الموضوع: كبش العيد
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-25-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (07:24 PM)
آبدآعاتي » 1,061,215
الاعجابات المتلقاة » 14042
الاعجابات المُرسلة » 8225
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كبش العيد



(قصة عن التردد)


إذا أقبلتَ على أشغالك من غير روحٍ، وسَعَيْت في حاجاتك من غير حبٍّ، واعتقدت أن مستشارًا واحدًا لا يشفي، وزادك لا يكفي، وأن الزمان والمكان غير مناسبين.

إذا رأيت من نفسك معاندةً كلما هممت، ومن قلبك انقباضًا كلما عزمتَ، وساخت قدماك في الأرض كلما أقدمت - فاجزم - ولا تتردد - أنك مصاب بداء التردد!

وهو داء - عافاك الله منه - لا يَدَع في قلب صاحبه إيمانًا من غير شكٍّ، ولا احتمالاً من غير وسواس، ولا قناعة من غير ريبة، ويصير القلب - سلَّمك الله - قبرَ الأفراح بعدما كان منجمَ الهمة والعزيمة

• • •

صديقي "كمال" شخصٌ عصف التردد بعزمه، وأكل عقلَه، وصفَّد بالحديد يديه ورجلَيْه، وله قصص في ذلك تُحكَى، من ذلك قصة أرويها لك، وهي معبِّرة وإن لم تكن وافيةً، وذلك أنه قال لزوجته وهو يهمُّ بالخروج:
عزمت على شراء كبش العيد، ولن أتردَّد هذا العام كما ترددت في العام الماضي؛ فتفوتني بهجةُ العيد وأجرُه.

فردَّت الزوجة وهي تطوي الثياب:
• إن رأيك لسديدٌ؛ فأنت مُقدِمٌ على طاعة، ومَن كان سعيُه في طاعة، استحق إعانة الله.

فتنهَّد من أعماقه وقال:
• وهل تعلمين من أين سآتي بالمال؟ أم وجدت الكلام بالمجَّان فتكلمتِ؟!

الزوجة: قلتُ لك: إنك أقدمتَ على مشروع عظيم، وسيُعينُك عليه ربُّك، فلا تُفكِّر في أمر المال؛ فإنه ميسَّر ومخلوف.
الزوج: لا أرى إلا أنك تَهْرِفينَ، وكيف سأشتري الكبش إذا لم يكن عندي مال؟!

الزوجة: إذا كنت خائفًا من الاستدانة، فلا عليك أن تَدَعَ التضحية إلى العيد القادم، ولا تحزن؛ فأنت فاقدُ الاستطاعة، وفاقد الاستطاعة معذورٌ.
الزوج: ولكني أملك مالاً ادَّخرته طوال أشهر، وهو وإن كان دون ثمن كبش، فإنه مشجِّع.

الزوجة: إذا كان الأمر كذلك فقد حُلَّتِ المشكلة.
الزوج: كيف حلت المشكلة؟ كيف؟ ألم تسمعي أنه لا يكفي!

الزوجة: سمعتُ كلَّ ما قلتَ، وقدَّرْتُ أن استدانة جزءٍ من المبلغ أهونُ من استدانة المبلغ كلِّه.
الزوج: تحكين بهذه العفوية ودون حرج، وتفترضين وتقترحين، وتستصغرين أمرَ الدَّيْنِ، كأنك لا تعلمين أن الدين - وإن قلَّ - همٌّ بالليل ومَذلَّةٌ بالنهار، وأنه رِقُّ الأحرار، وقاهر الرجال!

الزوجة: هذا رأي صحيح، فخذ به.
الزوج: ما أكثر ما تتغيَّرين، ألا تستطيعين تشكيلَ رأي سديد تثبتين عليه؟

الزوجة: الرأي السديد أن تأخذ بما ارتاح له قلبُك، ولا تتردَّد.
الزوج: صحيح والله، ما ألطفَ هذا الرأي! لماذا لم تجودي بمثله من الأول؛ فتستريحي وتريحي؟

الزوجة: كنت أُردِّدُه ولكنك لم تسمعه.
الزوج: والله ما صدر منك، ولا حتى ورد على لسانك.

الزوجة: لم أصرِّح به، ولكني قلت ما يجعلُك تَفهمُه.
الزوج: لا أظن ذلك.

الزوجة: دعنا من هذا النقاش العقيم، وقل لي: ما الرأي الذي ارتاح له قلبك؟
الزوج: والله.. إني.. لست مترددًا إطلاقًا ولكني.. أقول لك؟

الزوجة: نعم قل.
الزوج: في الحقيقة، الأمر صعب إلى درجة أن الحزم ضاع وأنا أفكّر، ولكني عزمت.

الزوجة: قل ما الرأي الذي عزمت عليه، وإن كنت أشكُّ أنك تستطيع العزم في شأن من شؤونك.
الزوج: أتشكِّين في زوجك؟ هكذا إذن تقلِّلين من شأني، وتطعنين في شخصي، إنك والله ناكرةٌ للعشرة، مضيِّعة للمعروف.

الزوجة: أووووه! هذا كله قاد إليه تردُّدُك، قل يا رجل ولا تأخذنا من موضوع إلى موضوع.
الزوج: وماذا أقول؟

الزوجة: قل الرأي الذي استقرَّ عليه عزمك.
الزوج: آآآ.. لقد عزمت على شراء كبش العيد، فلا يصحُّ أن أتقشَّف شهورًا كاملة لأجمع له مالاً، ثم أتراجع في آخر لحظة.

الزوجة: الحمد لله، إنه نعم الرأي، اذهب الآن واحمل المال، واقصد السوق حالاً قبل أن يأتيك شيطان التردد ثانية.
الزوج: ولكن المال لا يكفي.

الزوجة: عدنا ثانية! أقول لك، عندي الحل، خذ هذا السوار الذي أهديتني إياه أيام الخطوبة، وأضفه للمبلغ الذي ادَّخرتَه.
الزوج صارخًا: بئس الرأي، بئس الرأي، بئس الرأي.

الزوجة: افعل ما تشاء، فلست مشاركتَك في الحديث، ولا مشيرةً عليك!
الزوج: الرأي أوضح من الشمس، سأشتري كبشًا بالمبلغ الذي معي ولا أستدين، لأني فقير، والله أعلم بحالي.

الزوجة:.......
الزوج: هل تظنين أني سأحصل من السوق على كبش بالمبلغ الذي معي؟

الزوجة:.......
الزوج: ولا يهمني إن كان الكبش هزيلاً، المهم أن يكون سليمًا من العيوب الشرعية، ما رأيك؟ ألا تنطقين؟

الزوجة:.......
فلما رأى أنها لا تجيبُه قام إلى الخزانة، وفتح الدرج، وبحث تحت الملفات عن المال فلم يجده، فتلوَّن وجهه، وفتح الدرج الذي يليه والغضب يمنعه من الكلام، هل نسي المكان الذي أخفى المال فيه؟

وفجأة أطلق ضحكة مجلجلة، ونادى على زوجته:
• كريمة.. كريمة..

الزوجة:.....
الزوج: كريمة.. كريمة..

الزوجة بامتعاض: نعم.
الزوج: لماذا لم تذكِّريني؟ لقد نسيت، نسيت أن الخزانة الجديدة التي تزين غرفة نومنا، والتي أبحث الآن في أدراجها، قد اشتريتها بالمبلغ الذي أقول إني ادَّخرته لأجل كبش العيد!



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس