10-21-2018
|
#13
|



بينما تجلس إلى البحر بهدوء
وروحانية ممزوجة بالرومانسية الحالمة ..-
سوف تؤمن أنك تجلس أمام آية في الصفاء-
والصدق والوضوح ..
فالبحر جميل ..-
وأمواجه تدغدغ عواطفك ..-
وتلمس أحاسيسك ..-
لكن ..-
خلف هذا المنظر الجميل
والأمواج المتلاطمه الآخاذه ..-
أعماق تتنازع فيها الحياة
وعالم واسع كبير ..-
تتقاتل فيه الحيتان مع أسماك القرش
مع الأسماك الضعيفه ..-
ويأكل بعضها الآخر-
إنها مسألة حياة أو موت ..
إنه عالمٌ مخيف .. مرعب .-
الإنسـان والبحــــــر!!-
يجلس إليك بكل صفاء وهدوء ..-
وبوجه برئ واضح الملامح ..-
صافي التقاسيم ..-
لكن في مكمنه ..-
تتصارع النفس والهوى ..
وتتنازع الغرائز والشهوات-
فلا أحد يعلم بما في داخله ..
تماماً كالبحر ..-
و البحر حينما تغوص فيه-
و تتجاوز عالم النوازع والاقتتال ..-
سوف تصل إلى درر ولألئ و مرجان-
سوف تصل إلى الصدفات و داناتها ..-
سوف تلامس أنفس الأشياء والجواهر ..-
إنها في أعماق البحر ..-
الإنســـــــان والبحــــــر!!-
وهكذا الإنسان .. حينما يصفو ويروق ..-
ويتجاوز نوازع شهواته وأحقاده ..-
سوف تصل إلى جوهره ومكمنه الحقيقي ..
وهذا ما يسمونه ( المعدن الأصيل ) ..-
فجميعنا .-
تتصارع في دواخلنا الشهوات والأحقاد
وتشوه وجوهنا الهادئة الرقيقة ..-
فأحياناً لا تصبح بتلك البراءة الصادقة ..-
الإنســـــــان والبحــــــر!!-
غير أن القليل منا ..-
يتجاوز هذه المرحلة
ليبرز جواهره و نفائسه إلى سطحه ..-
وإلى تقاسيم وجهه فتجده-
محبوباً .. صادقاً .. خلوقاً ..-
يجبرك على أن تجلس إليه
لتستمتع بلآلئه ودرره ..-
وهكذا هي الحياة ..-
الإنســـــــان والبحــــــر!!-
نعيش كالبحر ..-
ونموت وأعماقنا كأعماقه ..
لا يراها إلا من يجيد الغوص فيها-
كما يغوص في البحر
|
|
|
|