قال لها ذات مساء :
سوادُ الليل كعينيكِ يقتُلني ..
وبردُ الليل كإحساسكِ يصفعُني ..
هدوء الليل في صمتكِ يزعجني ..
ورُغم حزنِ الليل كأنتِ يأسرني ..
ألا فتكلمي .!
قالت:
ماتَت حروفي يومَ تنطقُني ..
ونجومُ الليل على الأحلام تحسِدني ..
ضجيج الصمتِ ليسَ يترجمُني ..
ورُغم ظلامِ الليل كأنتَ يسرقني ..
قال:
يُحاكي البدر محياكِ وافقده ..
كمطرِ الشتاء من عينيكِ أعشقهُ ..
كلام الليل لستُ أُتقنه ..
وبتُ اليومَ من عينيكِ أنطقه ..
قالت:
محاقٌ في سماء الليلِ فاحسبهُ..
من شدة الوجلِ في الظلماء أمحقُه..
كلامُ الليل منكَ لستُ أعهده..
وبتُ اليوم بين يديكَ أسمعه..
قال لها : تكلمي ..
قالت: كفاني !
قال:
أحبكِ ثم أحبكِ وبعد ثُم أحبكِ ..
فزيدي شوقاً على شوقٍ لقربكِ ..
كلماتُ عاشقٍ فاعلمي أنكِ ..
محبوبتي الأولى فلا عشقَ قد كانَ قبلكِ ..
قال: ألن تتكلمي ؟!
قالت: بلى
كلماتُ قلبي بلا حروفٍ أكتبكِ ..
قصيدةَ شعرٍ للذي قد قالَ أحبكِ ..
كلماتُ قلبٍ وليعلم أنكِ ..
مبعوثُ الهوى إليه فماذا يقولُ بعدكِ ..
قال: أبكمتني!!
ماذا أقولُ وقد أفقدتِني الكَلِمْ ..
أواقعٌ هذا أم أنه حُلُمْ ..
مغلوبٌ من تحداكِ ولو علِمْ ..
فعلامةٌ أنتي من تحاشاكي سلِمْ ..
قالت : إليكَ عني !
قال: كلا.. أُحبكِ !
قالت:
إليك عني فمَن تلاقاني أَلِمْ ..
واقعٌ هذا قبل ولادتي عُلِمْ ..
أنذرتهُ فلا تقولوا ويحها ظُلِمْ ..
وقد قالها قبلي من تحاشاني سَلِمْ ..
بقلم/نوره أبولاحم