فيما انطلق الخميس الماضي مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور في مَلهَم شمال الرياض، والذي يستمر حتى 3 فبراير المقبل، تعود الذاكرة للحديث عن أول من استخدم الصقور في الصيد.
وتؤكد كتب التاريخ أن الصدفة قادت الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة، إلى استخدام الصقر في الصيد للمرة الأولى حينما شاهد انقضاض أحد الصقور على مجموعة من العصافير، في شبكة أحد الصيادين، قبل أن يأمر بتدريبه وتهذيبه، ويبدأ معه مشوار الصيد بالصقور.
والحارث بن معاوية بن ثور هو رابع ملوك مملكة كندة جنوبي الجزيرة العربية، ودام ملكه 40 سنة، حيث استطاعت كندة أن تقيم دولتها بنهاية الدولة الحميرية سنة 525م، ومنها بدأ اتساع دولة كندة، وامتد سلطانها إلى الحجاز ونجد والعراق والشام والحيرة.
ويعتبر الصيد بالصقور هواية توارثتها الأجيال، وتطورت على مر العصور، وتعددت استخداماتها، حتى أصبح الكثيرون في وقتنا الحاضر يقومون بتربية الصقور وتدريبها، ويصطحبونها معهم في رحلات صيدهم، وأصبحت نوعاً من سياحة البراري، وتحولت من هواية إلى احتراف لدى عدد كبير من الخليجيين.
وتمتاز الصقور بقدرتها الهائلة على اصطياد الفرائس، سواء الطائرة في الجو، أو المتحركة على الأرض، فلديها النظر الثاقب الذي يساعدها في تحديد أماكن وجود الفرائس بدقة عالية جداً، كذلك قدرتها على تغيير الاتجاهات بسرعة أثناء الطيران، بحيث تستطيع عمل المناورات حول الفرائس الطائرة، ومن ثم اصطيادها، لذلك استغل الإنسان تلك الميزة واستخدم الصقر في الصيد.
وتطير صقور الجير بسرعة 130 كم/ الساعة، بينما تطير صقور الشاهين بسرعة تتجاوز 386 كم/ الساعة عند الانقضاض على الفريسة، كما أن شكل الصقور ليس ثابتاً أثناء التحليق، بل يأخذ حرف "v"، وتتسم أجنحة الصقر بكبر امتدادها، وهي النسبة بين امتداد الجناح، وعرض الجناح، وهذا يفيدها في الارتفاع بسرعة والانقضاض على الفريسة بسرعة.