الموضوع: العفو المستحيل
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-09-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (07:24 PM)
آبدآعاتي » 1,061,215
الاعجابات المتلقاة » 14042
الاعجابات المُرسلة » 8225
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي العفو المستحيل



قد يستحيل على الأم أن يرق قلبها لفلذة كبدها ؛ حقًا أصبح كل شيء متوقع ومباح في هذا الزمان الذي بات فيه الابن عاق والأب قاتل ، إذن فلا عجب حينما تكون هناك أم قد تجمد قلبها لدرجة جعلتها لا تترحم على جثمان ابنتها الموضوع أمام بيتها أو تصفح عنها ، لقد حدث بالفعل في المملكة حيث أن هذه الأم كانت على خلاف مع ابنتها دام لعشرات الأعوام ؛ وهو ما تسبب في تلك الحالة العجيبة والمؤلمة من عدم الصفح على الرغم من وفاة الابنة .

خلاف بين الأم وابنتها :
كانت تعيش الابنة مع أمها في بيت الأسرة بعد أن توفي والدها ، ومضت حياتها راكدة في انتظار زوج المستقبل ، وحينما طال الانتظار قررت الابنة الزواج من أي شخص حتى إذا كان غير مناسب خوفًا من العنوسة ، ومن هنا بدأت المشاكل تتشابك بينها وبين الأم حيث تقدم لها رجل كان يكبرها كثيرًا في السن ؛ فأعلنت الابنة موافقتها على هذه الزيجة ، ولكن الأم ثارت غاضبة لرفضها لهذا العريس غير المناسب .



أصرّت الابنة على الموافقة بل إنها تركت منزل أمها وذهبت للزواج من هذا الرجل رغمًا عن أمها ، وهو ما جعل الأم تغضب على ابنتها بشدة وتقاطعها بسبب فعلتها ، حتى دام خصامهما لعشرات الأعوام التي عاشت فيها الابنة مع زوجها في استقرار دون أن تلجأ إلى أمها الغاضبة عليها والتي لم يرق يومًا قلبها لتحدث ابنتها أو تسأل عنها .

مرض الابنة :
مرت السنون سريعًا وأنجبت الابنة العديد من الأبناء ، ومازال الوضع كما هو مع أمها التي لم تحاول أن ترى أحفادها ، وذات يوم شعرت الابنة بالتعب الشديد وبعد الفحص الطبي علمت بأنها مصابة بمرض السرطان اللعين ، فعاشت فترة عصيبة جدًا من الألم والمعاناة مع هذا المرض شديد القسوة ، ومع ذلك لم تتواصل الابنة مع أمها أو الأم مع ابنتها على الرغم من كل الظروف الصعبة التي تمر بها الابنة ، إلا أن غضب الأم كان شديدًا جدًا ولم تستطع أن تتغلب على هذا الشعور لتقف بجانب ابنتها المنكوبة .



عاشت الابنة هكذا ما بين آلام المرض وآلام قسوة الأم ، وكانت تتلقى علاجها بصورة طبيعية حتى حان موعد الرحيل ، حيث أن الابنة قد وافتها المنية نتيجة لشدة مرض السرطان والذي لم تستطع مقاومته أكثر من ذلك ، ومن هنا بدأ الأقارب في محاولة لفضّ نزاع قديم بين الأم وابنتها بعد الوفاة ؛ وذلك كي تسامحها الأم لتقابل ربها دون وزر غضب أمها عليها ، ولكن حدث ما هو غير متوقع من أم لا يلين قلبها .

العفو المستحيل :
حينما تواصل الأقارب وبعض المصلحين مع الأم لإخبارها بخبر وفاتها من أجل أن تصفح عنها ؛ وجدوا الأم في حالة جمود تام ولم تهتز من هذا الخبر ، فما كان منهم إلا السعي الجاد لجعل قلب الأم يلين ، فوردتهم فكرة وضع الجثمان أمام بيت الأم قبل أن يواريه الثرى ، وبالفعل ذهبوا حاملين جثمان الابنة الراحلة ليصمد أمام بيت الأم ، وهنا كانت الصدمة القاتلة حيث أن الأم أبت توديع جثمان ابنتها أو الصفح عنها ، وكأنها وضعت قطعة من الحجر مكان قلبها حتى تظهر بكل هذه القوة الصادمة لجموع المشييعين الذين رغبوا للابنة ببعض الراحة في قبرها .



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس