنَ لَيْلَى وَلُبْنَى أَيْنَ مَــنْ عَشِقُوا
غَابُوا عَنِ الْعَيْـنِ وَالأَشْوَاقُ فِي لَهَبِ
يَا حَـــادِيَ اْلِعيِس بَلِّغْ رَبْعَ عَنْتَرَةٍ
إِنَّ الرُّبُوعَ خَلَــتْ مِنْ عَبْلَـةَ الْعَرٍبِ
يَا حَامِـلَ السَّيْفِ يَا عَمَّــارَ أَوْدِيَةٍ
مَاعَاَدَ سَيْفُــكَ فِي الأَعْـرَابِ بِالنَّسَبِ
مَاعَادَ سَيْفُــكَ فِي الأَعْدَاءِ يُرْهُبُـهمْ
سُيُـوفُنًا فِي رِقَابِ الْعُــرْبِ كَالقُضُبِ
أَغْمِـــدْ حُسَامَــكَ إِنَّ الْحَـيَّ مُرْتَحِلٌ
عَبْــلاَكَ لِلْغَيْـرِ فِي لَهْــوٍ وَفِي صَخَبِ
مَا لِلْعُـــرُوبَةِ أَضْحَتْ مِثْــلَ غَانِيَةٍ
لِلْغَــرْبِ رَاقِصَةٌ وَالْعُرْبُ فِي الشُّعَـبِ
يَا ابْنَ الْوَلِيدِ رَؤُوسُ الْقَوْمِ يَانِعَةٌ
فَالْعُـرْبُ فِي رِدَّةٍ وَالدِّينُ فِي الجُنُبِ
يَا مُعْتَصِــماً لاَ نِدَا لاَ صَـوْتَ تَسْمَعُهُ
أَصْـوَاتُنُا بِالدِّمَـا بَحَّـتْ مِنَ النَّحِبِ
جَاسَـتْ خَيُولُ الْعِـدَا مَأْوَى عُرُوبَتِنَا
فَمَنْ نُنَادِي بِالِّنَدا وَالْعُرْبُ فِي نَخَبِ
نُقَاتِــــلُ الْحُبَّ فِي أَوْطَانِنَا حَسَدًا
كَأَنَّــنَا أُمَّـةُ الإِرْهَــابِ فِي الْكُتُبِ
فَالْعُنْـفُ شِيمـَتُنَا وَالْقَتْـلُ دَيْدَنُنَا
وِعِشْقُنَا لِلدِّمَـا سَــالَتْ إِلَى الرُّكَبِ
حَتَّى الطُّفُــولَة فِي أَحْلاَمِــهَا ذُبِحَتْ
حَتَّى العَصَافِيرُ فِي الأَعْشَـاشِ لَمْ تَغِبِ
هَـذِي بِـلاَدِي دِيَارُ الْعُــرْبِ يَاوَطَنِي
هَــذِي دِيَارُ الرَّدَى وَالْمَوْتِ وَالنُّوَبِ




الجيلالي سلطاني
~ شاعر من الجزائر~